في هذه الأثناء، هبّت أغلب قرى الريف الشرقي والغربي لمناصرة أهالي مدينة درعا، وحدثت عدة مجازر، على سبيل المثال: في 29 نيسان 2011 ، توزعت هذه المجازر في الريف الشرقي في بلدتي صيدا وكحيل، ومجزرة صيدا يعرفها القاصي والداني، وكانت أبرز المجازر التي حدثت في شهر نيسان 2011، وحدثت أيضاً مجزرة على طريق "اليادودة" من الجهة الغربية في القرى التي كانت تضمّ "سحم الجولان" و"تسيل" و"جلين" و"حيط" و"نافعة" و"قوية" و"بيتره"، حيث وقعت هناك مجزرة في ذلك اليوم، وكان هناك أيضاً مجزرة ثالثة بين مدينة الشيخ مسكين وبلدة ابطع على الحاجز الموجود بالقرب من بلدة ابطع عندما ذهب المتظاهرون بعد صلاة الجمعة، وحدثت هناك المجزرة الثالثة، ويُقال: حصلت مجزرة أيضاً في مدينة انخل، وسقط شهداء، وأنا لا أعرف تفاصيل هذا الحدث بالضبط، ولكن بشكل عام قرى وأرياف مدينة درعا هبّت؛ لتفك الحصار عن أهالي مدينة درعا، وتوصل رسالة بأننا لن نسكت ولن نتراجع، ومستمرون في التظاهر والثورة، وسنفكّ الحصار عن مدينة درعا. وبصراحة، تمّ هنا زجّ الجيش والقطع العسكرية لقتل المتظاهرين، ولكن الروايات التي بُثت على التلفزيون السوري - ونحن نعرف التلفزيون السوري وأكاذيبه - بأن هناك مندسين وعصابات مسلحة دخلت بين المتظاهرين، وقتلت الجيش والأمن. كانت هذه أبرز الأحداث في شهر نيسان، وسنتحدث عن المجازر بشكل أوسع وأعمّ، وكيف حصلت المجازر، وأسماء الشهداء وعدد الشهداء، ومن الذي كان مسؤولاً عن هذه المجازر، ومن أوعز لقتل المتظاهرين، وكيف تمّ منع المتظاهرين من الدخول إلى محافظة درعا، وكيف تمّ اعتقال وقتل مئات الشباب.

أنا أعرف أن هناك أشخاصاً من أهالي من مدينة الحراك موجودون في درعا، و كنا في الأيام الأولى والأسابيع الأولى كناشطين نشارك أهالي درعا في مظاهراتهم لغاية 22 نيسان، وهي الجمعة العظيمة أو جمعة التحدي، ونحن من أول جمعة كنا نذهب كوفود من الحراك، ونشارك أهالي مدينة درعا المظاهرات في ساحة التحرير بعد الخروج من مسجد المحطة الذي كان يخطب فيه الشيخ محمد أبا يزيد أو مصلح عياش - تقبله الله - وكان يطلب منا (أهالي درعا) أن نكون حاضرين، ونقف إلى جانبهم؛ حتى تستمر الثورة، ويكون هناك نوع من الشحن والدعم المعنوي للمتظاهرين.