الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المظاهرة الأولى في درعا وكسر حاجز الخوف

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:32:21

جاء 18 [آذار] سريعًا، وهنا الحدث كان متسارعًا بين 16 إلى 18، وخرجت المظاهرة في درعا، وكان عندنا علم أنَّ هناك شيئًا سيحصل، وأذكر أنَّ شخصًا ممكن أيمن أو معن على التلفون، وكان يقول: الحمد لله على السلامة، ولا تخافوا وغدًا سيكون هناك شيء جيد. لم يكن لدي حقيقة علم بالمعنى التفصيلي ، ولكن كانت الأمور واضحة فيما بين السطور أن هناك شيئًا في 18 آذار بهذا الخصوص، وخرجت المظاهرات في درعا، وكنت بالشام مثل العادة، وآخر يوم كان لدينا هذا الإحساس أنَّ هناك شيئًا ما قد أُنجز.

ودرعا مهمة بالنسبة لي كتقدير شخصي أنها أهمّ من كل شيء حصل سابقًا، وحتى أهمّ بمعنى من المعاني من اعتصام الداخلية و15 آذار والاعتصامات [السابقة]؛ لأننا تحوَّلنا من حالة نخبوية مسيّسة وأشخاص محددين وذهبنا باتجاه حالة محلية وحالة من البيئة الداخلية، وهذا كان حقيقة أقصى أحلامنا في تلك الفترة، أن يكون هناك شيء محلي، ولا يكون نفس الأشخاص والناس، وخرجت المظاهرة في درعا. وهنا كنا في بداية انفتاحنا بشكل شخصي ومباشر على الإعلام، وصارت أحداث ومظاهرات وإطلاق رصاص وشهداء وتشييع، وصار احتياج لتظهير (إظهار) تلك الأمور ويتمّ الحديث عما حدث ووكالات أنباء تتصل وتسأل ونخرج بالعلن على الإعلام ونتكلم، فخلقت درعا ديناميكيات، وفي كثير من الأماكن صار فيها تحركات قد لا تكون قد أخذت نفس الصدى، ولكن في ريف دمشق حصل أكثر من تحرك وفي بانياس، وفي مناطق شمال شرق سورية صار أكثر من حالة لم تكن بنفس الوضوح والكثافة والأعداد وما صار فيها نفس التغطية، ولكن كان هناك تحرُّك، وكذلك في مضايا وحمص وحصل ذلك في نفس اليوم.

بشكل أساسي كانت [قناة] الجزيرة هي الأكثر تفاعلًا، وليس مكتبهم في دمشق وفي ذلك الوقت كان لديهم مكتب في دمشق، ولكن مكتبهم الرئيسي [في الدوحة] الذي كان يتحرك ويتواصل بشكل مباشر، ووسائل إعلام كثيرة، وسريعًا تولِّت هذا الموضوع علا برازي (ياسمين الشام).

علا برازي كانت بهذه الفترة تسمي نفسها (ياسمين الشام)، وهي فتاة سورية كانت مقيمة خارج سورية في شهر آذار، وهذا أعطاها مساحة للحركة والتواصل أفضل وأريح منَّا، وكانت دينامو بهذا الخصوص، وأحيانًا كنا نتواصل وأستخدم اسم محمد سالم ومصطفى، وأذكر أنني كنت أتكلَّم مع شخص ولا أريد أن أقول: مازن درويش، وكنت أريد أن أخلق شكلًا من أشكال الثقة فقلت: أنا من طرف ياسمين الشام، فقال: إذا من طرف ياسمين لا توجد مشكلة أهلًا وسهلًا ماذا تريد فنحن جاهزون، فكانت هي دينامو بهذا المعنى ياسمين وكانت مكوكًا [تتحرَّك بسرعة وفي كلِّ الاتِّجاهات]، واستطاعت أن تخلق شبكة تواصل واتصال مع أي مكان في سورية من دون مبالغة.

الثقة موجودة بسبب وجود معارف وعلاقات سابقة عن شهر آذار، وجزء منه كان قد بدأ رويدًا رويدًا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والتفاعل، والناس الذين كانوا ينزلون على الأرض، وتعرّفنا على ناس كنا لا نعرفهم سابقًا حقيقة، وأيضًا التجارب هي التي خلقت الثقة، وكان دومًا هناك شخص يزكِّي شخصًا، وكانت هذه الآليات التي لم تكن تنظيمية في المعنى السياسي والهيكلي، ولكنها آليات مجتمعية واجتماعية، واستطاعت أن تتطور وتخلق تلك الحالة من التشابك.

بالمعنى العاطفي والشخصي كان 16 آذار مهمًا بالنسبة لي، ولكن 18 آذار كان يعطيني الشعور أنَّ هناك شيئًا ثابتًا وأرجلنا على الأرض أكثر ثباتًا، وأصبحت القضية حالة محلية ومرتبطة بالبيئة، فهؤلاء الناس ليسوا [نخبة] وكان هناك إحساس بالاستقرار والثبات لدي أكثر، وبنفس الوقت موضوع إطلاق الرصاص وسقوط الشهداء بهذا الشكل السريع كان مقلقًا أيضًا. وإلى الآن أذكر كانوا يقولون لي: اسمع صوت الرصاص، وأنَّ هناك اعتقالًا وعصيًّا ورصاصًا مطاطيًّا، وليس معقول أن يفعل النظام ذلك منذ أول يوم، وكنا نعرف النظام جيدًا ولكن هذا كان بشكل أو بآخر حالة رعب.

جلسنا مطوَّلًا حتى الصباح، وكان الهمّ الأساسي أن نتواصل مع درعا وبنفس الوقت كيف يمكن ألا يتمكن النظام من احتواء حالة درعا، وخصوصًا في ثاني يوم وثالث يوم ورابع يوم كان واضحًا - وخاصة في يوم التشييع - أنَّ المسألة تتجذّر واحتواؤها لن يكون بكبسة زر. ولكن الهاجس الأساسي طوال الليل كيف يمكن ألا يتمّ الاستفراد بدرعا، وكان هاجس ماحصل في منطقة الجزيرة عام 2004 وماحصل في الثمانينيات في حماة، وكل هذه الأشياء كانت حاضرة في ذلك اليوم وتلك الأيام بشكل أساسي، وكيف يكون هناك تغطية للقضايا كي لا تنحصر المسألة وتُخنق بمعنى من المعاني. ولكن أيضًا حين خرجت درعا أصبح التواصل مع الأشخاص فيما يخصّ المظاهرات والاحتجاجات أسهل، فالخطوة الأولى دومًا تكون هي الأصعب بشكل أو بآخر، وانكسر هذا الحاجز ففي 16 و18 وأيضًا 15 [آذار] انكسر حاجز موضوع الخروج إلى الشارع والقيام بمظاهرة، فذلك ليس جزءًا من ثقافتنا العامة. وهذا الموضوع انكسر، وكانت الناس قادرين على أن يَروا على التلفزيونات كيف نخرج مظاهرة، وكان هناك شيء مختلف، وكل الكلام النظري أصبح هناك تطبيق عملي له، وتطبيقات عملية في أكثر من مكان، وبدأ هنا الهاجس الأساسي كيف يمكن ألَّا تبقى المسألة فقط في درعا؟ لذلك كان في دوما وريف دمشق كان هناك تحرُّكات صغيرة، و[كذلك] بانياس وحمص وفي كثير من الأماكن بريف دمشق، وبدأت القصة وفتحت المسألة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/03/10

الموضوع الرئیس

الحراك السلميالبدايات الأولى للثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/90-35/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/04/18

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة درعا-محافظة درعا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

الشهادات المرتبطة