بدايات الثورة السورية ومحاولات التظاهر في ساحة العاصي
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:10:21:04
كلنا تابعنا لأنه لم يكن يوجد وسائل تواصل اجتماعي في سورية بشكل عام، ربما القلة كانوا يستخدمونها كان يوجد دعوة لمظاهرات في سورية في 15 (آذار/ مارس) من خلال صفحة الثورة السورية على "الفيسبوك" وفي 15 (آذار/ مارس) كان يوجد تلبية لنداء في الحريقة [الحميدية - المحرر] في دمشق وخرجت مظاهرة ونحن رأينا المقطع الموجود على اليوتيوب كيف قمعوا المتظاهرين وأذلوهم واعتقلوهم وسكتوا، ولكن شاء القدر أنه بعد أيام كان يوجد انتفاضة حقيقية في محافظة درعا (18 آذار/ مارس) 2011 ، والانتفاضة كانت عندما اعتقلت أجهزة الأمن مجموعة من أطفال درعا بسبب كتابات على حائط المدرسة، والكل يعرف هذه القصة وكيف اعتقلوهم وكيف قلعوا أظافرهم، وكيف أهانوا وجهاء درعا وأذلوهم، ولم يكن يوجد اعتذار وكل هذه التفاصيل قد تكون أبرز ذكرى لدى السوريين في التاريخ الحديث أو في العقد الأخير.
بعدها يمكنني التحدث عن نفسي أنا مصطفى، أو مصطفى ومجموعة من الشبان الذين يعرفهم من أقاربه والأصدقاء والمحيط (أصدقاء الدراسة) فعندما خرجت درعا، كان يوجد شيء داخل الناس يحركها، أنت اليوم كيف تقتل الناس؟! وكما رأينا في مقطع الفيديو عندما خرجوا من درعا البلد ودرعا المحطة وبدأوا (بدأ الشبيحة) بالهراوات وكيف ضربوه (ضربوا المتظاهرين) على رأسه ومات، وكيف كان يوجد إطلاق نار، الناس لم تكن تتخيل في يوم من الأيام أن الأمن فعلا الذي لدينا يقتل الناس بهذه الطريقة الوحشية أمام عدسات الجوال آنذاك، عندها بدأت الناس هنا بدأت تغلي وتفور، ولكن اليوم نتيجة 40 سنة من الكبت والقتل والظلم والاعتقال ومن تعداد السجون في سورية، للأسف الشديد الناس كانت خائفة، وأنا أجلس وأقول [مع نفسي] قد يكون أحمد (صديقي) مع الأمن ربما يكون مخبرًا، فكان يوجد خوف لدى كل السوريين وخاصة في المجتمعات المدنية، حيث الناس لا يعرفون بعضهم نهائيًا، على عكس المجتمعات الريفية كان التماسك فيها أكثر بحكم المعرفة والقرابة.
فعليًا أيام مرت بشكل عام في سورية، خرجت فيها مظاهرات صغيرة من عشرات المساجد أو من العديد من المساجد في سورية في 25 (آذار/ مارس) وطبعًا في هذه المرحلة -أتحدث عن نفسنا- كنا نجتمع ونجلس ونتحدث عن درعا: خرجت المظاهرة، وفعلوا كذا، وجماعة درعا متجمهرين في درعا البلد أمام المسجد العمري، وأنهم لن يتحركوا حتى يكون هناك حل جذري لهذه القضية، [ونقول:] حتى أنهم صرخوا "حرية"، أنا سمعت بأذني في مقطع فيديو يقولون "الشعب يريد إسقاط النظام" [يعلق آخر:] مهلًا يارجل الحرية كبيرة فما بالك بإسقاط النظام! "وسلمية سلمية" كل هذه الهتافات كانت تتردد.
بعدها في نهاية الشهر الثالث (آذار/ مارس) وفي بداية الشهر الرابع (نيسان/ إبريل) كان يوجد دعوات لمسيرة مؤيدة لنظام الأسد في مدينة حماة، فذهبت أنا ومجموعة من الشبان أنا ومحمد وحيان ومحمد إلى مدينة حماة، وأنا بالنسبة لي الشيء الذي كان يريحني الحمد لله وهذه نعمة كبيرة، أن والدتي آمنت بالثورة كما آمن الرسل بالذين من قبلهم والذين سبقوهم، فكان هذا الشيء عظيم جدًا وأنا أخبرتها أنني سوف أذهب إلى مدينة حماة حتى أتظاهر، فقالت: الله ييسر لك وانتبه على نفسك وهي كانت سعيدة جدًا وهي اليوم تعيش في المخيمات، ورغم كل المرار وكل شيء أنا أفتخر أنها ما زالت حتى اليوم تحافظ على الثوابت، أنه نحن اليوم لم نصل إلى المخيمات وانظروا إلى أين أوصلتمونا، لا هي ما زالت حتى اليوم تكثر من اللعنات على "آل الأسد" وهم السبب الرئيسي وهم سبب الحال الذي وصلنا إليه، ولليوم لم تضرب في أطناب الثورة وعلى العكس أبدا، ربما هي كانت يد تمسك بحبال الثورة
أنا أخبرتها وبالمثل يمكن الشباب أيضًا أخبروا أهلهم أو لم يخبروا ولم أعد أذكر التفاصيل، وذهبنا إلى سهل الغاب وركبنا في باص إلى مدينة السقيلبية، ونزلنا كذلك وركبنا باص آخر حتى نذهب باتجاه مدينة حماة، وأثناء ذهابنا وحتى الآن أتذكر أنه كان يوجد مسيرة من إحدى مدارس [قرية] حيالين وأطفال يحملون العلم وتجد أنت كمية الحقد عندك أنه يحملون الصور وأنت ذاهب أصلًا حتى تتظاهر، صحيح أنهم أطفال صغار ولكن أنت تغلي من داخلك وتقول: هل معقول يوجد بشر في سورية اليوم لا يرون ماذا يحصل في درعا؟ هل هذا معقول ألا يرون الدم ولا يرون الذي حصل في درعا أو المظاهرة التي خرجت في 25 (آذار/ مارس) في بانياس أو اللاذقية؟ والأمن قتل منهم في اللاذقية لا أذكر الرقم بالضبط 6 أو سبعة أشخاص، وفي حمص أيضًا عندما هتفوا "الشعب يريد إسقاط المحافظ" وأيضًا لا أتذكر إذا حصلت حالات قمع.
أنت كيف اليوم تخرج أطفال وتجرمهم بصور ويهتفون لسيادته؟ أنت لماذا اليوم مربي أو معلم؟ تأتيك هذه الأحاديث تباعًا وعلى السريع مثل المنام تمامًا تفاصيل كثيرة في وقت قصير
أكملنا إلى مدينة حماة، وكانت تبعد المسافة بين مدينة السقيلبية ومدينة حماة 35 كلم تقريبًا أو 30 كلم، ووصلنا إلى مدينة حماة إلى أين سوف نذهب يا شباب؟ عند خالد سوف نذهب، وخالد هو شاب كان يدرس في حماة ولكنه مستأجر وأنا لم أكن مستأجرًا، فذهبنا إلى خالد غربي شارع العلمين وذهبنا إلى منزله وجلسنا عنده، وقلنا له: جئنا حتى نتظاهر فقال: أهلا وسهلا لكن يا شباب إذا خرجتم في الليل كمجموعة يجب أن تنتبهوا؛ لأنكم ستمرون كل 100 أو 200 متر وترون سيارة للأمن، وممنوع شيء اسمه أربعة يمشون مع بعضهم أو ثلاثة أشخاص، وهذه المجموعة يمكن أن تكون نواة لمظاهرة. وفعلًا خرجنا في الليل حتى نتمشى وفعلًا كان يوجد أمن ودوريات موجودة ولكننا لم نبتعد بسبب الخوف، فعدنا وبدأنا وتكلمنا أنه قد تحصل غدًا في حماة مظاهرة وقد يخرجون غدًا، وفعليًا صباحًا ارتدينا ثيابنا وجهزنا أمورنا ونزلنا إلى ساحة العاصي، وعندما نزلنا إلى الساحة كان موجود المئات ليسوا متظاهرين وإنما يوجد مسيرة تأييد أمام مبنى مجلس المحافظة في أواخر الشهر الثالث أو بداية الشهر الرابع، وكانت هي عبارة عن مسيرة والقليل من الطبول، ولكن الشيء الملفت للنظر هو اللباس البعثي (نسبًة لحزب البعث): البنطال الخام والقميص الرسمي حليق الذقن حليق الشارب، هؤلاء الأشخاص كنت تراهم يعني عمره بين 35 و 45 عامًا، وعندما تركز بالنظر تجد أن على خصره يوجد شيء الذي هو مسدس موجود معه، تراهم موزعين على أطراف ساحة العاصي حتى فوق مبنى المحافظة وبين الذين جاؤوا إلى مسيرة التأييد، لأنهم كانوا يحسبون حساب صوت واحد [معارض] يمكن أن تصبح مظاهرة ومجرد خرج هذا الصوت [يبدأ] الاعتقال مباشرة، فعندما جرت المسيرة، هنا عدنا ولم نستطع أن نفعل شيء، ولكنها ليست مسيرة وهم عبارة عن أشخاص وربما مئات وإذا جمعتهم قد يكون العدد ألف أو ألف وخمسمئة، ثم عدنا باتجاه المنزل وهناك حكاية أخرى.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/11/04
الموضوع الرئیس
البدايات الأولى للثورة السوريةكود الشهادة
SMI/OH/148-02/
أجرى المقابلة
إدريس النايف
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/08/12
المنطقة الجغرافية
محافظة حماة-ساحة العاصيمحافظة حماة-مدينة حماةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد - شبكة الثورة السورية
حزب البعث العربي الاشتراكي
مجلس محافظة حماة - نظام