الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الأوضاع السياسية والاجتماعية في مدينة الرقة قبل الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:08:21

الرقة هي مدينة، ومن لا يعرف الرقة يظن أن الرقة مدينة ما فيها شيء، بالعكس الرقة مدينة فيها كل شيء، مدينة منفتحة جدًّا، وما فيها ذاك التعصب والانغلاق، وفيها نسبة عالية من الشهادات سواء في الريف أو بالمدينة. بدايةً كان عدد البنات اللاتي يذهبن إلى الجامعات قليلًا، ولكن تغيرت الحالة وصارت مسألة غِيرة ( الحصول على الشهادات الجامعية)، وبدأ الناس يذهبون إلى الجامعات؛ إلى حلب ودمشق وجامعة تشرين وحمص وكل الجامعات، ولما صارت الجامعة بالرقة صارت النسبة أكثر، حتى صارت نسبة البنات في الجامعة أكثر من نسبة الشباب، ويوجد أكثر من عامل يمنع الناس من إرسال بناتهم، منها عامل العادات والتقاليد؛ لأنها سوف تذهب وتسكن وحدها، وما عندها أحد، وإذا كان يوجد أخ يدرس في الجامعة فإنه لا يوجد أي مشكلة، وتكون مع أخيها.

وهذا بالنسبة للبعض، والبعض الآخر بسبب الحالة المادية التي لها دور كبير؛ لأن الناس ما عندها قدرة الاستئجار والمصاريف في منطقة أخرى، وكانوا يدخلون المعاهد الموجودة في الرقة ثم تتخرَّج وتتوظف أو تساعد أهلها، ويمكن للفروع التي لا تحتاج إلى دوام [حضور] يمكنهم الذهاب أيام الامتحان فقط، والكثير من الصبايا وحتى الشباب كانوا يسجلون في الجامعة ويذهبون فقط في شهر الامتحان.

كانت الحياة منفتحة في الرقة وفيها زيارات ورحلات وأعراس مختلطة وحفلات ومهرجانات كانت تصير في الرقة، ومعارض في المركز الثقافي في الرقة، مثلًا سنويًّا يحصل مهرجان عبد السلام العجيلي ويصير فيه أمسيات وندوات وجوائز، فهذا كان حدثًا سنويًّا، والناس يجيئون من كل المحافظات السورية من الأدباء والشعراء فكان مميزًا جدًّا بالنسبة للرقة. وطبعًا عبد السلام العجيلي هو طبيب من الرقة وهو أديب بنفس الوقت، ولدينا الكثير من الأدباء في الرقة، منهم إبراهيم الخليل، إبراهيم الزيدي "شاعر"، وإبراهيم العَلوَش، وأنا آسفة؛ فأنا ما أتذكَّر الأسماء، لكن عندنا أول صالون أدبي نسائي هو لفوزية المرعي، وهو كان صالونًا مميزًا وتحصل فيه أمسيات ولقاءات شعرية، فوزية المرعي أيضًا أديبة وقاصة من الرقة.

النظرة عن الرقة كانت جدًّا سيئة للأسف، والناس لا يعرفون الرقة غير أنها مجتمع بدوي، مجتمع عشائري، ما عندهم أي انفتاح.

هناك تنظيم عشائري، ولكن ليس بهذه القوة؛ يعني حتى العشائر ما عادت لها هذه السطوة على أبناء العشيرة نفسها، ولكن يوجد احترام لشيخ العشيرة وتقدير، ولكن ما عادت هذه السطوة مثل السابق، وحتى في بداية الثورة حدثت انقسامات في نفس العشيرة واصطفافات، وما عاد شيخ العشيرة قادرًا على فرض آرائه على أبناء العشيرة في عدم خروج التظاهرات؛ لأنه كان لدينا أصدقاء من العشائر تمردوا على عشائرهم، وكانوا منحازين بشكل عالٍ مئة بالمئة للثورة، وخرجوا في التظاهرات. وكانت التظاهرات بسبب الاحتلال الأمريكي؛ دخول الأمريكي إلى العراق، فأنا من قبل كنت متعرفة على بعض الأصدقاء عن طريق أحمد طيارة والشباب الموجودين في الطبقة، وكانوا هم ينظِّمون أكثر مع بعض الشباب من الاتحاد الاشتراكي في الرقة لتظاهرات تضامن مع العراق، والتنديد بالتدخل الأمريكي، والاحتلال الأمريكي للعراق، فكنت أشارك معهم، وكنت أحمل الميكرفون وأهتف في المظاهرات في شارع تل أبيض، وطبعًا الناس كانوا يشاهدون ظاهره جدًّا غريبة في الرقة؛ أن صبية تهتف وسط الشارع، والناس كلهم يردِّدون ورائي والبنات اللواتي معي، وما كان أحد من الرقة، وكانت خولة طيار فقط، وكانت أحيانًا مفيدة الخطيب زوجة قاسم الخطيب، ولكن في العموم الموجودات في الطبقة وهن من مناطق سورية أخرى ..من السلمية أو غيرها، فهذه كانت أولى المظاهرات؛ يعني أول مرة أشارك فيها في مظاهرة.

طبعا الأمن هنا عرفني لأنني كنت مدرّسة في ذلك الوقت وصار اسمي معروفًا، وصاروا يقولون: إن منى من المجتمع المدني، وما كان أحد يعرف معنى المجتمع المدني، وأهلي كانوا يخافون علي، وأحد إخوتي قال لي: هذا نظام، وأنت بمجرد أن تتحركي من أجل أحد آخر فهذا يعني أنه لديك فكر أن تتحركي. والناس الذين كانوا معنا في المظاهرات أكثرهم معتقلون سابقون عند النظام، فهذا مؤشر أنه [أنَّ أفراد] هذه المجموعة جميعهم مثل بعضهم أو عندهم انتماءات سياسية. ومن هنا جاء خوف أهلي رغم أنه في إحدى التظاهرات كانت رزان موجودة، ورزان كانت في الرقة، وأنا تعرفت عليها ورأيتها بالرقة، وكنت قد رأيتها قبلاً في دمشق، ولما جاءت إلى الرقة أيضًا التقيت معها.

في إحدى المظاهرات كان أخي موجودًا معي؛ أخي عبد السلام الفريج، وكان في زِّيارة قادمًا من الرياض، وشارك معي وكان سعيدًا جدًّا بنشاطي، وأخي عبد السلام في الاتحاد الاشتراكي سابقًا، وله نشاط منذ زمن، وما كنت أعرف جمال عبد الناصر، وكانت الكتب موجودة عند أخي عبد السلام، وعندما كبرت كنت أراه مع أصدقائه، وصاروا يحكون (ينتقدون) لي عن الاتحاد الاشتراكي فما عجبتني الطريقة التي حكوا فيها أو التوجه، وخصوصًا أنَّ كلَّ الذين كانوا موجودين هم رجال وكبار في السِّن، فيعني ما كان هذا هو الهوى الذي أريده، وبالنسبة لحزب الشعب كان يوجد أمور لا تعجبني، وما رأيت نساء من الرقة، والرجال من الرقة ما رأيت معهم لا زوجات ولا أخوات، وهذا كان مؤشرًا لي أنه نحن ما نعيش القيم التي نحملها أو لا نمارسها، وأنا لا أريد أن أكون جزءًا من شيء لست مقتنعة به أو الناس يقولون شيئًا ويفعلون شيئًا آخر، وأنا أريد الانتماء إلى أشخاص مقتنعين بالأفكار التي يحملونها ويمارسونها على الأرض؛ يعني أكثر الناس الذين كانوا موجودين بأكثر اللقاءات يأتي فقط الرجال، وأنا أعرف أن عندهم زوجات وعندهم بنات، إذن، أين هو الكلام الذي نقوله؟!.

أنا على سبيل المثال أنا بنت، فكسرت كل النمطية، وتعرضت للتنمر، ومازلت أتعرض للتنمر، ولكن هناك شيء أنا مقتنعة به، فازدواجية المعايير تأتي عن عدم قناعتك بهذا الشيء وأنك تريد أن تظهر أمام الناس بطريقة، وأيضًا تريد أن تعيش كما يرضي الناس وأنك هكذا ترى نفسك، الذي رأيته، أنَّ الناس الذين كانوا يحكون سياسة وحتى هذه اللحظة؛ يعني ناس يحكون سياسة ويحكون عن تحرر النساء، ولكن هم غير مقتنعين؛ لأنهم يرويدون شكلًا اجتماعيًّا جميلًا، فهذا الشيء يعطيه هذا الوجه الاجتماعي الجميل، ويريد أن يبقى في ذات الوقت "سي السيد" الذي في داخله ضمن أسرته وضمن مجتمعه العشائري وعائلته ويحافظ عليه، بهذا الوضع في الداخل شيء وفي الخارج شيء مختلف، وهو هكذا مرتاح، ولكن بالنسبة لي هذا الشخص غير مقنِعٍ أبدًا بالمطلق، لذلك يمكن أنا ما كنت منتمية لأي حزب سابق.

عندما أقول بالعموم أو المجمل كان يوجد أشخاص مختلفون يعني حتى ما أكون ظالمة للأفراد الذين كانوا موجودين، ولكن الصورة كانت بهذا الشكل.

في الحقيقة ما كان عندنا جوٌّ سياسي في الرقة، وكانت أشياء خجولة، وكل واحد كان يقرأ بالخفاء وحتى يكتب في الخفاء.

ما استمرت التظاهرات، واستمرت لقاءات خجولة، وحتى بعدما سافر أحمد وترك البلد قلَّت [اللِّقاءات]، واستمرت علاقتي مع معاذ الهويدي، مع أبو علي إذا رحت إلى الطبقة، مع خليل حاج صالح.

لم يدعوني إلى إعلان دمشق وهذه كانت نقطة، وأنا لم أرَ أحدًا من النساء في الرقة في إعلان دمشق، وما هي هذه السياسة التي تعملون بها؟ وما هو البناء الذي سوف تبنون عليه؟ وفيما بعد أنا رأيت إعلان دمشق والموقعين عليه، وقلت لهم: كنا معكم وكان من باب أولى أن تطرحوا علينا الفكرة وتناقشونا، وجدًّا كانت الأمور سيئة بالنسبة للنساء، وليست سيئة بسبب النِّساء، بل بسبب الذكورية الموجودة عند الأشخاص.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/02/10

الموضوع الرئیس

النشاط قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/145-02/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل 2011

updatedAt

2024/03/21

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-محافظة حمصمحافظة إدلب-منطقة جسر الشغورمحافظة الرقة-مدينة الرقة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي - اللجنة التنفيذية

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي - اللجنة التنفيذية

الشهادات المرتبطة