الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تفاصيل الاعتصام أمام السفارة المصرية بدمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:45:05

واحدة من الأشياء [التي كانت في حساباتنا] [أجهزة] الأمن، وهاجسنا دائمًا المؤسسة الأمنية في هذا المعنى، وعندما نتحدث عن العسكرة نتحدث عن الأمن وليس عن الجيش والطائرات والقصف، فلم تذهب ذهنيتنا إلى الجيش بأي شكل من الأشكال. ولكن لماذا [كان لدينا هاجس] العسكرة والطائفية؟ لأننا كنا نبني على ما حدث في حماة في السبعينيات والثمانينيات، وكيف روّج النظام للموضوع وكيف قدَّمه؟ وما هي الأوراق القوية التي يمتلكها؟ وفي أحد الأحاديث مع مجموعة شباب وصبايا كنت أقول أن هناك شريحة من الناس التي تعتبر أن الرئيس يعمل ويحاول وهو جيد والذين حوله ليسوا جيدين، وهو يقوم بانفتاح وتطوير وتحديث، وهذا موجود في الحقيقة، وكنا نواجه هذا النوع من المنطق. وليس أينما ذهبنا تكون القصص بالطريقة التي نتخيلها أو نفكر بها. وكنت أقول لهم: ولو افترضنا أنَّ هذا الرئيس هو أفضل شخص وأفضل رئيس على وجه الكرة الأرضية، ولكن له أكثر من 10 سنوات، أو دورتين كاملتين، كفى، ولا نريد أن نتكلم لا في الاقتصاد ولا في الاستبداد ولا الأمن.

بخصوص تحليل كيف يمكن أن يكون النظام وردود فعله، وكنا حينها في شهر شباط 2011، أظن أنه كان ناضجًا وواعيًا. بدأنا ننزل [إلى الشارع]، وهنا أيضًا بعد تونس كسرنا حاجز وسائل التواصل الاجتماعي، والنظام في وقتها رفع الحَجْب عن الفيسبوك، وبدأنا ننزل [إلى الشارع] تضامنًا مع مصر وبحثنا عن السفارة المصرية وكانوا قد نقلوها حديثًا إلى حي كفرسوسة الجديدة، وفي منطقة يمكن ألا يمر بها ولا يراها أحد، وذهبنا وفي مرة من المرات لم نترك أغنية للشيخ إمام [إلا وغنيناها].

هذه الاعتصامات الأولى تأييدًا للربيع العربي كانت قرارًا واعيًا وناضجًا بأنَّنا ننزل إلى الشارع من أجل سورية، وبالتأكيد كنا سعداء لما يجري في الدول العربية، ولم تكن المسألة أبدًا مجرد تضامن، بل كانت المسألة سورية، وهذه واحدة من الأدوات التي يمكن أن يكون لها غطاء بخصوص النزول إلى الشارع. وفي المرات الأولى كانت نفس الوجوه الذين نعرف بعضنا البعض ونفس المجموعة التي تتحرك، ومرة من المرات عند السفارة المصرية أتذكر جاء الضابط وقال لنا: أنتم تتضامنون مع مصر؟؟ ونحن كنا قد بدأنا نغني "مصر يمة ويا بهية" وبعدها "شيد قصورك على المزارع"، وكل ذخيرتنا من الأغاني التي نعرفها، وبعد ذلك [أغاني] سميح شقير، و[رفعنا لافتات] "لا للاستبداد"، وتحت اللافتة مكتوب بخط صغير جدًا "مصر".

كان هناك ترقّب وحَذر، وفي إحدى المرات كنا جالسين على الأرض أمام السفارة المصرية وبدؤوا يرغموننا على النهوض بشكل فيزيائي ويبعدوننا ويدفعوننا، فهم لا يريدوننا أن نبقى، و[كنا نقول]: إننا نعتصم ضد حسني مبارك، وهذا الذي وقَّع كامب ديفيد وهو مع إسرائيل، وإذا سقط سيغلقون السفارة الإسرائيلية ويوقفون التطبيع في مصر. و[كان لسان حالهم يقول: وهل نحن مهتمون بقضية التطبيع؟].. كانت اللعبة مكشوفة بشكل أو بآخر، وكانوا يقولون: انهضوا قبل أن نفلت عليكم "الشوايا"، وكان عبد الناصر العايد وعامر مطر موجودين، وانقلبت المسألة إلى أنَّه ماذا تقصد بالشوايا و"كلنا شوايا"، ومن هنا رأينا مدخلًا لندخل إلى القضية السورية، وهنا لم يعد يعرف ضابط حفظ النظام كيف [يتعامل مع قولنا]، وصار يقول: "أنا شاوي أيضًا"، وهو رمى هذه الكلمة وهنا عامر وعبد الناصر العايد جادلاه. والكل باللاشعور اعتبرنا أنَّ هذه هي الشرارة، وقلنا الآن من المحتمل أن نتدافع معهم ويضربوننا ونضربهم وتحصل القصة، ولكن الرجل كان محترمًا، وهو يقول الشوايا أفضل ناس وهو يزاود علينا، ونحن نقول: أنت تشتم الشوايا وهؤلاء أبناء الوطن ويخدمون خدمة العلم، وهو يقول: هم أفضل ناس وصرمايتهم برأسنا، ولم يعطنا أي مسوِّغ أو مجال للتصعيد، وكان يذهب أشخاص منا إلى العناصر ويثيرون الموضوع ولكن لم يفتح أحد منهم فمه بأي حرف، ولم تنجح تلك المحاولة، ثم عدنا إلى الفيسبوك.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/02/24

الموضوع الرئیس

الحراك السلميالبدايات الأولى للثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/90-20/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

مدني

المجال الزمني

بدايات عام 2011

updatedAt

2024/04/18

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-كفرسوسةمحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

السفارة المصرية في دمشق

السفارة المصرية في دمشق

الشهادات المرتبطة