الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المشاركة في مظاهرة جمعة الكرامة داخل الجامع الأموي بدمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:04:00

في هذه الفترة، بدأت الدعوات على "فيسبوك" وحتى ضمن النشاط المجتمعي أنه يجب الخروج بمظاهرة تطالب بالحرية، وهنا شهدنا في 15 آذار/ مارس أول مظاهرة في دمشق، في سوق الحميدية، بعد صلاة العصر، وكانت مظاهرة محدودة العدد، ولكن ذات قيمة كبيرة جدًا؛ فقد انكسر حاجز الخوف، وهناك من مشى، وهتف، وقال: "حرية". وفي وقتها لم يكن هناك أحد يتكلم بإسقاط النظام، بل كان كل المجتمع السوري يطالب بالحرية، وإن أتت هذه الحرية بتفاهم مع السلطة فلتكن، وتكون فيما بعد الخطوات والتغيير السلمي، وهذا أيضًا له تفصيله.. كيف أن النظام أخذ الأحداث باتجاه آخر. وخرجت هذه المظاهرة في 15 آذار/ مارس 2011، وهنا يعتبر المجتمع الشامي بداية الثورة حسب التقويم الدمشقي هي 15 آذار/ مارس، وفي تاريخ 18 آذار/ مارس، عندما خرجت درعا للاحتجاج على الطريقة التي عامل فيها النظام أطفال درعا والعقلية الأمنية التي واجه فيها أهالي درعا والإهانات التي تعرض لها أهالي درعا بسبب حادثة أطفال درعا، فخرجت المظاهرات. 

أنا قبل 18 آذار/ مارس 2011، كنت أجلس مع الشباب بمناطقنا، وكنا نقول: هل من المعقول في مصر وتونس وليبيا التي بنية نظامها شبيهة بنظامنا؛ هل معقول أن يتحرك الشارع؟ ومتى يجب أن تكون لدينا حركة؟ وهل من المعقول في سورية إذا كان يجب أن يخرج أحد جريء فتخرج النساء فقط؟ هؤلاء اللواتي وقفن أمام وزارة الداخلية ومجلس الشعب.. أين الشباب والرجال؟ كنا نتكلم بهذا المنطق، والحقيقة أنه كان هناك وعي جمعي بدأ يتكوّن لدى السوريين، ولكن بحاجة لشرارة البدء، وكانت هذه الشرارة في يوم 18 آذار/ مارس، وفي وقتها أُطلق على "فيسبوك" تسمية يوم 18 آذار/ مارس هو "جمعة الكرامة"، وكانت هناك دعوات للخروج بمظاهرات بعد صلاة الجمعة.

 أنا الذي أذكره أنه في وقتها كانت الفكرة أن تخرج المظاهرة من الجامع الأموي أو من جامع زيد، فكان الشباب الذين يريدون الذهاب للقيام بأول مظاهرة ولتبدأ المظاهرة بعد صلاة الجمعة بجمعة مسماة فسيخرجون من هنا أو هنا. 

في يوم الخميس، كان هناك أمر في نفسي، حيث نزلت إلى السوق، واشتريت مواد تموينية للبيت، ومعي نقود، تركتها صباح الجمعة لزوجتي، وقلت لها: أنا ذاهب إلى المظاهرة، ولا أعرف ما يحدث معنا فأنت...، وقالت: "الله ييسر لك، وانتبه لنفسك". 

في طريقنا إلى جامع الأموي وفي الحارات المحيطة بالجامع، كنت أرى عناصر الأمن وهم يتسكعون، وحتى طريقة التخفي لديهم غبية، وكانوا ينظرون للناس القادمة إلى الجامع الأموي، وحتى أن البعض منهم لديهم نظرات اللؤم، وكأنهم يتخيلون أن كل هؤلاء الناس الذاهبون للصلاة سيخرجون مظاهرة ضدنا.

كان البوطي (محمد سعيد رمضان البوطي) يخطب خطبة الجمعة، وأطال الخطبة، وكان البوطي يتكلم في وادٍ والناس تنتظر لتنتهي الصلاة؛ حتى يقوموا، ويختبروا أنفسهم في أول مظاهرة. وفعلًا، انتهت الصلاة، ووقف أحد الشباب (من جيل الشباب)، وتكلم عن درعا وأطفال درعا والحرية، ووقف الناس، وهتفوا: "الله أكبر حرية". كان هذا هو الهتاف، وطبعًا في البداية، كانوا بالعشرات (الذين يرددون)، وكان هناك المئات من حولهم، ولكنهم مترددون، وشيئًا فشيئًا بدأ الصوت يعلو، والعدد الذي يردد الهتاف يكبر، ثم أصبح كل من في الجامع، وأعتقد أنهم في الجامع بالمئات إذا لم أقل إنهم ألف يرددون: "حرية"، وأحد الشباب رفع لوحة كرتونية معبرة جدًا وبسيطة جدًا تتضمن رسمة هلال بداخله صليب وكلمة حرية، ورفعها، وصار الناس يتحركون داخل الجامع، يذهبون، ويأتون، ويقولون: "حرية.. حرية". كان مظهرًا مهولًا ومرعبًا، كان مظهرًا مبكيًا، وصارت لدي رهبة، ولاحظت الكثير من الناس يهتفون وعيونهم تدمع؛ لأننا أخيرًا خرجنا من صمتنا، وأخيرًا، تجرأنا أن نقف، ونقول كلمة حرية فقط. 

عندما بدأ [الناس يهتفون]: "حرية .. حرية.. حرية" كلنا معًا، فإن الموقف أصبح هو الذي يتملكك، وكنا نهتف: "حرية". ونذهب، ونعود، وحتى إنه في وقتها أحد عملاء الأمن الموجودين داخل الجامع حاول أخذ الكرتونة (قطعة الورق المقوى) التي كان يرفعها الشاب، ولكنه لم يستطع، حيث ضربوه، وقاموا بإبعاده عن...، وعندها كان موقفًا مزلزلًا، يعني كل الموجودين في الداخل، وتسمع صوتًا يقول: "حرية" في كل الجامع، وأنت تعلم أنك الآن بدأت تخرج عن صمتك، وأنك الآن بدأت تطالب بحقوقك، وبذهننا جميعًا أن البداية من هنا، ولكن النهاية ستكون كميدان التحرير [في القاهرة]، وسيحدث هذا التغيير، والشعب سيقول كلمته.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/04

الموضوع الرئیس

البدايات الأولى للثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/52-02/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/04/08

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-مدينة درعامحافظة دمشق-الحميديةمحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

وزارة الداخلية - النظام

وزارة الداخلية - النظام

مجلس الشعب - نظام

مجلس الشعب - نظام

الشهادات المرتبطة