الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

إرهاصات الثورة والكتابة على الجدران في قرى وبلدات درعا

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:33:05

طبعاً، كان هناك قطع عسكرية، كما يوجد في باقي درعا، ودرعا هي عبارة عن قطع عسكرية، مثل: اللواء 52. وهو عبارة عن أرض لأهالي مدينة الحراك، والمليحة، ورخم، والكرك. وطبعاً: اللواء 52 كان موجوداً في الناحية الجنوبية الشرقية على مساحة تمتدّ حوالي 12 ألف دونم، تمّت السيطرة عليها من قبل وزارة الدفاع، واللواء 52 هو لواء "ميكا- مشاة" وثاني أكبر لواء في سورية، وكانت هناك كتيبة للدفاع الجوي على طريق الحراك مليحة العطش أيضاً، وهذه أهم القطع العسكرية الموجودة في مدينة الحراك، وهو ثاني أكبر لواء في سورية.

[بالنسبة] لإرهاصات ما قبل الثورة، فقد كان هناك قبل الثورة السورية العظيمة ظهور لبعض الكتابات في عدة قرى وبلدات ومدن في الريف الشرقي والغربي، وكانت تُكتب على جدران المدارس أو المؤسسات الحكومية. وكان من أبرز القرى التي كُتبت عليها: المليحة الغربية (على أحد المدارس)، والمليحة الشرقية، وناحته، ومدينة الحراك، والصورة، و [قرية] علما على القوس الرئيسي، وخربة غزالة على الدوار، وحتى مدينة الشيخ مسكين كان فيها كتابات على مبنى الشرطة العسكرية والمخفر. وقام بهذه الكتابات أشخاص من مدينة الحراك عام 2010، في شهر تشرين الثاني و كانون الأول، حيث كتبوا عبارات مناهضة لنظام الأسد، ومن بين العبارات التي أذكرها: "أين النفط يا دكتور؟" و"سرقتم البلد"، وعلى إثر متابعة هذه الكتابات والعبارات، تمّ تعقّب أحد الأشخاص، واعتقاله. وفيما بعد، أُفرج عنه من قبل فرع أمن الدولة.

وفي عام 2011، أو قبل الثورة السورية، و[نتيجة] لما حدث في تونس ومصر وليبيا، وبعد تأثر الشباب العربي في سورية وفي درعا، هذا الشباب المثقف تأثر بموضوع الثورة التونسية، مثلاً: عندما أحرق بوعزيزي نفسه؛ فتساءل بعض الناس، وبعض الشخصيات: لماذا أحرق نفسه؟ وما الذي دفعه لهذا العمل؟ وكان هناك تأثر، والتأثر كان بشكل أكبر بخصوص مصر، عندما قام بعض الشباب بالكتابة على فيسبوك، ونزلوا إلى الشارع المصري، وتمّ إسقاط هذا النظام، وكان هناك تأثر في الشارع العربي. وموضوع الربيع العربي ولّد الهمة والاهتمام، وشجّع الكثير من الشباب؛ ليخرجوا ضد النظام، ولم نتوقع أن نخرج ضده في يوم من الأيام؛ لأنه نظام مجرم، وقمعي، ويصادر الحريات.

وعندما قام النظام باعتقال أطفال درعا، وهو الحدث الأكبر، تأثر أغلب الناس بموضوع اعتقال الأطفال؛ لأنهم كتبوا على جدران مدرسة حي الأربعين: "يسقط الأسد" و"جاييك الدور يا دكتور"، فترقّب بعض الشباب من مدينة الحراك المشهد في محافظة درعا، وما سيحدث؛ فقام بعض الشباب، وهم 3 شباب، في يوم 16 آذار 2011، بكتابات على المقبرة في بلدة الحريّك، وعلى القوس الرئيسي، عند مدخل مدينة الحراك، والمستشفى، والمؤسسة الاستهلاكية، ومدرسة البنين في مدينة الحراك، والمدرسة العاشرة في الحريّك. كُتبت عبارات: "حتى الأموات لا يريدون هذا النظام" و"يسقط حزب البعثية ويسقط بشار الأسد" و"يسقط الكلب بن الكلب"، وهذه العبارة رأيتها بعيني عندما كنت ذاهباً إلى عملي في يوم 17آذار 2011، إلى المستشفى. وكُتبت على مدخل مدينة الحراك، على جدار أحد المستفيات، ووضعت إشارة X على رأس التمثال النحاسي الموجود في مدخل المدينة، وكُتبت عبارات: "أسد عليَّ وفي الحروب نعامة"، وكانت هذه العبارات تضامناً مع اعتقال أطفال مدينة درعا، وتأثراً بالثورة التونسية والمصرية. وفي يوم 17 آذار 2011، دخل الأمن إلى مدينة الحراك، ورأى هذه العبارات، وكنت قد شاهدت هذه العبارات بينما كنت في طريقي إلى العمل؛ فقام مدير الناحية، وعناصر المخفر، وبعض الحزبيين، مثل: إبراهيم الحريري، وأحمد الحريري، وهما موظفان، أحدهما يعمل في منظمة طلائع البعث، والآخر في فرع الحزب في درعا. وهذه الكتابات كُتبت بواسطة بخاخ أسود، وكان لها صدى كبير. وكانت همّة هؤلاء الشباب نتيجة للتأثر بالأحداث التي وقعت لأطفال محافظة درعا، واعتقالهم، والمعاملة السيئة للوجهاء من قبل الفروع الأمنية، حيث لاقوا عدم الاحترام، وعدم قبول طلباتهم، فقام هؤلاء الشباب بالكتابة على جدران هذه المؤسسات والدوائر الحكومية، فأثارت حفيظة النظام، وحصل توتر أمني في الصباح الباكر. وقبل ذلك، كان هناك حراسة على جميع المؤسسات، وطُلب من فرع الأمن السياسي وأمن الدولة أن يكون هناك حراسة مشددة من قبل الحزبيين والمدرّسين والموظفين لدى الدولة على الدوائر الرسمية، وفُرضت مناوبات يومية بشكل مستمر.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/09

الموضوع الرئیس

محافظة درعا قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/96-03/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي ، أحمد أبازيد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نهايات عام 2010 و آذار 2011

updatedAt

2024/01/26

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-الحراكمحافظة درعا-محافظة درعا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

اللواء 52 ميكا - نظام

اللواء 52 ميكا - نظام

منظمة طلائع البعث

منظمة طلائع البعث

فرع الأمن السياسي في درعا

فرع الأمن السياسي في درعا

فرع أمن الدولة في درعا 315

فرع أمن الدولة في درعا 315

كتيبة الدفاع الجوي مليحة العطش

كتيبة الدفاع الجوي مليحة العطش

الشرطة العسكرية في درعا

الشرطة العسكرية في درعا

الشهادات المرتبطة