الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تطور الحراك في حمص، وتصاعد العنف من قوات النظام

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:41:16

في الأسابيع التي بعدها طبعًا حمص لم تهدأ، وإنما بقيت تخرج، والأمر لم يعد فقط أسبوعيًّا، ولم يعد محصورًا مثلًا في قلب مركز المدينة فقط، وإنما أيضًا أصبحت في الأطراف وحتى في بقية المدن مثل: تلبيسة والرستن، وبدأت القصير تخرج، وبدأت جميع الناس تقريبًا تشارك في عملية التظاهر، ولكنّ الأمن كان رده عنيفًا للحقيقة، يعني كان رده دائمًا بالضرب وكان رده بالاعتقال، وكان رده بالنار، في 25/3 (آذار/مارس) لا أذكر أنه حصل إطلاق نار، ولكن في الأسابيع التي بعدها مباشرةً بدأ إطلاق النار المباشر على المتظاهرين، وفي الخالدية في الأسبوع الذي بعدها حضرت من جامع النور، كان في داخل حي الخالدية تمامًا، وخرجنا باتجاه منطقة اسمها دوار القاهرة، وكان يوجد بنت تقوم بالتصوير، وأظن أنها أول بنت يعني ترفع جوالًا، أو على الأقل أنا أعرفها، أظن في تاريخ 1/4 (نيسان/أبريل جمعة الشهداء)، فكانت تصور المظاهرة والناس الذين خرجوا، وكان يوجد أمن فتم إطلاق النار عليها من الأمن مباشرةً، واستشهدت مباشرةً -رحمها الله- اسمها: تهاويل الخالدي، وعندما ماتت يعني سمعت أن شخصًا آخر في تلبيسة أيضًا قُتل بنفس الطريقة، أو أن الأمن هجم عليه، وإما ضربوه أو قوصوا عليه (أطلقوا عليه النار)، وهنا بدأنا نسمع عن شهداء أكثر وبدأنا نسمع عن مصابين، وبعدها أصبحنا نرى بأعيننا، يعني مثلًا: أصبحنا نخرج بالمظاهرة ونحن كان هدفنا أن نصل إلى ساحة البلد، إلى الساعة الجديدة التي حصل بها الاعتصام بعدها، وكنا نحاول الاقتراب باتجاه طريق حماة، ويصبح الأمن يطلق علينا النار، وكنت أحيانًا أراهم بعيني وهم يطلقون النار، شخصان أو 3 منهم معهم مسدسات والبقية معهم عصي، فيأتي أحد الضباط إلى الأمام ويطلق النار على المتظاهرين، وأحيانًا لا يُصاب أحد، وهذا أمر جيد، وأحيانًا يُصاب في قدمه أو يده، ونأخذه إلى المسشفى، وأحيانًا يموت، طبعًا الذي اكتشفناه أنه حتى المشافي عندما تأخذ مصابًا عليها بدأت بعدم الاستقبال، أو يوجد بها أمن ويعتقلك، أو حتى يعذبونك، كما حدث في المسشفى الوطني مثلًا أنه يوجد بعض الحالات أصيبوا وماتوا، يعني كان يوجد شخص أصيب في مظاهرة أخذناه إلى المسشفى الوطني؛ لأن المشفى الوطني كان جدًّا قريب علينا، فقط نقطع طريقًا حوالي 500 متر إليها، ونأخذ الشاب الذي هو صديقنا، أو شخصًا لا نعرفه يتظاهر معنا نأخذه إلى المسشفى الوطني، ونتركه في المشفى ويموت، مع أنه إصابته بسيطة، وفيما بعد اكتشفنا أن أحد الضباط أو حتى أحد الأطباء المحسوبين على النظام يقتل المتظاهرين في المسشفى الوطني؛ يقتلهم حرفيًا، وهذا الكلام -تسليم المتظاهرين وتعذيب المتظاهرين المصابين يعني- بدأ من الأسابيع الأولى من شهر نيسان (أبريل)، من الأيام الأولى؛ لأننا أصلًا لم نتأخر حتى أقمنا المشافي الميدانية، يعني شهر نيسان وشهر أيار كان بهما عقاب للمتظاهر الذي يُصاب ويذهب إلى مسشفى وطني، أو مشفًى معروف، حتى المشافي الخاصة في مرحلة لاحقة يعني بعد شهر أصبحت لا تستقبلنا، يعني لا تجرؤ على استقبالنا، لأن دخول المصاب إلى المشفى يلزمه محضر شرطة، وتأتي الشرطة وتحقق، والمخابرات تأتي، فبدأت بعدها فكرة المشافي الميدانية بعدها ليس بكثير، يعني في بداية شهر حزيران 2011 بدأنا نحن، وليس فكرة المسشفى وبعدها تطور إلى آلات (أجهزة طبية)، وإنما أذكر مثلًا: كان يوجد صبيّة كانت تدرس طب عندنا في الحارة -حماها الله- وهي على قيد الحياة حتى اليوم، ولكن استُشهد جزء من إخوتها، فكانت تقول لنا: أهم شيء أن تؤمنوا المواد الأساسية، يعني كنا نجمع من الحي بعض المال ونشتري شاشًا ومطهرًا لأجل الجروح الأساسية، ليكون لدينا علم أن الأساسيات موجودة عندنا، ونخبِّئها في بيت أحد أصدقائنا، كان اسمه مخلص الجندي -رحمه الله- توفي في بابا عمرو. وهذه المرحلة حقيقة كانت كلما نزيد تظاهراتنا كلما يزيد العنف من قبل النظام، والنظام بدأ يثبت عملية القواص (إطلاق النار) بشكل أكبر، وكان يوجد قناصات في هذه المرحلة أكثر، طبعًا نحن كنا لم نرد أن نذهب ونموت؛ لأنهم بدأوا يطلقون علينا النار مباشرةً، فأصبحنا نحاول أن نبتعد عن الطرقات التي بها الأمن حقيقةً، ومع ذلك كان يلحق بنا ويطلق علينا النار، يعني: أصبحنا مثلًا -على سبيل المثال- ندخل إلى الأحياء حتى نتظاهر، ويدخل الأمن إلى الحارة ويطلق علينا النار، وإذا أردنا أن نمشي من حارة إلى حارة نمشي بمظاهرتنا في داخل الشوارع الفرعية، يعني لم نعد نذهب إلى الطرق العامة، يعني مثلًا: مظاهرة خرجنا بها باتجاه أحياء حمص القديمة من الخالدية كنا نمشي من داخل وادي السايح، ومن وادي السايح باتجاه الحميدية، يوجد بها منطقة اسمها شارع الأظن، وهذا الشارع يسكنه المسيحية، وهو معروف، كنا نمشي به قبل الثورة؛ تدريجة وكزدورة، وكنا نمشي بأعداد كبيرة، ومع ذلك كان الأمن يأتي ويطلق علينا النار، ولا يتركنا في حالنا، مع أننا فعلًا كنا نحاول أن نبتعد كثيرًا عن أماكن تجمعهم، ومع ذلك أعتقد كانت الناس ليس لديها -دعنا نقول- خوف من أن يخرجوا من جديد.

أعتقد في بداية الثورة لم يكن يوجد قيود على من يعمل أو يشارك في المظاهرات، يعني أنا أعرف شبابًا اسماعيليين، كانوا يتواجدون في منطقة اسمها القصور، كانوا مشاركين معنا في المظاهرة، وكان يوجد شباب مسيحيون كانوا مشاركين معنا بالمظاهرة، وكان يأتي بنات مثلًا: في منطقتي منطقة الخالدية أغلبهنَّ محافظات، فتأتي بنت كاشفة عن رأسها، وأنا لا أسألها إذا كانت علويةً، ولا أظن أن أحدًا سألها في يوم من الأيام من أنت؟ ولكن هي جاءت لتشارك، فكان يوجد أعداد كبيرة حرفيًّا تأتي من أماكن مختلفة للمشاركة، فأظن أن القضية لم يكن لها علاقة بطائفة دون أخرى، باعتبار أننا كنا نراهم موجودين في المظاهرات، وعندما ندخل إلى جميع الأحياء سواء سنية أو مسيحية، كنا عندما ندخل كان الناس على الشرفات يتفرجون علينا، وغالبًا النساء والأطفال، يقفون على الشرفات ويتفرجون، ومنهم من يرش علينا الماء من باب تبريد الناس، ومنهم من يرش الأرز، ومنهم من يردد معنا، ومنهم من يبقى ساكتًا، حقيقةً هكذا، يعني الرش هو ليس بقصد التفريق، وإنما لأجل البرودة، وهذه بالنسبة للحارات التي كانت سنيةً ومسيحيةً، والحقيقة لم نتعرض في أي مرة من أهالي هذه الحارات للأذى، ولكن يوجد شاب اسمه مالك عيسى فاعوري، أخبرونا أن الشرطة اعتقلته في مظاهرة، هذا الكلام في شهر 4 (نيسان/أبريل) ولست متأكدًا من التاريخ، وأنا ذهبت بنفسي، ذهبت إلى طريق زيدل وتأكدت أن هذا الشاب توفي، حيث اعتقله الأمن وسلموه لأهله ميتًا، وقال لي أحد من أهله: إنه تم نتف شاربه وذقنه بطريقة، وتم قلع أظافره، وكنت أول مرة أسمع هذه المفردات، ربما مرت عليّ من قبل، ولكن حقيقةً: أول مرة أنا أتعامل مع قلع أظافر، أو نتف ذقن وشارب. وهو تم اعتقاله من مظاهرة، فكنا نردد شعارات مثل: بالروح بالدم نفديك يا شهيد، والشهيد حبيب الله، ومن هذا الكلام، فأخذنا مالكًا من حارته ومررنا من طريق زيدل القديم، وذهبنا به باتجاه بعض الحارات، وكان هنا يوجد شارع أصله من اليمين واليسار علوية، فحقيقةً كان يوجد تعامل سيء معنا، وكان الأولاد يضربوننا بالحجارة، وكان يوجد حجر بلوك (وحدة بناء مستطيلة)، نحن نسميه حجر الخفان، وإحدى أحجار الخفان سقطت خلفي، كان هناك من ألقاها، وكان يوجد شاب بجانبي تمامًا وأذكر المشهد كما أتحدث الآن، وسقطت على رأسه، ووقع على الأرض، ويوجد بعدها شخص ما ألقى علينا قنابل دخانية من البيوت، من المنازل، ومن البرندات (شرفات) يعني، وتفرقنا هنا ووقعت الجنازة على الأرض، وعاد الشباب وحملوها على أكتافهم، وأخذوها، ولم نحتك مع الناس، ولكنهم ليسوا أمنًا؛ لأنهم لم يلحقوا بنا، وعدنا، وطبعًا كان الشعار الذي كنا جدًّا نحرص على ترديده: واحد واحد واحد الشعب السوري واحد، ومشينا ودفنا الشاب فيما بعد، ولم تحدث بعدها مشاكل، ولكن على الطريق وقع أكثر من شخص جريح في الأمر.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/30

الموضوع الرئیس

الحراك المدني في حمص

كود الشهادة

SMI/OH/95-13/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان 2011

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-الحميديةمحافظة حمص-وادي السايحمحافظة حمص-القصورمحافظة حمص-جورة الشياحمحافظة حمص-ساحة الساعة الجديدةمحافظة حمص-البياضةمحافظة حمص-الخالديةمحافظة حمص-حمص القديمة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة