بدأت تخطر في بالي أفكار في وقتها، هذا لا يعرف هذا، لماذا لا يتعارفون؟ فهم يعرفون بعضهم، ولكن عن طريق "السكايب"، وفي "السكايب"، يحاولون دائماً أن [يخبروا بعضهم]: نحن سنخرج من هنا، ونحن سنخرج من هنا. ويحاولون أن يخلقوا نوعاً من التزامن في المظاهرات وليس أكثر، فالتنسيق هو تنسيق التزامن؛ حتى يحشدوا لخروج المدينة. وحصلت حالات للدعوة لبركان حلب والاجتماع في ساحة سعد الله الجابري، ولكن الدعوات كانت دائماً تلقى نوعاً من الفشل لأسباب كثيرة لن أدخل في تحليلها، وكانت المعلومة من هذا الموضوع أن كل تنسيقية تهتم بمنطقتها فقط. فكان هناك نوع من المناطقية داخل الأحياء، والسبب أنهم يخافون من الخروج إلى خارج الحي، وإذا خرجوا إلى خارج الحي فربما يعتقل، أو يلاحق، ويعرف، فلا يخرجون، وإذا خرج إلى خارج منطقته فلن يستطيع أن يحشد، فهو تعويله في الحشد على يوم الجمعة. طبعاً، هنا نتكلم قبل أن يخرجوا مظاهرات مسائية كبيرة وواسعة، مثلاً: في صلاح الدين والفردوس وطريق الباب، كانت المظاهرات تقتصر على المظاهرات الطيارة مساء ومظاهرات واسعة يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة، وأنا قلت في نفسي: لماذا لا يكون هناك تنسيقية واحدة للجميع، ونأخذ بالحسبان هذه المخاوف التي لديهم. ولكن ليس لدي صفة بصراحة، ليست لدي تنسيقية، ونسيت أن أفيدك بأنني عرفت من هي "تنسيقية الإذاعة" التي هي حي في سيف الدولة، هم كانوا أصدقائي في المدرسة، منهم باسل أصلان الشاب الذي استشهد، يعني جميعنا أصدقاء كنا في المدرسة، وتربينا مع بعضنا منذ أيام الابتدائي إلى الثانوي وحتى الجامعة، ومنهم باسل أصلان، وهذا الذي أذكره حالياً، ويوجد شخص من آل أشتر، قلت: يجب أن يعرفوا بعضهم وأن ينسقوا، ويكون هناك تنسيق عال، ولا يكتفون "بالسكايب" فقط. يعني يعرفون بعضهم شخصياً، فأنت يجب أن تثق به، وبدأت أذهب إليهم شخصياً، يعني ذهبت أكثر من مرة، وقلت لهم: ما هو رأيكم أن نبدأ بالتنسيق، ونوسع، ونربط بين بعضنا هذه التنسيقيات؟ فقالوا: مربوطة على "السكايب"، لماذا نربطها على الواقع؟ فقلت لهم: ولكن يصبح التنسيق أعلى. ولكن أنا لم يكن لدي صفة، فكانوا يظنون أنني مرسل من التنسيقات الأخرى، وأنني منسق أصلاً، وأخفي ذلك. وكانت التنسيقيات تنظر دائماً إلى الأشخاص الآخرين على أن لديهم أرضية وظهر. طبعاً مع الأسف لم تنجح هذه الأمور؛ لأن كل شخص كان متمسكاً بمنطقته تمسكاً لا يمكن الخروج عنه إطلاقاً، والمخاوف لا يمكن تبديدها إطلاقاً. ولاحقاً، بعد أن فقدت الأمل بأن هذه المظاهرات لن يتسع نطاقها، وهذه المظاهرات ستبقى مظاهرات مناطقية محلية للأحياء، وهذه المظاهرات أقصى ما يمكن أن تفعله أن تجوب شوارع وليس أكثر، ولن تذهب إلى المركز الذي سوف يعطل دوائر الدولة. وكانت هناك مبادرات لحالات إضراب، وكانت هناك استجابة لها من بعض التجار الذين هم ثوار أصلاً، والبعض استجاب بسبب الخوف، وأعرف أشخاصاً تجاراً كانوا خائفين أن يفتحوا [محالهم التجارية]، وهم مؤيدون [للنظام]، ولكن الإضراب كحالة فردية من دون التنسيقيات والتظاهر، كان بصراحة لا يعطي النتيجة التي نريدها أو التي يجب أن تظهر فيها حلب، وهذا الواقع الذي عكس أن مدينة حلب لن تستطيع أن تخرج ضد النظام، كان خروجها مشتتاً، و يتم تسليط الضوء عليه بشكل حالات فردية، ويعرف الثوار هذا الكلام، وعلى هذا الأساس قمت بإكمال جولاتي، و ليس أكثر من ذلك، وتعرفت على تنسيقيات أخرى، ومنهم شباب من آل عقيل في حلب القديمة وأبو العبادلة، وهو أحد الشباب الذين اشتهروا (هو وإخوته)، وهؤلاء كانوا من "الإخوان المسلمين" سابقاً وتنظيمياً، وليس مجرد امتداداً فكرياً كما ذكرت سابقاً. ورجعت باتجاه الشيخ يوسف خلاصي، طبعاً، هنا لا يوجد أي تردد على أعزاز إلا تردد الزيارات العائلية، وكانت هناك مظاهرات، وأنا عندما أذهب كانت هناك مظاهرة، وأحضرها، ولا داعي لأن أعرف من قام بها؛ لأنه في الريف لا يوجد أحد يخبئ نفسه، يعني سنخرج مظاهرة، لا يوجد أحد مختبئ، حتى الصبي الصغير والكبير يخرج في مظاهرة.