مظاهرة سوق الحميدية في 15 اذار 2011
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:12:49:24
تحرّكت الأحداث منذ السابع من آذار/ مارس، وحتى العاشر أو الثاني عشر من آذار/ مارس، وبدأنا نتكلم أنا وعمر سليمان ومحمد ديبو. كنا نذهب إلى جلسات الخميس في منزل مصطفى زغلوط، وكان المرحوم عبد الله هوشة، وكان منذر مصري، انضم منير شحود في آخر فترة من هذه الفترات، كان يأتي بين الحين والآخر، وطبعًا، أصبح منير في هذه الفترة مقيمًا في مدينة اللاذقية، وصار ينضم للجلسات. كان الحديث معهم تقليديًا جدًا: قراءة وتحليل ماذا يمكن أن يحدث، وهل ستحدث ثورة في اللاذقية أم لا؟ وما إلى هنالك. الميزة في هذه المرحلة أنني تعرفت على طبيب في مشفى الأسد الجامعي، والطبيب موجود في السعودية حاليًا، اسمه عوني الشامي، وتزوج صبيّة من اللاذقية (رفيقتنا)، وهي طبيبة أيضًا، وطلبت مني عملًا لعوني، على اعتبار أنني أعمل في شركة أدوية، وقد أستطيع أن أؤمن عملًا له كمندوب دعاية طبية، وقويت علاقتي بعوني، وعوني بدأ يعمل معنا في تفاصيل. وبعدها، اكتشفت أن لدى عوني تلك الروح (روح المعارضة)، وعوني عرّفني على شاب من بانياس، اسمه الدكتور محمد عيروط، وبعد حوالي عشرة أيام من معرفتي له ولقائي به، وبعد أن تحدثنا عن الكثير من التفاصيل، طلب مني أن ينتسب إلى المنظمة العربية لحقوق الإنسان، وذهبنا إلى منزل أبو فواز (مصطفى زغلوط)، وتعرّف مصطفى زغلوط على محمد عيروط، وبدأ محمد عيروط يتردد إلى المنزل، وأصبحنا نذهب، ونجتمع في جلسات خارج جلسات الخميس، و تكلم محمد عيروط في منتصف آذار/ مارس عن بانياس بأنها تتحضر لمظاهرات.
وزرت بانياس في اليوم الثالث عشر من الشهر، والتقيت بمحمد في مقهى، في بانياس، ولم نجتمع مع أحد، وتكلمنا ببعض التفاصيل؛ لأنه كان قد أخذ إجازة صغيرة، وقال لي: إن الأمور ذاهبة لدينا باتجاه الحراك. وتكلمت أنا وعمر على "الفيسبوك" ليلًا، وقال لي عمر: يوجد عندنا شباب يحضرون لبانياس فلا تخف، ولم يعطني أسماء، وقال لي: إن التحضيرات جيدة. فقلت له: ستتورط الناس في بانياس؛ لأنني أحسُّ تمامًا كيف يتحرّك الأمن في الساحل تحديدًا. وهنا كان الأمن قد استدعى أكثر من شخص خلال هذه الفترات، حتى من المعارضين الكبار في السن ومنهم: منذر مصري، ومنير، والدكتور منذر بدر حلوم، وحتى الدكتور راتب، علمت فيما بعد أنه استدعي أكثر من مرة (الدكتور راتب شعبو). فقلت لعمر: أعتقد أنه يجب أن تؤجلوا موضوع بانياس. واطلبوا من الشباب أن يؤجلوه، ويؤجلوا موضوع الساحل؛ حتى نرى ماذا سيحدث في دمشق، في اليوم الذي تمّ تحديده، والذي كان الخامس عشر من آذار/ مارس، وكان قد تمّ تحديد اليوم، وتمّ الحديث عنه. أخبرني عنه؛ فقلت له: أجّله؛ حتى نعرف ماذا سيحدث في الخامس عشر من آذار. وفي الثالث عشر من آذار ليلًا، في نفس اليوم، وفي نفس المحادثة، أخبرني عمر: بأنه تم اعتقال مجموعة من الشباب في حلب من الذين نتواصل معهم. فقلت له: كان لديّ شك كبير بوجود اختراقات، وقلت لكم: يوجد أسماء أنا لا أعرفها تمّ سؤالي عنها. وفي الرابع عشر من آذار صباحًا، قررت السفر إلى الشام (دمشق) واستيقظت صباحًا، ورتبت أموري، وتكلمت مع المؤسسة على أساس أنني سأذهب بسيارة خاصة من المؤسسة، أن تأخذني المؤسسة بسيارة العمل، وجاءني هاتف من محمد حاج بكري الذي كان تاجرًا في اللاذقية، وكان قبل ذلك معاون مدير المالية في اللاذقية، وكان أحد اللوردات في اللاذقية، وله علاقاته الكبيرة، واتصل بي عبر الهاتف، وقال لي: تعال إلى هنا. وذهبت إلى منزله، فقال لي: إنهم يضغطون عليك كثيرًا، ويسألون عنك كثيرًا، فلا تذهب إلى أي مكان، ولا تتحرك أي حركة من دون أن تخبرني، وأي حركة تريد أن تقوم بها يجب أن يكون لديّ علم بها. فقلت له: حسنًا، ولا أستطيع أن أقول له: لا. لأنني أخاف أن يحزن أهلي؛ لأن علاقتي بأهلي -بصراحة- وعلاقتي بأبي مختلفة، فلا أستطيع أن أقول له: لا. وأبي قال لي من قبل: إنه ربما يحميك في أي وقت إذا حدث أي شيء. وهذا الكلام قديم، فقلت له: حسنًا. فقال لي: هل ستذهب إلى الشام (دمشق)؟ فقلت له: أفكر أن أذهب. فقال لي: لا، لا تذهب. فقلت له: حسنًا، لن أذهب. ورجعت في هذا اليوم، ولم أفعل شيئًا مختلفًا، وبدأت أتواصل مع عمر سليمان ومحمد، وتكلمنا حول بعض التفاصيل، وماذا يحدث، وما الذي قاموا بتجهيزه. وطبعًا، كلهم أخبروني بأنهم سيخرجون في اليوم الخامس عشر من آذار. وفي الليل، أخبرني عمر أن محمد علوش اعتقل في حمص.
في الرابع عشر من آذار، كان محمد علوش في مقهى إنترنت، في حمص، وخرج من المقهى، ويبدو أن صاحب المقهى بلّغ عنه، وبينما كان خارجًا من باب المقهى تم اعتقاله وأخذه إلى فرع الأمن العسكري في حمص. وفي اليوم الثاني صباحًا، اتصل بي محمد حوالي الساعة العاشرة، وقال لي: تعال لنشرب القهوة معًا. أنا أريد أن أسافر، فقلت له: لديّ عمل. فقال لي: لا، تعال لنشرب القهوة. ويبدو أنه كان يعرف أنني أريد أن أسافر، ولم أكن أعلم غايته: هل كان يخاف عليّ فعلًا، أم أن لديه معلومات، ولا يريدني أن أذهب، أو هناك شيء آخر. فذهبت إليه، إلى المكتب، وحاول أن يؤخّرني قليلًا، وذهبت من عنده إلى الكراجات، وركبت في أول باص موجود، واتصلت مع عمر أثناء الطريق، فقال لي: نحن في الطريق إلى الشام (أنا ومحمود عيسى). ووصلت إلى دمشق، ولكن للأسف لم ألحق[المظاهرة]، والتقيت بعمر سليمان ومحمد ديبو، وكان معهم شاب شاعر اسمه حسام موصللي عند تمثال صلاح الدين، في باب الجابية، كانت الحفلة[المظاهرة] قد انتهت. وصلت بعد الساعة الثالثة والنصف أو الرابعة تقريبًا، أو عند الساعة الخامسة. عندما وصلت كانت الحفلة قد انتهت، ولم ألحق. الحقيقة أنني في ذلك اليوم رجعت متضايقًا جدًا، لا أعرف ما أعمل، ولم أرَ عمر إدلبي، التقيت بعمر سليمان وحسام موصللي ومحمد ديبو، هؤلاء الثلاثة الذين رأيتهم، عمر سليمان شارك في الحفلة جيدًا، ولكن الحفلة لم تَدُم كثيرًا، وكانوا يحاولون لملمة بعضهم؛ حتى يعودوا، ويخرجوا، ولم يستطيعوا. وشارك حسام موصللي أيضًا في الحفلة، ولكن محمد ديبو جاء متأخرًا قليلًا، رغم أنه كان مقيمًا في دمشق. ولم ألحق بعمر إدلبي ومحمود عيسى بسبب الضغط الذي كان على عمر، ورجعوا إلى حمص، وأنا رجعت إلى اللاذقية، وكنت منزعجًا جدًا ومتضايقًا. وطبعًا، هنا حاول الشباب لملمة بعضهم مرة ثانية، وتواصلوا مع بعضهم، كان الناس قد بدؤوا يرجعون؛ لأنهم أحسوا بأنه لا يوجد أمل. ويبدو أنهم وأنا قد اسنحضرنا الاعتصامات القديمة التي حدثت في 2005 و2006 فعدت وكنت أشعر بالضيق وقلت في نفسي: لايوجد أي أمل للأمر.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/07/11
الموضوع الرئیس
مظاهرة سوق الحميديةكود الشهادة
SMI/OH/49-09/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
آذار 2011
updatedAt
2024/04/17
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-الحميديةمحافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة طرطوس-منطقة بانياسمحافظة دمشق-باب الجابيةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
فرع الأمن العسكري في حمص 261
المنظمة العربية لحقوق الإنسان