الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اقتحام مدينة القصير الأول ومحاولات تنظيم الحراك

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:10:20

في هذه الفترة، وبعد هذا الاجتماع، أصبح لدينا تنظيم لهذا العمل، وخلال هذا الاجتماع، كانت هيئة التنسيق واضحة في سورية، وكان أحد المجتمعين من الهيئة، وشعرنا أنه كان يحاول أن يجذب الانتباه إلى هذا الموضوع. وطبعاً، رفضنا أن نكون تابعين لأي أحد، وهذا الموضوع لا يهمنا، ونحن غير ملتزمين به، ولا نريد أن نذهب في هذا الاتجاه، وبدأنا نرسم خطاً خاصاً بنا، وهو المصلحة الوطنية فقط والقصير فقط، أو بالأحرى سورية فقط، ومن دون أن نكون تابعين إلى أي جهة أو تيار أو هدف ثان. وحالياً، ما يهمنا هو بلدنا القصير، ويجب أن نخرج من هذه المرحلة بأقل الخسائر الممكنة، ويجب علينا تنظيم العمل؛ حتى يظهر بمظهر حضاري. فاتفقنا فيما بيننا حول ضرورة أن نلتقي بشكل كامل، ويجب أن يكون لدينا تنظيم أوضح، ويجب أن ندعو المثقفين إلى الدخول معنا؛ حتى يصبح عدد المؤمنين بهذا العمل أكبر.

وطبعاً، كانت المشاركة في المظاهرات خجولة، وفي تلك الفترة، وظهر شيء اسمه: "التسوية". بمعنى أنك تذهب إلى الأمن، وتقول: إنك تظاهرت، أو غُرّر بك، وتكتب تعهداً بأنك لن تعيد هذا الفعل. وطبعاً، كان ذلك نوعاً من أنواع الاعتراف بأنك خرجت في المظاهرات، وتضع نفسك في مكان كأنك مطلوب. أصبحنا نقوم بتوعية الناس، وحدث ذلك الموضوع مع المثقفين بشكل خاص، وكنت أذهب إليهم، وأقول لهم: يا شباب، إن هذا الموضوع غير صحيح، وهو خاطئ، وسيظهر دورنا الآن، ويجب علينا الظهور، ويجب علينا الدخول بالعمل، وينبغي علينا أن نقود هؤلاء الشباب، وهذه مهمتنا، وهذا هو دورنا كمثقفين. فحاولت كثيراً في وقتها، وزرت معظم الأطباء والمهندسين والمحامين والصيادلة من أصدقائنا، وكل من أعرفه كنت أذهب إلى زيارته، وأطلب منه، وأقول له: يجب أن نكون واضحين، ونكون ظاهرين.

وفي هذه الفترة، تقبّل الناس الدعوة، وكان هناك أشخاص بقوا خائفين، وهناك أشخاص دعوا لنا بالقبول، وأشخاص دعوا لنا بالتوفيق، وأشخاص جاؤوا معنا، وأشخاص قالوا: نحن لا نزال نذهب ونأتي (أوضاعنا مستقرة)، ولا نريد ذلك [الانخراط في الحراك]. وبعد ذلك، أصبح هناك عمل على مستوى أعلى، وصار يوجد تنسيق على مستوى أكبر، وتنظيم. المهم أننا بالإمكانيات الموجودة والأشخاص الذين تبرعوا بالعمل تفرّغنا لإدارة هذه المظاهرات، وأصبحنا نقيم اجتماعات بشكل يومي وبشكل أسبوعي، ويمكنني أن أقول: إننا أصبحنا نجتمع يومياً معاً، ونفكر بما يجب أن نفعله، وبدأنا. وعندما دخلنا على الناس أحسسنا أنهم متشوقون، ويريدون من يقودهم، وأصبحوا يأتون إلينا، ويقولون: ماذا يجب أن نفعل الآن؟  يأتون إلينا في الجامع، ويقولون: ماذا يجب أن نفعل الآن؟ يا دكتور، أين نذهب؟ وماذا نفعل؟ والذين كانوا يعملون سرًا في اللافتات كانوا يأتون إلينا، ويقولون لنا: ماذا نكتب؟ وماذا يجب أن نقول؟ ماذا يجب أن نفعل؟ وفي هذه الفترة، قلنا لهم عندما اجتمعنا: يجب علينا تشكيل لجان، وكل لجنة لها مهمة، وهذه المهمة تكون واضحة ومخصصة لهم. وشكلنا شيئاً اسمه: "لجنة المظاهرات". وهي عبارة عن مجموعة أشخاص ..فلان وفلان وفلان، كانت مهمتهم مراقبة المظاهرات والسير معهم، ومراقبة الشعارات، ومراقبة اللافتات. وبعد ذلك، ظهرت تنسيقيات في سورية، وكانت هناك تنسيقية قد بدأت تنشط، وأنا أعرف الذين يعملون فيها، وشكّلنا أيضاً لجنة اسمها: اللجنة الخاصة بالإعلام (اللجنة الإعلامية). ومهمتها أن ترتبط مع التنسيقية، ونحن سنخبركم من هو المسؤول عن التنسيقية، وكيف يمكنكم أن ترتبطوا معه، وكيف ترسلون له الأخبار. وبعد ذلك، تطورت، وكانت في البداية عبارة عن لجان بسيطة وكلمات، كان هناك 3 أو 4 أشخاص، وأنتم مهمتكم كذا، وأنتم مهمتكم كذا، وهناك أشخاص مهمتهم التصوير وتجهيز الأفلام ومراقبة الأفلام، وإذا كانت هناك لقطات غير جيدة يقومون بإزالتها، وتُرسل المقاطع، بمعنى أنه أصبح هناك تنسيق عملي بشكل أكبر.

وبعد فترة، قررنا إنشاء -حيث أصبح هناك مظاهرات أكثر وتحرش من الأمن، وأصبح هناك جرحى- إنشاء لجنة طبية مهمتها معالجة الناس. وفي البداية، كانت في المنازل، ومع مرور الأيام، أصبحت كل هذه الأمور التي كانت عبارة عن لجان صغيرة هيئات، وأصبحت مراكزاً، وأصبحت مستشفيات، وكل هذا كان يقوم على العمل المنظم.

جاء الاقتحام الأول في شهر رمضان، بدأ الاقتحام الأول للجيش، واقتحم الجيش، وأصبحنا في رمضان نقوم بتنظيم مظاهرات مسائية في ساحة السيدة عائشة، بجانب الجامع الكبير أو ساحة الساعة في القصير (الساحة الرئيسية)، وأصبحنا ننظم مظاهرات كل يوم في الليل، بعد صلاة العشاء أو صلاة التراويح، ونقيم مظاهرات ما يشبه السهرة، ويجتمع الناس من جميع مناطق القصير، ويجلسون، وينشدون، ويعبرون عن رأيهم، وتنتهي في الساعة 11:00 أو 12:00 ليلاً، ويذهب الناس إلى منازلهم للنوم.

وفي اليوم الثاني، أظن أنه كان في 11 آب/ أغسطس، استيقظنا صباحاً، وإذ الجيش يطوّق القصير بشكل كامل، ودخلوا إلى القصير، وأثناء دخولهم، قاموا بإطلاق نار كثيف أدى إلى استشهاد 6 شهداء، تصادف ذلك مع مرور كل من كان ذاهباً إلى عمله، وقُتل 6 أشخاص، استشهدوا في اليوم نفسه، واقتحموا المنازل، واُعتقل حوالي 150 شخصاً، كان من ضمنهم اثنان من إخوتي، أحدهم كان معتقلاً معي، وكان منزلي في مكان ناء في تلك الفترة، فلم أكن أجلس في منزل العائلة الذي كان معروفاً بأنه منزلي، وكان عندي منزل آخر في ذلك الوقت. واقتحموا المنزل الذي كان بجانب منزلي عن طريق الخطأ، وكانوا يقصدون اعتقالي. وفي ذلك الوقت، مرت الأمور بسلام، ولم أعتقل، وخرجت إلى البساتين، كانت هناك بساتين خلف منزلي، ذهبت إليها ريثما تنتهي الحملة. واقتحم الجيش المدينة ليوم واحد، ولاحظنا شيئاً مهماً في هذا الاقتحام، وهو: أن الجيش الذي اقتحم أو عناصر الأمن كانوا يريدون محاولة الخروج بتقرير عن القصير بأنه لا يوجد فيها شيء، وصدر التقرير يقول: لقد قمنا بالاقتحام، ولم نجد شيئاً أبداً. والمنزل الذي وجدت فيه بندقية أخذوها، ولم يسجلوها، والشخص الذي أمسكوا معه مسدساً أخذوا مسدسه، ولم يسجلوه، فكل ما وجدوه أخذوه من دون أن يسجلوه، وصدر التقرير بأن القصير لا يوجد فيها شيء أبداً، وانسحب الجيش مباشرة، بمعنى أنه اقتحم يوماً واحداً، ثم انسحب مباشرة.

وفي هذه الفترة، تغيّر هذا الضابط الذي كان رئيس مفرزة الأمن العسكري، وجاء ضابط مكانه من [مدينة] السَلَمية، من عائلة الجرف، ولم يكن علوياً، و لكنه كان شرساً جداً، وكان يريد إظهار ولائه للنظام وبأنه يحقق [إنجازات] أكثر من العقيد فاطر مخلوف، وأخذ يقتحم المدينة بالسيارات والدوريات الأمنية، و بدأ بمنع المظاهرات، وكانت إحدى المظاهرات في ذلك الوقت عبارة عن مظاهرة طلاب مدارس (أطفال)، قرروا القيام بمظاهرة للأطفال، فلبس الأطفال ثياب المدرسة، وحملوا حقائبهم، وخرجوا في مظاهرة، فجاء، و اقتحمها بواسطة عربة "بي إم بي" والرشاشات، وكان جميع الأطفال في المرحلة الابتدائية، وتعرضوا إلى رعب شديد، وهربوا، وهو لم يكن يقتحم المنازل، وإنما كان يدخل في سيارته، ويطلق النار على من يراه في الشارع، ويقتله،  فقتل عدة أشخاص بهذا الشكل، وهو كان يحاول دبّ الرعب في المدينة من خلال هذه التصرفات، على عكس الضابط الذي كان قبله، حيث كان ذلك الضابط يقول: لا تقتربوا منا، ولا نقترب منكم. ولكن هذا بدأ يقتحم، ويدخل إلى المظاهرات، ويُطلق النار. وبعد ذلك قُتل [تم اغتياله] في كمين على الطريق، وهو ذاهب أو قادم، وقاموا بقتله وتصفيته. ثم استلم مكانه من جديد شخص آخر، وكان سيئاً مثله، ولكن في هذه الفترة وعندما استلم الشخص الثاني توقفت الاقتحامات، وأصبحت القصير تعتبر محررة، ولم يعودوا يدخلون إلى المنطقة التي كنا موجودين فيها (المعارضة).

في هذه الفترة، في شهر رمضان، أصبح هناك معتقلون وشهداء، وقررنا زيادة النشاط في العمل، مثلاً: عقدنا أول اتفاق على مستوى سورية كلها، وبدأ من عندنا، من خلال هذه اللجنة، حيث عقدنا اتفاقاً مع الطائفة المرشديّة، و[قلنا لهم]: لا تقتربوا منا، ولا نقترب منكم، أنتم ليس لكم علاقة بهذا الشيء الذي يحصل بيننا وبين النظام، بمعنى أن هذا الشيء الذي يجري بيننا وبين النظام ليس لكم علاقة به، وأنتم في حلّ منه، ونحن لا نقترب منكم، ويجب أن تكونوا على الحياد أيضاً. في البداية، التزموا التزاماً شديداً، ونحن التزمنا أيضاً، وكلّفنا شخصين بحماية هذا الاتفاق، و خاصة المرشديين الموجودين عندنا في منطقتنا (منطقة القصير)، فنحن لدينا 3 قرى كبيرة، ولدينا قريتين صغيرتين، يوجد مرشديون فيهما، وأي شخص يعتقل من "المرشدية" عن طريق الثوار كنا نقوم بإخراجه، نبحث عن مكانه، ونخرجه، ونعيده إلى أهله سالماً بدون أي مشاكل، وهم بدورهم (الجماعة المرشدية) قاموا بفتح قراهم، كأسواق تجارية؛ حتى يستفيدوا، ونستفيد نحن أيضاً، لأننا حوصرنا، ولم نعد قادرين على الخروج والدخول، وأصبحت قراهم هي المتنفس الوحيد لنا. وفي النهاية، خُرق هذا الاتفاق، وكانت معظم الأخطاء من قبلنا، أو بالأحرى كانت الأخطاء من عندنا، من الشباب المتهورين والموتورين والمدفوعين كي يقوموا بهذه الأمور، وحصل نقض لهذا الاتفاق، وخُنقت المنطقة بعدها.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

اقتحام مدينة القصيرالحراك السلمي في القصير

كود الشهادة

SMI/OH/112-07/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آب 2011

updatedAt

2024/08/21

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مدينة القصيرمحافظة حمص-محافظة حمص

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

تنسيقية مدينة القصير

تنسيقية مدينة القصير

الشهادات المرتبطة