التحضيرات لمظاهرة جمعة العزة في اللاذقية -2
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:57:04
في اليوم الثاني، نزلت إلى المقهى مرة ثانية، إلى مقهى" قصيدة نثر". وطبعًا، أحد الشباب الذين كانوا من أصحاب المقهى الذي هو الصديق بريء خليل، أخذ هو وزوجته موقفًا مشرفًا جدًا في الثورة، واليوم هما في الخارج، وشاركا حتى في الحراك وفي المظاهرات.
وفي اليوم الثاني، عندما نزلت إلى المقهى التقيت بالأستاذ توفيق دبانة، وبدأ الحديث قائلًا: أعرف بأن لديكم الفورة، وأعرف أنكم تنتظرون، وتقومون بالتحضير، فكونوا واعين في الحركة، وهذا الخط الذي سيأتي لن يفلت منه أحد حتى إيران. هكذا كان حديثه، ولكن بهدوء. بعدها اتصل بي شاب من أقربائي اسمه محمد عبد الغني حاج بكري، وهذا الشاب كان قد درس شريعة، ومعه "بكالوريا"(شهادة ثانوية) شرعية، ويعمل مبلّطًا، ويسكن في الرمل الفلسطيني، وقال لي: يا بن عمي، تعال إلى منزلي. وذهبت إلى منزله، وعندها ارتحت بعد حديث محمد، وعرفت أن محمد بشكل أو بآخر قد أعطى ضمانات بأنني أستطيع التحرك. فذهبت إلى منزل محمد عبد الغني، وطبعًا، الشخص الذي اسمه محمد حاج بكري كان اسمه محمد عبد السلام حاج بكري (دكتور المالية)، وذهبت إلى منزل محمد عبد الغني، وقال لي: إن شباب الرمل جهزوا أنفسهم، ويريدون أن يخرجوا. وهنا عرفت أنه يوجد أكثر من حالة تمشي في اللاذقية، ولا أحد له دور فيها، فكل هذه المعارضة الموجودة في اللاذقية وحجمها الذي كان كبيرًا، من أنصار حزب العمل الشيوعي السابق إلى أنصار حزب الشعب، وجماعة العمل الشباطيين، ولجنة العمل الوطني كانت تحوي خليطًا منهم، وكان لها حركة، عرفت أن جميعهم لم يكن لهم أي دور فيما يحدث، وخاصة -بصراحة- أنه لا يوجد أسماء صغيرة، بمعنى أنه لا يوجد شباب إلا ما ندر، وهم أبناء بعض الأشخاص، مثل: نور التي كانت بنت غسان جديد الذي هو عضو في حزب الشعب الديمقراطي، وكان يوجد بعض الأسماء الأخرى التي كانت تحضر معنا، برزت مع أول الحراك منهم: روميو حسون، وطارق عزيزي، وبسام جنيد. وهذه الأسماء أخذت موقفًا عندما بدأ الحراك، أخذت موقفًا مهمًا، واتضح أنها كانت تنسق مع نور في هذا الحراك. وطبعًا، أنشأت نور حسابًا على "الفيسبوك" باسم نينار سعيد، وبدأ هذا الحساب ينشط بقوة، حتى أنه نسّق لمظاهرات الرمل الفلسطيني.
أثناء حديثي مع محمد عبد الغني أكد لي بأن هناك أكثر من حركة، فقلت له: من هم الشباب الذين معك؟ فقال لي: صدقني، لا تعرفهم، وأغلبهم ليسوا متعلمين، وليسوا في الوسط مثلك. ولكن أنا قلت لهم: إن ابن عمي لديه هوس في السياسة والنشاط المدني. فقالوا لي: استشره ببعض التفاصيل. فقلت له: ماذا تريد؟ فقال: نحن نفكر بالخروج من جامع المهاجرين في الرمل. فقلت له: إنني أعرف بأن الشباب يفكرون بالخروج من فوق أيضًا. فقال لي محمد: الصليبة مكشوفة، لا نستطيع الخروج من الصليبة. وقلت له: إن الشباب كانوا يفكرون بأكثر من جامع، وقد يخرجون من جامع خالد بن الوليد. فقال لي: نحن هنا في الرمل نعتبر أنفسنا دولة مستقلة لوحدنا، وربما يكون لنا تواصل معهم بعد أن نخرج، ونتحرك جميعنا، ونلتقي بهم. فقلت له: حسنًا، سأجعلك تتواصل مع الشباب. وفعلًا، تم التواصل مع ماهر على اعتبار أنه يعرف ماهر، ويُعتبر ابن الضيعة.
بعد ذلك بيومين، كان أقرب شخص لي في العائلة هو أيمن حاج بكري، استشهد تحت التعذيب، كان أيمن الابن الوحيد لأبيه، أكبر مني بسنة، وأبوه ابن عمي والدي، وابن عم محمد عبد السلام، كان يدرس الحقوق في الجامعة اللبنانية، ولم يكمل دراسته، وإمكاناته المادية كانت مقبولة، وكان لأيمن رأي مهم جدًا سياسيًا. وتقريبًا، كانت لقاءاتنا شبه يومية، ولكن أنا لم أتطرق له، وتكلمت لأنه لم يأتِ وقته. كان أيمن يعمل في محل ألبسة في منتصف السوق، في اللاذقية، تعود ملكيته لمحمد عبد السلام الحاج بكري (ابن عمي)، واتصل بي أيمن، وقال لي: تعال إلى المحل. فذهبت، فقال: البارحة كان العميد خضر العلي هنا (رئيس فرع أمن الدولة)، وطوال الجلسة كان الحديث عنك: أين تذهب؟ ومن أين تأتي؟ ففهمت أن القصص مدروسة أكثر من اللازم، وفي الحقيقة، كانت تنسيقاتي بسيطة جدًا، وأنا متأكد أيضًا من أن الشباب الذين كنا ننسق معهم كانت تنسيقاتهم بهذه الروح وليست أكثر من ذلك، فضحكت، وأخذت الموضوع ببساطة؛ لأنه أصبح لدي ثقة بأنهم سيأكلون الضربة أو المفاجأة من جهات لن يتوقعوها أبدًا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/07/11
الموضوع الرئیس
جمعة العزةكود الشهادة
SMI/OH/49-12/
أجرى المقابلة
منهل باريش
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
آذار 2011
updatedAt
2024/04/17
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-الصليبةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
حزب الشعب الديمقراطي السوري
حزب العمل الشيوعي في سوريا
فرع أمن الدولة في اللاذقية 325
لجنة العمل الوطني في اللاذقية