الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

إدارة السجن المركزي للفصائل في يلدا

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:50:20

أخذنا طابقاً أرضياً في بناء، وقمنا بإكساءه وتجهيزه ليكون هو السجن، وكان كبيرًا، فقد كان عبارة عن صالة مفتوحة، وقمنا ببناء الغرف بها وتجهيز الخدمات: الحمامات والمراحيض، وكّلفنا نفس طباخي الجيش الحر بالطبخ للسجن، يعني نفس الطعام الذي يأكله عناصر الجيش الحر والشباب الذين يعملون معنا في المحكمة أو المؤسسات الأخرى يأكل منه السجناء، وكان يوجد مجموعة اخترناها بحذر -وهي المجموعة التي تدير السجن- مجموعة حرس ومجموعة تقديم خدمات، وهي ليست من الشخصيات العسكرية، وليست من الشخصيات التي لديها عصبية للعمل العسكري أو الانتقام، وإنما كانوا شخصيات مدنية موجودة أحبّت أن تقدم خدماتها مقابل مردود مادي معين، أيضًا قمنا بالتعاون معها وكانت هي التي تدير هذا السجن.

سأقول أحد الأمثلة، نحن كنا نعتبر أن وجودنا في هذا السجن ليس لبناء السجن أبدًا، وإنما لإنقاذ الناس الذين يتمّ سجنهم، سواء كانت هذه الناس من المدنيين أو من أتباع النظام، لأنه كان يوجد مظلومية، والفوضى دائمًا تخلق مظلومية، والتنظيم مع المبادئ الأخلاقية هو الذي يخلق الشيء الصح. فنحن كانت فكرتنا أن السجن هو لإنقاذ الناس وعدم تعرّضها للمظلومية ضمن هذا السجن والاستياء حتى من الثورة، لأنه في النهاية عندما يتمّ اعتقال شخص ومعاملته بشكل سيء من محافظة أخرى فيمكن أن يؤثر [ذلك] على قرية كاملة في هذه المحافظة ورؤية مجتمع كامل عن الثورة، [على أساس أن ما يجري] لدينا كما لدى النظام ونصبح مثلنا مثل النظام، وهذا كان الهدف الذي جعلني أتشجع [أن أكون في هذا المكان].

والهدف الثاني هو راحة المدنيين وأن يكون هناك شرعية للثوار داخل المدن الموجودين بها، لأنه في النهاية يمكن أن يحموهم هم أنفسهم في فترة من الفترات، ويمكن للمدنيين أن يحموا مَن يحمل السلاح، إذا [اقتحم] النظام [المكان] سيحمونه في منزله ويعتبرونه في لحظة من اللحظات كان منهم وفيهم وليس عبئًا عليهم، فلذلك قمنا بهذه الأدوار.

وأنا أذكر إحدى الحوادث التي حصلت، كان يوجد شخص من السويداء قد جاء مع شخص سائق تكسي حتى يشتري عسلًا من دمشق ولديه ابن مريض -أعتقد مرض يرقان أو شيء من هذا القبيل- وعندما جاؤوا من السويداء إلى دمشق مروا على جرمانا، ويوجد الكثير من أهالي السويداء يسكنون في جرمانا، فمرّوا على أصدقائهم وتناولوا طعام الغداء عندهم وخرجوا ليلًا، وعندما خرجوا في الليل سلكوا طريقًا خاطئًا عند مفرق المليحة، وكان يوجد اشتباكات بين النظام والثوار، ووجدوا أنفسهم في منطقة الثوار هرباً من الاشتباكات، وعندما رأى الثوار سيارة خدمة صفراء وجاءت من جهة النظام إليهم فظنوا أن هؤلاء شبيحة، وفورًا تمّ إحاطة السيارة واعتقال الشخصين.

طبعًا هنا كانت السياسة أنه أول أمر يجب أن تأخذ الأمانات وتسلّمها بشكل كامل وبدون تأثير، أي المال والهويات والهواتف جميعها يجب أن يتمّ تسليمها إلى السجن المركزي، وبالفعل يوجد مجموعة كان اسمها مجموعة أبو خالد صلاح، أعتقد كانت تتبع إلى جيش الإسلام في هذه المنطقة، منطقة في جنوب دمشق ولكن كان لها تبعية لجيش الإسلام، وهي تعمل في بيت سحم من جهة جنوب دمشق، وفي وقتها الذي حدث أنه تمّ إحضار الشخصين -وأنا كنت موجودًا ليلًا في ذلك الوقت- وتمّ تسليمي أماناتهم، وأذكر أنه كان معهم مبلغاً وقدره 23 ألف ليرة سورية، وكان معهم هواتف وهويات، والسيارة لم يستطيعوا جلبها لأنها تعرّضت لإطلاق نار وبقيت موجودة في منطقة حرجة جدًا بين الثوار والنظام، وكان من الصعب أن يتمّ إحضارها فبقيت في مكانها. وبعد أن جاؤوا وكان يجب أن يبقوا حتى ثاني يوم، لأن الساعة أصبحت 12 ليلًا ولا يمكننا أن نقوم بتحقيق أو نقدّم لهم أي خدمة، فطلبنا منهم أن يناموا إلى ثاني يوم حتى نحقق معهم ونسألهم، طبعًا التحقيق ليس التحقيق الذي يعرفه الناس في سورية بمعنى أن يتمّ ضرب [من نحقق معه]، وإنما نسأله عن وضعه ونفهم منه من هو؟ وما هو ترتيبه؟ وإضافة إلى الاطلاع على الهواتف والأوراق التي يمتلكها، والذي حدث أن السائق عندما اطلعت على هاتفه والأوراق الموجودة في محفظته تبيّن لنا أنه يوجد تعامل بينه وبين النظام في السويداء، ووجدنا على هاتفه صورة لمحامٍ شهيد من السويداء، نسيت اسمه ولكن هو من المعارضين، ومكتوب فوق الصورة "الخائن المقتول" الاسم الفلاني، ووجدنا ورقة في محفظته أنه "قامت مجموعة تابعة لمحمود مزرزع بالدخول إلى مزرعة في محيط معربا" في منطقة حدودية بين السويداء ودرعا، وكانت الورقة جدًا قديمة، وهذا كان أول شك بأن هذا الشخص له انتماء لمجموعات النظام أو يقوم بالإيذاء.

الشخص الآخر جميع أماناته توحي أنه إنسان عادي ليس له علاقة، فطلبت أن يأتي الشخص الآخر، ليس السائق وإنما الراكب الذي معه، وطلبت أن يشرح لي ما حصل، وقال لي إنه أتى مع هذا السائق من السويداء في طلب خاص، وأن لديه ابن مريض، وكل شهر يأتي ليأخذ القليل من العسل وشرح لي مرضه، وقال لي إنه يجب أن يعود قبل يومين حتى لا يتأخر على ابنه، لأن همّه على ابنه.

ثم أحضرنا الشخص الآخر وقلنا له وواجهناه بالأدلة أنه يوجد صورة في هاتفك، ويوجد صورة لك وأنت تلبس نظارة شمسية وخلفك صورة "الرئيس" بشار الأسد، ويوجد ورقة مكتوب بها كذا وكذا، فقال لي: نعم صحيح، أنا من أحد اللجان لحماية السويداء، ونحن تمّ تشكيلنا من المجتمع ويعطوننا هذه الأوراق، ونحن لا نستطيع أن نظهر أنفسنا على أننا مع الثورة في السويداء لأنه يوجد مشكلة، ولا يمكننا أن نكون مع الثورة، وعرضوا علينا وكنا موجودين وأنا مضطر أن أحمل هذه الورقة ومضطر أن أتحرك على الحواجز. وشرح لي الموضوع،

فأصبح لدي مشكلة أنني لا يمكنني أن أخرجه [أطلق سراحه] الآن، ولا يمكنني أن أؤخر الراكب صاحب العسل، فقلنا للراكب نحن سنرسلك إلى السويداء ولكن لا يمكننا أن نرسلك من دون العسل، فهو قال لي: فعلًا لا يمكنني أن أذهب بدون العسل. فطلبنا من العسكر ومن القيادة أن ترسل مجموعة تسحب السيارة أيًا كان الثمن، لأن السيارة يوجد بها معطف وفي المعطف توجد هوية هذا الشخص، ويوجد بها العسل، وفعلًا قام الشباب بعملية بسحب السيارة، وفي البداية قاموا بتمويه للنظام بمعركة حتى استطاعوا أن يسحبوا السيارة، وحصلنا على العسل مع المعطف، وأتينا بسيارة أخرى حتى توصله إلى مخيم اليرموك، لأننا كنا في يلدا، وقلنا له: سلامنا على أهل السويداء. وقل لهم: إننا وهم واحد. وأنا هذا العمل لا أنساه، وأنا أفرح عندما أذكره.

