خطاب بشار الأسد الأول في 30 آذار 2011
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:05:42:01
كانت هذه الزيارة (زيارة باسم ياخور ونضال سيجري) أعتقد في 30 آذار، وهو يوم الخطاب الأول لرأس النظام السوري بشار الأسد، وأنا لي مع هذا الخطاب قصة، وأنا بالنسبة لي اعتبرها من العار الثوري على نفسي، ولكن أعزي نفسي وأضع المبررات لنفسي بأنه كنا حديثين وكنا لا نزال شبانًا بسيطين. واجتمعنا بعد صلاة الظهر أنا وثلاثة من أصدقائي أمام البناء الذي أسكن به في منطقة الصليبة، وكان خطاب بشار الأسد أعتقد في الساعة 2:30 ظهراً، ونشرت أخبار عاجلة أن هناك خطاب مرتقب لرأس النظام السوري سيتحدث فيه عن الأوضاع الأخيرة الراهنة في البلد، وللأمانة مرة أخرى وللأمانة الثورية والتاريخية أنا كنت أتأمل خيرًا كبيرًا من هذا اللقاء، وكنت متفائلًا ولا أعلم لماذا؟ ووقفت مع أصدقائي تحت البناء وقالوا لي: ما هو رأيك؟ وماذا سيحصل؟ فقلت لهم: أنا بالنسبة لي الرئيس هو في النهاية شخص شاب وليس دكتاتور قديم أو مجرم، وأنا متأمل خيرًا أنه في خطابه هذا سيحل الأمور كلها وسوف يقدم قرارات خرافية ويعلن أنه سيعاقب ابن خالته عاطف نجيب، وسيعتذر للشعب السوري وسيخفف من صلاحيات الأمن.. ووصل بي الأمر أنني أخبرت الوالدة قبل الخطاب أنه سيقدم استقالته على الهواء مباشرة!! وكنت أجلس على الأرض وأساعدها في تجهيز الغداء وأقوم بتقشير البطاطا، وقلت لها: الآن سترين كيف سوف يقدم استقالته ويقول: أنا انسحبت من هذا الموضوع وسأعود إلى بريطانيا وأتابع مهنة الطب. فقالت لي والدتي: إن شاء الله.
وبدأ الخطاب في الساعة 2:30 وكل السوريين تسمّروا أمام أجهزة التلفاز حتى يروا ماذا سوف يحصل، وبدأ بشار الأسد خطابه عن سورية والمقاومة وحفنة من الجراثيم والمندسين ونحن مستمرون والسلام عليكم.
وأنا كنت أجلس على الأرض ووالدتي تجلس على الكنبة، وخلال 8 دقائق تقريبًا انتهى الخطاب، ونظرت إلى والدتي فقلت لها: هل انتهى أم أنه يوجد فاصل وسيواصل بعده؟ فقالت: لقد انتهى. فقلت لها: وماذا قال؟ وهل سمعت كما سمعت أنا؟ فقالت: نعم. فقلت لها: الله يلعنه. وكان في وقتها بدايات مواجهتنا مع سياسة النظام التي سنواجهها على مدى العشرة سنوات التالية التي كنا لا نعلم أنها البداية فقط، سياسة الإنكار وسياسة الكذب واللف والدوران والقتل والتهجير والظلم والاستبداد والديكتاتورية، وأنا للأمانة تبت واستغفرت الله على هذه الأفكار المنحطة التي مرت في رأسي عن بشار الأسد أنه يمكن أن يكون شخصًا جيدًا ومحترمًا، وما زلت أذكر هذه القصة وأذكرها اليوم بعد 10 سنوات ونصف من بداية ثورتنا المباركة حتى لا أنسى ولن ننسى بأننا لم نكن دعاة تدمير ولم نكن دعاة تخريب ولم نكن دعاة لأذية البلد وأذية الدولة والناس، يعني أنا على الأقل أمثل شريحة بسيطة كان لديها نفس الأفكار، وكنا نأمل خيرًا، وكنا ننتظر الخير وننتظر أن يقابلنا شخص بالكلمة الطيبة كما نحن كنا طيبين في البداية، يعني كنا متفائلين ونحن نريد الإصلاح فعلًا، ونحن حاولنا ولكن قوبلنا بعنجهية وبتكبر وبإصرار على المضي قدمًا في القتل و التهجير والدم.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/06/24
الموضوع الرئیس
البدايات الأولى للثورة السوريةردود فعل النظامكود الشهادة
SMI/OH/59-16/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
آذار 2011
updatedAt
2024/04/22
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية