سقوط القصير والنزوح إلى قارة ولبنان
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:23:20:13
طبعًا الفترة التي كان فيها مؤسسات هي القائمة بالأمور في البلد محكمة ثورية ومجلس محلي ثوري، تتشكل أحيانًا محاكم شرعية واللجان التابعة للمجلس الثوري كلها قائمة بالأعمال الخدمية والإغاثية، وهي مسيطرة على الأمور بشكل عام في البلد من ناحية أمنية ومن كل النواحي، وكل هذا الكلام ولا نتكلم عن عمل الجيش الحر الذي كان معظمه خارج البلد بعيد عن البلد، وبجانبنا ما كان يصير معارك.
في هذه الفترة كان من الأشياء ومن الظواهر المزعجة موضوع التهريب، أشياء تتهرب وهي من الحاجات الأساسية، تعرف بمثل هذه الظروف هناك تجار حروب، فنشط تهريب البنزين والمازوت وتهريب الخضروات وتهريب الحطب، والحطب كثير من الأحيان أشجار مقطوعة خضراء من مزارع قرى هجرها أهلها، والحقيقة بكل وضوح وبكل صراحة أن مزارعين مسلمين سنة هُجروا فجاءت قطعان هائجة واجتثت أشجارهم لكي تبيعها حطبًا وأي شيء يستفيدوا منه، فصار هذا الموضوع ظاهرة مؤرقة في البلد، فاجتمعت لجنة دينية ضمت مشايخ البلد وأصدرت فتوى بتحريم تهريب المواد الأساسية، وأن هذه المواد لا يجوز أن تتهرب، لأن البلد بحاجة لها، مثلًا: تهريب الخراف ونعرف كانت تذهب على إسرائيل.
صار صدام بين الثوار وبين المهربين لكن هذا الصدام ما وصل لمرحلة لا سمح الله مسلحة، وإنما صارت حساسية الطرفين تحسسوا من بعضهم، خاصة أن المهربين ما كانوا يقصرون بخدماتهم، وأنا أحكي شهادة سأحكي كل شيء، يعني كنت أعمل بشكل مدني لكن الناس عندنا مثلما قلت لك سابقًا تنجبه، أوقف السيارة تقف نستدعي المحكمة فتأتي المحكمة لتصادر هذه السيارة، ولا أقول لك: انتهى ولكن خف هذا الموضوع بشكل كبير موضوع تهريب هذه المواد الأساسية إلى خارج البلد، وكانت فتوى التهريب من الفتاوى المهمة جدًا التي صدرت في البلد.
كنا متفائلين إن شاء الله يا رب الوضع في القصير كان وضعًا جيدًا جدًا سيطرة تامة للجيش الحر وهي شوكة في حلق حزب الله، والحقيقة الوضع والتجهيزات في القصير كان بالمنطقة لا يماثله وضع بلد أخرى، والقصير كان فيه عدد كبير من فصائل الجيش الحر وفيه سلاح، ونحن مطمئنون لوضع القصير، والنظام كان لديه طريقة لئيمة جدًا وصدق ظنه للأسف بالثوار، استطاع أن يُقسم البلد، وحين يصير هجوم على منطقة مع الأسف هذا أمر يصير، بقية المناطق تسأل السلامة لنفسها، أنه على أساس لن يكون عندها شيء، وهكذا قدر أن يأخذ القصير وقارة ويبرود والكثير من المناطق بهذا الشكل ودومًا، وكل هذه المناطق أخذها بنفس الطريقة.
سنتكلم عن عدة نقاط حتى لا نظلم أنفسنا، الحقيقة ومما لا شك فيه أخذ أي منطقة كان بقرار دولي بدون نقاش، ولا يقول أحد: أن الجيش الحر تخاذلوا أو تركوا، لا لم يتركوا ولو أرادوا أن يتركوا ما كانوا قاتلوا، فيكون قرار دولي واتفاق دولي أن هذه المنطقة ستسقط، سنًا ما الدليل على هذا الكلام؟ أول دليل أن المنطقة التي ستسقط تزيد المساعدات وأنا كنت أعمل بمجال الإغاثة تزيد المساعدات الدولية للمنطقة المحتمل لجوء أهل هذه المنطقة التي خُطط لسقوطها، تزيد المساعدات للبلد التي سيذهبون إليها بشكل مرعب، جهزوا أنفسكم سيأتيكم ناس كثيرون، ونقطة ثانية: الصمت الإعلامي كان كما هو حال جارك الذي بيته يحترق وأنت تصرخ جاري وبصوت منخفض، ولا يكون هكذا إنقاذ الذي وقع مثلًا أو المنطقة التي ستأخذ، وكان يُسمح للنظام أن يفعل ما يشاء، وقبل أن أحكي عن معركة القصير شخص يقول: أهل القصير تركوا وذهبوا، كيف تركوا؟ هم قاوموا مقاومة لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى، وأنا رأيت مقطع فيديو وهذا المقطع موجود على "اليوتيوب" والله وسمعت شهادات من أناس التقيت بالآلاف ألاف وليس المئات من الذين خرجوا من القصير وقت الحرب، وكيف كان القصف يكون على مدينة القصير وما حولها شبه لي أحد المزارعين مثل زرع البطاطا، وهل تُصدق أنه في القصير صارت القذائف تلتقي ببعضها في السماء؟ صدق أو لا تُصدق أن القذائف اصطدمت ببعضها بالسماء من كثافة الرمي على القصير.
فالنظام خطط بأنه سيأخذ القصير، وبدأ حزب الله بكل لؤم وعهر يخطط للموضوع ويقترب باتجاه القصير، بعد ذلك مثلما نعرف بدأت المعركة ومعركة عنيفة جدًا جدًا قصف لا يقف أبدًا وحتى قصف لا يُسمى عنيفًا ولا يُسمى كثيفًا لا أعرف بما ستسميه قصف لا يمكن أن تراه حتى بأفلام الرعب، بشكل دائم وبشكل دائم قصف وبلد محاصرة ومع ذلك البلد كانت صابرة وكانت متحملة، ولكن الأمر صارت البلد، مُسحت..، ولا أذكر المناطق في القصير، وأول دفعة نازحين جاءت من منطقة اسمها تل النبي مندو على ما أذكر أقرب شيء على القصير هذه أول ما بدأ الناس يأتوننا من القصير، وهي أول من أخذها النظام تل النبي مندو، بعدها أخذ حزب الله يخترق القصير حتى سقطت مدينة القصير في حزيران/ يونيو 2013 وكان هذا السقوط مفاجئًا.
قبل أيام كنا خارجين على الجرد نُحضر الأغراض من عرسال سيارات إغاثة، فكانت حشود كبيرة جدًا متوجهة باتجاه القصير، وظننا الأمور بخير وإن شاء الله هذا الدعم الجديد والأمور لا يوجد أحلى من هكذا، والمقاتلون من مناطق القلمون ومتوجهون باتجاه القصير، وأنا رأيتهم رأي العين لكن لا أعرف لمن هم تابعون؟ رأيتهم وقد امتلأت الجبال بهم وكانوا متوجهين باتجاه القصير، لكن ما أتموا الأمر لأن القصير سقطت ثاني يوم أو ثالث يوم من هذا الكلام، ونزحت النزوح العظيم، وهناك نقطة ثانية تُؤكد أن سقوط أي منطقة إنما كان بقرار عالمي، فعندما سقطت القصير وسيخرج المقاتلون والجرحى، كان المهربون هم من يخرجونهم لأنهم أدرى بالطرقات وعندهم حماس لهذا الموضوع، والحواجز تتركهم يمرون والطيارة تضرب أحيانًا تُزعجهم لكن الحقيقة لو أرادت منع مرورهم كانت منعت مرورهم، لكنهم يُريدون أن يخرجوا، المدنيون والعسكريون بسلاحهم، وبين القصير وقارة وحسية وفليطة وعرسال هذا الطريق لتهريب المازوت، فيصير أحيانًا لا يوجد طريق من القصير مباشرة فيأتون على قارة ومنها على عرسال هذا طريق مهربين فيعرف هذا الطريق الرعيان والمهربين أخبروا الناس عن هذه الطرقات البرية، فمن كان ينقل الناس المهربين وغالبًا لديهم سيارات كبيرة، فكانوا ينقلون الناس بهذه الطريقة، وطبعًا عناصر فصائل الجيش الحر يمرون أمام الحواجز بشكل عادي يكون هناك اتفاق مع الحواجز اتفاق معلن أو غير معلن، لكن يعرفون.
يصير أحيانًا ضرب لكنه قليل جدًا جدًا، ولو أرادوا أن يمنعوهم لمنعوهم أو يدمروهم لدمروهم لكن ما دمروهم لأنه كان اتفاق وكان توافق دولي على هذا الأمر يجب أن يحصل، ودول العالم كان فيها تمنع هذا الأمر أو لا تُوافق عليه لكن دول العالم كانت موافقة على هذا الموضوع.
أنا لا أعرف بالسياسة وأقول لك: إن دولًا داعمة للشعب السوري كانت موافقة عليه نعم، والقصير هي فتاة أحلامنا التي سقطت التي اغتصبت دون إعماء، وأنا بكيت يوم سقطت القصير بكيت أكثر مما بكيت يوم سقطت قارة لأنها كانت المعقل الأكبر في المنطقة، وكنا نرنو إليها لأنها رمز وثابتة وهي تقف بوجه حزب الله، وأكثر عدد للفصائل موجود فيها، وكنت أحاول أي شيء يأتي للقصير... ولا نُقصر أن نُوصله والكثير كانوا يوصلونه وبالسر، وبعد كل هذا الشيء الذي كنت تبني عليه أحلامًا عظيمة جدًا اغتصب بهذا الشكل وظهر أنه ليس لك، كان أمرًا محزنًا جدًا جدًا.
أنا كنت على الطريق العام فمر سائق ونفسه تشبيحي مع النظام بامتياز وقال: سقطت القصير فسبيته وشتمته، فدخلت لأشاهد تلفزيون النظام وعلى "الجزيرة" و "العربية" ويومها خرجت خارج البلد يعني ما تحملت ومن انزعاجي ركبت وخرجت على حوش عرب البعيدة عنا 40 كم تقريبًا على خط الجبل لأحضر أغراضًا فقط كي أُلهي نفسي عن أي شيء ورجعت على البلد ما استطعت أن أتحمل أحدًا يحكي معي أو يفتح معي هذا الموضوع، حتى طلعت أنا وأحد أصدقائي مساءًا نسير في الطرقات وأنا أحكي له وأبكي، كنت مهمومًا ومنزعجًا، وشيء هب من يدنا شعرنا بالسقوط المدوي الكبير، وأن عدونا انتصر علينا فعلًا نصر معركة ولا كل المعارك أخذ منا جبهة، ومع ذلك ظل لدينا أمل مع ذلك ظل لدينا أمل بالله عسى أن تتحرر القصير.
أهل القصير كان عندنا عدد كبير من أهل القصير، لكن بدأنا إذا ستحكي الحقيقة طبعًا والنعم من الذين جاؤوا سابقًا كان كثير من الناس صادقين ومن الثورة، لكن الحقيقة بدأنا نرى الثوار الحقيقيين وهذه مسألة سبحان الله دائمًا المناضل الحقيقي بالقضية هو إن حصد شيئًا من ثمار هذه القضية فهو أقل الحاصدين دائمًا، والتركيز يكون على الذين جاؤوا في البداية يكونون قليلين والدعم كثير والذين آخر شيء يكونون هم فعلًا الثوار الحقيقيون فيكون قد "صار هناك زحمة على اللحمة" صار عدد كبير من الناس على موارد قليلة أو أنه ما بقي شيء أو أنه خف الحماس، وللأسف لا يأخذون نصيبهم من الدنيا وإن شاء الله الله يعوضهم بنصيبهم في الآخرة، فصرنا نرى الثوار الحقيقيين الذين ثبتوا بأرضهم حتى آخر لحظة، وكل كلام يقُال لك أن القصير كان عندهم "فوز ديكا" وتضرب، يا حبيبي اذهب لتلك المنطقة وفكر "الفوز ديكا" ماذا ستعمل معك؟! وحين ترى شدة القصف على القصير مثلما الصينيون عندما يزرعون الأرز بجانب بعضه هكذا كانوا يشتلون القصير بالقصف، ومن كان في دوما رأى كيف القصف وكل العالم رأت القصف، وكيف إذا أرادوا منطقة سيحرقونها حرقًا، و صارت القذائف تنزل بكل مكان في القصير، ولحد الآن لا أجد تفسيرًا طبيًا كيف أنت ممكن أن ترى جرحًا فيه دود شخص جرحه يطلع منه الدود وأنا بأم عيني رأيتها، كيف لا أعرف طبيًا ما تفسير هذا الموضوع، فهذا الشخص كم عانى حتى وصل لعندنا؟ وكم صبروا رأينا حالات كسور وجروح أنك تتفرج على فيلم رعب ولا أعرف أسماء من يخرجون أفلام الرعب لكن إذا كنت تُشاهد ومر معك مقطع "يوتيوب" على فيلم رعب أسوء بكثير، وناس مقطعة وصار لها أيام على الطريق وساروا مسافات كبيرة، تركوا المصابين حتى ينجوا يعني قال له: أنزلني لن تقدر على حملي سأموت، اتركني واذهب أنا سأموت هنا وأُلاقي مصيري.
الحقيقة لست خبيرًا بجغرافية القصير كنت أسمع قصصًا من قَدم من تلك المنطقة هم ماتوا عندما مروا على مناطق موالية للنظام وسيرًا على الأقدام، فكنا نُلاقيهم بمنطقة اسمها الديبة وهي منطقة مسيطر عليها النظام فكانوا يتعرضون لمضايقات ليس بمعنى المضايقات يعني لهول ورعب في تلك المناطق، ولكن سبحان الله في كل جلال جمال كل صعوبة ربنا سبحانه وتعالى ييسر على الإنسان، فالمهربون لم يكونوا يُحضرونهم من القصير نفسها بل من منطقة الديبة أو حسيا طبعًا هناك حواجز ولكن بشكل عام الحواجز ما قامت بـ 5% مما هو مفترض أن تقوم به مع عدو إما يدل أنه كان الموضوع ليذهبوا يعني مع النظام كانت عسكريًا وما نفسية أهلها لا أعرف أما هي عسكريًا كانت مع النظام كمنطقة مسيطر عليها من قبل النظام.
