الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تفاصيل مجزرة الصنمين في جمعة العزة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:18:05

طبعاً، في هذه اللحظات لابدّ أن نتطرّق إلى المجزرة التي حصلت في مدينة الصنمين، ولماذا خرجت مدينة الصنمين [في الثورة]؟ أولاً: مدينة الصنمين هي مدينة معروفة الجيدور، ويتبع لها الكثير من القرى والنواحي الموجودة، مثل: كفر شمس، وإنخل، وجاسم، ودير العدس، والمناطق الإدارية والقرى التي تحيط بها، ومدينة الصنمين لبّت نداء الفزعة منذ اليوم الأول، وخرجت ورفعت الشعارات، وهي تنادي بالحرية وتطالب برفع القبضة الأمنية عن المتظاهرين في مدينة درعا البلد والمسجد العمري حصراً.

قبل ذلك بيوم، كان خطاب بثينة شعبان قد أثار الغضب لدى أهالي مدينة درعا، فكانت مدينة الصنمين من المدن التي رفعت أول شعارات في اليوم التالي [لحديث شعبان]: "يا بثينة يا شعبان شعب درعا مو جوعان". فكان هذا من الشعارات التي تمّ رفعها في مدينة الصنمين، وقرر أهالي مدينة الصنمين الخروج في تظاهرات يوم "جمعة العزة" للتعبير عن رأيهم وتضامنهم مع المتظاهرين في درعا البلد، الخروج كان من جميع المساجد من مدينة الصنمين، وكانوا يتجمعون في المحطة، وخرج المتظاهرون بعد صلاة الجمعة رافعين اللافتات وأصواتهم وحناجرهم تصدح بنداء الحرية، ويطالبون بإسقاط الأجهزة الأمنية، ورفع القبضة الأمنية وقانون الطوارئ، وكانت الشعارات: "الجيش والشعب يد واحدة"، و الشعارات السلمية التي يطالب بها أهل حوران عموماً وأهل سورية بشكل عام.

كان اسمها (اسم الجمعة) -بصراحة أسميناها- "جمعة الغضب"؛ لأنه هذا اليوم [أتى] بعد تشييع شهداء "مجزرة الأربعاء الدامي"، بعد سقوط 5 شهداء من مدينة الحراك أو لنَقٌلْ حوالي 17 شهيداً من الحراك والقرى المحيطة بها، والتي تتبع في الأصل لناحية لحراك، وأكثر من 200 جريح. طبعاً، في هذه الجمعة اتفق الأخوة الموجودون أو المتظاهرون على تسميتها "جمعة الغضب" لشهداء مدينة الحراك، وكانت هذه التسمية من أهالي المدينة أنفسهم.

في ذلك اليوم، وبعد خروج المتظاهرين من مدينة الصنمين إلى الشارع العام غرباً، خرجت كل المساجد التي قُدّر عدد المتظاهرين فيها حوالي 20 ألف أو ما يزيد، واجتمعوا مروراً بالشارع العام غرباً باتجاه مفرق "قيطة" شرقاً، وهذا الطريق معروف، وكانوا ينتظرون إخوانهم الذين يأتون من بلدات كفر شمس والحارة والقرى المحيطة بمدينة الصنمين، حيث توجّهت المظاهرة إلى المحطة مركز التظاهر، وبعد ذلك، توجّه المتظاهرون إلى قسم الأمن العسكري في مدينة الصنمين، دون الاعتداء أو حمل أي مظاهر مسلحة، أو حتى أبسط الأمور، حتى إن بعضهم كان يحمل أغصان الزيتون، وخرجت أغلب العشائر الموجودة في مدينة الصنمين بأطفالها وكبارها وشبابها ونسائها، وتوجّه قسم من المتظاهرين إلى قسم الأمن العسكري، وطالبوا برفع القبضة الأمنية، وندّدوا بخطاب بثينة شعبان، ورددوا شعارات: "اللي يقتل شعبه خاين"، وشعارات السلمية، و"من حوران هلت البشاير"، وكثير من الشعارات التي أُطلقت في هذا اليوم الحزين، ولم يتوقّع المتظاهرون أن يطلق الأمن العسكري رصاصة واحدة؛ لأن أغلب أو جميع المتظاهرين كانوا سلميين، ولا يحملون أي سلاح أبيض أو آلي.

