الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

طبيعة الحراك السلمي في مدينة دمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:06:10

نمط الحراك أو كيف بدأ الحراك في دمشق؛ كان شكل أو مظهر هذا الحراك ودينامياته هي مشابهة لكل محافظة أو لمراكز المدن الكبرى باستثناء حمص كيف بدأ فيها الحراك. طبعًا؛ لأن التفاعل مع الأجهزة الأمنية ووجود الأجهزة الأمنية انطلاقًا من الوحدات الصغيرة من الأحياء باتجاه أن يحدث فيما بعد بُنًى على مستوى المدينة نفسها، ومرورًا ببنى ثورية توحيدية أو لنقل اتِّحادية افتراضية أو شبه افتراضية، ويضاف على حراك دمشق عاملان مهمان؛ أن دمشق كانت مثل مجمع لأبناء المحافظات كطلاب وموظفين ورجال أعمال الموجودون في دمشق، فهذا الشيء جعل من دمشق مركزًا لالتقاء ثوري كانت في وقتها تنسيقيات الأحياء، وخاصة الأحياء التي في داخل المدينة ومركز المدينة كانت تتفاعل مع الحراك الثوري في المحافظات، وخاصة تنسيقية الميدان مثلًا كان يوجد درعاوية كثير في الميدان (الكثير من أبناء درعا في الميدان) وكانت تنسيقية الميدان تتفاعل مع أهل درعا، وكانوا يخرجون في المظاهرات، ويكون هناك تنسيق فيما بينهم وهم يتفاعلون مع مناطقهم في درعا، وبثورة درعا، وعم يصير هناك تأثير. مثلًا دوما كون فلَّاحي دوما دائمًا علاقتهم قوية مع ريف درعا؛ كون أن بساتين ريف درعا كلها لأشحاص من دوما، ويلاحظ هنا تفاعل، دمشق تتفاعل مع دوما ودوما تتفاعل مع درعا أيضًا، ينشأ هذا التفاعل، أيضًا في جنوب دمشق مثلًا لدينا (حي) القدم بين الريف والمدينة، وداريا بين الريف والمدينة، وداريا والمعضمية مفتوحتان على ريف جبل الشيخ من ريف دمشق وهو مفتوح على القنيطرة، وهذا جعل دمشق مركز تفاعل كونها عاصمة. والتنسيقيات التي نشأت في الأحياء لم تكن تنسيقيات أحياء في بدايتها كانت مستقلة بذاتها، وإنما متفاعلة مع الحدث السوري على امتداد المحافظات وخصوصية دمشق كعاصمة.

مع بداية الشهر الأول في الثورة كان دائمًا الحراك في دمشق في تأخر زمني بآلياته عن الأرياف التي هي القبضة الأمنية فيها أخف والبنية الاجتماعية فيها متماسكة أكثر، فكان دائمًا هناك تأخر، وعندما نشأت تنسيقية الميدان ونشأت تباعًا تنسيقيات مثل المهاجرين، مثل المزة، مثل ركن الدين هذه جميعها حين نشأت كانت بالغالب بمظهر افتراضي أكثر من أن يكونوا على الأرض، وكان في الغالب مظهرهم إعلامي، كانت التنسيقية تعتبر منصة إعلامية لتحكي عن الحراك، وليس لتوجيه الحراك في المدن، باستثناء بعض التنسيقيات البسيطة، مثل تنسيقية المهاجرين هي نشأت على الأرض باجتماع في آخر شهر أيار 2011، ولاحقًا أنشأت الصفحة، وبعدها أنشأت قناة على اليوتيوب وبدأت تحمّل فيديوهات المظاهرات الطيارة التي تحدث أمام القصر والأنشطة.

والميدان [تنسيقية الميدان] كذلك، عندما نشأت كان الفعل أكثر على الأرض وفيما بعد بدأت تظهر على الافتراضي أكثر، ولكن في كل الأحوال عندما تنشأ التنسيقيات تكون حالة التنسيقيات حراكًا غير مرتبط بالتنسيقيات الثانية كبنى، ولكن كأشخاص كما ذكرت قبل قليل وكونهم موجودين في دمشق يتفاعلون مع الوافدين إلى دمشق من أبناء مناطق ثائرة كحمص ودرعا، كان يحدث هذا التفاعل وتطوير للتجربة، وتناقح للتجربة.

وفي 15 نيسان 2011، أنا خرجت من السجن وكان يوجد خطوة مباشرة لتأسيس في منطقتي منطقة المهاجرين "تنسيقية المهاجرين"، وأخذنا على عاتقنا هذه الخطوة وقبل هذه الخطوة كانت فكرة التنسيقية التي استوحيتها من تنسيقية دوما، وصرت أتواصل مع الشباب، وفي نفس الوقت كان يوجد مجموعة من الشباب يتفاعلون مع مرحلة ما قبل الثورة بعدة حملات مثل حملة "لنغسل التعب عن بردى"، وهؤلاء الشباب أتوا وكان لدينا سهرات في مقاهي المالكي مرتبة واستغلوا الصوت العالي، وصاروا يحكون عن الشأن العام، وهذا الكلام قبل الثورة، ومنهم من ذهب إلى (الحزب) القومي السوري كمنفذ سياسي ليعبروا فيه عن موقفهم السياسي وبعدها اكتشفوا ماهي مشكلة (الحزب) القومي السوري، فهؤلاء الشباب أخذوا فكرة وخرجنا بورشة المقاومة المدنية وأقيمت في مكان قريب من بيت بشار الأسد في دمشق في المالكي عشية الثورة السورية، وكانت الفكرة التي تكلمنا بها هي "هيئة المقاومة المدنية أو همم"، واشتغلوا عليها كمان (أيضًا)، وحاولوا صنع بعض الأنشطة وحاولوا أن ينزلوا من الحالة الافتراضية إلى الحالة العملية بين شهر نيسان وشهر أيار وبعد ذلك هربوا من البلد، وكان يوجد الكثير من المحاولات لشباب كانوا يحاولون أن ينشطوا قبل الثورة من هذا النمط، ولكن رجعت الحالة الأميز هي حالة التنسيقيات، وبعدين (فيما بعد)أثبَّتت نفسها، وبدأ كل حي يقدر (يستطيع أن) يطور أفكارًا حسب ظرفه الأمني، فمثلًا حي المزة يعمل مظاهرات، ولكن هي أكثر من أن تكون مظاهرات طيارة، وأيضًا مظاهرات موسمية، ومظاهرة يوم الجمعة فيعمل مظاهرات مسائية مثلًا في حي الميدان، وأيضًا يوجد مظاهرات مسائية بشكل دائم، وحي المزة يوجد مظاهرات مسائية بشكل متقطع، والمناطق التي لا يوجد بها ضغط مثل مناطق البساتين، مثل الرازي كان يحدث بها مظاهرات بشكل شبه يومي، ومظاهرات الجُمَعيَّة كانت غالبًا مركزية مع أنه تحدث في المساجد في كل جمعة أو جمعتين يصير في مسجد في المزة أو ركن الدين تخرج المظاهرات، بالإضافة للمظاهرات المسائية المرتبطة بأسماء الأيام مثل "خميس المناشير" و"ثلاثاء المعتقلات"، وكان كل يوم له اسم وتخرج مظاهرات مسائية تحت هذا الاسم.

الجمعة كانت في الشام غالبًا مركزية بالميدان بالدرجة الأولى، يعني جامع الحسن هو كان نقطة مركزية تلاه فيما بعد جامع الدقاق في الميدان، وبدرجة ثانية كان الشباب دائمًا كمظاهرات نظامية غير طيارة كانوا ضمن الأسبوع في كفرسوسة، القابون، برزة، وبدرجة أقل المزة ولكن المناطق التي تقع بأطراف دمشق مثل القابون وبرزة وجوبر وكفرسوسة. القدم كان حراكها وتظاهراتها أكثر محلية لم يكن فيها الكثير من شباب دمشق يذهبون إلى القدم كما يذهبون إلى برزة أو كفرسوسة أو المزة، وكانت الميدان هي نقطة استقطاب لكل الحراك الثوري في المدينة، وأيضًا للناس الذين يأتون إلى دمشق من محافظة معينة ولديهم عمل فيأتي يوم الخميس ويريد أن يكمل عمله يوم السبت أو الأحد ولديه عمل فينام في دمشق، ويذهب إلى الميدان ليتظاهر، يعني الميدان أصبحت نقطة استقطاب لكل الثوريين من كل المحافظات، ومن يريد أن يصلي الجمعة فيصلي في جامع الحسن ويخرج مظاهرات وهذا الأمر أصبح مثل عادة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/01

الموضوع الرئیس

البدايات الأولى للثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/131-11/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان- أيار 2011

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

تنسيقية مدينة دوما

تنسيقية مدينة دوما

تنسيقية حي الميدان

تنسيقية حي الميدان

تنسيقية حي المهاجرين

تنسيقية حي المهاجرين

الشهادات المرتبطة