محمد حاج بكري - سيرة ذاتية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:13:38:20
اسمي محمد حاج بكري، من مواليد1977، ولدت في قرية صغيرة في ريف اللاذقية اسمها دويركة، من منطقة جبل الأكراد، وبحسب التقسيمات الإدارية التي حدثت، والتي سمعتموها في فترة الثورة السورية، فإن هذا الاسم كان اسمًا محليًا متداولًا للمنطقة.
وأنا شاعر كتبت الشعر في فترة مبكرة من حياتي، وتقدّمت (هكذا تعرفني الأوساط العامة) على هذا الأساس، وعملت إعلامي في بداية الثورة السورية، وأوصف اليوم بأني أحد الإعلاميين السوريين الموجودين في الساحة السورية.
بدأت تجربتي مع السياسية في فترة متقدمة من حياتي؛ حيث كان ابن عمي سجينًا سياسيًا، سجن في عام 1981، وخرج في عام 1986، كان في رابطة العمل الشيوعي، سجن وعمره 17 سنة، وعندما خرج كان ابن 22-23 سنة. ومع بداية تشكّل وعيي، كان ابن عمي هيثم أحد الأشخاص القريبين مني رغم فرق السن بيني وبينه، وخلق لدي حالة من الكره لأنظمة الاستبداد من خلال حديثه وتعامله معي، كان يتكلم كثيرًا عن أيام سجن تدمر، وعن قصص السجناء، ويتكلم عن قضايا التعذيب، وتكلم قليلًا عن العمل السرّي السياسي وعن لذته، وكيف كانوا يمارسونه لمواجهة النظام في ذلك الوقت.
خلق هيثم عندي حالة كانت تدفعني لأن أكون أحد الذين يبحثون عن تغيير هذا النظام. رفد هيثم في تشكيل هذه الحالة الكاتب والصحفي خالد الحاج بكري الذي كان مدرس اللغة العربية، ودرّسني في الصف السابع أيضًا، كان له تأثير كبير جدًا، وبعد فترة (حوالي سبع سنوات) من تدرسيه لي، انتقل إلى الخليج، وبدأ يكتب في الصحافة العربية، في جريدة الحياة، وجريدة البيان. وجريدة الخليج، وكان يكتب في مجال التحليل السياسي وعن المواقف السياسية. وكان له موقف سياسي صارم من نظام الأسد. كل هذه المعطيات خلقت لديّ حالة من هذا الكره، والشيء الجميل هو تلك الحالة الظريفة التي كنت أعيشها على اعتبار أن لدي بذرة موهبة شعرية، وأنني أكتب الشعر؛ فأنا يجب أن أكون معارضًا، كنت أعيش هذه الحالة وأنا طالب في الصف السادس، والصف السابع، والصف الثامن، وأعيش هذه الحالة بكل تفاصيلها. وفيما بعد، في المرحلة الثانوية، كنا قد استقرينا في اللاذقية بشكل كامل، ففي بداية المرحلة الإعدادية (في الصف الثامن) انتقلت إلى مدينة اللاذقية، وأصبحنا من سكان المدينة بشكل كامل خلال فترة الدراسة.
وفي المرحلة الثانوية، بدأ خروج أشخاص من السجن، من الذين سجنوا لفترات طويلة في المعتقلات، وكان هيثم يزور بعضهم؛ فبدأت أذهب معه، أو نلتقي معًا ببعض الأشخاص الموجودين. **وفي عام 1998 حصلت على البكلوريا الأولى وسجلت في قسم الجغرافيا، في دمشق، وبعدها لم يكن الفرع هو ما أطمح إليه أو ما أريده؛ فذهبت إلى الجيش في عام 1997، وقمت بإعادة التقديم على[امتحان] البكلوريا بعد سنة**، وحصلت عليها، وسجلت في جامعة حلب، وأوقفت تسجيلي، وقضيت خدمتي العسكرية في لبنان، في منطقة راشيا الوادي. والحقيقة أن مشاهداتي في تلك الفترة أيضًا كانت قد تركت عندي الكثير من السلبيات تجاه النظام، تعاملنا كجيش سوري مع اللبنانيين في الشارع، والحواجز كانت تنصب بين قرية كفر قوط اللبنانية وقرية راشيا الوادي، حيث كان يوجد ثلاثة أو أربعة حواجز، وكلما مرت السيارات اللبنانية كانوا يوقفونها، ويتعاملون معها بشكل عنصري وقذر جدًا إلا مع الأشخاص الذين كانوا يتعاملون معهم (العملاء).
