اللقاء مع قائد "لواء الحجر الأسود" في السجن المركزي في يلدا
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:07:54:01
لم يكن لدينا شيء اسمه "حُكم"، أصلًا حتى من قبل لم يكن يوجد الكثير من الأحكام للأسف، يعني كان يوجد هذا السجن لوضع الناس فيه وليس هناك تحديد مصير لهم، وإذا كان [السجين] يتعامل مع النظام لا يوجد تحديد مصير له، بل [يبقى] موجوداً في هذا السجن طالما الجيش الحر موجوداً هنا، وفي حال أصبح قصف على المنطقة وخرج الجيش الحر من المنطقة سيأخذه معه، هكذا كان التصور، فلم يكن يوجد سياسة لعمل هذا السجن، ولا يوجد سياسة لعمل هذه الهيئة والمحكمة.
الذي حدث أن الأشخاص الذين نشعر أنهم ليسوا مجرمين وإنما تمّ استغلالهم أو أخطأوا في شيء معين، يتمّ إخراجهم، بينما الأشخاص المجرمون والمشاركون، وطبعًا تمّ إلقاء القبض على شخص مشارك ومتدرب في لبنان مع حزب الله، وهو في منطقة السيدة زينب، وتمّ الاحتفاظ به، وتمّ استبداله مع مجموعة من النساء والمعتقلين مع النظام، وللأسف عاد في معركة من المعارك ووجدوه الشباب يقاتل في صفوف النظام، أي بعد أن تمّ إخراجه كان مصممًا وكان دماغه مغسولًا على مبدأ شيعي- سني، وكان قد تمّ أخذه إلى لبنان، وطبعًا ذكر لي الكثير أثناء التحقيق، ذكر لي إلى أين أخذوهم والشخص الذي أخذهم، كان اسمه علي حيدر وألقى بهم خطاباً في لبنان في المعسكرات التي التحقوا بها، طبعًا هي [التحقيقات] مكتوبة ولكن ليس لدي القدرة لأحصل على هذه الأوراق. فكانت هذه هي التجربة.
أنا لم آتِ لأكون في سجن، ولكن كان هذا الأمر أشعر أنه مشكلة، ولذلك أنا وجدت نفسي به، ومرة واحدة فقط اختلفت مجموعة من الإعلاميين مع أشخاص مستلمين الإغاثة ضمن السجن، وبشكل خاطئ جاء بالصدفة قائد المنطقة الجنوبية أبو توفيق أبابيل حوران، وبدون تفكير أحس أنه يجب أن يقف مع الإعلاميين وليس مع الإغاثيين، فتسرّع وتدخّل، وأنا كنت أرفع له يدي حتى يهدأ قليلًا، وأخذته جانباً لنتحدث على انفراد. والشيء الإيجابي أنه بعد أن تحدثت معه بأننا لا يجب أن نتصرف بهذا الشكل، ونحن يجب أن نحل هذه المشكلة، وهؤلاء نحن لا نريد أن نعتقلهم ولكنهم أتوا حتى يشتكوا لنا، فنحن يجب أن نكون وسيطًا وليس أن نعتقلهم. فأنا أحسست أنه أحسّ بغلطه، فقال لي: صحيح، أنا لا يجب أن أتدخّل، ولكن مزاجي معكر. فقلت له إذاً من هنا فصاعدًا قضايا السجن لا تتدخّل بها.
