الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تفاصيل مظاهرة "جمعة الشهداء" في مدينة حماة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:22:20

طبعًا، اتجه الشباب بشكل أوتوماتيكي إلى مسجد عمر بن الخطاب [في جمعة الشهداء، 1 نيسان/ أبريل 2011]، وهو مسجد كبير بمساحته وموقعه، وخرج الناس، وذهبنا الى هناك، وكان واضحًا أن الوجوه جديدة، هناك حضور أمني، ولكن المسجد ممتلئ، وانتظرنا حتى انتهت الخطبة وصلاة الجمعة، ثم خرجنا، وخرجت وتوقفت خارج المسجد، وكان واضحًا أن هناك أشخاصًا يخرجون، وكان أكثر من يخرج بالذات هو عنصر الشباب، وكانت كثافة الشباب واضحة، وكانوا يخرجون، ويقفون منتظرين، والناس لم ينسقوا مع بعضهم، ولكنهم ينتظرون شيئًا ما، فحصل الحشد المطلوب، واجتمع الناس عند الباب، وصرخ شخص: "الله اكبر، تكبير". وبدأ الناس يكبرون ثم هتفوا: "حرية حرية"، و"الله.. سورية.. حرية وبس"، و" يا درعا نحن معاك للموت". وكان ذلك عند باب المسجد، وكنت على منصف الشارع واقفًا أمام باب المسجد، والمنصف مرتفع قليلًا، وأشاهد، وأذكر الشخص الذي صرخ أول مرة، وهو شخص طويل وجسمه ممتلئ وأكتافه عريضة، ويرتدي جلابية لونها أزرق، لحيته خفيفة ووجهه مدور وشعره عادي، وهو طويل، وكان واضحًا بين الجمع، ورفع يده، ثم صرخ: "تكبير". وهذا ما أتذكره، ولا أعرف اسمه، وهذا المشهد كان مشهدًا مختلفًا في حياتي كلها. وطبعًا مع الصرخات الأولى التحمت مع المجموع المتوقف، وانضممنا الى بعضنا، وأصبحنا نردد، ولم نعد نعرف من الذي يهتف، وانفجرنا بالهتاف، وهتفنا للحرية ودرعا بالدرجة الأولى، وهذه كانت هتافاتنا، ثم مشينا قليلًا باتجاه ساحة العاصي عبر شارع سعيد العاص، وطبعًا، كان الأمن مستعدًا ولديه احتياطاته، وأخرج النظام مجموعة كبيرة من المؤيدين، خرجوا من بناء الحزب الجديد (حزب البعث)، وهم يحملون صور بشار، وتوجد مجموعة أخرى أيضًا التحمت معنا لم نعرفها. وفي البداية، كنا نظن أنهم متظاهرون، والتحموا معنا ورفعوا صور بشار، وهم أخفوها في البداية في ثيابهم، وهم مدنيون، ورفعوا صور بشار، ونحن بدأنا نهتف: "الله.. سورية.. حرية وبس". وهم يهتفون: "الله.. سورية.. بشار وبس". واختلطت الأصوات، وعددنا لم يكن كبيرًا، ربما كان تقريبًا 100 شخص، ومشينا قليلًا، وهنا يوجد تقاطع طريق، ويبدأ من طريق حلب السخانة، ويؤدي باتجاه المناخ من الغرب باتجاه الشرق، ومن الجنوب باتجاه الشمال، ومن شارع سعيد العاص باتجاه الشمال إلى دوار الملح وطريق حلب، وعند هذا التقاطع، قامت سيارة سوزوكي (سيارة نقل صغيرة) بالعودة إلى الخلف إلى التقاطع، ودخلت في منتصف المظاهرة، فانقسمنا قسمين، وأصبحنا مجموعتين، فاختلط الحابل بالنابل، والذين كانوا مصرين على الهتاف بدأ الأمن يعتقلهم، فتم إفشال المظاهرة من الداخل، ونحن لم نعد نعرف، وتفرقت المظاهرة، وبدأ الناس ينفضون عنها، وبقي فقط جماعة الأمن والموالون الذين جاؤوا من بناء حزب البعث، وبدؤوا يهتفون لبشار، فابتعدنا عنهم مباشرة، وانفضت المظاهرة هنا، وتم اعتقال 5أو 6 أشخاص تقريبًا، وأنا رأيتهم كيف يعتقلونهم ويرمونهم داخل السيارات.

طبعًا، كما كنا متفقين أنا و أصدقائي أننا كما دخلنا فرادى فإننا سنخرج فرادى، ولا نخرج مجموعات تجنبًا للاعتقال، فخرجنا، وأعتقد أن مدة المظاهرة 15 دقيقة تقريبًا، وتم تصويرها بشكل سريع جدًا، وأعتقد أن هذه المظاهرة موجودة على الإنترنت، ولكن 10 دقائق كانت كافية حتى نهتف في الشارع لحريتنا ولدرعا بالنسبة لنا، ووُلدنا من جديد، وأنجزنا الإنجاز الأول، وهو كان الخروج وتحدي أنفسنا، فنحن الذين كنا نحرّض الناس، لم نجرب التظاهر بعد لأنه كان هناك خوف في قلبنا، فاستطعنا كسر هذا الحاجز داخلنا، وشعرنا بشعور جميل بمعنى أنه يوجد إدمان على هذا الهتاف، وأننا فعلنا شيئًا في حياتنا كشباب، فقد كان عمري 27 سنة، فكان إنجاز حياتي لا يعادل شيئًا في الحياة إلا الدراسة، ولكن كشباب وطاقات وثقافة ووعي لا يوجد شيء في دولة البعث يمكن أن يعبر عن نفسه، ولكن في وقتها نحن عبرنا عن أنفسنا.

فهي جزر، وأشبه ما تكون بجزر، قد تكون جزيرة ما تنسق أو مجموعة شباب تنسق، وأطلعوا صديقًا او شابًا من الحي [على الأمر]، وقالوا له: تعال، وأخبر صديقك. وهذا كان ينسق مع مجموعة أخرى، فيحصل هذا الربط، والربط لا يحصل بالتعارف وانفتاح المجموعات على بعضها غالبًا، والخوف الأمني والاختراقات وكل هذه الامور كانت هاجسًا لدى المجموعات الاولى، وأنت تنسق وإذا كان هناك شيء فإنهم سوف يخبرونك وتخبرنا، وهكذا كان الأمر بالنسبة لمجموعتنا؛ لأنه كان عندنا أجيال مختلفة كانت ضمن المجموعة، فأنا شاب متخرج وهناك شباب في مثل عمري متخرجون أو يعملون في أعمال مختلفة، ويوجد جيل ثان كانوا لا يزالون يدرسون، وفي بدايات دراستهم الجامعية، ويوجد جيل أكبر أيضا كانوا موجودين، ويعملون في السياسة سابقًا، ولديهم تجربة، وهذه هي الأجيال أو الأعمار الثلاثة؛ لذلك هذه المجموعة لها تشعباتها على صعيد الصداقات، وكنا نعتمد على إخبار بعضنا، ولكن عنوان الثورة أصبح واضحًا بالنسبة لنا، وهو مسجد عمر وحي المناخ والحاضر، وهذه المنطقة وهناك التجمع في البداية.

مهمات الثورة لم تكن كبيرة جدًا ومعقدة، وكانت مهمة الثورة هي أن تقف وتصرخ، وأنت وغيرك أرقام، وكان الرقم هو الذي يتحدث، ففي المرة الأولى خرج 150 شخصًا، وفي الجمعة الثانية 200 شخص وهكذا، وهذا ما كان يهم، وحتى إنه لم تكن هناك لافتات، وإنما هاتف يقوم بالتصوير وليس بالضرورة يصور لقطات واضحة، والمهم هو الخروج، لنقول للمحافظات الأخرى، إن المدينة الفلانية خرجت حتى نشجع بعضنا كمدن سورية، وهذه هي كل مهمات الثورة في تلك المرحلة، ولم يكن هناك طرح لبرنامج، وأحيانًا يحصل ترف كثير في الجلسات، ما هو برنامجكم؟ وبماذا سوف تخرجون؟ ولكن أهم منجز في تلك الفترة هو أن نقول: لا للطاغية في الشارع، وهذا هو أهم برنامج حققناه في ذلك الوقت، والسؤال الآخر يأتي لاحقًا. كما ذكرت كانت هناك مجموعة مختلفة من الفئات العمرية ومختلفة ثقافيًا ولديها مهن متنوعة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/01

الموضوع الرئیس

 جمعة الشهداء

كود الشهادة

SMI/OH/35-04/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان 2011

updatedAt

2024/03/21

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-مدينة حماةمحافظة حماة-الحاضر

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

فرع حزب البعث في حماة

فرع حزب البعث في حماة

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة