الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

جورج صبرة المعارض والمعتقل السابق

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:25:17

إذا كان يحق لي أن أتكلم عن شخصية جورج صبرة فيجب أن أتكلم عن حجم معرفتي به، و أنا لا أستطيع أن أزعم أن معرفتي به عميقة جداً، وإنما تأسست من خلال زيارتي مرة أو مرتين إلى حلب، مرة لتوقيع "إعلان دمشق"، من أجل أن أوقع عليه كعضو مؤسس و شخصية وطنية، والمرة الثانية كانت بعد صدور "الإعلان"، جاء هو والمرحوم عبد الله هوشة في جولة لتسويق وثيقة "الإعلان" بعد صدورها، ونشأ نقاش حول الفقرة التي تتضمن أن الإسلام دين الأكثرية، وهذه الفقرة كانت مسار جدل ونقاش، وتبين لنا في ذلك الوقت أن الأستاذ جورج صبرة هو الذي كتب هذه الفقرة. لا شك بأنه شخص علماني ومسيحي، ولكن الكثيرين وجدوا أنها مجاملة مبالغ فيها للمسلمين السنة عندما يكتب: إن الإسلام دين الأكثرية. فهذه حقيقة معروفة، والأمر الثاني أنه يُفترض في خطاب علماني ديمقراطي ألا يركز على هذه القضية. فهذه عندما يتكلم بها، أو يطالب بها رجل إسلامي فقد يدور نقاش حولها، ونقول له: كلا ونعم. ونقبل أو لا نقبل بها، ولكن عندما تصدر عن شخص علماني و مسيحي، و يقول هكذا، فقد وجدها الكثيرون مجالاً لنقد الأستاذ جورج صبرة؛ لأنه يبالغ في هذه المجاملة للإسلاميين أو المسلمين.

تعرفت عليه في البداية، وكان عضو اللجنة المؤقتة "لإعلان دمشق"، وكما ذكرت سابقاً: كنت أتعرف على الوسط السياسي، فأنا وافد إلى الوسط السياسي، وأنا لست عريقاً، وليست لدي خبرة تنظيمية أو خبرة في القوى السياسية أو معرفة بالأشخاص، فمن خلال "ربيع دمشق" بدأت أتعرف على هذا الوسط، وأخذ مني ذلك وقتاً وزمناً، ربما استغرقت سنوات حتى أصبحت أعرف المشهد كما هو.

يتميز الأستاذ جورج صبرة بخطاب وطني متشدد من حيث اللهجة، يتقيد بالبلاغة كثيراً؛ لأنه ضليع في اللغة العربية، وكان يلقي خطاباً باللغة العربية الفصحى، وأنا لا أمتلكها أبداً، لا أملك ناصية الخطاب ولا أملك اللغة العربية الفصحى، وليس ذلك بالنسبة لي فقط، ولكن قياساً لآخرين كثيرين، فإنه كان يملك خطاباً بلاغياً باللغة العربية الفصحى، وكان متمرساً. لاحقاً، زرته في منزله في منطقة قطنا مرة أو مرتين، إحدى هذه المرات كانت أثناء "إعلان دمشق"، حصل لقاء في منزله، وكانت هناك لقاءات مع الاتحاد الاشتراكي وجلسات حوار في منزله.

أعتقد أن القوميين والإسلاميين يرتاحون لخطاب جورج صبرة أكثر من الآخرين؛ لأنهم يرون أن خطاب جورج صبرة مرضياً بالنسبة لهم أو مقنعاً للإسلاميين والقوميين خلافاً لما يراه الآخرون من القوى العلمانية واليسارية الأخرى التي ترى أن لدى جورج صبرة خطاباً مجاملاً أو مهادناً إلى حد ما.

زرته مرتين في منزله، في المرة الأولى، كانت هناك جلسة نقاشات سياسية قبل الثورة في منطقة قطنا، وجلسنا عنده فترة طويلة، وكانت سهرة طويلة، وهو زارني في حلب، حيث قمت بدعوته ودعوة الأستاذ عبد الله هوشة إلى العشاء، وهو تأثر بالمكان الذي دعوته إليه في حلب، وكان مكاناً معروفاً اسمه: "نادي حلب". وكان نادي حلب لنخبة المدينة؛ لأنه ناد عريق جداً، تأسس في ثلاثينات القرن الماضي، وهو ناد للأعضاء وليس للعامة، وتأثر بمظاهر النادي التي شاهدها، وكان مبنى المطعم قديماً، و كان له مدخل مثل مداخل القصور، وشاهد العراقة المدنية في مدينة حلب التي تجلت في ذلك المطعم من حيث المناخ الموجود ومناخ الاختلاط ما بين النساء والرجال، وعلى ما يبدو نقل الصورة إلى زوجته، وفي وقت لاحق (بعد شهور) عندما زرته في منزله دعانا إلى العشاء، وكانت هناك محادثات سياسية، أنا لم أرَ زوجته، وهي لم تكن موجودة؛ لأنها كانت تقضي وقتها في تحضير طعام العشاء، وبعد العشاء، و قبل أن أخرج، قلت له: أتمنى أن أتعرف على أم شادي، وأشكرها على هذا الطعام اللذيذ وهذه الحفاوة التي استقبلونا بها. لأن زوجته لم تكن موجودة معنا، والجلسة كان فيها اجتماع للرجال ونقاش سياسي، فقال لي: تفضل. وأظن أنني ذهبت إلى المطبخ، ورأيت أم شادي، وشكرتها، وقال لها أبو شادي: هذا الرجل دعانا إلى المطعم الذي حدثتك عنه في مدينة حلب. كان نوعاً من زيادة الألفة والمعرفة.

زرت الأستاذ جورج صبرة مرة ثانية في منزله، بعد خروجه من المعتقل، أثناء الثورة، زرته أنا والأستاذ علي العبد الله، وربما كان هناك آخرون في قطنا أيضاً. وأظن أنه كان جار علي العبد الله في ذلك الوقت، كان الأستاذ علي عبد الله أيضاً يعيش في قطنا، رأيت الأستاذ جورج صبرة في هاتين الزيارتين فقط، ولم نلتق فيما بعد؛ لأن الأستاذ جورج صبرة على عكس الشائع لم يتولَّ أي موقع في قيادة "إعلان دمشق" باستثناء اللجنة المؤقتة، وفيما بعد حلّ الأستاذ رياض الترك محله، وبقي الأستاذ جورج صبرة في حزب الشعب، كنا نسمع باسمه، ولكن لم يكن له دور. فالأستاذ جورج صبرة باستثناء الموقع الذي احتله في بداية تأسيس "إعلان دمشق" لم يعد يشغل أي موقع في "إعلان دمشق"، فهو لديه موقع متقدم في قيادة حزب الشعب الديمقراطي، ومندوب حزب الشعب الديمقراطي "لإعلان دمشق" هو الأستاذ رياض الترك، ومنذ ذلك التاريخ تقريباً، لم نعد نجتمع بالأستاذ جورج صبرة، فلا أذكر أي لقاء مهم.

حالياً، الكثيرون في المناخ السياسي الشائع يقولون: إن الأستاذ جورج صبرة هو من قيادات "إعلان دمشق"، ويتناسون أن "إعلان دمشق" هو ائتلاف وليس حزباً سياسياً فيه شخصيات ليبرالية وإسلامية وقومية، وأنا أتكلم عن تأسيسه ولمرحلة طويلة، ويوجد فيه قوى قومية وقوى يسارية، هذا الخليط وهذه الصورة الموجودة عند الناس عن "إعلان دمشق" على أنه حزب مثل "الإخوان المسلمين"، ولكن "إعلان دمشق" ليس مثل "الإخوان المسلمين". توجد في "إعلان دمشق" قبل الثورة شخصيات إسلامية، منها: الدكتور أحمد طعمة (شخصية إسلامية)، والدكتور ياسر العيتي (شخصية إسلامية)، والأستاذ غسان نجار (شخصية إسلامية) وآخرون. ولكن لم يكن هناك داخل "إعلان دمشق" هذه الكتل، فهي ليست حزباً مثل "الإخوان المسلمين"، وهذا الائتلاف هو الذي صنع مع "الإخوان المسلمين" المجلس الوطني السوري كأكبر قوتين، وليسا كل القوى، وإنما كان هناك قوى أخرى، ولكنهما أكبر قوتين، أعطتا ثقلاً سياسياً للمجلس الوطني السوري.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/11/06

كود الشهادة

SMI/OH/86-52/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

updatedAt

2024/04/07

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

حزب الشعب الديمقراطي السوري

حزب الشعب الديمقراطي السوري

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الشهادات المرتبطة