أنا كنت أتركهم يتدخّلون في قضايا السجن عندما تأتي الكثير من الشكاوي على فصائل الجيش الحر، ونحن كنا قد فتحنا المجال في هذا الأمر، وكانت [الشكاوى] أيضاً [تُقدَّم] من عناصر الفصائل على قادتهم، وكان أكثر لواء تشتكي منه الناس هو لواء الحجر الأسود، كان يقوده شخص اسمه أبو عمر بيان، وهذه الشخصية كانت تسبّب مشكلة لدى الناس وكانوا يخافون منها، وهو كان مؤذيًا ويعمل بالحالة الأمنية أكثر، وهو الوحيد الذي لم يلتزم مع قيادة جنوب دمشق من بين كل الألوية والكتائب وبقي لديه سجناً [خاصاً] وبقيت لديه تصرفات فردية ولا يلتزم في المعارك ولا بأي شيء، وأنا هنا وقعت في مشكلة أنه إذا أردتم أن تنجحوا كقيادة في جنوب دمشق يجب أن يكون هناك تواصل مع هذا الشخص، ويجب أن يتمّ وضعه أمام الأمر الواقع، ولكن بدون عملية عسكرية. فقمت بالتفتيش وراء هذا الشخص حول دراسته، فوجدت أنه درس معهد مسرحي أو موسيقي لمدة سنتين، وأعتقد أنه درس لسنة واحدة حقوق، فكتبت رسالة موقعة باسمي أبو سراج وأرسلتها له، وقلت فيها: السيد المدعو أبو عمر بيان مزعل، تمّ إنشاء المحكمة والسجن المركزي، ووجدت أنك الوحيد في المنطقة لديك خبرة في القانون كونك درست سنتين في القانون، فنحن نريد أن نستفيد من خبراتك ونتمنى أن تزورنا حتى نتناقش في هذه المواضيع. وأرسلت هذه الرسالة، لأننا لا يمكننا أن نخلق مشكلة بين الفصائل وأن أقول له: أنت مدعو، ويتمّ استدعاؤك للتحقيق معك في المحكمة، حينها ستحدث مشكلة لأنه لا يعترف أساسًا بهذه المحكمة.
وبالفعل تفاجأت بين العصر والمغرب قالوا لي: إن أبو عمر بيان أصبح على باب المحكمة. فقلت لهم خيرًا إن شاء الله. وهو دخل وكان يسأل عن الذي أرسل له هذه الورقة، ويقول: أين الشخص الذي اسمه أبو سراج؟ فانصدم بشكلي عندما رآني وأنا حليق الذقن وألبس النظارات وجالس خلف مكتب، فقلت له: أنا أبو سراج. وهو كان متخيلًا أن يرى شخصًا عسكريًا من وزنه. استقبلته وقلت له: أنا أبو سراج، أهلًا وسهلًا تفضل، وأنا كنت قد أوصيت بعض القادة بإلقاء التحية عليه بين الحين والآخر حتى لا أبقى مختليًا به بشكل كبير، وبقينا مع بعض لمدة 5 ساعات، وكان شخصًا من الواضح أنه ذكي وقادر على أن يتهرّب، ولكن كان لديه شيء خفي، كان مهزوزًا نفسيًا، ووصلت معه إلى اتفاق أنه يجب أن يساهم في نجاح العمل المشترك، ولا يجب أن يكون هناك أخطاء، لأن المجتمع في النهاية هو مجتمعنا، ولا يمكن أن نعامله كحالة أمنية كما يعاملهم النظام.
ولكن في النهاية الفكرة التي استخلصتها أن هذا الشخص سيكون مشكلة لمنطقة جنوب دمشق لأننا لم نكن قد دخلنا إلى مخيم اليرموك، وهو تجاوب معي حتى انتهى الاجتماع، وأذكر أنه حتى في الصلاة هو كان شخصًا عاديًا ولا يلتزم كثيراً بالصلاة، فعندما رأى أن القاضي جمعهم للصلاة قال لي: أنا أريد ان أصلي معهم "مو حلوة". وعندما قال ذلك أحسست أنه يمكن أن يلين ولكن يوجد شيء مخفي لا أحد يعرفه عنه، ولو لم يكن يوجد شيء مخفي لما كنا استمرينا لمدة 5 ساعات في الحديث، ولكن كنت دائمًا أفتش عن الشيء المخفي لديه ولكنني لم أستطع أن أصل له، فهو لم يكن شخصية سهلة، وهو فيما بعد لم يلتزم لأنه حدثت مشاكل لاحقًا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/11/02
الموضوع الرئیس
الحالة الأمنية في جنوب دمشقكود الشهادة
SMI/OH/47-33/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/05/04
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-جنوب دمشقمحافظة ريف دمشق-السيدة زينبمحافظة ريف دمشق-يلداشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
حزب الله اللبناني
لواء أبابيل حوران
لواء الحجر الأسود