الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

لؤي الحسين

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:06:47:10

وفي هذه المرحلة بالذات، أريد أن أذكر أمراً، لأن الأمور بدأت تمشي بسرعة. كنت أتردد على مكتب لؤي حسين؛ كنت اشتري من عنده كتباً، وأوزع هذه الكتب على الأصدقاء (كتب لمثقفين معارضين). كما ذكرت أحدهم كان الأستاذ جاد الكريم الجباعي، وهو الذي عرفني على لؤي حسين. حصلت معي مفارقة غريبه قليلاً، رسخت في ذاكرتي، لم أتحدث عنها إلا في نطاق محدود جداً، وهي أنني عندما ذهبت إلى لؤي حسين، وترددت عليه أكثر من مرة، في فترات متباعدة. طبعاً، صار عندي فكرة من هو لؤي حسين، يعني هو كما كونت فكرتي، وعرفت، وسألت أصدقاء ومقربين من حزب العمل الشيوعي، لؤي حسين كان ينتمي، وربما كان قيادياً في حزب العمل الشيوعي، في مرحلة الثمانينات (في أواخر الثمانينات) على ما يبدو، أنجز صفقة، وهو في السجن مع الأمن؛ بحيث يناله عفو هو ومجموعة؛ فيخرجون من السجن، وبهذا الشكل خرج ومعه مجموعة كبيرة من معتقلي حزب العمل الشيوعي، وعلى ما يبدو، وقعوا على تعهدات بعدم ممارسة العمل السياسي نهائياً. لؤي حسين من نهاية الثمانينات -طبعاً، أنا لا أعرف نشاطات حزب العمل الشيوعي، استمر، وتوقف؛ لأن أغلبهم تم اعتقاله- وحتى في بداية "ربيع دمشق" اسمه لم يذكر في ظاهرة المنتديات أبداً. لم أسمع به، ولم ألتق به، يعني لم أتعرف عليه في منتدى أو مجموعة، ولا في منزل رياض سيف، أو منتدى جمال الأتاسي، ولا في أي تجمع آخر، ولا في قوى "إعلان دمشق"، ولا في اللقاءات التي تحصل. لم أجتمع أبداً مع لؤي حسين إلا في موضوع الكتب، والذي عرفني عليه الأستاذ جاد الكريم الجباعي.

صرنا نتبادل[الأخبار] في أول أيام الثورة، كان يسألني عن الأخبار في حلب، وأساله: أنت ماذا سمعت؟ وسألت عنه أحد أصدقائي الموجودين في أمانة "إعلان دمشق"، كانوا يعرفونه أيضاً؛ لأنه شخص معروف، ولكن- للأسف- دائماً، سيرة لؤي حسين كانت تأتي(تُذكر) بالإشارات السلبية وبالتوصيف غير الإيجابي، كنا نتداول معه أخبار دوما، وكان يقول: أنا خرجت، ورصدت هكذا. وفي سياق الحديث، سألته عن دوره: أنت ماذا تفعل؟ قال: أنا أراسل وكالات أو مواقع إعلامية، وأزودهم بأخبار إعلامية عما يجري في سورية.

في إحدى الزيارات التي كنت فيها عند لؤي حسين، في أول الثورة (في الأشهر الأولى من الثورة)، مع موعد استقالة وزارة ناجي العطري، استقالة أول حكومة للنظام في الثورة، والتفكير بتشكيل حكومة جديدة في أواخر آذار. بادرني الأستاذ لؤي حسين بعبارة فاجأتني، واعتبرتها دعابة؛ لأنني كنت أسمعها سابقاً. عندما ذكرت أنهم في حلب كانوا يقولون لي: يا أخي، أنت ماذا ينقصك؟ وماذا تريد؟ أنت في غنى عن وجع الرأس والمشاكل! كل شيء موجود عندك. هل تريد أن تصبح وزير؟ يعني هذا الكلام كنت أسمعه من أشخاص غيورين علي، ولكن ليس لديهم تقدير: أن قضية الشأن الوطني، والشأن العام، وقضية الحريات لها مكانة كبيرة جداً عندي، وأنها غيرت مجرى حياتي منذ عام 2000 حتى هذه اللحظة.

قال لي لؤي حسين: هل تريد أن تصبح وزيراً؟ جاءتني عبارة لؤي حسين، وهو ليس من الناس العاديين والأصدقاء والأصحاب الذين يمازحونني، وظننت أنه يمازحني. فحدقت به: هل أنت جاد؟! وهو يعرف أنني من "إعلان دمشق"، وهذا الموضوع ليس سرياً.

قال لي: أسألك بشكل جدي. يوجد تغيير وزاري، وإذا أردت أن تصبح وزيراً فأنا جاد. وعندما قال لي: كلمة "جاد" قلت له فوراً: لا أريد أن أصبح وزيراً. ولكن ما[خطر] في ذهني فوراً: من أي موقع هو يطرح على هذا السؤال؟ ما هو دوره وعلاقته؟! هذه المحطة لم أتكلم عنها كثيراً؛ لأنها كانت شخصية جداً.

ولكن اتحدث عنها في سياق ماتعرضنا له الأن.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/10/27

الموضوع الرئیس

البدايات الأولى للثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/86-06/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/07/12

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب العمل الشيوعي في سوريا

حزب العمل الشيوعي في سوريا

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة