التضامن مع درعا المحاصرة وبداية الانشقاقات في شهر نيسان 2011
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:07:51:00
طبعاً، كان الناس خارج محافظة درعا والقرى المحيطة يقومون بجمع المساعدات الغذائية والطبية والإسعافية لأهالي مدينة درعا، حيث كنا نتلقّى يومياً العديد من المساعدات من الأهالي في مدينة الحراك، في خيمة مدينة الحراك، ومن القرى المجاورة: ناحتة، والمليحة، والصورة، والكرك. وكان يقوم بتهريب أو توزيع هذه المساعدات الشهيد عوض عليان الحريري ومعه مجموعة من مدينة الحراك، وذلك بالدخول من الطرق الترابية وإدخال هذه المساعدات إلى مخيم درعا، والبعض يصل، والبعض لا يصل بسبب تقطيع أوصال المدينة عن بعضها وفصل الأحياء عن بعضها.
في هذه الأيام، كنا نسمع من الخارج أن هناك شهداء وجرحى وعمليات اعتقال عن طريق التواصل بهواتف أردنية؛ لأن درعا قريبة من الحدود الأردنية أو عبر الاتصالات التي تتمّ بجهاز الثريا الموجود مع بعض الأشخاص؛ حتى ينقلوا صورة ما يحدث من مجازر في هذه المحافظة. وكان النظام قد هدّد ووعد بوأد هذه الثورة من خلال هذا الاجتياح البربري الغاشم، وكانت بعض المشاهدات تُنقل من بعض الناس الذين يخرجون ليلاً، ويتمّ نقل أو تهريب صور الهاتف (التصوير بالموبايل)،، مثلاً: الخطابات التي كانت توجه للجيش: "نحن وأنتم إخوة"، و"الشعب والجيش يد واحدة"، و"الذي يقتل شعبة خائن". وكان يوجّه الكثير من الناس الذين عليهم (يعانون من) حظر تجوال بالمناشدات أو يوجهون الرسائل إلى الجيش: نحن أخواتكم، ونحن أهلكم، ولكن النظام كان قد أوعز للجيش والأمن (بصورة أوضح) أن هناك عصابات إسرائيلية وأشخاصاً جاؤوا من الدول من خارج الحدود؛ حتى يقتلوا المتظاهرين ويقتلون الأمن والجيش. ولكن فيما بعد اتضحت الصورة، وبدأت الانشقاقات تحدث، والبعض امتنع عن إطلاق النار، ومن هنا بدأت الانشقاقات على مستوى محافظة درعا، حيث انشقّ المئات من أعضاء حزب البعث الحاكم عند اجتياح محافظة درعا، وعلى رأسهم (الذين انشقوا) في 23 نيسان، وكانت هناك حادثة قبل الاقتحام، و[حصل] انشقاق عضو مجلس الشعب الشيخ ناصر الحريري والمهندس خليل الرفاعي (أبو أسامة)، وكانت قبلهم كلمة الشيخ يوسف أبو رومية، وكنا في خيمة مدينة الحراك نستقبل عشرات الانشقاقات من أعضاء حزب البعث، وكانت بداية الانشقاقات العسكرية تحدث على منصة في خيمة الاعتصام لمدينة الحراك، حيث كان من يريد الانشقاق عن حزب البعث يخرج أو يصعد إلى المنصة، ويذكر اسمه الثلاثي [ويلعن انشقاقه]رداً على مجازر درعا واقتحام مدينة درعا، وكانت القرى تقوم بهذا العمل تضامناً من خلال الخروج بالمظاهرات اليومية أو في يوم الجمعة التي تلت اقتحام مدينة درعا عبر الانشقاقات وجمع المساعدات الإغاثية والدوائية والإسعافية والطبية ومن ثم ترحيلها إلى مخيم درعا، وكما ذكرت: البعض يصل، والبعض لا يصل، وكانت هذه أبرز الأحداث.
في هذا اليوم، قام أستاذ التربية الإسلامية, الشيخ طلال الفاضل في 22 نيسان ومعه مجموعة بالذهاب إلى المدارس، وقاموا بتنظيف المدارس كاملة من صور بشار الأسد وتمزيقها، وتمّ اتخاذ الهلال الأحمر في مدينة الحراك مركزاً للطباعة والنشر، وكان هذا قبل الاقتحام، وكان من بين الناشطين في هذا المجال عبد الله الزايد ومحمد حسن الحريري ورأفت الزايد. وبدأت تُكتب البيانات باسم ثوار مدينة الحراك، وكان أول بيان قد كُتب باسم ثوار مدينة الحراك في تاريخ 10 نيسان 2011 ، وكانت هذه البيانات تُلصق على الأفران أو المدارس ليلاً، يوم الخميس، قبل أي تظاهر، وتحثّ الناس على التظاهر وعلى الاستمرار في الثورة. في كل جمعة، كان يصدر بيان من ثوار مدينة الحراك، ويُطبع يوم الخميس في مركز الهلال الأحمر، ويُوزّع ليلاً على أبواب المساجد -كما قلت لك- والمدارس والأفران الموجودة في مدينة الحراك. هذه كانت أبرز النقاط في حصار مدينة درعا وتعاطف الأهالي مع مدينة درعا، ولكن تلا الحصار حملات وتجميع من كل القرى ومدن محافظة درعا، واستمرت التظاهرات تعاطفاً وتضامناً مع أهالي مدينة درعا واستنكاراً للحصار، وبدلاً من محاسبة القتلة بدأت الحملة الأمنية الشرسة العسكرية المسعورة انتقاماً من مدينة وأهالي مدينة درعا، حيث سقط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، وتمّت السيطرة على ملعب البانوراما والمستشفى الوطني وأصبحا مركزين للاعتقال والتعذيب آنذاك.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/11/29
الموضوع الرئیس
الانشقاقات في درعاكود الشهادة
SMI/OH/96-35/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي ، أحمد أبازيد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
نيسان 2011
updatedAt
2024/01/26
المنطقة الجغرافية
محافظة درعا-الحراكمحافظة درعا-محافظة درعاشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الهلال الأحمر العربي السوري
الجيش العربي السوري - نظام
حزب البعث العربي الاشتراكي