صارت الناس يأتون بكثافة شديدة جدًا، وكان هناك نزوح من قبل طوال فترة أيام المعركة السابقة نزوح شديد جدًا لكن صار النزوح منطقة بأكملها ليس مدينة القصير منطقة بأكملها القصير والبويضة والضبعة كل هذه المناطق عن بكرة أبيها نزحت، فهي ستنزح إلى يبرود أو إلى عرسال أو سيظلون في قارة، ولكن حتمًا كلهم سيمرون على قارة لأنها منطقة مفصلية، فهنا نشطنا بشكل كبير جدًا في تأمين هؤلاء الضيوف مباشرة بما استطعنا ونحن لم نقم بواحد بالعشرة من واجبهم ولم نستطع أكثر من ذلك، فكانت سيارات دائمًا موجودة بشكل دائم، وكانوا يصلون بحالة من التعب لا تُصدق هناك ناس عندما تصل تنام على الرصيف نسي نفسه، ونحن كنا مباشرة لدينا طعام دائمًا يتجهز بشكل دائم ويتم إطعام من أراد منهم الأكل جاهز وبعد ذلك أين ستذهب أنت؟ وأنت؟ ومن سيبقى في البلد المدارس مفتوحة؟ ونأخذ الناس على المدارس ومن يريد الذهاب على عرسال هناك سيارات تؤمن الناس على عرسال بشكل دائم في عشرين ثلاثين أربعين رحلة كل يوم على عرسال والسيارات تذهب و تعود ومن أراد الذهاب على يبرود هناك سيارات، وبالنسبة للمتبرعين هناك عدد كبير من المتبرعين من أهل البلد جاهزون فقط بسيارات مع الأسف ليست باصات هي وسائل لا أكثر ولا أقل أو قلابات، طبعًا لا توجد مساكن هناك مدارس تضع الناس في مدارس عائلة بأكملها تسكن في صف، فالوضع مأساوي والوضع محزن بالنسبة لهم لا توجد أماكن ليسكن الناس صار الوضع سيئًا جدًا بالنسبة لهم، ولكن هم فقط يريدون مكانًا يأوون فيه حتمًا ظرف غير مريح أبدًا بالنسبة لهم، ولكن آوينا ما استطعنا كواجب نفتح المدارس ونفرغ المقاعد وننظف المحل ونجهزه ونوزع الحصص الإغاثية بالمعقول، وكانت القوة الإغاثية جيدة في ذلك الوقت، وحتمًا لا تستطيع تأمين الحاجات الكاملة لكل الضيوف الذين قدموا إليك، وكل شيء زاد زاد بشكل غير بطبيعي، ولن يكفينا ولكن زادت الكمية بشكل كبير جدًا، وتفاجأنا مرة وصلتنا كمية كبيرة من البطانيات بحيث إذا وصلوا لعندنا كان لدينا بطانيات وطراريح(فرش) كنا جاهزين وكانت الدنيا صيف(في فصل الصيف) لست بحاجة لكمية كبيرة من البطانيات، مثلًا: عشرة أشخاص نعطيهم عشر بطانيات ما كنا نعطي أو لا نتجرأ أن نعطي لعشرة أشخاص عشر بطانيات ما كان عندنا الإمكانية، لكن كانت كمية مواد غذائية وبطانيات وشوادر(الخيام) وطبعًا ما نصبنا شوادر لا يوجد مكان ولا حاجة لذلك، فكمية الشوادر والبطانيات والفرش والمواد الغذائية مستعدون لتغطية حاجتهم، طبعًا بقدر ما تستطيع أن تغطي حاجتهم وتطعمهم كل يوم وستعطيه سلة غذائية وبطانية وطراحة هذا أقصى ما تستطيع وهذه هي إمكانياتك.
