الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

بدء العمل بالتوثيق الإعلامي وتوثيق مجازر نظام الأسد في سهل الغاب بريف حماة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:54:23

طبعًا في 2012 بدأت فعليًا ورسميًا بالعمل بالمجال الإعلامي، وهو كان وربما كل النشطاء السوريين الذين يعملون في المجال الإعلامي وحتى غير المجال الإعلامي، بحكم أنه لا يوجد عمل وأغلب الأراضي أصبحت تحت سيطرة قوات الأسد وممنوع أن تدخل إليها، وهذه حصلت في الكثير من المناطق، وربما والدك أو أخوك لم يعد يستطيع أن يعمل خارج سورية أو لم يعد يستطيع الوصول إلى عمله، فكان يوجد شيء اسمه ضائقة مادية كبيرة على الجميع على كل السوريين إلا من رحم ربي الذي كان يدبر أموره، كونه أصلًا يمكن أن يكون بحكم أنه موالٍ لهذه الجهة، أو بحكم أن الرجل ميسور الحال جدًا. 

وبدأت بعملي بالتصوير بالهاتف، وثقت المظاهرات في 2012 وكانت لا تزال المظاهرات مستمرة، مظاهرات الأطفال ومظاهرات الكبار، ووثقت القصف بالبراميل المتفجرة التي بدأت في نهاية شهر أيار/ مايو 2012. ولكن قبل أن نبدأ بهذه الجزئية أعود إلى شهر آذار/ مارس وأنا في قرية صغيرة تعداد سكانها 2500 نسمة فقط، ربما انخرط أغلب الشباب فعليًا بالحراك السلمي، وانخرط قسم آخر في الحراك المسلح مع الفصائل العسكرية لاسيما منها أحرار الشام وباقي فصائل الجيش الحر، وفي 27 آذار/ مارس 2012 في القرية كان يوجد شخص أو شخصان ذهبوا بالسيارة إلى سهل الغاب، وأنا ذكرت قبل قليل أن الغاب أصبحت منطقةً مسيطرًا عليها من قبل قوات الأسد، وخاصة الشبيحة لأنهم يحاولون الدخول ويوجد مناطق يستطيعون الدخول إليها بأريحية بحكم أنه يوجد فيها الكثير من الحواجز، فوصلوا إلى هذا المكان، ورأوا أن هؤلاء الأشخاص يرتدون ثياب الثوار، فوصلوا إليهم وقالوا: الله محيي الثوار الله محيي الشباب، فقال له: ثوار ماهيكي؟ (أليس كذلك باللهجة العلوية) -بحسب ما الشخص الثاني روى بعد أن خرج من السجن- فالشخص السائق قتلوه مباشرة، والشخص الذي معه اعتقلوه، وبقي حوالي تقريبًا شهرًا ونصفًا وبعدها خرج، وروى هذا الحديث وأنت كون هذا الشخص يخصك قريب لك ويوجد صلة قرابة فكان شيئًا محزنًا. 

وبعدها بشهر تقريبًا بنفس المنطقة قتلوا أحد الأقارب من الأعمام، قتلوه بأرضه وهو يسقي القطن من قبل الشبيحة، وبعدها بفترة أيضًا حصلت أيضًا عمليات قتل مشابهة في المنطقة بحكم أنك تريد أن تصل إلى أرضك الزراعية، وهنا نظام الأسد حاول جاهدًا وشبيحته إما فرض أتاوات منذ تلك الأيام، أو أنه أنت لا تصل إلى أرضك، فأنت قد خرجت في الثورة فأرضك محرمة عليك، وفعليًا بعدها عندما ذكرت قبل قليل أصبح يوجد قصف بطائرة مروحية جرت عملية توثيق بالهاتف، وثقت بالهاتف وكان يوجد مقرات عسكرية (للثوار) في المنطقة، من خلالها أصبحنا نستعين بها لنرفع هذه الفيديوهات (على الإنترنت) عند المقرات؛ لأنه لديهم أجهزة إنترنت وكان متوفرًا لديهم الدايركت (نت فضائي) وأجهزة أخرى بحكم عملهم العسكري. 

وبعدها بفترة استبدلنا الجوال وأحضرنا شيئًا اسمه كاميرا، وكذلك بدأنا بعملية التوثيق وهنا فاتني أمر مالذي وثقته بتصوير المروحية؟ قمت بتوثيق الدمار وكان يوجد جريحة وكان يوجد نفوق بالمواشي. وبعدها بفترة الجيش لم يعد يتمالك نفسه لأن سهل الغاب الأوسط قد تحرر بسبب منطقة جبل شحشبو، هذه المنطقة التي يوجد فيها مقرات كثيرة (للثوار)، وأنا كيف اليوم أريد أن أتخلص منهم؟ وبالتالي يجب أن يسيطر على هذه المنطقة الجبلية ويثبت فيها وينتهي من الثوار ببساطة وفي تاريخ 28 آب/ أغسطس 2012 في يوم الإثنين أو الثلاثاء صبيحة ذلك اليوم كان نزوح من سهل الغاب وصل إلى القرية، وبدأت المروحيات تدور، كانت مروحيتان تدوران بشكل دائري وتمسحان فوق القرية وكنا مجموعة من الشباب، سمعنا صوت صفير من سقوط البرميل [المتفجر] فركضنا وإذ هي فعلًا مجزرة من خمسة أشخاص: أربعة أطفال وسيدة نازحة، فكان فعلًا شيئًا مرعبًا جدًا، فهذا تجمع كبير من البشر هي قرية 2500 نسمة طاقتها الاستيعابية 3000 أصبح يوجد فيها 10,000 إنسان، فيمكن لأي برميل أو لأية قذيفة مدفعية هي سوف تقتل أشخاصًا. وهنا ذكرت أنه في شهر آذار/ مارس بدأت تقصف القرية بقذائف المدفعية في عام 2012 من الحواجز المحيطة، واستمر القصف يعني قذائف المدفعية لم تتوقف، ولكن بدأ بعدها مسلسل القصف المروحي، كل يومين أو ثلاثة أيام تخرج المروحية وتقصف في القرية وتقصف في القرى المحيطة، وتقصف في قرى الحواش والحويجة، وأصبح يوجد الكثير من الشهداء، يعني أصبحنا نعتاد على شيء اسمه شهداء، كم شهيدًا سقط في البراميل؟ واحد أو اثنان أو أربعة أو خمسة،  [ونفوق] مواشٍ ودمار، فأصبح شيئًا روتينيًا وتعودنا على براميل المروحية.

بتاريخ 28 آب/ أغسطس بدأ يقتحم فعليًا بعد أن سقطت البراميل، وبدأ الناس ينزحون إلى القرى القريبة من جبل الزاوية إلى جبل الزاوية، وبدأت المقاومة الفعلية بين الثوار الموجودين في المنطقة من الجيش الحر من "كتائب الفاروق" و"أحرار الشام" وحملة السلاح، بدأوا يقاومون قوات الأسد، وأصبح يوجد قتلى من قوات الأسد في ذلك اليوم، واستمرت المعارك مدة ثلاثة أيام وعلى إثرها انسحب الجيش لأنه لا يستطيع الثبات في المنطقة، ولكن هو فعليًا دمر في هذه الحقبة -أظن على مستوى القرية فقط- فقد دمر نصف القرية، يعني منزل دمره والمنزل الثاني شوهه بشكل كامل بقذائف المدفعية والقذائف الصاروخية، وبالمثل البيوت المحيطة أو القريبة وشيء بالبراميل أو بالصواريخ. وطبعًا هنا الناس كانت هذه المجزرة خمسة وبعدها بتاريخ 28 آب/ أغسطس سقط البرميل الثاني وسقط شهيد آخر وبعدها عندما كانوا يدفنون، فالجيش رأى أنهم يدفنون وهو يقتحم -ومقطع الفيديو كان على اليوتيوب إن لم يحذف- فكانوا يدفنون الشهداء، فجاءت قذيفة مدفعية والشخص الذي بجانب القبر قتلته وسقط في القبر ودفنوه في القبر نفسه استشهد.

بعدها حدث هناك دمار، ولم يعد هناك كهرباء وحتى ماء لا يوجد أصلًا كنا نستجرّ الماء من سهل الغاب باعتبار أنها منطقة غنية بالماء، وشبكات أصلًا لا يوجد ولا تصلك المياه الموجودة في الشبكات، ولا يوجد مازوت والبنزين ثمنه مرتفع والخبز قليل، فالوضع كان جدًا عصيبًا على الناس، ومع ذلك ثورة يعني تشعر أنه في نفوس الناس [يقولون:] لا بأس حتمًا سوف يسقط، وأثناء هذه المعركة تدخلت في يومها الطائرات الحربية كذلك مع الطائرات المروحية، كان يوجد قصف بالطائرات الحربية وطائرة واحدة هي التي قصفت فقط.

أنا كشخص كنت في تلك الفترة وثقت الدمار، والفيديوهات موجودة على اليوتيوب، لأنني كنت أتحدث وأنا ظهرت أمام الكاميرا بشكل مباشر وناشدت العرب والمسلمين أنه أنتم ألا ترون الشيء الذي يحصل بنا في سورية؟ انظروا أصبح يوجد شهداء ومجازر والدمار، انظروا ماذا حصل عندنا، يعني أنتم معقول لا ترون ولا تشعرون بنا! فكانت عبارة عن مقاطع توثيقية للشيء الذي يحصل، بالإضافة إلى أنها كانت مقاطع مناشدات للناس حتى تتدخل لمساعدة السوريين، كان عملي في هذا المجال في السياق الإعلامي، ولكن لا نستطيع اليوم أن نقارن بالرؤى الموجودة حاليًا لأنه اختلفت طبيعة العمل الإعلامي ونوعية الكاميرات واختلفت طبيعة التوثيق، ومكان عملي على نطاق توثيق الدمار وتوثيق القصف، ويمكن من خلال المداخلات التلفزيونية الموجودة ممكن مئات المداخلات التلفزيونية على قنوات عربية وأخرى محلية مناصرة للثورة السورية موجودة على اليوتيوب، كثير من المداخلات أتحدث فيها عن انتهاكات قوات الأسد وعن المجازر، وأتحدث فيها عن السياق الميداني، وعن تقدم الثوار على الأرض في محافظة حماة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/11/04

الموضوع الرئیس

 جبل شحشبو وسهل الغاب

كود الشهادة

SMI/OH/148-12/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-جبل شحشبومحافظة حماة-سهل الغاب

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

كتائب الفاروق

كتائب الفاروق

كتائب أحرار الشام

كتائب أحرار الشام

الشهادات المرتبطة