الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المظاهرات الأولى في قلعة المضيق وسهل الغاب

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:40:09

طبعًا كل أصدقائي المقربين يعرفون أنني أينما جلستُ وذهبتُ عندما يأتي الحديث عن النظام فلا يوجد عندي مشكلة بالحديث، وكان أكثر الناس عندما نكون مجموعين في سهرة، عندما أبدأ بالحديث يهربون، لا يخافون لا يتجرّؤون، فأنا في ليلة خروجنا بالثورة بتاريخ 25 آذار/ مارس (جمعة العزّة)، كنت نائمًا في مدينة السقيلبية، وكان عندي صديقة دكتورة (مسيحية) وكنا سهرانين سويّةً، فقالت لي إنّه غدًا يوجد مظاهرة في مدينة قلعة المضيق، فقلت لها: لماذا تمزحين معي هكذا؟، فقالت أنا أتكلّم بجدّية، وقالت: هذا [مكتوب] على "فيسبوك"، وأنا لم أكن أتابع "فيسبوك" ولا تعني لي هذه الأمور شيئًا -وسائل التواصل-، وأنا لم آخذ الكلام على محمل الجدّ، وأنا عندي منزل في مدينة زيزون أو قرية زيزون الحديثة ولكن كل يوم جمعة أذهب حتى أصلّي صلاة الجمعة في قريتي -عند أهلي- في قرية تل واسط، وأنا ذهبت قبل الصلاة تقريبًا بنصف ساعة، وأهلي موجودون بالضيعة، فوقفت عند أهلي وكان إخوتي الاثنان الصغار (الأصغر منّي) حسين وعبد الكريم، وطبعًا أخي حسين استُشهد في الثورة -رحمه الله- وأخي عبد الكريم موجود الآن في تركيا، وقالوا لي إنه يوجد مظاهرة في القلعة (قلعة المضيق)، وكانوا يريدون الذهاب معي، فقلت لهم: أنا لا آخذ أحدًا معي، أنا سأذهب إلى المظاهرة وحدي بسيارتي، وانطلقت بسيارتي بسرعة جنونية واتجهت باتجاه قلعة المضيق، ووصلت إلى قلعة المضيق، وأول مسجد [ في طريقي] كان أمامه يوجد أربعة أو خمسة لا يتجاوزون عشرة أشخاص يعني، وكل اثنين يقفون مع بعضهم ويتحدثون، فقلت في نفسي إن المظاهرة ليست هنا، ربما في المسجد الثاني -وأنا أعرف المسجد الثاني- فذهبت إلى هناك ولم يكن يوجد فيه أي شيء، ثم عدت، وطبعًا أثناء ذهابي يوجد مسافة بيننا وبين قلعة المضيق تقريبًا 35 كيلومترًا، وهو ليس أستراد ربما من السرعة قطعتُها بعشر دقائق، من فرحي مشيت بسرعة 200 أو220 كي لا يفوتني شيء من المظاهرة، وعندما ذهبت إلى المسجد الثاني خرج شباب منهم [من زالوا] طيّبون (على قيد الحياة) ومنهم [مَن] استُشهد، [خرج] شابان أحدهما اسمه أحمد الياسين والآخر خالد الطعمة، وهم ما زالوا أحياء، وصرخوا: "حرية" ومع كلمة "حرية" ركضَتْ خلفهم الناس حتى يضربوهم فهربوا، فخرج أشخاص من قلعة المضيق، وطبعًا هم أصدقاؤنا الآن وهم في الثورة ولهم دورهم في الثورة، فقطعوا الطريق وسحبوا (أشهروا) السلاح على الناس، وقالوا: أي شخص يتحدث عن النظام [سنضربه]، هم مع النظام [كانوا]، وأنا وقفت بسيارتي على اليمين وأشاهد، وكيف جئت وأنا سعيد وكيف خاب أملي وفشل الموضوع ولم تحصل مظاهرة، فوقف الشباب وكان يوجد أشخاص ذاهبون حتى يخرجوا في مظاهرة في قلعة المضيق، ولكن رآهم الناس (أهالي قلعة المضيق)، وقالوا: نحن لا نريد أحدًا غريبًا يفتعل المشاكل في القرية، وهذا الكلام بتاريخ 25 آذار/ مارس 2011 (جمعة العزّة)، فجاء الشباب إليّ ووقفوا إلى جانبي، وجاء شخص من أقاربي وهو طالب جامعة اسمه سامر حمادي، وشخص ثانٍ أيضًا من أقاربي -رحمه الله- عبد الستار حمدان من قرية قسطون، ووقفوا بجانبي وقالوا إن الوضع [غير مريح]، فقلت لهم: لا يوجد مشكلة وعليكم البقاء بجانبي حتى لا يقترب منكم أحد من قلعه المضيق، لأن الكثير من الأشخاص يعرفونني في القرية، وفُضّ الاشتباك قليلًا، ثم مشينا ولحق بي الشباب إلى منزلي، وأصبحنا ننسّق منذ ذلك اليوم أننا سوف نخرج مظاهرة ولسنا مهتمّين لأحد، قلنا لهم: كيف جمعتم بعضكم؟، قالوا جمعنا بعضنا -ولا يتجاوز عددهم عشرة أشخاص-  وذاهبون من منطقتنا إلى قلعة المضيق، واتفقوا مع شباب من هناك من أجل هذه المظاهرة.

فاجتمعنا وقررنا أن نخرج بالمظاهرات، وكان ذلك، في الجمعة التي بعدها (جمعة الشهداء 01 نيسان/ أبريل) خرجنا في مظاهرة، وطبعًا كل الناس خائفون، وهناك من خرج بالميتور (الدراجة النارية) والوضع صعب جدًا، وهذا في شهر نيسان/ أبريل، نحن في 01 نيسان/ أبريل خرجنا مظاهرة على الدراجات النارية، وأنا الوحيد الذي خرجت بسيارتي، وكانت سيارتي معروفة للناس جميعًا في تلك الأثناء، وأنا معروف للناس كلّها، مشينا وفي البداية كان يوجد عشر دراجات نارية تمشي خلفي، ثم أصبح العدد 20 دراجة و30 دراجة، ثم 60 و70 دراجة، واستمرت المظاهرة ولم نصل إلى قلعة المضيق (لم ندخل إلى قلعة المضيق)، واستمرت المظاهرة تقريبًا حتى أذان العشاء، والناس تلحق بنا، وأصبح يوجد أكثر من ألف دراجة نارية تمشي خلفنا، وكانت الهتافات "حرية" فقط، ولا يوجد أي شيء ضد رأس الدولة أو ضد الدولة في تلك الأثناء، نعم كانت الهتافات لدرعا، وحتى حمص لم يكن وضعها ظاهرًا، لأننا لم نكن قادرين أن نرى مظاهرات حمص إلا بعد خمسة أيام، وكانت تخرج المظاهرة وتحصل مجزرة في حمص ومن لا يوجد عنده تواصل لا يعرف، فكانت الشعارات "حرية حرية" فقط لا غير. 

وبناءً على ذلك أصبحنا ننظّم أنفسنا في سهل الغاب، وكنا من السبّاقين طبعًا، وكان معنا شباب دارسون خريجو جامعات، وهم أصغر مني بالسن ولكن شهادة للتاريخ هم عباقرة، وأذكر منهم الأستاذ علي الهليّل وسامر حمادي وعلاء خطاب والكثيرين، وهم لديهم رؤية ونظرية، وهذا الموضوع، وكنا نلتقي على مدار الأسبوع ونخطط ماذا سوف نفعل وأين سنذهب وكيف سوف تمشي المظاهرة، لأننا في سهل الغاب في هذه المنطقة يوجد تقريبًا 60 أو 70 قرية، وانضمّ لنا جبل شحشبو، وأيضًا يوجد فيه شباب واعيون وشعب عشائري من أهلنا من بني خالد، وهم من أكرم الناس في الثورة السورية، وكانوا كريمين جدًا مع الثورة والثوار بدون أي تردّد، انضمّوا إلينا في الثورة وأصبحنا ننسّق، وشكّلنا تنسيقية في شهر نيسان/ أبريل، وكل قرية تشارك في الثورة كان لها ممثل، وانتخبنا للتنسيقية، أو أصبح للتنسيقية أربعة أشخاص حتى يتواصلوا مع الناس وينظّمون المظاهرات، شخصان باتجاه الجنوب وهم ياسين ياسين وبشار نصر الطاهر من الحويز، وأنا والأستاذ علي هليّل للتنسيق مع الشمال، هم يحاولون التنسيق مع الجنوب ولا مشكلة لهم بالوصول بالتنسيق حتى إلى درعا، ونحن في الشمال إلى أينما نصل حتى حدود تركيا بإمكاننا التنسيق، الأستاذ علي نشيط بالأفكار جدًا، وهو شاب يحمل شهادة مكافحة الفساد وشاطر  ( مجتهد) جدًا، وأنا نشيط جدًا، متفرّغ، وأي شيء يقول عنه الأستاذ علي كنت معه، وما ينقصني يكمله الأستاذ علي، وما ينقصه أكمله أنا، وكنا إخوة بمعنى الكلمة، ونمضي في الثورة بمعنى الكلمة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/01/11

الموضوع الرئیس

جمعة العزة جمعة الشهداء

كود الشهادة

SMI/OH/74-02/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

25 آذار/ مارس 2011 - 01 نيسان/ أبريل 2011

updatedAt

2024/06/20

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-قلعة المضيقمحافظة حماة-سهل الغابمحافظة حماة-مدينة السقيلبية

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة