الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الاعتقال على حدود لبنان والتحويل إلى الأمن العسكري بدمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:40:14

قبل 3أيام من اعتقالي، اتصل معي فيصل الشامي -رحمه الله- الذي كان هو تقريبًا منسق "مجلس قيادة الثورة في دمشق"، وهو كان مختبئًا في ضاحية قدسيا، وطبعًا أنا واثنان آخران أشخاص الوحيدون الذين كنا نعرف مكانه، واتصل معي، وقال: تعال قليلًا حتى نتحدث، وذهبت إليه إلى مكان اختبائه، وقال لي: إنه لدينا اجتماع في إسطنبول، والاجتماع هو لمجالس قيادة الثورة في عدة محافظات، وهذا الكلام بآخر شهر شباط 2012 من أجل وضع خطة لإعادة إحياء العمل المدني في الثورة السورية والحراك السلمي وإعادته مع عدم إغفال أهمية الجانب العسكري الذي يحصل، وقال لي: يجب عليك الذهاب وتمثيل مجلس قيادة الثورة في دمشق، فقلت له: نعم. وأنا ذهبت وهنا اعتقلت على المعبر في جديدة[يابوس].

بعد أن اجتمعت مع فيصل – الله يرحمه ويتقبله- قال لي: يجب أن تسافر يوم الجمعة إلى إسطنبول، وكان يوجد لقاء لمجالس قيادة الثورة في المحافظات لموضوع تعزيز الحراك السلمي، وكان يوجد ورشة تدريبية حول استراتيجيات الحراك السلمي، وفي يوم الخميس كان يوجد في دمشق في المركز الثقافي في المزة مثل ندوة تدريبية أو مثل لقاء تدريبي، وأنا أعتبره أحد الاختراقات التي صارت للنظام؛ كان مجموعة من الأطباء السوريين من أمريكا وجهوا دعوة خلال وزارة الثقافة - المركز الثقافي في المزة للتدريب على الإسعافات الأولية، وكان مدرج المركز الثقافي مكتظًا بعشرات الشباب والصبايا، وكان عددهم هائلًا، وكانت التدريب عن الإسعافات الأولية لجميع الحوادث، وحتى الأشخاص الذين تعرضوا للضرب بالعصي، وفي يومها أتذكر وهذا آخر شيء حضرته قبل اعتقالي، وهذا بتاريخ الأول من آذار 2012 في يوم الخميس، وأذكر أن الصبايا لما يردن أن يسألن سؤالًا وحتى الشباب؛ يعني: دكتور إذا شخص مثلًا في بلد عربي خرج في مظاهرة ماذا يفعل، والدكتور كان يضحك ويبتسم ويجاوبها في داخل المركز ؛ يعني: الأمور على كانت واضحة جدًّا ويتم الحديث عنها بصراحة تامة، ويقولون: أنا في إحدى المرات كنت في بلد، وحصلت مظاهرة أمامي، والجميع يتحدث وهم يقصدون سورية في النهاية، وكلهم يفهمون ماذا يحدث، وكانت الندوة بترخيص من وزارة الثقافة أو المركز الثقافي العربي في كفرسوسة، وجميع الموجودين من الثوار وجاؤوا لأجل حضور محاضرة بموافقه حكومية عن الإسعافات الأولية أثناء التَظاهر والعمل المدني.

