الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الهروب بين الأحياء والخروج من جبلة إلى حلب

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:29:15

خلال هذا الاقتحام خرجت مع الشباب، ويوجد مشاهد كثيرة لا أنساها، عندما خرجنا من حي الدريبة إلى جب جويخة، جاءت 5 سيارات شبيحة باتجاهنا، ونحن نركض، وكان معي عبد الله زريق ومثنى نعنوع، ورمينا بأنفسنا في قبو، وعندما ذهب الأمن والشبيحة خرجنا، واختبأنا تحت السيارات حتى تغادر سيارات الأمن الأخرى، ثم مشينا قليلًا، وجاء الأمن واختبانا، وعندما خرجت سمعت عائلةً تناديني: يا عمر، ارتحت قليلًا، لأنه قد يكون هناك من يستطيع استقبالنا -ولو قليلًا-، فقالوا: اصعدوا فاختبأنا عند عائلة في هذا الوقت لمدة نصف ساعة، وبعدها غادرنا، لأننا قد نُعتقل بأي لحظة، وكان معي هاتف الثريا (شبكة اتصال عبر الأقمار الصناعية) وهاتفي الخاص، وطبعًا خط الهاتف الذي كنت أستخدمه للتواصل مع القنوات هو باسمي، وإذا لم استطع الحديث مع القنوات من هاتفي، أتحدث معهم من خط الثريا، ولكن خط الثريا لا يعمل في الأماكن المغلقة والمنازل، وتحتاج إلى أماكن مفتوحة، حتى يستطيع استقبال الإشارة.

في هذه الأثناء خرجنا من هذا المنزل، وأذكر بأننا كنا صائمين، وأفطرنا لأننا لم نستطع الاستمرار بالصيام، وشربنا كأس عصير حتى نستطيع أن نروي جسدنا من الخوف والرعب، ففي أية لحظة كان يمكنهم اعتقالي، فخرجت أنا والشباب، وذهبنا واختبأنا في حي الجركس في بناء مهجور.

توقفنا عند الساعة 10:00 صباحًا، والأمن لا يزال عند المجمع الحكومي، وأنا وقفت أمام المخفر الجنوبي -وهو عند مسجد أبي بكر-، وبدأت أجري المداخلات مع القنوات، فوقفت على السطح، وبدأت أتحدث مع الجزيرة والعربية وكل القنوات، وأشرح لهم الوضع، وأنا أراه أمام عيني، فالاقتحامات وسرقة الغسالات والبرادات والمعتقلون، كل شيء أراه أمامي، ونقلت الأحداث، وعندما تبين لهم أن الحدث أمامي وأنني أنشره كما هو، هنا بدأ النظام يأتي إلى منطقتنا فهربنا، واختبأنا في بناء مهجور لمدة 5 ساعات، حتى الساعة 17:00 عصرًا، ثم خرجنا من هذا المكان، واختبأنا في بداية حي الفيض في أرض زراعية، ووصل خبر أن النظام يبحث عن عمر جبلاوي ورفاقه في هذا المكان، وبقينا منبطحين (مستلقين على الأرض) لأكثر من 4 ساعات بين الأعشاب، حتى لا نلفت أي نظر وأي انتباه، ثم خرجنا من هذا المكان، وأنا طبعًا بقيت يومين في هذا المكان، وأجريت مداخلات مع العرعور والجزيرة، والأمن جُن جنونه، وفي هذه الأثناء انتهيت من كل مداخلاتي مع القنوات، وأوصلت رسالتي، وفعلت ما أستطيع فعله، ولم يعد عندي شيء أخسره، فتواصلت مع الأشخاص الذين طلبوا مني المغادرة من جبلة، وذهبت واختبأت في حلب، -وقبل أن أصل إلى حلب- وهذا الشخص نفسه طلب مني مغادرة مدينة جبلة، لأنه لم يعد لدينا ما نفعله، فارتديت الجلباب والخمار، وركبت خلفه على الدراجة النارية، ومررت من أمام حواجز النظام مودعًا مدينة جبلة بالكامل، واختبأت في مكان آمن، ثم نشرنا عند الساعة 10:00 ليلًا خبر اعتقال عمر جبلاوي على صفحة "شبكة شام"، لأن النظام في هذا الوقت استنفر، ويريد عمر جبلاوي بأية طريقة، هو والشباب الذين معه، وكان معي عبد الله زريق -وهو الشاب الذي يهتف-، والنظام كان يريد هذين الشخصين بأية طريقة، وعبد الله بقي في مكان، وأنا ذهبت إلى مكان، يعني حتى إذا اعتُقل واحد منا، ألا نعتقل كلانا، كان الاقتحام عبارة عن اعتقالات وسرقة، وهم اعتقلوا 350 شابًّا، واعتقلوا أغلب حي الدريبة من المدنيين والثوار، وبالأحرى جميعهم مدنيون، ومن كان له علاقة بالثورة أو لا تم اعتقالهم!

النظام حرق الفرن وسرق، وجهز البوارج، وسبب لنا رعبًا حقيقيًّا، وأحاط المدينة كلها بالرشاشات، ولكن لم يكن هناك أي إطلاق رصاص من الرشاشات.

أنا هنا خرجت، واختبأت في مكان، وبعد هذا المكان خرجت مباشرةً، وأنا بعد أن نشرت خبر اعتقالي تشوش النظام، وأصبحوا يريدون أن يعرفوا من هو الفرع الذي اعتقل عمر جبلاوي، سواءً كان الأمن السياسي أو الأمن العسكري أو أمن الدولة، وبدأت فروع الأمن تبحث عني فيما بينها، وأنا في هذه اللحظة جهزت أموري، وعند الفجر تحديدًا ارتديت الجلباب والخمار، -وهاتفي الثريا ظل معي إلى أن عدت إلى الجبل- وذهبنا إلى حلب، وأثناء طريقنا إلى حلب، قال لي الشاب -السائق- الذي أخذني: اخلع الجلباب والخمار، لأننا لم نعد نحتاجهم، فرميتهم، وتابعنا المسير إلى حلب.

في طريقي إلى حلب، حاولنا الدخول من أي باب إلى مدينة حلب، ولكن كلها كانت مرصودةً بالحواجز، ولا يمكننا الدخول دون المرور على الحواجز، وكان يوجد تشديد كبير على حلب.

كانت معي هويتي (بطاقتي الشخصية)، -وأنا ذكرت أن اللابتوب (الحاسب الشخصي) خسرته في الاقتحام- وأنا بقيت تقريبًا أربعة أيام في جبلة بعد الاقتحام، حتى استطعت الذهاب إلى حلب، وخلال هذه الأيام، استطعت استرداد هويتي من مكان الاقتحام، أوقفنا حاجز على مدخل مدينة حلب.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/15

الموضوع الرئیس

الملاحقة الأمنيةاقتحام حي الدريبة

كود الشهادة

SMI/OH/36-11/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

تموز 2011

updatedAt

2024/03/28

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة جبلةمحافظة حلب-محافظة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

شبكة شام الإخبارية

شبكة شام الإخبارية

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

قناة العربية

قناة العربية

الشهادات المرتبطة