الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تصاعد الحراك الثوري وزيارة سفراء الدول إلى حماة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:49:19

في وقت لاحق أيضاً، حصلت خلال تلك المرحلة أو بعدها -أعتقد في الشهر الخامس أو السادس- مظاهرة ضخمة هي مظاهرة حماة، أعتقد أنها كانت في أواخر الشهر السادس أو بداية الشهر السابع، ونقلتها شاشات التلفزيون، كانت مظاهرة ضخمة جداً، أعتقد أنها من أكبر المظاهرات التي شهدتها سورية، والتي تم نقلها، و كانت سلمية، و هتف فيها إبراهيم قاشوش: "يلا ارحل يا بشار". هذه الأنشودة التي اختفت الآن مع الأسف، ولكن يجب علينا استعادة ذكراها؛ لأنها عبرت عن مرحلة دقيقة جداً [من خلال كلماتها]: "الحرية صارت على الباب، يلا ارحل يا بشار". كان خطاباً سلمياً، فلم يقولوا: نريد أن نقتل بشار الأسد، أو نريد أن نسقط بشار الأسد. كانوا يقولون: "يلا ارحل يا بشار، الحرية صارت على الباب". وكانت هناك انتقادات لماهر الأسد ضمن هذه الهتافات. حضر هتافات هذه المظاهرة، وراقبها عن كثب كل من السفير الأمريكي والسفير الفرنسي (روبرت فورد و شوفالييه)، وهما كانا أكثر سفيرين يتابعان أحداث ما يجري في سورية عن قرب، وشاهدا مظاهرات سلمية حقيقية، و استقبلتهم الجماهير التي كانت موجودة: الآلاف من الشباب و الصبايا من حماة ومن خارج حماة جاؤوا، و شاركوا بالمظاهرة، استقبلوهم بأغصان الزيتون كما أذكر، وخرجوا بانطباع إيجابي جداً، فالاحتجاجات لا يوجد فيها أي مظهر من مظاهر العنف، ولكنها تركت انطباعاً سلبياً جداً عند النظام السوري، لأن مئات الآلاف كانوا يهتفون بهذا الهتاف: "يلا ارحل يا بشار... والحرية صارت على الباب".

في اليوم الثاني تعرض جميع نشطاء هذه المظاهرة إما للاعتقال أو التصفيات، وجرت عمليات قمع، وربما تمت إقالة محافظ حماة بعد هذه المظاهرة؛ لأن رأيه كان هو: أن يسمح بهذه الاحتجاجات أفضل من أن تتحول إلى أعمال عنف، ونستطيع أن نستوعب هذه الاحتجاجات بما أنها احتجاجات سلمية. و تغيّر المحافظ، وجاء محافظ جديد، وربما تغيّر رؤساء الأجهزة الأمنية أيضاً، هذا التغيير في المسؤولين في مدينة حماة أرسل رسالة واضحة بأن نهج السلطة سوف يتغير على الأقل في مدينة حماة. [كان أمراً جيداً] مشاركة السفراء ومراقبتهم عن كثب لهذه الاحتجاجات، ولأن السفراء سيرفعون تقارير إلى وزاراتهم (وزارات الخارجية والإدارات)، وسيصفون بدقة الوضع في سورية وما آلت إليه الأمور، والأوضاع في هذا البلد إلى أين ستذهب.

هذا الاهتمام كان نافذة لقوى الثورة من خلال السفراء؛ ليوصلوا رسالة إلى الخارج؛ لأن قوى الثورة السلمية المدنية لم يكن لديهم مندوبون، ولم يكن لديهم وسائل تواصل مع السفارات العربية والأجنبية والدول الصديقة والدول الشقيقة؛ لأنها كانت حركة وطنية حقيقية خالصة سورية، ولم يكن لها امتدادات. عندما يأتي السفراء فهذا يعطي رسالة إيجابية للمتظاهرين، وهي: انظروا إلينا كما نحن، وكما هو خطابنا، وكما هي شعاراتنا، ارصدونا على الواقع؛ حتى لا تذهب إلى الخارج صور مشوهة عن حقيقة الثورة. وهذا كان انطباعاً إيجابياً، ورسالة مهمة جداً بالنسبة لقوى الثورة والقوى السياسية و "إعلان دمشق": بأن أمريكا مهتمة، وهي أقوى دولة في العالم، وفرنسا دولة مهمة جداً في العالم ستكون في صورة الأوضاع في سورية؛ لأن الشأن السوري لن يبقى شأناً سورياً محضاً؛ لأنه سيترك تأثيراته على المنطقة ككل، وسورية هي مفتاح المنطقة، فعندما يتغير الوضع السوري بأي اتجاه فسيكون له تداعياته سواء كانت إيجابية أو سلبية على المحيط وعلى الإقليم ككل.

فكان هذا بالنسبة لنا قراءة في "إعلان دمشق"، وكان موقفاً إيجابياً و رساله إيجابية، وخاصة عندما تكررت زيارة السفراء، وخاصة زيارة السفيرين الأمريكي والفرنسي، و ذهب سفراء آخرون، ربما ذهب السفير الألماني والهولندي إلى داريا، وشاركوا في عزاء أو في مظاهرات غياث مطر، وتم توزيع الزهور عليهما، و شاركوا في تعزيته، وهم كانوا يرون غياث مطر -رحمه الله- شهيد الثورة من الأوائل الذين كانوا يقومون بتوزيع الزهور على الجيش السوري، بمعنى إننا سلميون و مدنيون، ونطالب بالإصلاح الديمقراطي فقط والقضاء على الفساد و القمع وكل هذه المطالب المعروفة.

أرسلت رسائل إيجابية جداً، واختلف موقف المجتمع الدولي نهائياً منذ أحداث الثمانينات قبل 30 سنة بعد الذي شاهده الآن، فهذه الثورة مهما زعم النظام فإنها ليست طائفية، وليست مذهبية، وليست عنيفة، وهي تطمح إلى مطالب ديمقراطية مشروعة، وترى أنه من حق السوريين أن يكون لهم دور ومشاركة في رسم مستقبلهم و رسم مستقبل سورية، وهذه هي الانطباعات، و أعتقد أن النظام كان لديه موقف سلبي جداً، وربما بدأت درجة العنف تزداد في قتل وقمع المتظاهرين.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/10/30

الموضوع الرئیس

البدايات الأولى للثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/86-17/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

حزيران وتموز 2011

updatedAt

2024/04/07

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-منطقة داريامحافظة حماة-محافظة حماة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

الشهادات المرتبطة