بعد لحظات، أُطلق رصاص كثيف، وكان المشهد مخيفاً ومرعباً من القناصة الموجودين على أسطح الأبنية، سواء في شعبة التجنيد أو من قبل الأمن العسكري أو الأبنية المحيطة بالمتظاهرين، علماً بأن أغلب المتظاهرين كانوا موجودين في ساحة المحطة، وقسم كان موجوداً من جهة الأمن العسكري، وكما سمعنا من روايات الناس في ذلك اليوم [قائلين]: لم نكن نتوقّع أن يتمّ إطلاق حتى رصاصة واحدة على المتظاهرين. فتفاجأت الجموع بإطلاق رصاص حي من قبل القناصة والفروع الأمنية الموجودة هناك، وكان هناك تحضير لهذا العمل، وأذكر أن أحد المجرمين شخص يُدعى أبو وليم، كما ذُكر فيما بعد، وهذه قصة مشهورة، وتمّ في هذه اللحظات إعدامات ميدانية، وكان هناك جرحى أحياء فأجهزوا عليهم، وقتلوهم. وفي هذه اللحظات، اندفع الناس لإسعاف الجرحى وسحب جثث الشهداء، وكان عدد الشهداء يقدّر بحوالي 11 شهيداً، أغلبهم من مدينة الصنمين وبلدة كفر شمس، وكانت طريقة الإسعاف الأولية سيئة للغاية؛ لأن أغلب المتظاهرين لا يملكون خبرة في مجال الإسعاف الصحي أو هذه العمليات، فكان الجريح يُحمل وهو ينزف بطريقة تقشعر لها الأبدان، وأحياناً يُرفع... فإذا سقط شهيد فإنه يتمّ حمله بسرعة، ولم تكن هناك سيارات الإسعاف، وإنما كان الجرحى يُسعفون على الدراجات النارية أو السيارات المدنية، ويُنقل قسم منهم إلى مستشفى الصنمين العسكري، والبعض لم يقبل الذهاب إلى مستشفى الصنمين خوفاً من عمليات الإجهاز على ما تبقى من جرحى. ومن بين الشهداء الذين سقطوا في هذه المجزرة: الشهيد فراس سمير اللباد، ومهند يوسف دياب، ويوسف محمد فروح، وقاسم محمد العتمة، وأحمد أمين سالم، ومحمد فارس الزعبي، وهم من أبناء مدينة الصنمين. و شهداء بلدة كفر شمس أيضاً هم: معمر جميل الحمودي، وعبدو مصطفى الشريف، وأحمد يحيى الزعبي، وعروة محمد الشريف. وهؤلاء هم شهداء المجزرة الحقيقية التي حصلت في "جمعة العزة" أو "جمعة الغضب"، كما سماها أهالي مدينة الحراك أو المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى عشرات الجرحى الذين أُسعفوا و احتُجزوا في مستشفى الصنمين العسكري، أو إلى البيوت المجاورة لمكان المجزرة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/17

الموضوع الرئیس

جمعة العزة

كود الشهادة

SMI/OH/96-15/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي ، أحمد أبازيد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

25 آذار 2011

updatedAt

2023/11/03

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-كفر شمسمحافظة درعا-منطقة الصنمينمحافظة درعا-درعا البلد

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الأمن العسكري في الصنمين

الأمن العسكري في الصنمين

مستشفى الصنمين العسكري

مستشفى الصنمين العسكري

الشهادات المرتبطة