وفي ثاني يوم تكلمت مع قادة الجيش الحر لأنه لا يمكنني أن أتصرف تصرفًا ويحملونني المسؤولية فيما بعد بثبوت الأدلة [حول السائق] ثم إخراجه، فقلنا لهم: إن هذا الشاب الذي اسمه أعتقد سلام أبو الفضل.. فقلت لهم: إن وضع هذا الشاب كذا وكذا، وأنا ذهبت إلى السويداء قبل فترة وأهالي السويداء نفسهم سمحوا لي بالمرور على الحواجز وأوصلوني إلى درعا، وفي الرجوع أعطوني هوية منهم وأوصلوني إلى الكسوة، ويجب أن نتفهّم وضع الناس ولا يجب أن نكون جدًا راديكاليين وننتحر لأجل أن نكون مع الثورة أو ضمنها. وتكلمت مع القائد فقال لي: تصرف بما تراه مناسبًا، ونحن مرتاحون بكل ما تفعله. وفعلًا قلت لسلام أبو الفضل: لو أن هذه الأوراق التي معك كانت معاكسة وتمّ الإمساك بك عند النظام ولو كان يوجد صورة لشهيد من شهداء الثورة ماذا كان سيفعل بك النظام؟ قال لي: أنت تعرف. يعني لم يتكلم، فقلت: نحن سنفعل معك العكس، وسنقوم بإصلاح السيارة بحيث تستطيع أن تقودها، ونوصلك مع شخص إلى نقطة في مخيم اليرموك. وبالفعل.. وقلنا له أيضًا: سلامنا إلى أهل السويداء.

وهذه الأعمال كنت أعتبرها سبب وجودنا في مخيم اليرموك أو في أي منطقة أخرى موجودين بها، يعني صحيح أنهم عسكر، وصحيح أن العمل العسكري لسنا مؤيدين له بشكل كبير، ولسنا مؤيدين تحرير المدن، ولكن عندما أصبح أمرًا واقعًا أنا كنت أرى أنه لا يجب أن نتركه، سواء نحن نعمل في المجال المدني، بل يجب أن نضغط عليهم ليكونوا في أفضل حال.

يوجد شخصان رفضا الخروج من السجن، يوجد شاب وهذا الشاب أتذكره اسمه أحمد، وكان هذا الشاب خاله من مرافقة أو يعملون شبيحة مع أحد أبواق النظام كان اسمه شريف شحادة، فتمّ اعتقاله وهو كان يساعد خاله مع النظام، ولكن نحن نريد أن يخرج هذا الشاب، وأيضًا السجناء الشباب بعد أن يصبحوا لدينا في السجن يقومون بمساعدة الشباب الذين يقومون بوضع الطعام والطبخ، أي يصبحون ضمن سجن مفتوح وليس مغلقًا، وعندما أرسلنا خبرًا إلى والدته أن تأتي وتأخذ ابنها وهو عمره 16 سنة، ولكنه لم يرضَ بالخروج، كان يريد أن يبقى مع الشباب ويعمل في خدمة السجناء، وأصبح صديقاً للشباب الموجودين في السجن الذين يديرون السجن والسجناء وأصبح يوجد علاقة، وهو فهم الخطأ الذي وقع به ورأى الناس، وهو شاب في النهاية، فأصرّ أن يبقى موجودًا واعتذر من أمه، وأصبحنا كل فترة نستدعي والدته لتجلس معه وتراه، وصار واحدًا من الشباب.

ويوجد شخص آخر أيضًا، كان وضعه مؤسفًا، حيث كان يعمل مع شبيح في التضامن، شبيح لديه ورشة، وعلى ما يبدو كان يستخدمه هذا الشبيح، وكان يتعرّض لعمل جنسي مع هذا الشبيح للأسف، وكان يستخدمه في هذا الموضوع حتى يأتي بمعلومات للنظام من مناطق الثوار، وعندما تمّ اكتشافه اعترف الشاب بالأمر وأنه يتعرّض لابتزاز في موضوع الشذوذ الجنسي مع نفس صاحب العمل، وبعد فترة قال الشاب إنه لا يريد أن يخرج من هنا، وإنه يريد البقاء مع الشباب، وإنه مستعد للعمل معنا. وفعلًا أصبح جزءًا من الشباب، لأن وضع الشاب إذا عاد سيكون مأساويًا وأموره ستكون جدًا سيئة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/02

الموضوع الرئیس

الحالة الأمنية في جنوب دمشق

كود الشهادة

SMI/OH/47-32/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

النصف الثاني من العام 2012

updatedAt

2024/05/04

المنطقة الجغرافية

محافظة السويداء-محافظة السويداءمحافظة دمشق-مخيم اليرموكمحافظة ريف دمشق-يلدامحافظة دمشق-جنوب دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

جيش الإسلام 

جيش الإسلام 

لجان الحماية في السويداء

لجان الحماية في السويداء

الشهادات المرتبطة