الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الهجوم على مقر الجبهة الشعبية-القيادة العامة في مخيم اليرموك

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:15:00

قبل المقبرة بقليل، تدخّل الدكتور ماهر الطاهر ، كان في القيادة العامة -أحمد جبريل في الجبهة الشعبية، وهجم عليه المتظاهرون أو المشيعون، ومنعوه من المشاركة، وبدأت الاتهامات في الهتافات ضد القيادة العامة، وأنها السبب في قتل هؤلاء الشهداء، وأنها تحاول أن تغطي النظام، وكل ذلك بأوامر من المخابرات السورية، وأصبح الهتاف في الشارع هكذا، وكانت هناك فوضى كبيرة. وكانت هناك مشحمة ومغسل للسيارات على طريق التقدّم، كان يقوم برشّ الماء على الناس [للتبريد وليس للتفريق - الشاهد]، فجأة، حصلت تلك المشكلة بسبب وجود هذا القيادي الوحيد الذي كان من القيادة العامة، وبمجرد أن وُجد حصلت هذه المشكلة، وحتى أن المرافقة الموجودة معه قامت بإطلاق النار من مسدسات في الهواء، فأصبحت هناك حالة فزع وقلقلة كبيرة في التشييع، حتى أن بعض الجثامين كادت تسقط، وأخفوا ماهر الطاهر في أحد الأبنية الفرعية، واستمرّ التشييع، ولكنه وصل إلى المقبرة، ونحن عدنا. وأذكر أنني توقفت مع متولي على الزاوية في آخر شارع اليرموك، على زاوية مستشفى فلسطين باتجاه مخيم اليرموك، فجأة، جاء الحشد المتبقي من داخل المقبرة، وتوجّه نحو القيادة العامة، وكانت على شارع الثلاثين، كانوا يسمونه: مبنى الخالصة (الجبهة الشعبية -القيادة العامة) وتوجّهوا بهذا الاتجاه، وفي تلك الأثناء، كانت الهتافات ضد الجبهة الشعبية (ضد أحمد جبريل)، وقطعوا الشارع من أمام مستشفى فلسطين، وبعد قليل، كانوا سيصلون إلى القيادة العامة، فبدأ إطلاق النار من القيادة العامة باتجاه المشيعين. ثم قام الشباب المشيعون بوضع الحاويات الخضراء، أصبحوا يقومون بتمريرها من أمامهم، ويمشون باتجاه جامع خالصة. وهذا الكلام في 6 حزيران 2011، وبدؤوا يتقدمون باتجاه "الخالصة"، وأصبح إطلاق النار بشكل مباشر، وأُصيب عدة أشخاص من بينهم طفل عمره 15 أو 16 سنة، وكانت حالة فزع كاملة واستنفار كامل في المخيم، والمخيم عندما يتمّ الاعتداء عليه يكون شرساً، صحيح أنك ترى الناس في الشارع يقفون، ولكن في حال حدث أي تدخّل كان هؤلاء الناس في لحظة يتحوّلون إلى أشخاص لديهم هذا الكمّ من الشراسة.

لفت نظري في ذلك اليوم مرور شخص أعرفه اسمه أبو علي، كان يسكن في التضامن، وأعرفه جيداً، هو من "يبرود"، وكان معه دفتره، فلاحظت أنه كان يكتب أسماءً عند الزاوية، وعلى ما يبدو أنه كان مخبراً من سكان "التضامن"، وهو من "يبرود". وقالوا: إن الأمن السوري جاء من شارع الثلاثين من الطرف الثاني باتجاه "الخالصة". ولكن المشيعين كانوا قد وصلوا إلى "الخالصة"، وحرقوا بعض السيارات، وأظن أنهم أحرقوا جزءاً من "الخالصة"، وهرب ابن أحمد جبريل -لا أذكر اسمه- من بناء إلى بناء؛ لأنه كان في المبنى، والعناصر الذين أطلقوا النار ذهبوا، ولكن الموضوع في ذلك الحين انتهى بتشييع 9 أشخاص قُتلوا في الجولان بالرصاص الإسرائيلي، وكان هناك 5 مصابين، ولا أذكر إذا سقط شهداء أم لا، أصبحوا 5 مصابين بنيران القيادة العامة. وفي هذه المرحلة، انتهت تلك الليلة بجزء من القلق، وأذكر أننا سهرنا في منزل متولي، وكنا نتحدث: هل يوجد شيء؟ هل سيدخل الأمن؟ لأن الحالة كانت متوترة في المخيم، وبعدها، زاد انتشار اسم التنسيقية في الشارع، بمعنى أن ذكر "تنسيقية مخيم اليرموك" قد ازداد؛ بسبب اتخاذ موقف من هذا الفعل الذي حصل (سقوط الشهداء)، وتأكّدت لدى الناس بأنها تغطية لصالح أفعال النظام، والأمر الثاني: أن عناصر أحمد جبريل تعاملوا مع المشيّعين بنفس الطريقة التي تعامل بها الأمن السوري مع السوريين، فأصبحت هناك قواسم مشتركة بين الحالتين. وبعد ذلك بأسبوع في مخيم اليرموك، كانت دعوة الفصائل لحماية مكاتبها وتشكيل شيء اسمه: "اللجان الشعبية".

اللجان تتكوّن من الفلسطينيين، وإذا أردت أخذ سلاح يجب أن تأخذه عن طريق فصيل، ويقدّمون له راتباً، والمهمة هي حماية الأحياء فقط، ومع الأسف، المستفيد الأكبر أو أكثر اللجان التي تشكّلت هي كانت تابعة للقيادة العامة أحمد جبريل، فأنت تنظر إلى الفعل وردّه، فكان ردّ الفعل تجاه القيادة العامة أحمد جبريل، بينما كان المستفيد الأكبر من قرار تشكيل لجان القيادة العامة أحمد جبريل. ربما كان ذلك ناتجاً عن الموقف المترنّح الذي اتخذته الفصائل الفلسطينية (فتح وحماس والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية)، كانوا مصرّين على نظرية الحياد في "المخيم"، ولا يريدون أن يأخذوا موقفاً تجاه الثورة وبدء المظاهرات وإشعال مخيم اليرموك، ولا يريدون أن يأخذوا موقفاً لصالح النظام بتفعيل هذه البندقية في الشارع، فالبندقية في الشارع هي فعل أمني، وسينطبع في الذاكرة أنك مارست فعل النظام، فهل أنت تمنع المظاهرات في المخيم مثلاً؟ أو هل تمنع الوافدين إلى المخيم؟ ربما كان هذا الموقف المذبذب من الفصائل أو المرتبك هو الذي جعل الجبهة الشعبية القيادة العامة هي الأكثر استفادة، وأعطوا رواتب جيدة في تلك الفترة للذين حملوا السلاح، وتشكّلت المجموعات الأساسية للقيادة العامة التي كانت من أهمها: مجموعة سائد عبد العال، والمجموعة الثانية -نسيت اسمها- كانت مشهورة جداً، ويوجد مجموعة راتب النمر الذي انشقّ لاحقاً، وكان المنسّق مع الجيش الحرّ. طبعاً، مجموعة راتب النمر كانت تابعة للقيادة العامة أحمد جبريل من الذين حملوا السلاح، ولكننا أثناء عملنا، حتى قبل دخول مخيم اليرموك، وقبل أن يدخل الجيش الحرّ إلى مخيم اليرموك، في البداية، لم يكن هناك جيش حرّ؛ فتشكّلت هذه المجموعة، فإذا أردنا أن نمرّر شيئاً إلى الحجر الأسود فكانت النقاط التي تسمح لنا بالمرور هي النقاط التابعة لراتب النمر، فإذا أردنا تمرير شخص أو منشقّ فكانت نقاطه على امتداد شارع الثلاثين، كانت في أول سوق الخضرة، وكان التمرير أو التبادل أو إذا أردنا أن نعطي شيئاً للجماعة الموجودين في الحجر فيكون من هذه النقطة (نقطة راتب النمر). وذكرت أنه في القيادة العامة كان هناك أخو متولي أبو ناصر، وهو أبو حازم، وكان أبو حازم من الأشخاص الذين حملوا السلاح، وأنا رأيته يلبس الجعبة، ويحمل البندقية، ولكن أبا حازم كان من الأشخاص الذين يخدموننا جداً، مثلاً: في يوم عملنا مع صبر، نحتاج إلى تمرير القليل من المواد الإغاثية إلى منزل صبر، ومنزل صبر بعد امتداد شارع الثلاثين، فكان أبو حازم يغطينا، مثلاً: إذا اعتُقل شخص على أطراف المخيم أو أمسكته القيادة العامة فكان أبو حازم يُخرجه، رغم أنه كان قيادة عامة، ويحمل سلاحاً.

 في البداية، كانت المظاهرات الطيارة التي قد تحصل في المخيم تتعامل معها القيادة العامة كما يتصرّف الأمن ونفس سلوكه. والأمر الثاني: في مرحلة لاحقة لامتداد 2011 حتى آخرها، كانت القيادة العامة تتدخّل حتى في مظاهرات "الحجر الأسود"، وصاروا يرسلون عناصر ملثمين؛ حتى يحلّوا الموضوع. وعندما اقتحم الجيش "الحجر الأسود" -ولا أذكر التاريخ- نزح كمّ كبير من العائلات من "الحجر الأسود" باتجاه مخيم اليرموك، والذين كانوا يتابعون المطلوبين من الشباب، والذين نزحوا، وهربوا من الجيش إلى مخيم اليرموك هم عناصر القيادة العامة أحمد جبريل. كانت للقيادة العامة نقطة في الخالصة، ولكنها ليست سجناً، كانت نقطة إيقاف مؤقت، حيث يتمّ إيقاف المطلوب، ثم يسلمونه إلى فرع فلسطين.

ومما أستحضره في ذاكرتي عن القيادة العامة أنني كنت عند صديق –أظن أنه في الشام ولا يمكننا أن نذكر اسمه- كان اسمه سامر، فكان في السكن الرياضي، وهو في آخر شارع المغاربة في مخيم اليرموك، وهو بناء قطري، بنته قطر، ويوجد فيه ملعب وبناء سكني، فكانت لديه غرفة، وجلست عنده، واختبأت. وفي إحدى الليالي، لاحظنا -في آخر 2011 تقريباً- أن هناك حركة، فخرجنا، فكانت مجموعة سائد عبد العال تضع قناصات في أعلى البناء، ويتمّ التعامل معها. وهذا الوضع الذي حصل في المخيم، عملياً، بقيت حالة الحياد مسيطرة عليه، وأصبح هناك بندقية لصالح النظام ممثلة بالجبهة الشعبية القيادة العامة أحمد جبريل، وتوجد تنسيقية المخيم التي تعمل، ولا يزال عملها في الخفاء وهم غير معروفين كلياً ومظاهراتهم طيارة وعملهم بالتنسيق و"اللوجستي" والإغاثة وتأمين المطلوبين، بمعنى أنه إذا كان هناك شخص مطلوب للنظام فكانوا يؤمّنون له منزلاً في المخيم. وبالإجمال، وبالنسبة لنا كناشطين، كان مخيم اليرموك نقطة مرور مريحة وآمنة، رغم وجود القيادة العامة، ولكن يجب أن يكون لك في مخيم اليرموك معرفة، فأنا أعرف أصدقاء، وهم قادرون على تأميني في مخيم اليرموك، في أحيائه. بالإضافة إلى ذلك، فإن القيادة العامة حتى لو حملت السلاح لم يكن باستطاعتها أن تشهره بشكل علني على الفلسطيني، فلا يمكنها أن تداهم منزل متولي أبو ناصر أو منزل سامر خروبي، ولكن يمكنها أن تمسك بالخفاء شخصاً واحداً، ولكنني إذا كنت موجوداً في منزل سامر الخروبي لا يمكنها أن تأتي، ولا يمكنها أن تقوم بعملية اقتحام في المخيم؛ لأن المخيم فيه فصائل أخرى فلسطينية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/14

الموضوع الرئیس

انقسام الموقف الفلسطيني من الثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/53-20/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

6/6/2011

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-الحجر الأسودمحافظة دمشق-مخيم اليرموك

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

فرع فلسطين في المخابرات العسكرية 235

فرع فلسطين في المخابرات العسكرية 235

حركة المقاومة الإسلامية حماس

حركة المقاومة الإسلامية حماس

حركة فتح

حركة فتح

تنسيقية مخيم اليرموك

تنسيقية مخيم اليرموك

الشهادات المرتبطة