الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

حادثة اختفاء النقيب محمد خليل في دارة عزة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:25:20

أبرز الشخصيات التي كانت وأثارت جدلًا هي: شخصية محمد خليل، كان ضابطًا في الدفاع الجوي، في حمص. هو ابن قرية اسمها الكبانة في ريف اللاذقية، وهذه القرية محببة إلى نفسي، وتعرّفت عليه في عام 2004 أو 2005، كان ضابطًا، وينوي التسرّح، فترك الجيش؛ لأنه كان ناقمًا على نظام الأسد، وعمل فيما بعد بالتعويضات السنية، على اعتبار أنه تزوج ابنة خاله التي كانت قد درست تعويضات سنية أيضًا، وفتح مركز تعويضات سنية، وبدأ العمل مع زوجته في هذا المركز. كانت له ثقافته وتطلعاته، والحقيقة أن الشاب كان طموحًا، وكان مثقفًا، ولا أعرف إذا كانت هناك أحداث لها علاقة بالجيش، وهناك مشاهدات ورؤى داخل الجيش دفعته إلى هذا الموضوع.

 المهم أن محمد خليل عاصر الكثير من الأحداث السياسية التي حدثت في الشام (دمشق) من الاعتصامات إلى الجلسات والمنتديات، وكان يتردّد إلى مقهى الروضة بين الحين والآخر، وخاصة في الوقت الذي كنت فيه في الشام (دمشق) قبل أن أستقر. دخل إلى الجو السياسي بشكل جيد، وكانت له علاقاته، واعتُقل مع بداية الثورة، في 16 (تشرين الثاني/ نوفمبر) ثم أُطلق سراحه بعد ثلاثة أو أربعة أشهر، واعتُقل مرة ثانية، ثم اعتُقل مرة ثالثة. وفي النهاية، عاد، وذهب إلى اللاذقية، وهرب من اللاذقية إلى ريفها، وأخذ زوجته وأولاده، ووضعهم في مخيم الضباط في تركيا، وبدأ يتحرك. حاول أن يعمل مع الفصائل في ريف اللاذقية، ولكن أموره لم تكن تسير على ما يرام، واختلفوا فيما بينهم، فذهب للعمل باتجاه إدلب. كان لديه موقف من الإسلاميين، وآخر ما وصل إليه هو العمل مع الجبهة الشامية، كان عمر رحمون- الذي عاد إلى النظام- موجودًا فيها، وكان مصطفى سيجري مدير المكتب السياسي للواء المعتصم، وأنا عرّفتهم إلى بعضهم البعض، وبدأ يعمل مع جماعة الجبهة الشامية، ويوجد نقطة مهمة جدًا وهي: إن محمد خليل كان على علاقة وثيقة مع فراس طلاس، تعرّف عليه في بداية الثورة، في بداية الحراك في دمشق، وبعدها بدأ التواصل عبر "الفيسبوك" فيما بينهما، و عندما تخلّت الكثير من الجهات عن محمد كان فراس يحاول مساعدته، كانت علاقته مع فراس قوية، حتى في آخر الفترات أخذ محمد موقفًا حتى من تلفزيون "أورينت" الذي كنت أعمل فيه ومن غسان عبود. وقلت له: هل الموقف له علاقة بموقف فراس من غسان؟ وكنت قد التقيت بفراس مرات عديدة في دبي، فإذا كنت تريد أخذ موقف شخصي (موقف فراس من غسان) فهذا موضوع ثانٍ، وأنا لا آخذ موقف غسان من فراس، وأنا ألتقي بفراس، وغسان يعلم ذلك. فقال لي: لا. وقال لي: إن أبا اصطيف (فراس طلاس) هو أكثر شخص وقف إلى جانبي، وساعدني.

وبعد فترة، ذهبت إلى أنطاكيا، والتقيت به، وقال لي: إن الروس يحاولون مغازلتنا. فقلت له: ماذا تقصد بذلك؟ فقال لي: طلبوا رؤيتنا، [وقالوا لنا]: ماذا تريدون؟ ونحن نحلّ هذه الأمور. وأنا أرى أن نذهب بهذا الاتجاه أفضل من أن نخسر كل شيء. فقلت له: ماهي الآراء الثانية؟ فقال لي: أرى أن الأتراك أنفسهم يريدون الذهاب في هذا الاتجاه، بمعنى أنه سيكون لهم موقف مع الروس، وكانت ذروة الأزمة بين الروس والأتراك بعد إسقاط الطائرة. وقال لي: لا يوجد خيار ثانٍ؛ لأن الأمريكان غير جديين. فقلت له: إن الروس يريدون بشار الأسد، فهل ترضى؟ فقال لي: حتمًا لن أرضى، وأي أحد يريد بشار الأسد فلن نرضى بذلك. فقلت له: هل الروس أعطوكم ضمانات؟ فقال لي: قالوا لنا أكثر من مرة: إن موضوع بشار تحصيل حاصل بالنسبة لنا. فقلت له: هذا كلام غير جديّ. فقال لي: لا، كلام جديّ. وبدأ مشواره مع الشباب الذين معه، وبعد فترة، أخبرني محمد خليل أنه سيذهب إلى ريف حلب.

 كان محمد خليل قد نسّق أمورًا من خلال الأمريكان أو من خلال الروس، لا أعرف من خلال من تمّ ذلك، بأن هناك حواجز كردية لن توقفهم، وستسمح لهم بالدخول، كانت عفرين لاتزال في يدهم. وهو عبر، ودخل، فتم اختطافه في دارة عزة. وفي البداية، لم تعترف النصرة، ولكن من المؤكد أن الذين اختطفوه ليسوا من النصرة في البداية؛ لأن المنطقة التي اختُطف فيها ليس فيها نصرة، وهناك فصيل اختطفه، وسلّمه للنصرة، هذا أمر مؤكد؛ فالمكان الذي تم اعتقال محمد خليل فيه هو مكان لا توجد النصرة فيه أبدًا، وهيئة تحرير الشام غير موجودة نهائيًا في المكان، ومنطقة "ال PYD" كان قد قطعها، واختُطف في دارة عزة، والنصرة غير موجودة، فإما أن يكون هناك أحد من الجبهة الشامية نفسها أو أن هناك أحدًا من فيلق الشام. ودار حديث بأن شخصًا (قائد كتيبة) من فيلق الشام هو الذي اختطفه، والفيلق حاول أن يتحقّق من الموضوع، ولم يصل إلى نتيجة بحسب كلام مصطفى سيجري. وبعد ذلك، حاول مصطفى سيجري التواصل والبحث عنه، وكان آخر اتصال لي معه قبل ذهابه بيوم واحد، كان يقول لي: إنه سينزل، ويرى الشباب.

 وبعد اختفاء محمد مباشرة وبفترة قصيرة، هرب عمر رحمون إلى النظام مرة ثانية، عاد إلى حماة، وبدأ يتكلم، و[غيّر التوصيف] من "جيش النظام وعصابة الأسد" إلى "الجيش السوري و الرئيس بشار الأسد." وكان عمر رحمون وجهًا بارزًا بين الموجودين في ريف حلب، والغريب في القصة أن أخ عمر رحمون موجود مع جبهة النصرة وقائد مهم في جبهة النصرة، وكان في الاتجاه الثاني المعاكس لجبهة النصرة، وكنا نعتبرها المعارضة المعتدلة، وفجأة، تحوّل، وأصبح عنصرًا لدى النظام.

وصلت أخبار فيما بعد، لم يتسنَ لي أن أصل لها، وأتأكد من صحتها، مضمونها أنه تم تصفية محمد خليل في سجن في حارم، وأن التهمة كانت هي: التعامل مع الروس الذين هم أعداء. والغريب في القصة أن أغلب الذين كانوا رافضين هذا الموضوع أصبحوا في وفد أستانة فيما بعد، وجلسوا مع الروس، ودخلوا في مفاوضات معهم، ووقعوا معهم، وسلّموهم مناطق، وانسحبوا من مناطق، وغيّروا المعادلة كلها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/22

كود الشهادة

SMI/OH/49-30/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2015

updatedAt

2024/04/22

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-دارة عزة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

قناة أورينت / المشرق

قناة أورينت / المشرق

فيلق الشام

فيلق الشام

الجبهة الشامية

الجبهة الشامية

لواء المعتصم

لواء المعتصم

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

الشهادات المرتبطة