وفي هذا اليوم، وبعد أن أنهيت الدورة حاولت أن أجهز سيارة آجرة (تاكسي)، وكان يوجد عاصفة ثلجية، ولم يكن يوجد طريق وحجزت في بيروت في مطار بيروت لأجل التمويه، ولم يكن يوجد تكاسي؛ لأن الطريق مقطوع، وقال لي: تعال غدًا صباحًا، وقد يكون لدينا تكسي، وأنا حجزت في الطائرة في اليوم الثاني من بيروت، وجئت في اليوم الثاني وكان معي شباب اجتمعت معهم أثناء خروجهم. أبو علي مسؤول الجامعات في مجلس قيادة الثورة في دمشق أيضًا سيذهب معي وشاب ثالث كانوا يريدون الذهاب معي إلى نفس المؤتمر، وركبنا بالسيارة وبصعوبة حتى وجدنا سيارة، وانطلقت إلى لبنان، وعلى الطريق كان يوجد عواصف ثلجية، وانقطع الطريق عند الديماس، وأصرينا على الاستمرار، ووصلنا إلى المعبر، وهناك نصحنا الشرطي أن نرجع لأن طريق المصنع مقطوع بسبب الثلج، وهذا الكلام بتاريخ 2 آذار 2012 ونحن أصرينا، وبعدها أخذ الجوازات وأدخل الأسماء، ووجد أننا مطلوبون، فألقى القبض علينا في المعبر، وتمت معاملتنا بشكل سيِّئ في المعبر، وحاولنا إخفاء.. ونفس الشرطي الذي ألقى القبض علينا تعاون معنا وساعدنا بالتخلص من بعض بطاقات الهاتف التي نحملها، وكل ناشط كان معه تقريبًا عشر بطاقات محترقة، منها الروسي والإيراني والفرنسي أو لعناصر في الجيش مقتولين، وكنا نستخدم هذه السيمات، وهو ساعدنا بالتخلص منها، وساعدنا بأن نجد أي طريقة حتى نعطي الدولارات لأهلنا ونتخلص منهم؛ وهو ساعدنا كثيرًا وبعدها رآه آمر النقطة فزجره، وعاملونا بشكل سيِّئ، وضربونا في اليوم الثاني حتى نعطيهم بقية البطاقات، والأوراق التي تخلصنا منها في مرحاض ومخفر الحدود، وكانت معاملة سيئة جدًّا، وبعدها وزعونا، وأنا نقلوني إلى الأمن العسكري الفرع 215، والشاب الثاني إلى أمن الدولة، والثالث ما اعتقلوه، وأنا ذهبت إلى الفرع 215 إلى الطابق العلوي وكان الاستقبال أيضًا مميزًا وأدخلوني في البداية إلى الأمانات، وبعد الأمانات جردوني من ثيابي بشكل كامل، وفي الأمانات أخذوا كل شيء معي، وأذكر في يومها المساعد زهير صبوح في المخابرات العسكرية وهو مجرم جاء وقال لي -وصار يتهكم- ويقول: أهلًا وسهلًا بك حتى تعرف قوة المخابرات السورية، ونحن ألقينا القبض عليك حتى تعرف كم المخابرات السورية قوية، وأنا بدأت أضحك، وأنا كنت معصوب العينين، وقلت له: أين القوة في اعتقال شخص من معبر؟ ولو أنها كانت عملية كوماندوس وإنزال جوي أنا سوف أعترف لك أنها قوة، ولكن شخص مغادرة البلد بآمان الله، ويتم إلقاء القبض عليه، واسمه موجود على المعبر، وهنا ضربني، وهذه كانت أول صفعة، وكانت مؤلمة جدًّا، وبعدها تمت تعريتي، ثم أخذوني إلى التحقيق مباشرة، وكان يوجد تركيز على أخذ جميع كلمات السر للحسابات الموجودة عندي على الفيس بوك، وأنا استطعت إعطاؤهم معلومات خاطئة فقط حتى يخففوا عني قليلًا من القتل الضَّرب، وكان الضرب هو ضرب دولاب (آلية تعذيب في الأفرع الأمنية)، وأرادوا استعمال العصا الكهربائية وكانت فارغة من الشحن، وبعدها خفَّ القتل [الضرب] بعد أن أعطيتهم كلمات السر التي لم تكن حقيقية، وبعدها أخرجوني مرة أخرى ليلًا للتحقيق، وهكذا استمر التحقيق.

أبرز نقاط التحقيق كانت تحوم بداية عن مسؤوليتي القيادية في حراك دمشق، وخاصة في منطقة المهاجرين، ولم يذكروا مجلس قيادة الثورة في دمشق بذلك الوقت، ولا اتحاد التنسيقيات، وكانوا يسألون أكثر عن تنسيقيات الأحياء، وكانوا يركزون كثيرًا على قادة الحراك في كل حي، وكانوا مهتمين أن يبدؤوا بالبحث في الوحدات الصغيرة، ولا يبحثوا عن حراك على مستوى مدينة كاملة، وكانوا يريدون أن يعرفوا قصة كلِّ حيٍّ، ولم يكن يوجد تركيز أن يفهموا مني عن العمل العسكري، وكان التحقيق كله عن العمل السلمي، والشيء المهم والعجيب أنهم كانوا مهتمين بالعمل السلمي ويهمهم الحصول على أسماء قدر المستطاع.

بعض المعلومات التي لديهم انتزعوها من بعض الشباب، ولكنها ليست معلومات عميقة وخطيرة، والمعلومة التي سألوني عنها قالوا لي: إنه أنت كنت تعرف أنه يوجد شباب من عندكم كانوا يريدون القيام بشيء ضد قائد الجيش السوري في الزبداني، وأنت كان لديك علم، وقلت لهم: أنا كان عندي علم ورفضت الموضوع رفضًا قاطعًا، فقال: ولكن أنت لم تخبرنا. واعتبروا هذا الموضوع كتم معلومات أو إخفاء معلومات عن الدولة، وهذه كانت تهمة بحد ذاتها.

