الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اقتحام قوات النظام حي الدريبة وتنفيذ حملة اعتقالات واسعة في رمضان 2011

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:01:10

في 25 أو 27 رمضان (في 15 رمضان الموافق 15 آب/ اغسطس 2011 - المحرر) -في العشر الأواخر من شهر رمضان-، تم اقتحام الرمل [الجنوبي في اللاذقية]، وبعد الانتهاء من اقتحام الرمل تمامًا، نحن تأكدنا بأن التهديد قادم إلى حي الدريبة، والشيء الذي وعدونا به سوف يُنفذ، وتم اقتحام حي الدريبة، وبدأت السرقة والنهب وسرقة الذهب، وكل مستلزمات المنازل سُرقت من قبل الشبيحة ، اقتُحم حي الدريبة فجرًا في 27 رمضان (في 25 رمضان الموافق 25 آب/ أغسطس 2011 - المحرر)، وعند صلاة الفجر تمت محاصرة حي الدريبة بالكامل، من قبل الأمن والشبيحة والجيش بأعداد رهيبة، ولكن الغالبية كانت للشبيحة والأمن، وفي هذا الوقت كان يوجد منفذ واحد للهروب من هذا المكان من حي الدريبة، ولا يوجد مقاومة، وكان يوجد بوارج حربية على البحر، جاهزة لأية عملية قصف في حال حصلت مقاومة، وفي حي الرمل قصفت البوارج، وكان يوجد دبابات جاهزة، ونحن لأول مرة نشهد عمليات قصف في هذه الأثناء، خفنا، وتأكدنا أن الدور سوف يأتي إلينا، يعني إلى أين سوف يذهب المدنيون، فمن لديه مكان أو أقارب خارج حي الدريبة ذهب إليه، والذي لا يوجد عنده أحد بقي في بيته، والنظام اعتقل أكثر من 350 شابًّا في حي الدريبة، وتم حصار حي الدريبة فجرًا، وبدأ الاقتحام الساعة 7:30 صباحًا، ونحن بعد صلاة الفجر عندما رأينا الأمن ينتشر، بدأنا نهرب، والنظام ترك لنا ثغرةً حتى نهرب منها، وهل هو تركها عن قصد، أم تركها من أجل اعتقالات خارج الحي؟.

كان يوجد بجانب مسجد الدريبة بستان -أرض زراعية-، وقفزنا من سور البستان، وذهبنا إلى حي جب الجويخة وجركس، وهنا خرجنا، وخرج جميع شباب الثورة، وبقي المدنيون -أهل المنطقة-، وهذا المكان الذي خرجنا منه، والسور يستطيع أن يهرب منه الشباب، ولكن ماذا عن النساء والأطفال، الذين لا يستطيعون الخروج! ويوجد عائلات غادرت عندما سمعت أنه يوجد اعتقالات واقتحام حي الدريبة، غادروا منازلهم، وخرجوا، وأنا اقُترح عليَّ المغادرة، ولكنني لم أغادر، وبقيت حتى آخر لحظة مع الشباب، وفي هذا الوقت عند الساعة 7:30 صباحًا خرجنا، ولا نعرف إلى أين نذهب! وحتى الآن لا يوجد إطلاق نار، ونحن نرى كيف يحاصر الأمن المكان، ونحن كنا نهرب، وأنا متأكد أن الأمن كان يرانا ونحن نهرب، ولكن النظام يريد المنطقة، والأمن لا يريدنا تحديدًا، وإنما يريد المنطقة، لأن هذه المنطقة هي المنطقة التي كانت تشتعل فيها المظاهرات، وهذه المنطقة إذا خرجت عن سيطرتنا، فهذا يعني أن الثورة انتهت في مدينة جبلة، وهنا النظام ترك لنا منفذًا خرجنا منه، وأصبحنا ننتشر، وأنا الوحيد الذي لا أحد يستطيع أن يستقبلني، وتقريبًا خرجت أعداد كبيرة.. خرج أكثر من 500 إلى 700 شخص، لأنه لا يوجد عندنا مكان، وأنا أقول أن النظام كان يرانا، نخرج من حي لحي، لأن هذه الأعداد الكبيرة كانت واضحةً عندما خرجت.

حاولنا كثيرًا الاختباء عند بعض الأشخاص، ولكنهم كانوا يخافون، ويوجد نقطة مهمة، أنه وصلتني مجموعة من الكاميرات السرية، منها نظارة وقبعة وزر، ووصلتني مجموعة من هذه الكاميرات من السعودية من أشخاص سوريين، وكانت موجودةً ضمن دبدوب (دمية) صغير، وقبل الاقتحام بيوم -يعني في ليلة الاقتحام- أعطيت هذا الدبدوب لسيدة حتى تخفيه، -وهي أخت صديقي- فأخذت الدبدوب، ولكن يبدو أن هناك من كان يترصد، وحتى إنه التقط صورةً، وهذا أكبر دليل أن النظام كان يعرف ما يجري من حولنا، وقد سلط علينا أشخاصًا يعرفون أدق التفاصيل.

في اليوم الثاني صباحًا، بعدما تم الاقتحام وخرجنا، كان الدبدوب معها، وأخذت كل الكاميرات، وتم اعتقالها، وأخذوا منها الدبدوب وفتحوه، وأخذوا كل الكاميرات، وطبعًا هي لا تعرف ما كان يوجد في الدبدوب! يعني هي أخذت هديةً، وهي قالت للنظام بأنها أخذت هديةً، ولا تعرف ماذا يوجد فيها، وخرجت من السجن بعد يومين.

أخفيت اللابتوب (الحاسب الشخصي)، ولم أستطع إخراجه، وأخفيته في براد الماء، بالإضافة إلى محفظتي التي يوجد فيها هويتي (بطاقتي الشخصية) ومالي، ولكنهم استطاعوا الوصول إلى اللابتوب، الذي كان يوجد فيه أرشيف المظاهرات بشكل كامل.

عندما اقتحموا حي الدريبة، هم لم يقتحموا الحي للبحث عن أشخاص، وإنما سرقوا الذهب والممتلكات، وكسروا المنازل وخرجوا، وفي حي الدريبة يوجد فرن، قاموا بحرقه بشكل كامل الساعة 8 صباحًا من أجل بث الرعب، واستمرت الاعتقالات، ووضعوا الناس على الأرض، وفعلوا بهم كما فعلوا في قرية البيضا، من له علاقة  بالمظاهرات ومن ليس له!

عندما بدأ الاقتحام، بدأ النظام بإطلاق الرصاص تقريبًا الساعة 7:30- 7:45 صباحًا من أجل إخافتنا، والرصاص كان في الهواء، وبشكل عشوائي، لأننا لا يوجد عندنا مقاومة ولا سلاح في المدينة، فاقتحم من خلال الاعتقالات والضرب والحرق والسرقة والنهب، وهذا ما فعله النظام وشبيحته في حي الدريبة، وبعض المعتقلين تعرضوا للضرب المبرح كثيرًا.

يوجد شخص حقيقي  اسمه عمر جبلاوي  من حي قنينص في مدينة اللاذقية، وهذا الشخص تم اعتقاله أكثر من 15 مرةً، وحتى إنه يوجد شخصان اسمهما عمر جبلاوي، وتعرَّضا للضرب كثيرًا، وأتمنى أن يسامحاني، وتعرضا للضرب كثيرًا بسبب اسم عمر جبلاوي، وأنا في النهاية ظهرت بالصوت والصورة، حتى يرتاح الناس في نهاية عام 2011 مع الشيخ عدنان العرعور، وأنا لأول مرة أظهر بالصوت والصورة، حتى يرتاح هؤلاء الشباب، لأنه كانت تصلني أخبار أنه تم اعتقال عمر جبلاوي في اللاذقية، ولكنني في اليوم الثاني أخرج على القنوات، فيُجن جنون الأمن، ويسألون أنفسهم: إذًا من هو الشخص الذي اعتقلناه!

الأمن اعتقل هذين الشابين، وأنا اجتمعت مع إخوة هؤلاء الشباب، وقالوا لي بأنهم قد تعرضوا للتعذيب كثيرًا بسبب اسمهم، وأنا لم أستخدم عمر جبلاوي ككنية، وإنما الجبلاوي هي تيمن بمدينة جبلة، أما أولئك فكنيتهم جبلاوي، ولكن النظام جاهل، فكلمة "فيسبوك" يظنها هي "اللابتوب"!

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/15

الموضوع الرئیس

اقتحام حي الدريبة

كود الشهادة

SMI/OH/36-10/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

تموز 2011

updatedAt

2024/07/10

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-الرمل الجنوبيمحافظة اللاذقية-حي الدريبة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

الشهادات المرتبطة