النشاط ضمن الحزب الشيوعي السوري قبل الثورة وانطلاقة الربيع العربي
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:10:19:02
أنا خالد صبحة من مواليد وسكان ومربى مدينة حلب، أصولي من مدينة الباب في الريف الشمالي لمدينة حلب، ترعرعت في أسرة مهتمة بالشأن السياسي، وكان والدي منتميًا إلى الحزب الشيوعي، وكذلك إخوتي الكبار. وانتسبت إلى الحزب الشيوعي فيما يسمى: "براعم نيسان" في حينها، في تلك الأيام، كان خالد بكداش هو قائد الحزب الشيوعي. في السادسة من عمري، انتسبت إلى "براعم نيسان"، واستفدت ثقافيًا في هذا العمر من التنظيم السياسي من ناحية المعلومات السياسية العامة، سواء على مستوى القطر أو في إطار دولي. درست حتى عام 1991، حيث أخذت الشهادة الإعدادية، في هذا التوقيت، أخذت قرارين، وقبل أن آخذ قرار التوقف عن التعليم أخذت قرار ترك العمل الحزبي، وهنا بدأت بالنضوج، وأدركت أن الحالة الموجودة في سوريا هي عبارة عن أحزاب كرتونية سياسية وغير مجدية، ولن تحقق أي شيء ضد حافظ الأسد أو لمصلحة الشعب السوري. هي عبارة عن أحزاب كرتونية تم احتواؤها من قبل حافظ الأسد عبر ما يسمى: "الجبهة الوطنية التقدمية" آنذاك؛ فتركت العمل السياسي والحزبي، وكفرت به. المعروف عن الحزب الشيوعي أنَّه حزب يتبنى أفكارًا إلحادية. طبعًا، أنا من أسرة محافظة - للمفارقة- هكذا كان جدي وأعمامي، وأخذت قرار ترك العمل السياسي وترك الحزب الشيوعي، وفيما بعد، أخذت قرار ترك التعليم، وبقيت ضمنيًا مهتمًا بالشأن العام، أتابِع الأخبار والأحداث الدولية وإلى آخره مع حالة امتعاض من استمرار الحكم الاستبدادي في سوريا، وكنت في داخلي أفكر دومًا في البحث عن حلول للخلاص من هذا النظام السياسي والوصول إلى نظام حرّ، يلبي احتياجات الشعب.
تركت تعليمي في عام 1991، كنت أحمل الشهادة الإعدادية، وانطلقت إلى العمل الخاص، وأنا من أسرة معروفة، ومختصة في الصناعة المتوسطة وهي: صناعة الأثاث المنزلي والبرادات المنزلية وإلى آخره. وتعلمت تلك المهنة، واستطعت في عام 2000 أن أنشئ مصنعًا صغيرًا، واتجهت إلى صناعة البرادات والأفران المنزلية، وخلال تلك المسيرة، كان الاحتكاك بالسوق الاقتصادي في حينها يوصلك أينما اتجهت إلى أن السيطرة والسطوة وسلب البلد هم من قبل عصابة محددة مقتصرة على آل الأسد، وفي مرحلة ما كان حزب البعث بشكل عام قد تطور به الأمر حتى اقتصر بشكل مطلق على آل الأسد.
في المجمل، كان الحزب الشيوعي السوري الذي تشكل في عهد خالد بكداش حزبًا يتبنى الحالة الأممية التي هي من مبادئ الحزب الذي أنشئ في الاتحاد السوفييتي. كانت عملية احتواء نظام حافظ الأسد للأحزاب بشكل عام ومن بينها الحزب الشيوعي مرحلة أولية. لاحقًا، تم اختراق الأحزاب بشكل عام؛ مما أدى إلى انشقاقات حتى في صفوف الأحزاب أو الكثير من الأحزاب أو أن البعض تصرف مثلي، وترك العمل السياسي أو التفكير في أن يكون منتميًا لحزب سياسي.
أما بالنسبة لموضوع موقف الأحزاب من الثورة الشعبية، فقد قلت لك: حين وصلنا إلى عام 2011 ، كان الحزب الشيوعي شبه متلاشٍ أو منقسم، وفقد الحالة الشعبية الموجودة أصلًا، وتلك اللعبة التي هي اختراق الأحزاب أو وضعها تحت جناح حزب البعث أو حافظ الأسد لم تعد مطلوبة، وهي ورقة استُهلكت، ولم تعد تلزم حافظ الأسد، أما بالنسبة لأبي وإخوتي فهم لم يستمروا في الحزب، وبعد أن تخليت عن العمل الحزبي بفترة ليست بعيدة تخلّوا عن العمل الحزبي أيضًا، وكان هناك شيء راسخ في داخلهم، وهو الاهتمام بالشأن العام والعمل السياسي بشكل عام والاهتمام بالأمور الجيوسياسية والمحلية، و هذا الكلام مؤكد.
وبقيت ماضٍ في مسيرتي، وفي عام 2006 ، تزوجت، و رزقني الله أطفالًا، ومع الوصول إلى عام 2010 وبداية الربيع العربي، الكل يذكر الثورة التونسية التي هرب خلالها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وهذا الأمر أشعل لدى الشعوب العربية بشكل عام غريزة وقدرة الشارع- وصار يتردد في الشارع: "إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر"- قدرة الشارع وقوته على انتزاع أو طرد المستبدين أو الخلاص منهم، والثورة التونسية ونتائجها السريعة أحيت فكر الثورة في قلوب الناس بشكل عام في الوطن العربي، وأنا أحد هؤلاء العرب والأشخاص المحسوبين على الوطن العربي، تحركت مشاعري وغرائزي باتجاه ضرورة وتمني وصول الدور لنا، وأن ننتهي من الاستبداد في بلدنا، وتطور الأمر، وكلنا نعرف كيف امتد "الربيع العربي" انطلاقًا من تونس إلى ليبيا ثم إلى مصر، وكنا نتفاعل مع هذا الأمر. وفي نهايات 2010، على الصعيد الشخصي كنت أفكر: هل يا ترى لو كان العمل الحزبي موجودًا وقاعدته الشعبية- والمعروف عن الحزب الشيوعي أن له قاعدة شعبية سابقًا- فسيكون بالإمكان الاستفادة منه بالنسبة للثورة؟ والمجتمع السوري غائب بالمطلق عن موضوع التجمعات أو المجتمعات، وتم اختراقها كلها من قبل حافظ الأسد وسلطته الأمنية، بالإضافة إلى احتواء كل مفاصل البلد والمحسوبة على المثقفين وغيرهم. فكانت هناك صعوبة في التفكير: كيف سنفعل شيئًا لتتحرك الثورة السورية؟ وأنا بشكل شخصي بدأت في بداية 2011 ، تخليت عن المواصلات، وصرت أعتمد شركة النقل (الباصات) لأنَّ فيها ازدحامًا كبيرًا، وكان عندي صديق، فكنا نخرج بشكل متعمد، ونتكلم عن النظام، ونشتم النظام، كي يصبح -ومن وجهة نظري الشخصية- النظام غير مخيف، ونكسر حاجز الخوف، وهذا الذي استطعت فعله بشكل شخصي؛ لأنني لا أنتمي إلى جماعة وإلى آخره، وهناك حالة اجتماعية موجودة و عندي صداقات كثيرة، ولكن تبني الآخرين لهذا الأمر كان صعبًا، حاولنا كثيرًا في جلسات أن نقنع الناس، و نثير حفيظتهم، ونشجعهم بأننا يجب أن نخطو خطوات وإلى آخره، وكانت هناك صعوبة في أن تنتج نواة لتبدأ بعمل كهذا، وكيف تكون الآلية والطريقة؟ وهذا الأمر كان عصيًا وعسيرًا على تيارات أو ما كان يسمى بالأحزاب أو بعض المحسوبين على الأحزاب من الذين لديهم فكرة، وكانوا ممارسين لكيفية القيام بحالة شعبية أو ثورية، وهذا كان صعبًا، وتطور الأمر، وتطورت الثورة المصرية، وحققت انتصاراتها، وانتُخب فيما بعد رئيس عندهم، أظن أن هذا الأمر حصل فيما بعد. المهم هو أن مجريات "الربيع العربي" كانت بشكل عام تسير بشكل جيد حتى تاريخ 2011 ، حيث ظهر في مدينة حلب تحديدًا، وهذا الكلام كان في الشهر الثاني ( شباط/ فبراير) أوفي بدايات الشهر الثالث (آذار/ مارس) حيث انتشر خبر أن هناك كتابات ضد نظام الأسد و بشار الأسد في منطقة الشيخ نجار (المدينة الصناعية)، وهذا الكلام مؤكد، وهناك شهود عيان نقلوه، وأكدوه لنا، كانوا يعملون في المنطقة الصناعية، وهذا دليل على أنَّ الشارع بشكل عام في سوريا بدأ يتجه نحو هذا التوجه، ورأينا كيف انطلقت بداية الحراك من مدينة درعا، وكانت بداية انطلاقة الثورة السورية في تاريخ 15 (آذار/ مارس) 2011 ، وفرحنا كثيرًا، وبدأنا نعمل بشكل جدي، وانكسر لدينا حاجز الخوف بشكل أكبر، وأصبحنا مستعدين لنبدأ بها في مدينة حلب أيضًا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/12/27
الموضوع الرئیس
النشاط قبل الثورةكود الشهادة
SMI/OH/146-01/
أجرى المقابلة
خليل الدالاتي
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
قبل 2011 وصولًا لبداية الربيع العربي
updatedAt
2024/08/09
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-مدينة حلبشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
الجبهة الوطنية التقدمية
الحزب الشيوعي السوري - بكداش