كانوا مثبتين علي قضية أنني قائد ثوري في هذا الوقت، وحاولوا أن يعرفوا، وحاولت المراوغة، واستمر التحقيق، وكانت أمور التحقيق تسير بسلام بالنسبة لي، وكان يوجد فرصة جيدة أن أخرج لأنني استطعت التملص من الكثير من الأمور.

وأنا عند اعتقالي. كان موجود معي حاسوبي المحمول واستطاعوا الوصول إلى ملف أو شيء، وطبعًا من اللابتوب لم يستطيعوا الحصول على الكثير من المعلومات، ولكن لا أعرف كيف استطاعوا الوصول إلى محادثات السكايب، وعرفوا الكثير من التفاصيل، وأتذكر أن التحقيق كان قد انتهى، ونحن هناك كنا نعرف متى ينتهي التحقيق، وفي الأمن العسكري كان التحقيق وفي كل الفروع وفي نهاية التحقيق يسألك عن معلوماتك الشخصية مرة ثانية حتى يختم المحضر، ويسألك عن اسم أمك وأبوك، وماذا تعمل، وبعدها تبصم، وهنا أنت تعرف أن التحقيق انتهى. وهذه اللحظة بصراحة تكون مثل العرس بالنسبة للمعتقلين؛ لأن التحقيق انتهى وبعده كل شيء سهل، وأنا عندما كان يسألني هذه الأسئلة، وكنا تقريبًا سوف ننتهي دخل الضابط، وقال له: ما هي أخبار الفقير؟ فقال: يا سيدي كل شيء تمام نحن انتهينا. فقال: لا، لم ننتهِ، وأنا كنت معصوب العينين، وأنا سمعت أنه ألقى دفترًا على الطاولة، وقال له: هذه 1200 سطر محادثات سكايب، ويجب أن تعيد التحقيق مجدَّدًا. فطلع فيها المحادثات ما لذ وطاب، والجميل أن الجانب العسكري -بالصدفة- لم يتم الحديث عنه في محادثات السكايب؛ بالصدفة، وليس لأننا لم نقصد، وأخطر أمرين تم الحديث عنهما أن أحد الشباب كان يقول لي: إذا أردتم خطوطًا محروقة فأنا عندي كم خط (بعض الخطوط) لفطائس من جيش النظام؛ يعني: هكذا قرأها المحقق. وقلت له: نحن لا نريد هكذا أمور نحن في المحادثة، والشيء الثاني أن أحد الشباب التقنيين كان يقول لي: إذا أردت يوجد عندنا إمكانية تقنية للتشويش على الاتصال، أو تشويش اتصالات الهاتف، أو التشويش عليها، وهذا الشيء يفيد الشباب المقاتلين في الجيش الحر، وأنا من باب الطرفة أو المزحة قلت له: أنا لا أعمل إلا سلمي، وهم قرؤوا لي المحادثتين، وأنا قلت لهم: كما ترون هذا دليل أنه أنا ليس لي علاقة بالموضوع، وباقي المحادثات كلها كانت حول تنسيق المظاهرات والحراك، وكان واضحًا منها أنني فعلا أحد الأشخاص المحركين للموضوع، وكل التفاصيل مثل أنه اليوم نحن سوف نخرج مظاهرة، واليوم سوف نرمي المناشير، واليوم سوف نرفع العلم وكذا وكذا، وكلها كانت نقاشات على غرف السكايب، وكانت موجودة لدى الأمن وهنا لم يكن يوجد إمكانية إلا بالاعتراف بالكثير من الأمور، وسئلت عن أسماء حقيقية لبعض الأسماء الحركية لشباب، وأنا حاولت التمويه حتى يأخذوا مواصفات الشخص ويعتقلونه، ويوجد أشخاص ساعدتهم في هذه العملية، ولم يتم اعتقالهم، ويوجد أشخاص رغم التمويه الذي قمت به استطاعوا اعتقالهم، واستمر التحقيق، وفي التحقيق كان واضح.. وأنا عندي كلمة دائمًا أقولها: داخل بنية النظام أو في داخل نواة النظام التي هي الأجهزة الأمنية داخل المؤسسات الأمنية أنت ترى النظام على حقيقته ويظهر النظام كم أنه طائفي ومناطقي وطبقي وعنصري ومجرم.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/08/19

الموضوع الرئیس

الاعتقال في فرع 215

كود الشهادة

SMI/OH/131-33/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2012

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

مجلس قيادة الثورة في دمشق

مجلس قيادة الثورة في دمشق

 فرع المداهمة والاقتحام 215- شعبة المخابرات العسكرية 

 فرع المداهمة والاقتحام 215- شعبة المخابرات العسكرية 

الشهادات المرتبطة