الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

زيارة رياض حجاب إلى اعتصام حي الصليبة في اللاذقية 28 آذار 2011

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:24:23

في 28 آذار 2011 كنا في اعتصام مفتوح في ساحة "أديداس" في الصليبة، وهذه الساحة لم تفرغ منذ بداية المظاهرات من 25 آذار وحتى وقت ليس بقليل، عدة أسابيع ولم تفرغ من الناس يعني الناس يذهبون ويعودون في الليل، والهتافات دائمًا موجودة، وبطبيعة الحال المدينة كانت خالية من الحركة المرورية بسبب أنه لا أحد يستطيع تحريك سيارته لأنه يمكن أن يكون هناك حاجز أو مشاكل، وتفاجأنا بحركة سيارات غير طبيعية.. سيارات أمن وسيارات حكومية سيارات سوداء كبيرة، وتوجسنا منها خيفة، ونزل من السيارات عناصر مدنية وتم طمأنة الجمهور أنها ليست حركة استفزازية أو هجمة من الأمن، وأن هناك أحد الأشخاص يريد التحدث معكم.

نزل من السيارة محافظ اللاذقية في ذلك الوقت السيد رياض حجاب الذي كان محافظا للمدينة في أول الثورة وما قبلها، وللأمانة والتاريخ ويذكر ويشهد للسيد رياض حجاب أنه كان أحد المحافظين القلائل المحبوبين شعبيًا لدى الناس حقيقة، ليس لأنه سياسي الناس تحبه، وهو للأمانة كان محبوبًا لأنه قدر المستطاع كان أفضل السيء، وأنا مع احترامي للسيد رياض حجاب في حال سمع هذه المقابلة يعتبر في ذلك الوقت ما قبل الثورة كان أفضل السيئين إن لم يكن في بداية الجيدين، واللاذقية شهدت في عصره انتعاشة حقيقية من ناحية الخدمات والطرقات والمدينة والاهتمام بالمظاهر العامة والنظافة، يعني اشتغل شغله بطريقة ما وكسب قلوب أهل اللاذقية بحسن تعامله الطيب والمحترم، ويُشهد له للأمانة، وهذا الكلام سمعته بعد لقائي به في يوم الاعتصام، وفي ذلك الوقت لم نكن نعرف المحافظ، ولكن بعد أن التقينا به قال لنا والدي: هذا رياض حجاب وهو استلم منذ فترة وفعل كذا وكذا.

نزل من السيارة رياض حجاب وكان معه ضابطان أو ضابط من الجيش السوري، وكان معه عناصر من الأمن، وكان هناك مراسل تلفزيون الدنيا أو الإخبارية أو الفضائية السورية، وكان معه كاميرا تلفزيونية كبيرة، ووقفوا بالقرب من السيارة وتحدث مع الناس وألقى التحية عليهم، وطلب من الناس تأمين مكان حتى يلقي عليهم ما يريد، وتم النظر إلى المنازل المجاورة للساحة واختيار منزل على المخرج الجنوبي لساحة الصليبة، وهو منزل في الطابق الأول، منزل قديم فوق عسل العقدة، والطابق الأول ارتفاعه تقريبًا 5 أمتار عن الساحة، وهو قريب من المتظاهرين ومكان عال مرتفع يستطيع منه المحافظ الحديث معنا، واستأذنوا أهل المنزل وأخذوا الأذن ودخلوا إليه ورياض حجاب على الشرفة وبالقرب منه على اليمين ضابط من الجيش بلباسه العسكري الكامل وأشخاص آخرون من الأمن، وعلى يساره مصور التلفزيون مع الكاميرا، والمصور كان بطريقة واضحة جدًا كان يستهدف تصوير وجوه المتظاهرين وتوجيه الكاميرات عليهم واحدًا تلو الآخر، ونحن انتبهنا للموضوع وأخبرنا بعضنا أن نغطي وجوهنا، وكل شخص يقول للأخر: غطِّ وجهك بقطعة قماش أو كنزة. وانتشرت دعوات بين المتظاهرين الموجودين في الاعتصام من أجل تغطية وجوههم حتى لا نكون لقمة سائغة لعناصر المخابرات والتعرف علينا.

رياض حجاب على الشرفة وبدأ بالتحدث للمتظاهرين، وفي البداية بدأ يتحدث ولكن صوته غير مسموع، وطلب إحضار مكبر وتم إحضاره، وبدأ الناس يصرخون "بدنا نسمع بدنا نسمع" فساد الصمت، وقال رياض حجاب: السلام عليكم.. يا أحباب.. الله يعطيكم العافية. ونحن ردينا عليه السلام ورحبنا به. وقال: في البداية الله يعطيكم العافية، ونشكر غيرتكم الوطنية وحرصكم على التطوير للأحسن وحرصكم أن تصبح بلدنا أفضل، ونشكركم على حسن تعاملكم في المظاهرات ولم يحصل تخريب ولا تكسير. وقال: أنا هنا حتى أسمع كلامكم وأعرف ماذا تريدون؟ وقال: دعونا في البداية قبل أن نتحدث بالتفاصيل أن نحيي جميعًا مع بعضنا سورية. وبالفعل صوت الهتاف وصل إلى السماء، وكان شيئًا تقشعر له الأبدان، "سورية.. سورية، نموت وتحيا سورية". وقال: دعونا أيضًا نحيي قائد سورية الدكتور بشار الأسد. بدأت تخرج أصوات مستهجنة ونقول: "لا نحيي". وارتفع الصوت وبدأت الجموع تصرخ وترمي المحافظ بالأحذية، وأمطروا المحافظ وسياراته والعناصر والمخابرات أمطرناهم بالأحذية،**~~ يعني كل شخص من المتظاهرين له دين في رقبتهم، يعني عندنا فردة حذاء ضائعة عندهم~~**، وانقطع الكلام والخطاب واضطر رياض حجاب للنزول قبل أن يعرض ما لديه، وما في جعبته من عروض على المتظاهرين، ونزل تحت وابل من الحجارة والأحذية لأنه طلب من المتظاهرين تحية بشار الأسد، وبقيت رشقات الأحذية حتى صعد في سيارته وفروا هاربين، وعاد المتظاهرون مرة أخرى إلى الهتاف، يعني لا تُهادن، ولم يكن يوجد في وقتها أي شعور أنه يجب أن نهادن، ولا يجب أن يأتي أحد ويتوسط عندنا من أجل بشار الأسد، ولا أذكر أشياء أخرى عن ذلك اليوم سوى أنه كان يوجد أشخاص يوزعون الماء والسندويش، كل شخص بما استطاع، 10 أو 15 من السندويش ويوزعهم على المعتصمين.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/06/24

الموضوع الرئیس

البدايات الأولى للثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/59-14/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/04/22

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

الشهادات المرتبطة