كل هذه القرائن تدل على أن هناك توافقًا دوليًا على أن أبناء هذه البلد يجب أن يخرجوا وسيأخذها النظام وأهلها إذا خرجوا هذه المنطقة تنتظرهم وأغراضهم جاهزة، والصراحة بسبب كثافة القادمين ومرت علينا ظروف لا نستطيع أن ننام ساعات قليلة جدًا، وليست عندك قدرة أن تُميز يعني يأتيك ناس فصلتهم عندي مثلًا 50 شخصًا في البلد وخذهم كم عائلة؟ 6 عائلات أو 10 عائلات أو 7 عائلات خذهم على المدرسة الفلانية 5 صفوف أفرغت الصفوف الخمسة أقعدتهم فيها، عندي مثلًا مئتا شخص سيذهبون على عرسال جاءت أول سيارة أخذت خمسين ثانية أخذت خمسة وعشرين، وعلى يبرود فتوزعوا هم بمزارع يبرود مزارع ريما، وناس يذهبون على مناطق قلة قليلة جدًا لا تتجاوز اثنين بالمئة، ومعظم الناس على عرسال، والحقيقة القسم الأكبر على عرسال، وبعرسال مثلًا يجوز أنهم من اكتوى بنار كانوا موجودين استولى النظام عليهم و واحتمال عندنا يستولي النظام يعني جُرح ولا يُريد أن يلزق الجرح فيريد أن يذهب على مكان لا يأتي عليه النظام، وعرسال بلد مشهود لها بأنها كانت مؤيدة للثورة السورية، وقد نالت نصيبها من القهر وأخذت عقوبة كبيرة جدًا بسبب تأييدها للثورة السورية من النظام ومن حزب الله ومن الدولة اللبنانية لاحقًا وحتى من السابق، فهي بلد كانت مؤيدة للثورة السورية بقوة ودعمت الثورة السورية، وكانت كعمق استراتيجي كبير للثوار.
تختلف حدودنا عن حدود القصير، القصير حدودها مع مناطق حزب الله نحن حدودنا مع أهل عرسال، نحن مثلًا ما كنا نقول: فلان سوري وفلان لبناني كنت أقول: أنا قاري و عرسالي حتى في زواج وعلاقات وصداقات، فنحن نخرج من بلد لبلد نقطع من بلد لبلد بشكل طبيعي وما اختلف أي شيء أبدًا حتى أنا سأزيدك من الشعر بيتًا حتى الجيش اللبناني الموجود على الحدود أنا ما رأيته ما كانوا يحكون معنا شيئًا أبدًا ندخل بشكل طبيعي جدًا جدًا، ويوم نزحنا الجيش واقف ينتظرنا وما طلب منا شيئًا أبدًا، وقف شاب يُضيف سكاكر وأحسن معاملة.
منطقة عرسال هي بلد سنية مهمشة أس عشرة(عشرة أضعاف) ليست مهمشة بشكل عادي إذا قارنتها ببقية... الوضع الخدمي ربما سيئ في لبنان لكن عرسال خارج الزمن بالنسبة للوضع الخدمي هناك إهمال من قبل الدولة اللبنانية لعرسال، ونقطة ثانية هناك تمازج اجتماعي بيننا وبينهم والتقارب الحدودي والكثير من المعارف عن طريق التهريب عن طريق العلاقات الاجتماعية، فشيء طبيعي عندما دخلنا دخلنا بكل سهولة وشيء طبيعي الجيش على الطريق لا يحكي أبدًا أبدًا ولا يقول لك شيئًا نهائيًا وليس اختصاصه مقاومة التهريب ولا يوجد تهريب وأنت تدخل كشخص عادي.
فهذا الكلام بين قارة وعرسال يختلف عن المكان بين القصير ولبنان لأن القصير حدودها بحزب الله مناطق نفوذ حزب الله ومع أن أهل القصير ما قصروا ولن نُعيد نفس الأسطوانة لكن في 2006 ما قصروا مع جماعة حزب الله يوم معركة تموز، ونفس الناس الذين احتووهم في بيوتهم هم جاؤوا وأخذوا بيوتهم واستولوا على مناطقهم، قبل وادي خالد ولا أذكر تمامًا المنطقة المحاذية لها لكن هي منطقة شيعية تابعة لحزب الله، ووضعهم يختلف عن وضعنا تمامًا هم شيء آخر.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/03/03
الموضوع الرئیس
معركة القصيراقتحام مدينة القصيركود الشهادة
SMI/OH/113-21/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
حزيران 2013
updatedAt
2024/09/25
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-منطقة يبرودمحافظة ريف دمشق-قارةمحافظة حمص-منطقة القصيرشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
حزب الله اللبناني
الجيش السوري الحر
الجيش العربي السوري - نظام
الجيش اللبناني