تشييع شهداء "مسيرات العودة" الفلسطينية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:04:56:16
كان صديقي متولي من الأشخاص الفاعلين في الثورة ومع الحياد [في نفس الوقت]، كان متولي مع الثورة، وكان يشارك في مظاهرات "القابون" ومظاهرات "الميدان"، ولكنه كان يقول لي، أو كانت وجهة نظره أن إدخال "المخيم" [مخيم اليرموك] هو شربكة للقضية السورية، ومن المستحيل ألا تحدث تدخلات دولية، ولن يمضي أمر "المخيم" على خير، وفي النهاية، سيتمّ استهدافه. ولكن الحركة كانت أقوى، والقاسم الذي ضرب جميع الآراء عندما تمت الدعوة لمظاهرات العودة في 5 حزيران 2011، وأظن أن الدعوة تمّت قبل أسبوع من المظاهرة نفسها، فكانت الدعوة من الجبهة الشعبية القيادة العامة بشكل أساسي، ولكن كان تفاعل الفصائل الأخرى معها أو كوادر الفصائل -لأنني لا أعرف القيادات- إيجابياً بالمجمل. والحالة العامة في مخيم اليرموك كانت منقسمة إلى جزء يقول: لا نريد أن نشارك؛ لأن النظام يحاول أن يغطي على المجزرة التي يرتكبها بحق السوريين من خلال تحريك الملف الفلسطيني الذي سكت عنه منذ عشرات السنين، وجزء يقول: هو فرصة كي يعبّر الفلسطينيون عن حقهم بالعودة، وهذا يخدم القضية.
في 5 حزيران 2011 ، خرج الناس، كنت في المخيم، وكنت قد نمت عند سامر أو متولي، على الأغلب أنني كنت عند سامر خروبي؛ لأنني كنت قد تركت منزلي، وعندما استيقظنا كانت هناك حالة استنفار عام والناس مع أو ضد، ولكن كانت هناك باصات، حيث جاءت، وامتلأت بالناس من أهالي مخيم اليرموك، وكانت هناك سيارات خاصة، مثلاً: صديقي متولي خرج بسيارته الخاصة هو وعائلته وابنته الصغيرة، جميعهم خرجوا، حتى تبدأ -بعد الظهر- قوافل المصابين بالعودة من القنيطرة؛ لأن الجنود الإسرائيليين أطلقوا عليهم النار، وأصيب قسم منهم، وبعض أصدقائي أُصيبوا، مثل: حسن إبراهيم الذي أُصيب في عظم الفخذ أو في الساق. وكان الاستقبال في مستشفى حلاوة وفي مستشفى فلسطين، وبدأت الأخبار تصل عن سقوط شهداء، وأكثر شخص أذكره جيداً؛ حيث تم نشر الكثير من الصور لها هي: الشهيدة إيناس، ولا أذكر الكنية، وتمّت الدعوة والتحضير بهذا الشكل، وعاد جميع الناس، وكان "المخيم" محتدماً ما بين تجريم القيادة العامة بالدعوة لهذه المظاهرة والوقوف وراءها وسقوط الشهداء خدمة للنظام السوري، وما بين أن هذه هي معركتنا الأساسية نحن كفلسطينيين والإسرائيليين.
في ذلك اليوم، عاد متولي وزوجته وابنته، وذهبنا إلى منزل الشهيدة إيناس، وكان المخيم مشتعلاً، حيث مرّ عليه ليل مشتعل، وكان التحضير في اليوم الثاني لتشييع الشهداء الذين كان عددهم 9 على الأغلب، خرجوا من جامع الوسيم في التشييع، وأذكر أننا كنا ننتظرهم عند زاوية جامع الوسيم، وكان هناك حشد غفير وأكبر بكثير من أن تتخيله، كان شارع اليرموك من أوله إلى آخره وصولاً إلى المقبرة الجديدة ممتلئاً بالناس ومكتظاً، وكانت الأعلام المرفوعة هي الأعلام الفلسطينية، وبدأ الخطاب، وكان قادة الفصائل موجودين في التشييع. وبالنسبة للحالة العامة فقد كان جميع سكان المخيم يبكون، وينثرون الرز، كانت حالة المخيم كله هكذا، كان يشتعل، المخيم كله يشيّع الشهداء، وبدأت الهتافات بالهتافات الفلسطينية (هتافات القضية الفلسطينية)، وعندما وصلنا إلى مستشفى فلسطين بدأت في الأمام الهتافات المشتركة: "واحد واحد واحد فلسطيني وسوري واحد". ورُفع علم الثورة، وقال بعض الأشخاص: إن هؤلاء أشخاص نازحون من "الحجر الأسود،" وهم من رفعوا علم الثورة، بينما فيما بعد أصبحت الهتافات للتخوين: "يا بشار ويا ماهر ويا جبان ويا عميل الأمريكان وباع الجولان وكذا.."، فتحولت بهذا الشكل أو بالأحرى في جزء منها، فلم تكن كل المظاهرة هكذا؛ لأنها ممتدة وطويلة، ولكن في هذا القسم وبعد مستشفى فلسطين باتجاه المقبرة أصبحت الهتافات للثورة السورية.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/10/14
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في مخيم اليرموككود الشهادة
SMI/OH/53-19/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
5-6/6/2011
updatedAt
2024/05/06
المنطقة الجغرافية
محافظة القنيطرة-محافظة القنيطرةمحافظة القنيطرة-الجولان السوري المحتلمحافظة دمشق-مخيم اليرموكشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة