في 17 [آذار 2011] ونتحدث عمليًا عن حوالي 24 ساعة، كنا نحاول أن نُقيِّم ونرى حقيقةً: ما هي الخطوات القادمة؟ وكيف يمكن أن نبني على ما حصل في 16 [آذار]؟ والذي كان مفاجئًا ولم يكن بالبال هو التواصلات مع الشباب والصبايا في درعا، ودرعا هي دائمًا موجودة في حياتنا السياسية حتى في دمشق وقبل العام 2011 دائمًا هناك هذا التواصل والحضور بكل المناسبات والمنتديات، وهناك أصدقاء، وحتى في مراحل العمل في الدفاع عن حقوق الإنسان والمنظمات كان دائمًا موجودًا. وأظن في ذلك اليوم ومع المباركات بخصوص إطلاق سراحنا، كان هناك أكثر من تواصل، وكان الانطباع العام، وهذا الذي أحسسنا به بشكل ملموس، هو أنَّ الضجيج الإعلامي الذي حصل حول 16 آذار والاعتصام والاعتقالات شجَّع وساعد. وكان موضوع الأطفال (أطفال درعا) واعتقالهم ومحاولات الأهالي في التدخّل والتواصل مع الأمن في درعا كان لها فترة، ولكن ما كان بالبال أو ترتيب أن يخرجوا باتجاه الشارع والعلن بهذا الخصوص، وهذا الموضوع أظن من خلال المحادثات والتواصلات التي كانت تحصل ساعد وشجَّع بهذا الخصوص.

خلال لقاءاتنا بعد 17 آذار كان هناك أكثر من طرف تحدث بهذا المنطق بأنَّ ما حصل [في اعتصام الداخلية] شجَّع، بما فيها الاعتقالات التي حدثت والضرب والتغطية الإعلامية ومعرفة ما حصل فقد نقلته الجزيرة والعربية ووسائل الإعلام، وهذا كله شجّع بنقل مستوى الاحتجاج في درعا من مستوى المطالبات العائلية والفردية ومحاولات الوساطة إلى مرحلة الاحتجاجات. وعلينا ألا نغفل أن المنطقة كلها تغلي، وهذا ليس منفصلًا عن كل السياقات التي كانت تحدث منذ بداية السنة، وكل المنطقة تغلي، وفي أكثر من اعتصام من الاعتصامات أتى أيضًا شباب وصبايا من درعا، وشاركوا حتى في الوقفات والمحاولات التي كانت تحصل في شباط وبداية آذار.

كان هناك مجموعة كبيرة، منها أبو عامل عامر الجهماني والمحامي أيمن الأسود والمهندس معن العودات، وكان هناك شخص مقيم في السويد ويأتي إلى سورية بشكل دائم لا أتذكر اسمه، وهؤلاء هم من تواصلت معهم، وهناك بقية الأشخاص رزان [زيتونة] ووائل [حمادة] وناظم [حمادي]، والكل كان يتواصل، وحتى لا يمكن حصر الأسماء بشكل دقيق.