الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التحقيق في فرع الأمن العسكري في دمشق - الفرع 215

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:42:05

أذكر في آخر جلسة كان قد انتهى التحقيق، ونادوني في الليل، وجلست مع رئيس الفرع 215 أعتقد أنه كان من عائلة الصالح، ولكنني لا أذكر وأنا عرفت اسمه لاحقًا، وقال: تعال حتى نتحدث ونفتح قلوبنا لبعض وقال: دعنا نتناقش. قلت له: ماشي، وقال: تحدث ماذا لديك، فقلت له: لا أتحدث حتى تعطيني الأمان. فقال: عليك الأمان، وتكلم ما تريد، وأنا كنت معصوب العينين، ومقيد اليدين إلى الأمام وتقييد اليدين إلى الأمام يعني بادرة حسن نية، وحكينا في كل ظرف الحراك، وكيف بدأ الحراك، وأنا كنت واضحًا معه، وقلت له: إن الدولة هي المسؤولة في البداية عن تفاقم الموضوع، وليس نحن، وقلت له: أنت بصراحة أنت أعطيتني الأمان، وأنا لا أستطيع أن أقول السيد الرئيس بشار الأسد - الأصل أن يقول أي شخص معتقل لدى الأمن السيد الرئيس- ولكن أنا بصراحة خرجت بثورة ضده، ولا أعترف أنه رئيس وبشار الأسد وسأدعوه بدون لقب.

بشار الأسد كان بإمكانه إجراء مصالحة تاريخية في درعا، وتجنيب البلد، ولكن العقلية الأمنية والذهنية الأمنية هي كانت المسيطرة، ولا نعرف إلى أين ستذهب الأمور، وهو لم يتقبل هذا الكلام، ولكنه تحمله، ولم يفعل شيئًا، وأذكر في يومها قال لي: وهذا الشيء مهم إنه أنتم ثورتكم طائفية، وخربتم المعنى اللطيف أو الجميل للثورة، وجعلتموها طائفية. فقلت له: ثورتنا يوجد فيها من كل الأقليات، ومن كل الأطياف الشعب السوري بحسب أعدادهم، ويوجد القليل من المسيحيين؛ لأنهم بالأساس قليلون في سورية، والقليل من العلويين؛ لأنهم بالأصل قليلون، والغالبية سنة وهم الأكثرية. وقال لي: هذا الكلام غير صحيح، وبدأ يضرب أمثلة كثيرة أشكال وألوان (متنوعة). وبعدها أنا قلت له: إن الأمن مفهوم جميل ورائع جدًّا، ولكن أنتم بممارساتكم خلال40 - 50 سنة خرَّبتم هذا المعنى، وبدل من أن يسمع الشخص كلمة الأمن ويشعر بالطمأنينة والأمن صار يحس بالرعب والقمع، وهو بعدها يسألني: أنت ماذا درست؟ يعني: بدأ يسألني أسئلة تقنية، وهو في الحقيقة كان بدأ يسألني أسئلة في الهندسة والبرمجة والرياضيات، وحتى في العلوم، والحقيقة هو كان فهيمًا، وأنا لأول مرة أرى ضابطَ أمن يعرف بهذه القصص كلها، وأنا كنت ذاهلًا عن إجابته بصراحة، ولم أكن مركزًا، فكان يقول لي: إهه ألا ترى أنتم تظنُّون أنسفكم مهندسين ومثقفين وتضحكون على عناصرنا، وكأنهم حمير، ولا يعرفون الإجابة في الأمور التقنية. وهنا سألني بالكثير من الأمور التي حصلت، وقال: هل شاركت في الاستفتاء في استفتاء عام 2012 على الدستور؟ فقلت له: طبعًا لا. وسألني: لماذا؟ وأنا قبل يومين تحدثت مع هيثم المالح، وكان يوجد تفنيد كامل على الدستور، وكان في ذهني هذا التفنيد، وأتذكر أنني فندت الدستور أمامه، وأول تفنيد كان اعتقالي التعسفي وتعذيبي وعدم وجود محامٍ، وهذا كله يناقض دستور عام 2012، وتحدثت كثيرًا بهذا المعنى، وهو انفلج، وقال لي: إن الدستور ليس كذلك. وقال: غدًا سوف أجيبك، وهو لا يوجد عنده جواب؛ لأنه لم يقرأ الدستور، وقلت له: أنا جاهز متى ما تشاء، وقال لي: إن الدستور تم وضعه بطريقة جدًّا وطنية، وأصلًا أصلًا في دمشق اللجان كانت كلها من الطائفة السنية الكريمة. فقلت له: من جاء على سيرة الطوائف؟ ونحن هنا لا نتحدث طائفيًّا، ولا تهمني الطائفية في الموضوع، ولكن الدستور يوجد فيه مشكلة بغض النظر من يجلس على صندوق الاستفتاء إذا كان سنيًّا أو علويًّا، لماذا نطرح الموضوع من زاوية طائفية؟، وهنا قال لي: يكفي اليوم، وسوف نتحدث غدًا عن الدستور، جاء اليوم التالي وجاء الذي بعده ولم يستدعيني وبعدها بيومين حُولت إلى إدارة الأمن العسكري، وتم فتح تحقيق جديد ولما يتحول الشخص من فرع إلى إدارة الأمن العسكري غالبًا أنه لن يخرج وسيذهب إلى مستويات أخرى، والناس الذين يتم تحويلهم إلى إدارة الأمن العسكري هذا يعني أنه ستحصل تصفية (فلترة) في الأفرع، ولا أعني بالتصفية القتل، ولكن هذا معتقل بالغلط أخرجوه، وهذا جرمه كبير أرسلوه إلى الإدارة حتى يأخذوا قرارًا نهائيًّا به ويحولوه إلى محكمة مدنية أو محكمة عسكرية أو إرهاب عسكري أو قضاء عسكري أو ما يسمى إن صح التعبير قضاء ميداني، حُولت إلى إدارة الأمن العسكري، وبقيت هناك 3 شهور.

في الفرع 215 كان يوجد تهديد بالإساءة إلى الأهل إذا لم يكن يوجد اعتراف على أسماء حركية، وقال لي في إحدى المرات: سنحضر زوجتك ونعريها، ومرة ثانية قال لي: أنت تعرف ماذا يجري بنساء المعتقلين هنا في الفرع 215، وكان يوجد بنات من دمشق موجودات وعرفنا أنهم موجودات لأننا رأينا بناطلين الجينز منشورة في الحمامات، وعرفنا أنه يوجد نساء وعرفنا لاحقًا أنه يوجد نساء هنا تم تعذيبهن، ولكن لا نعرف إذا تم اغتصابهن، وكان يوجد معتقلون لبنانيون لهم 26 سنة في السجون السورية، وفي هذا الوقت النظام قرر إخراجهم، وأذكر أنه نحن من ثقب الباب كنا نرى أهلهم سمحوا بزيارتهم داخل الفرع 215، وكان يوجد شخص له 26 سنة مغيب ومختفٍ قسريًّا، وأخبروا أهله حتى يزوره في الفرع 215، وهو كان شايب (مسن)، وكان لديه تلفاز في الزنزانة، وكان مدلَّلًا بشكل كبير، وكان يحاول دائمًا، وهو إسلامي وجهادي كان يحاول أن يؤثر على السجانين الذين هم من الطائفة العلوية، وكان يحاول التأثير عليهم دينيًّا، ولا يتعرض له أحد، وكان يتم زيارته بشكل شبه يومي من قبل أهله بعد غياب 26 سنة، ونحن سمعنا هذا الحديث بينه وبين السجانين كان يقول لهم: أنا أصبح لي 26 سنة مختفيًا.

أذكر في إحدى المرات ذهبنا إلى التحقيق في الفرع 215، وأذكر أن علم الثورة كان في أول الممر على الأرض حتى ندعس عليه أثناء ذهابنا إلى التحقيق.

في كثير من الأحيان كان ناس تتعلق من الشبَّاك (يتم تعليقهم على النافذة)، وفي أول شهر آذار/ مارس كان يوجد ثلج، ويبقى طوال النهار معلَّقًا في الثلج، ويتم صب الماء البارد عليه طوال الوقت، وهكذا، بالإضافة إلى الكهرباء والكرسي الألماني، وأنا لم أتعرض للكرسي الألماني، ولكن رفاقي من أولاد الدعوة تعرضوا له، وأنا لا أعرف لماذا لم أتعرض له، وكان يوجد لطف بالموضوع، وبنفس الوقت لم يبحثوا عن المعلومات التي تضطرهم حتى يستعملوا الكرسي الألماني حتى يأخذوها، والذي تسبب في عدم تعذيبي أنهم حصلوا على المعلومات من خلال مكالمة السكايب، وكان أكثر التعذيب هو بالفلقة والضرب على كل الجسم أكثر من استعمال الكرسي الألماني مع أنهم هددوني به، ولكن عندما أحضروا محادثة السكايب بيَّن معهم كل شيء، ولم يكن يوجد حاجة أصلًا لتعذيبك حتى ينتزعوا محادثاتك، ولكن هناك شباب قد عذبوهم بالكرسي الألماني، وكان وضعهم جدًّا صعبًا، والكرسي الألماني هو عبارة عن كرسي مثل أي كرسي، ولكنه مجرد من الطَّراحة (مكان الجلوس)، ويتم إدخال القدمين تحت الإبطين ويقومون بعكس الظهر؛ أي: من الظهر إلى تحت الإبطين ثم يسحبون القدمين، وهكذا يطق الظهر (ينكسر العمود الفقري)، وأحيانًا يصاب الشخص بالشلل؛ يعني: العملية كانت جدًّا وحشية، ويوجد بساط الريح وأنا رأيته في الأمن السياسي ولم أره في الأمن العسكري.

كان التعذيب في الطابق السادس، والتعذيب في الطابق السادس كان للناس الذين يجب التركيز في التحقيق معهم؛ لأنهم مؤثرون، وأما تحت (في الطابق السفلي) هو للأشخاص في الحراك الميدانيين والتنفيذيين والناشطين العاديين وأنا كنت في الطابق السادس.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/08/19

الموضوع الرئیس

الاعتقال في فرع 215

كود الشهادة

SMI/OH/131-34/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2012

updatedAt

2024/08/24

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

 فرع المداهمة والاقتحام 215- شعبة المخابرات العسكرية 

 فرع المداهمة والاقتحام 215- شعبة المخابرات العسكرية 

الشهادات المرتبطة