وأذكر حادثة وقعت معنا في[منطقة] بحمدون، حيث كنا نذهب للقيام بمشروع للفرقة [العسكرية] الرابعة عشرة ولكتيبة" الكيمياء"، وكنا نذهب للقيام بمشروع سنوي في [منطقة] بحمدون. فذهبنا، ونصبنا الخيام، وكانت مدة المشروع شهرًا[واحدًا]، ونصبنا الخيام بجانب" فيلا" ضخمة، وكنت أول مرة أذهب فيها إلى "المشروع"، وقالوا لنا: إن هذه" الفيلا" لأحد النواب اللبنانيين، يعني وصل الأمر إلى أن ننصب الخيام في ساحة الفيلا، وكان هناك طريق يبعد 200 متر-باتجاه المكان الذي نحن [نعسكر] فيه- عن الطريق الرئيسي، فطلبوا منا أن ننصب حاجزًا على الطريق الرئيسي، وبالصدفة كنت أنا رئيس حرس في ذلك اليوم، في أول يوم. كان الضابط المناوب نقيبًا اسمه زهير شاليش من جبلة، كان ضابط مشاة، وكان هو النقيب المناوب في ذلك اليوم، وأذكر تمامًا أنني كنت جالسًا في خيمته، والحرس على الطريق، وسمعنا صوت إطلاق نار سريع، وهو كان بثيابه الداخلية (يرتدي سروالًا قصيرًا وقميصًا)، فقال لي: انظر بسرعة ما يجري. وكان يضع مسدسه على الطاولة، فأخذت مسدسه الموجود على الطاولة، وذهبت سريعًا باتجاه المكان، ووصلت إلى باب المعسكر، ورأيت شباب (عناصر) الحرس، كانا اثنين يقفان بجانب سيارة لبنانية، وقد رفعا سلاحهما، فاقتربت، ووجدت شابًا لبنانيًا وصبية لبنانية-عمرهما تقريبًا 22-23 سنة- في السيارة، كانت إطارات السيارة الجانبية على الأرض، وسألت الشباب: ماذا يحدث؟
فقالوا: لا نعرف، لقد وصل إلى جانبنا، وخرج صوت، أو رمى شيئًا، وسمعنا الصوت، ونحن خفنا ورمينا [أطلقنا النار] على السيارة مباشرة. وقال لي مباشرة باللهجة لبنانية: والله يا أخي" ببساية، ببساية" (عبوة المشروب الغازي المعدنية)، وهي لم تنتبه أنكم قد وضعتم حاجزًا هنا، وأنكم واقفون؛ فتوقفت، وأنا أسأل نفسي: ماذا يجب أن أفعل؟ وللحظة خطر في بالي أنها صبية صغيرة، والنقيب شخص ممكن أن يفعل الكثير من القضايا (الممارسات) وقد يتسلى بهم، وقلت له بسرعة: حتى لوكان إطار سيارتك فارغًا من الهواء فامشِ، ومن الواضح أن علبة" البيبسي" مرمية على بعد 50 متر تقريبًا، فمشى، ثم ذهب الشاب، ونظر إليّ العسكريان، وقالا: ماذا ستقول للنقيب؟ فقلت: سأقول له ما حدث. فذهبت، وكان النقيب قد وصل، ووقف عند باب المعسكر من الأعلى، والسيارة تمشي على مهلها، وقال لي: ماذا حدث يا بكري؟ فقلت له لا يوجد شيء، الشباب كانوا مخطئين، ألقوا علبة" بيبسي" من دون علمهم بوجود حاجز هنا، ونحن مخطئون، في الأساس، يجب وضع إشارات قبل مسافة 300 متر أو 400 متر، ولكن نحن لم نلحق (لم يسعفنا الوقت) أن نضع الإشارات. وقال لي: لماذا لم توقفهم، وتصعد بهم، وتفتش السيارة؟ فقلت له: لماذا أفتش السيارة؟ يعني كان هناك شاب ومعه صبية في السيارة؛ فلماذا أفتشهم؟ فقال لي: كان معه صبية؟ فقلت: نعم، وقال: لماذا لم تأت بهما إلى هنا؟ فقلت له: لا داعي لذلك؛ لأن الجماعة أصيبت سيارتهم، وأصبح الرصاص في السيارة، والإطارات على الأرض، وهم الآن يمشون على" الجنط" (الإطارات فارغة من الهواء). فقال لي: حسنًا. ومرّ الموضوع، ولكن في الحقيقة، كان الموقف يعبر عن حجم الخوف الذي كانوا يزرعونه، فحتى العسكري السوري نفسه الذي يقف على الحاجز أفهموه أنه في أي لحظة قد تتعرض لأي محاولة اغتيال أو أي موقف، رغم أننا كنا في عام 1997، وبالمقابل هم أيضًا أصبح لديهم رد الفعل نفسه، وهذا كله من خلال الممارسات التي كانت تحدث في لبنان.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/07/08
الموضوع الرئیس
النشاط قبل الثورةكود الشهادة
SMI/OH/49-01/
أجرى المقابلة
منهل باريش
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
1997
updatedAt
2024/04/17
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-الدويركةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
جامعة حلب (نظام)
جامعة دمشق
رابطة العمل الشيوعي
صحيفة الحياة اللندنية