الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مبادرة إعلان دمشق السياسية عقب اجتماع 25 شباط/فبراير 2011

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:09:18

عندما كنا نجتمع في "إعلان دمشق"، واجتمعنا في الأمانة العامة "لإعلان دمشق" في 25 شباط، واستعرضنا شريطاً، وجميعنا أتينا من كل المحافظات، وكل شخص يتكلم عن مشاهداته وانطباعاته وأحاديث المجتمع والناس في كل المدن السورية التي أتوا منها. كنا نستعرض كل هذه الأوضاع، وكان هناك نوع من الحدس المشترك بأن سورية على موعد، ولكن متى يتحقق هذا الموعد، لا أحد يستطيع أن يقول. ولكن سورية على موعد قياساً مع الذي حصل في ثورات "الربيع العربي"، والمؤشرات التي يفرزها المجتمع أيضاً، والإشارات التي تصدر من النظام السوري التي تعكس حجم المخاوف لديه، وردود فعله إذا انفجرت هكذا أحداث.

عندما حدثت حادثة "الحريقة"-هذه الحادثة كان يجب التوقف عندها- فبعد حادثة "الحريقة" و"الشعب السوري ما بينذل" جاء وزير الداخلية من أجل مصالحة الناس، وتطييب خواطرهم. ولكن لم يسبق في سورية أن يأتي وزير داخلية، وينزل ويطيب خواطر الناس؛ لأن مواطناً سورياً تعرض للإهانة، أو تم صفعه على وجهه، وهذا يعكس أن

النخب الحاكمة ظهرت مواقفها بشكل[واضح]، أو التوجس والمخاوف التي عندهم نتيجة أنه عندما حصلت حادثة "الحريقة"، وخرجت هتافات" الشعب السوري ما بينذل". نزل وزير الداخلية (اللواء سعيد سمور) مباشرة إلى مكان الحادثة، وحاول تطييب خواطر المحتجين، وبذل كل التعاطف مع موقفهم. هذا الأمر عكس فردية هذه الحادثة التي لم يحصل مثلها سابقاً: أن يرسل النظام السوري وزيراً من أجل تلافي حدث معين، أو مشكلة سير ما بين شرطي ومواطن. ولكن هذا- كما ذكرت- لأن النخب الحاكمة، والدوائر الأمنية، والاستخبارات، ومسؤولي النظام السوري كانوا يقفون على رؤوس أصابعهم؛ خشية أن تحصل حادثة معينة ومباشرة، تخرج عن نطاق السيطرة، ولا يعرفون من أين [ستندلع].

بتقديري و[بعد] قراءتي للمشهد في ذلك الوقت، كانت أكثر أو كل مخاوفهم تتجلى في دمشق أولاً، وفي مدينة حلب ثانياً؛ لأن دمشق العاصمة، ووسائل الإعلام والسفارات والحراك السياسي متقدم فيها عن باقي المدن السورية عموماً، وهي العاصمة، عاصمة القرار السياسي، وعاصمة النظام. وإذا ظهرت مظاهر تخل -من وجهة نظر النظام- في استقرار النظام فهذا سينعكس فوراً على باقي المناطق، ويعطي انطباعاً ما، ويرسل رسالة للمجتمع الدولي: أن سورية ليست بعيدة عن الانفجار أو الانفجارات التي حصلت في الدول العربية؛ لذلك كانت جل الاهتمامات موزعة على مدينة دمشق ومدينة حلب؛ لأنه يوجد فيها كثافة سكانية وطاقات وكفاءات وإمكانيات، ومهما فعلت أجهزه الأمن لا تستطيع اعتقال ملايين الناس، إن كان في دمشق أو في حلب. وكيفية تحرك هذه الطاقات وخاصة الشباب والصبايا؛ لأنهم ليسوا مسيسين، أو منتمين إلى أحزاب سياسية. والحدث يكون نتيجة أي أمر اجتماعي، مثل: حادثة "الحريقة". خرج تجار من "الحريقة"، وأشخاص عاديون ليس لهم أي نشاط سياسي، وقالوا: "الشعب السوري ما بينذل" كلمة صارخة وقوية.

عندما عقدت الأمانة العامة "لإعلان دمشق" الاجتماع في25 شباط، واستعرضت كل الأحداث التي تمر بها سورية، وحاولت أن تعطي مقاربة دقيقة، إلى حد ما، مع الأحداث التي جرت في الدول العربية، قالت" الأمانة العامة": إن سورية على موعد (موعد مع التاريخ). ولكن متى هذا الموعد لا أحد يعرف.

حصيلة النقاشات التي جرت في اجتماعات الأمانة العامة في25 شباط، شكلت رأياً[فحواه]: أننا يجب أن نقوم بمبادرة سياسية بهذه القراءة، فسورية لن تكون متخلفة عن باقي ثورات "الربيع العربي"، ويجب تشكيل إطار سياسي من خلال لجنة وهيكل وتنظيم مع القوى السياسية والشخصيات الوطنية، وتكون أوسع من نطاق إعلان دمشق بكثير؛ لأن "إعلان دمشق"، ما قبل الثورة، لا شك بأنه خسر كثيراً بعد الاعتقالات التي جرت في صفوفه، وانكفاء عدد كبير من المنتسبين له الذين كانوا يعملون في صفوفه.

يجب أن نوسع الدائرة، ونذهب باتجاه القوى الموجودة، والتي اختلفت سابقاً مع إعلان دمشق، ونقول: إنه يوجد محطة جديدة قادمة، يجب أن نكون مستعدين لها جميعاً؛ لمواجهة هذه المحطة، أو هذه الموجة، التي ستصل إلى سورية، ويجب أن نعرف: كيف نرتب الأمور، بحيث بأقل الأضرار وبشكل سلمي قدر الإمكان نحقق أهداف التحول الديمقراطي الذي كان أغلب القوى السياسية السورية تدعو له.

في هذا اللقاء، الاجتماع للأمانة العامة "لإعلان دمشق"، صدر بيان، ولخص هذه المواقف كلها، وشرح الواقع السوري والواقع العربي، و[كيف] أن سورية على موعد مع التغيير ومع الثورة. وأعتقد أنه كان خطاباً متقدماً لكل القوى والشخصيات السياسية السورية التي كانت موجودة ومعاصرة لتلك المرحلة. كان خطاب إعلان دمشق متقدماً جداً. بكل تواضع لم أر أحداً جارى إعلان دمشق من القوى السياسية والشخصيات الوطنية في قراءته وفي موقفه لما كان يمكن أن يجري، وخاصة الذي تُرجِم من خلال بيان الأمانة العامة" لإعلان دمشق".

بعد هذا الموقف وصدور البيان يوجد محطتان يجب التوقف عندهما، المحطة الأولى: أن الأمانة العامة كلفت لجنة للتواصل مع الشخصيات الوطنية والقوى السياسية الموجودة حتى تستطلعها، وتعرف قراءتها، ورؤيتها لما يحصل في الوطن العربي وثورات "الربيع العربي"، وما هو الوضع السوري على ضوء هذه الإفرازات التي حصلت، والتي رأيناها سواء كان في المظاهرات أو الاعتصامات، حتى لو كانت متواضعة، والتي أظهرت تأييداً لثورات "الربيع العربي"، وخاصة في ليبيا وفي تونس وفي مصر. والقضية الأخرى: نتوقف عند مظاهرة "الحريقة"، ونرى عمقها، والرسالة التي ترسلها، وواقع المجتمع السوري عندما يقولون: "الشعب السوري ما بينذل".

شكلت الأمانة العامة لجنة من ثلاثة أشخاص: سمير نشار رئيس الأمانة العامة" لإعلان دمشق"، والدكتور عبد الكريم الضحاك من السلمية- رحمه الله-، والسيد غبرييل كورية رئيس المنظمة الآشورية وعضو أمانة إعلان دمشق. يجب على هؤلاء الأشخاص الثلاثة أن يقوموا بجولة، ويستطلعوا الآراء، ويعودوا بحصيلة للأمانة العامة "لإعلان دمشق".

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/10/27

الموضوع الرئیس

النشاط قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/86-02/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

شباط 2011

updatedAt

2024/04/07

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلبمحافظة حلب-محافظة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة