الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الحراك الكردي في الجامعة عام 2005، ونشاط الثلاثاء الاقتصادي

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:44:15

أظن في عام 2005 حضرت في هذا الجو الطلابي، الذي كان أيضًا من الإرهاصات التي رأيتها، أو الصدمات التي بدأت أتعرف عليها إلى المجتمع السوري أكثر، في إحدى المرات كنت داخلًا إلى المدينة الجامعية في وقت متأخر، فكان حفظ النظام قد أحاط بالمدينة الجامعية كليًّا -رغم أن حجمها كبير جدًّا- وكان يوجد حركة لأشخاص مدنيين وسيارات -يعني مخابرات- بطريقة غير جيدة، فكنت أقول لهم: إنني أريد أن أدخل، فقالوا: من أنت وإلى أين تريد أن تدخل؟ وأعطنا هويتك (بطاقتك الشخصية)، وأعطيتهم هويتي وبطاقتي الجامعية، ويوجد أيضًا بطاقة المدينة الجامعية -وأنا محتفظ بها إلى الآن، موجودة لدي في المستندات التي أخرجتها معي-، فأعطيته بطاقتي الجامعية ورقم غرفتي، فقال لي: أنت عربي أم كردي؟ فقلت له: هذه هويتي، ولكن في الهوية غير مكتوب عربي أو كردي، ولا أعرف إذا كان يوجد أرقام (تدل على ذلك)، كان بعض الأشخاص يقولون لنا: إنه من الرقم يظهر أنت من أين، فقلت له: هذه الهوية، فقال لي: أنا أسألك هل أنت عربي أم كردي؟ فقلت له: عربي والله عربي، فقال لي: ادخل، وأنا سمعت أنه يوجد شيء عن الأكراد؛ يعني حدث شيء في ديرالزور والحسكة، ومباراة كرة قدم حدثت، وكان يوجد مشاجرة، ولكن حقيقةً لا تعرف أنت التفاصيل، ولست على درجة من الوعي، حتى تفهم كل المشكلة، وكان أصدقاؤنا الأكراد -للأمانة- هم في المؤتمرات الطلابية كانوا جريئين -كانوا يتكلمون-، وأذكر أنه كانت معي بنت في الشعبة، كانت تقول: هذه بطاقتي، أنا ليس معي هوية، وبطاقتي خضراء، يجب أن آخذ هويةً سوريةً، فكانوا يتكلمون في هذه المشكلة بطريقة جيدة -كانت تعجبني-، وأنا كنت أصفق لهم من قلبي بصراحة، لأنني كنت فرحًا جدًّا أنه يوجد شخص ما يتكلم، فدخلت إلى المدينة الجامعية، دخلت إلى الوحدة السكنية، فأغلقوا علينا الأبواب، وعندما أغلقوها، أنا استغربت، ماذا يحدث؟ أنت تحبسنا! فكنت أريد أن أخرج، وأنا ليس لي عمل في الخارج، أصلًا أنا كنت أريد أن أدخل حتى أنام، فقلت له: أريد أن أخرج، وأنا لا أتقبل فكرة أنك تحبسني، فنهرني وأمرني بالدخول، فقال لي أصدقائي: ادخل، ولا تتكلم معهم، قد يظنون أنك معهم -مع الأشخاص المحتجين مع الأكراد-، وسيأخذونك إلى بيت خالتك (السجن)، وتحدث معك مشاكل، ادخل لنجلس ونتكلم، وهذه فعلًا كانت من القصص التي تعلق جيدًا في ذاكرتي، وكنت أشعر أنها فعلًا ممكن أن تتسبب بمشاكل كبيرة جدًّا، فيما بعد -حتى لدرجة أن الناس احتقنوا، وأنا -نفسي- حزنت كثيرًا في وقتها، لأنهم حبسونا، وكيف أنهم يتعاملون مع الناس بهذه الطريقة، ويوجد أحد أصدقائنا؛ سواءً الذين نعرفهم بشكل مباشر، أو الذين كنا نراهم في المدينة الجامعية، تم اعتقالهم من داخل المدينة الجامعية -من الأكراد-، وفي وقتها بدأت أقرأ قليلًا عن القضية الكردية. 

أيضًا في هذا السياق، أنا في السنة الثالثة تخصصت اقتصاد، ولم أذهب إلى المحاسبة، مع أنني في عام 2002، أنا حصلت على مركز رابع على مستوى سورية في المحاسبة، ولكنني كنت أشعر أن المحاسبة هي أرقام، والحد الأعلى لها هو مهنة، فأنا لم أكن أريد أن أمتهن مهنة بالمعنى الأدواتي والمعيشي، ولكن كنت أريد أن أذهب باتجاه شيء له علاقة بالأفكار أكثر، ومنذ صغري كان والدي يقول لي جملة: إنني شيء له علاقة بالعمل العام؛ يعني كان يقول لي: إنني ممكن أن أكون شيئًا كبيرًا (شخصًا له مكانة مرموقة) -أو جملةً مثل هذه- وأنا لا أعرف لماذا دون إخوتي، يعتبرني والدي أنني ممكن أن أعمل في العمل العام! -هداه الله وأصلحه-، فذهبت إلى اختصاص الاقتصاد، لأنني كنت أحس أن الاقتصاد له علاقة بالعمل العام أكثر، حتى عندما كنا نريد أن نتخصص، كنا نسأل، فكان أغلب الأساتذة الذين نسألهم في الجامعة، أو الناس كانوا يقولون لنا: إنه من الممكن أن تذهب إلى مؤسسات الدولة، أو أنك تعمل بشيء له علاقة بالتخطيط لصالح الدولة أو المجتمع، وليس على مستوًى مثل الإدارة على مستوى شركة ومؤسسة، على مستوى اليونيتس (الوحدات)، فهذا هو مصيركم، وإذا أردتم دعونا نأخذكم إلى الاقتصاد، فأنا كنت فرحًا جدًا أنني سأكون أول شخص يسجل في هذا التخصص، لأنه كان تخصصًا للسنة الرابعة، ولكن على دورنا فتح (بدأ) من السنة الثالثة، فكنت أول شخص سجل اسمه على القسم /اقتصاد/، وبعدها مجموعة من أصدقائي أيضًا سجلوا، واختصوا اقتصادًا -بالتحديد-، وكان عددنا قليلًا؛ يعني كان عددنا أظن في السنة الثالثة تقريبًا 25 أو 30 شخصًا، وفي السنة الرابعة تقريبًا 20 شخصًا -يعني أعداد قليلة-. 

في ذلك الوقت كنا نحضر شيئًا اسمه الثلاثاء الاقتصادي، باعتبار أن أغلب أساتذتنا يشاركون في الأمر، إضافةً إلى أننا -كطلاب اقتصاد- مهتمون في موضوع الاقتصاد، فنذهب ونحضر ثلاثاء الاقتصاد، وكان يوجد شيء اسمه الجمعية السورية الاقتصادية [جمعية العلوم الاقتصادية السورية]، ونذهب إلى المراكز الثقافية، التي كانوا يقومون بها في المركز الثقافي في المزة أو في غيرها، فأحضر المؤتمر. 

حقيقًة اللقاء كان غالبًا يكون محاضرات فنيةً، ولكن أحيانًا يكون بها رأي ضد السياسات الاقتصادية للدولة، وضد التوجه المشغول به، وبعض الأشخاص كانوا يقومون بتعليقات، لها علاقة بأنهم غير راضين عن الأداء في البلد، وكانت تعجبنا هذه الفقرة، التي تسمح لكل شخص أن يقول رأيه، كانت مميزةً جدًّا بالنسبة لنا، ونحن نريد أن نسمع، وأول مرة كنا نسمع بوضوح، أنه يوجد ناس (يتكلمون بهذا الموضوع)، طبعًا لم يكن هناك من يتكلم عن بشار الأسد ولا عن حزب البعث، ولكن كانوا يقولون: إن السياسات الاقتصادية في البلد، ستأخذنا إلى التهكلة، والمواطن فقير، والبطالة كذا، والناس لا يجدون ما يأكلونه، أحيانًا كان ياتي مسؤولون؛ يعني مسؤول على مستوى رئيس مثلًا دائرة اقتصادية أو وزير، أو هيئة تخطيط دولة، فكان أحيانًا هو من يكون محاضرًا، فكنت فرحًا جدًّا أنه يوجد أحد ما، يقول للطرف الثاني أن يتوقف، أو أن سياستك غلط (خاطئة)، وأحيانًا نحن نحاول أن نقوم بمداخلات، ولكن مداخلاتنا كانت أغلبها فنيةً ومأخوذةً من الكتب حرفيًّا؛ يعني مثلًا ننتقد نظريةً معينةً من داخل البحث، مثل أن نثني على بعض الأفكار التي وردت في الموضوع. 

كنا أحيانًا نساعد بعض الأساتذة، بإعداد بعض الأبحاث -على الأقل- كإحصاءات، وأذكر -أنا- أول مرة أمسكت الكاميرا، كان في الثلاثاء الاقتصادي، بالمناسبة كان يوجد دكتورة اسمها: ختام تميم معها دكتوراه في السكان، فكانت تقول لي: يا خالد دعنا نعمل على بحث جديد، في شيء له علاقة بالتجمعات البشرية، فكنا نقوم بإحصاءات، وأخذنا الكاميرا حتى نوثق عملنا، وذهبنا وصورنا في عش الورور ومزة 86، وفي هذه التجمعات التي بها معيشة من نوع معين، ونحاول أن نصور هذه الأمور ونحول، ليس فقط استطلاع رأي يعني استطلاع رأي مصور، بالإضافة أننا عرضنا فيديو في الثلاثاء الاقتصادي عن معيشة الناس، وقمنا باستطلاع رأي معهم، وكان مصورًا في الصوت والصورة عن المعيشة ووضع الماء وتمديد الكهرباء، وأن منزلك يمكن أن يقع بسبب وضع السكن العشوائي في دمشق وضعه سيء، فكان العنوان الرئيسي: "السكن العشوائي"، وقمنا باستطلاع رأي عن الموضوع، وشاركنا في وقتها بالمحاضرة عن طريق الدكتورة نفسها، طبعًا يوجد بعض الأساتذة يقولون لك: اذهب واجمع أبحاثًا، فكانت فقرتنا المفضلة هي قصة النقاش، وهذا بالنسبة لموضوع الحياة الجامعية، وبعض الأشياء التي كنت أراها أنها فعلًا -مع الأيام- ممكن أن تكبر، أو ممكن أن تشكل تيارًا من هنا، على الأقل على المستوى الاقتصادي، ممكن أن يتشكل تيار في الجامعة باتجاهات معينة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/30

الموضوع الرئیس

النشاط قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/95-5/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مدينة حمص

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

جمعية العلوم الاقتصادية السورية

جمعية العلوم الاقتصادية السورية

الطلبة الأكراد في جامعة دمشق

الطلبة الأكراد في جامعة دمشق

الشهادات المرتبطة