الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التحضيرات لمظاهرة جمعة العزة في اللاذقية -1

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:04:11

في اليوم التالي لعودتنا، كانت الحركة في اللاذقية شبه معدومة، كانت [حركة] الناس [قليلة] جدًا على الأقل وسط الاحياء التي ثارت فيما بعد، مثل: الصليبة، والطابيات، ومشروع الصليبة باتجاه شارع الكورنيش والسكنتوري، في هذه المناطق كانت الحركة شبه معدومة، وكانت البلد في حالة عجز تام.

في اليوم الثاني، في الثامن عشر من آذار (يوم الجمعة)، نمت متأخرًا، واستيقظت متأخرًا على اتصال هاتفي من عمر سليمان، وقال لي لماذا لا ترد؟ كان قد اتصل بي ثلاث مرات أو أربع مرات، قلت له: ماذا هناك؟ فقال لي: افتح التلفزيون. وفتحت، واستيقظت متأخرًا جدًا بعد صلاة الجمعة، وفتحت التلفزيون، وكان الحديث عن وجود شيء في درعا. بدأت أرى على التلفزيونات، وبعد قليل، كان عمر إدلبي على "BBC" يتكلم، وهنا رجعت، وصحصحت عندما رأيت هذه المظاهر، وبدأت أفكر: ماذا سوف نعمل؟ ورجعت أتواصل مع الشباب، و[أسألهم]: ماذا يمكن أن نعمل؟ فقالوا لي: إن كل شخص يجب أن يبدأ في المدينة التي هو موجود فيها، يبدأ بالتحضير لحراك.

أرسل لي عمر اسم شخصين في اللاذقية، كان منهم المرحوم حسن أزهري، كان عضو لجان تنسيق، واتصلت بهنادي كانت في الشام (دمشق) في ذلك الوقت، ونزلت إلى محل السيراميك، واتصلت بماهر، وجاءني إلى المحل، ودخلنا، وجلسنا، وقال الشباب: يكفي، لا يوجد حجة. طبعًا، هنا بدأت الأخبار تتكلم عن شهداء، وكان محمود جوابرة قد سقط شهيدًا، فقلت لهم: فعلًا، لم يعد هناك حجة. ولو أني كنت أفكر خلال اليومين الماضيين بأن الموضوع قد انتهى، وسيمرّ مرورًا سريعًا، فقالوا لي: لا، ويوجد الكثير من الناس قد حضّروا، وجهّزوا أمورهم. وفي الحقيقة دار حديث حول [أمر هو]: من أين سنخرج الجمعة القادمة؟ محمد جعفر- وطبعًا، هؤلاء الشباب موجودون في اللاذقية حتى الآن- قال: إن هناك مجموعة صغيرة كان قد تكلم معهم، وهم يقترحون أن يخرجوا من جامع في الكورنيش الجنوبي (جامع الزوزو) فقال لي: ما هو رأيك؟ قلت له: جامع الزوزو يقع عند تقاطع الكورنيش الجنوبي مع مشروع الصليبة على زاوية، على تلة صغيرة فوق الكورنيش تمامًا. فقلت له: الجامع خطير جدًا. أولًا- لا يوجد حوله أبنية سكنية، وهي بعيدة قليلًا. ثانيًا- الطرقات التي تأتي إلى هذا الجامع هي طرقات واسعة يعني الشبيحة وسيارات الأمن .......في الحقيقة، نحن في اللاذقية كنا نخاف الشبيحة أكثر؛ لأنهم موجودون هنا قبل أن يتواجدوا في أي مكان آخر، فهم موجودون في اللاذقية، وحالة مفروضة بقوة.

فقلت لهم: إذا جاؤوا من طريق الكورنيش، وجاؤوا من شارع الصليبة الرئيسي فالشارعان واسعان وسيحاصروننا، ويفتكوا بنا. من الأفضل أن تفكروا بشيء آخر، بمعنى أن تكونوا قريبين من الشباب (الشباب الأقوياء) الذين قد يدعمونكم. فقال لي: برأيك هل نذهب باتجاه الرمل أم باتجاه الصليبة أم باتجاه السكنتوري؟ فقلت له: هذه خياراتكم، أنا لا أريد أن أفرض عليكم، ولكن أنتم انظروا كيف تنسقون لهذا التفصيل، على اعتبار أنني أصلًا لم أكن معكم في هذه القصة. فقال لي: سأقول لك أمرًا. فقلت له: ما هو؟ فقال لي: بصراحة، بعد أن خرجت من عندنا في أول يوم أتيت فيه إلى هنا رأيت شخصين، كانا يمشيان، ووقفا عند باب المحل، وعندما ذهبت هما ذهبا أيضًا. قال: وأنا أشك بأنهما كانا من الأمن؛ لذلك أنا أريدك، وإذا كان بإمكانك ألا تكون موجودًا فهذا أفضل. فقلت له: حسنًا، لن أكون موجودًا. وقال: نحن نخبرك من أين سنخرج. فقلت له: حسنًا، فقال: ولكنني أفكر في جامع خالد ابن الوليد. جامع خالد بن الوليد على طريق الكورنيش، ولكنه في أول السكنتوري، الحقيقة أنه كان خيارًا مهمًا جدًا؛ لأن السكنتوري يوجد فيها خزان بشري من الشباب الحويترية (أصحاب المشاكل)، وفي أعلى الشارع من الجانب الآخر يأتي بستان الصيداوي، بنفس الروح أيضًا. امتداد اسكنتوري هو الرمل، فالحارات هنا شعبية جدًا، والجامع على الطريق، وخلفه حارة كبيرة مثل الاسكنتوري، يستطيع أن يغيب فيها مجموعة كبيرة من الشباب في الحارات الضيقة.

في اليوم الثاني، نزلت إلى مقهى قصيدة نثر، وجلست أنا والأستاذ توفيق دبانة- رحمه الله- كان هو أحد اليساريين الموجودين، وكنا نتكلم بموضوع الربيع العربي. فاتصل بي محمد حاج بكري- محمد جعفر لم يكن بيني وبينه اتصالات- وقال لي: هل تكلم معك جماعة الأمن؟ فقلت له: نعم، وقال لي: إنهم تكلموا معه، وقال لهم: إنه في منزلي، إذا كنتم تريدونه فهو في منزلي. وقال لي: ألم أخبرك بأن أي شيء تريد أن تقوم به يجب أن تخبرني عنه؟ أنا أحميك. فقلت له: حسنًا سأخبرك. وقال لي: أين أنت الآن؟ فقلت له: أنا مع أصدقائي، نجلس في مقهى. وقال: تعال إليّ مساءً. فجلسنا، ودخلت إلى المقهى صبية بنت غسان جديد الذي كنا نجتمع في منزله، ونقوم بجلسات، كانت صبية عمرها حوالي اثنين وعشرين أو ثلاث وعشرين سنة، اسمها نور، دخلت، وكانت منذ فترة طويلة لم ألتق بها. فسلمنا، وجلسنا، وقالت لي: أريدك على انفراد. وجلسنا على طاولة، فقالت: نحن نقوم بالتحضير؛ حتى نكون جزءًا من هذه المنظومة، وقالت: أنا لم أستطع أن أصل إلى رقم هاتفك؛ لأن الشاب الذي كان هو صلة الوصل الرئيسية بيني وبينك، والذي هو عيسى جورية، كان قد بدأ يظهر بوجهه الحقيقي، واتضح بأنه عميل، ويعمل لصالح الأمن. وقالت لي: لم أعرف مع من سأتكلم، وجئت إلى المقهى، ورأيت صورتك قبل فترة، وقلت: إنك تتردّد إلى المقهى، وبدأت أتردّد إلى هنا حتى أراك. وقالت: نقوم بالتحضير، ويوجد معنا شباب من الطائفة- وطبعًا، البنت علوية- يوجد معنا شباب من الطائفة يعملون بشكل جيد. فقلت لها: نعم. فقالت لي: أريدك ان تنضمّ إلينا. فقلت لها: أنا جاهز، وخاصة أنني أعرف توجهكم تمامًا، وكيف تمشين، وكيف تفكرين.، ولكن أنا وضعي كذا كذا كذا، كان هناك متابعة أمنية حثيثة ورائي خلال الفترة الماضية. وعرفتني على شابين، كنت أراهم في المقهى، وألتقي بهم، كنت أعرفهم، ولكنني لم أكن أتصور أن لديهم نشاطًا: شاب اسمه جهاد (أبو حامد)، والشاب الثاني أخوه عامر، وأمهم كانت رفيقتي أيضًا، موجودة في اللاذقية حتى الآن. فكانوا شبابًا صغارًا، وأحبوا أن يخوضوا التجربة.

في اليوم التالي، -طبعًا، وذهبت مساء إلى محمد- وأعطاني درسًا في الوطنية، وقال لي: إننا جميعًا نريد أن نغيّر، وأنا أحد الأشخاص الذين وصلوا إلى مراحل عالية جدًا، ولكنك تعرف أنهم بقرار أمني أبعدوني عن منصب نائب مدير المالية. و فعلًا، حدث خلاف بينه وبين بهجت سليمان حول مالك، كان مالك مدير مالية، وهو قريب بهجت سليمان، فوضعه بدلًا عنه، وأصبح خلاف فيما بعد بينهما، فأعطى بهجت سليمان قرارًا بتسريح محمد، كان بهجت سليمان في المخابرات العسكرية، وهذا الكلام قديم، في عام 2003 أو 2004 ، وقال لي محمد: إنني أصبحت تاجرًا كبيرًا في اللاذقية، ولكن كانت لي سطوة، وأنت تعرف علاقتي، فأنا حاقد أيضًا، لا تظن أنني لست حاقدًا عليهم، ولي موقف، فقلت له: ولكن حقدي عليهم ليس نابعًا من ثأر شخصي، أما أنت فحقدك نابع من ثأر شخصي، يا محمد، فأنا وضعي مختلف. فقال لي: بصراحة، هم يرونك أحد الوجوه المعارضة، هكذا تمّ توصيفك. فقلت له: ولكن هناك الكثير من المعارضة في اللاذقية، وأسماء مهمة جدًا. فقال لي: هؤلاء أكل عليهم الدهر وشرب، لا يوجد معارضة من الشباب الصغار، هناك مجموعة قليلة، وأنت واحد منهم.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/11

الموضوع الرئیس

جمعة العزة

كود الشهادة

SMI/OH/49-11/

أجرى المقابلة

منهل باريش

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةمحافظة اللاذقية-الصليبةمحافظة اللاذقية-السكنتوري

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لجان التنسيق المحلية في سوريا

لجان التنسيق المحلية في سوريا

قناة ال BBC

قناة ال BBC

الشهادات المرتبطة