الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الخدمة العسكرية ودعاية ضباط النظام عن الثورة في بداياتها

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:22:00

في العام 2009 كان يلزمني 3 مواد للتخرج، ومعروف لدينا النظام في سورية، أنه لا أحد (يمكنه أن) يتوظف حتى ينهي العسكرية، وقلت (قررت) أن أنهي العسكرية الإلزامية، وبقي لدي 3 مواد عليّ أن أنهيهم في الجامعة، وذهبت في نهاية 2009، وتم فرزي إلى الفرقة التاسعة في الصنمين، وعملت الدورة في قيادة الفرقة، وبعد ذلك تم فرزي إلى اللواء 143 دبابات، والذي كان له صولة وجولة في بداية الثورة كلواء دبابات، بدأت الثورة -طبعًا بدأت الثورة في شهر آذار/مارس 2011، وكانت النية أن يخفضوا العسكرية إلى سنة ونصف، وهنا القرار الذي يشملني (لأن) أتسرح (أُنهي الخدمة العسكرية)، وأتى قرار -مرسوم- في الاحتفاظ بالجيش، واحتفظوا بنا 4 أشهر.

 في بداية الثورة نقلت من رقيب في الميم دال -مضاد صواريخ- صاروخ المالوتكا (صاروخ مضاد للدروع) وصاروخ الرعد (النسخة الإيرانية من صاروخ المالوتكا الروسي)، وتم فرزي في غرفة العمليات، كوني خطاطًا؛ من أجل رسم مشاريع الجيش على الخريطة، ومع بداية الثورة توقف العمل العسكري داخل الجيش، وأصبحوا يُخرجون الحواجز، وأصبحت (انتقلت) المهمة من الشرطة إلى الجيش، ولواؤنا كان أول الألوية، والذي خرج كونه لواء دبابات، وكان يوجد حاجز بين الصنمين ودمشق، وكانت غرفة العمليات يأتي البريد عليها أولًا، وكنت دائمًا -مباشرةً- مع بداية الثورة أرى ما يحصل؛ لأنهم منعوا التلفزيونات في الجيش، ومنعوا الموبايلات، ومنعوا كل شيء، وقُطعت الكهرباء عن درعا بالكامل، و كانوا يريدون أن يُغيبوا العساكر عن أحداث الثورة، وعما يحصل في سورية، وأنا واحد من الناس الذين اتخذوا موقفًا مباشرةً مع الثورة، وكنت أميل إلى الشباب الذين مناطقهم في الخارج -خارج القطعات-، ويخرجون مظاهرات؛ مثلًا: جماعة الغوطة وحمص وإدلب، أما المناطق التي ليس فيها مظاهرات، لا أتقرب من الشباب الذين معي في القطعة العسكرية، وأذكر نحن كنا 6 شباب في العمليات، كان شاب من جبل الزاوية، وشاب من القابون، وشابان من حمص، وحين نتكلَّم نأخذ أريحيتنا، وحين يأتي شخص من الساحل أو غيره، نتحفظ على الكلام، وأذكر أتى في البريد تعميم منع دخول الدبلوماسيين، طبعًا حين مات غياث مطر -رحمه الله- في داريا، كان هناك 3 سفراء؛ البريطاني والياباني (الصحيح الفرنسي) و-أعتقد- الأمريكي، ذهبوا ليعزوا بغياث مطر، ومن وقتها خرج التعميم أنه ممنوع لأي دبلوماسي أن يدخل مدينة درعا، وكانت مختومةً من وزيري الدفاع والخارجية، وعممت على الحواجز، وأنا سربت هذه الوثيقة لشباب من درعا أعرف أن نفسهم ثوري، وطبعًا سربوا الخبر، وكان هناك أيضًا 21 اسم بنت يدرسن في الجامعات الخاصة؛ بين دمشق ودرعا مطلوبات للأمن، وأنا سربت الأسماء أنّهن مطلوبات كونهن كن يخرجن مظاهرات، أو يؤيدن المظاهرات، أو يرمين الرز على المظاهرات، وكن من بلدة غباغب في درعا، وأنا سربت الأسماء، و-الحمد لله- لم يتم اعتقال أية واحدة منهن.

 في بداية الثورة خرج عند المؤيدين دعم الليرة السورية، وكانت تخرج لقطات، كانت تأتي الكهرباء ساعةً أو ساعتين، حتى العسكري يرى الأخبار التي هي على تلفزيون النظام، وطبعًا لم يكن مسموحًا أن يكون هناك دش أو ديجيتال عند غير الضباط، وهم يعطون تلك الفترة من أجل أن يقتنع العساكر أنَّ هناك مسلحين ومخربين، وأخرجوا تقريرًا عن دعم الليرة السورية، طبعاً أنا بدأت أتمسخر (أستهزئ)، وكنت أتكلم مع شاب من حمص، وأقول له: الآن موظفو الطابق الأول يطلعوا (يصعدون) إلى الطابق الثاني على أساس (يدّعون ويتظاهرون) أنهم قادمون من الخارج، وجماعة الطابق الثاني ينزلون إلى تحت (الطابق الأسفل)، على أساس (يدّعون) أنهم قادمون من الخارج، ويصورون دعم الليرة، وكله كذب وتمثيل، وأذكر أيضًا أن لدينا شباب لم يكونوا مقتنعين بأنَّ هناك مظاهرات، وكانوا يأخذون بكلام الضباط، وأذكر المظاهرة المليونية التي حصلت في الدير -في جمعة العشائر-، فكانت التغطية (شبكة الاتصال) ضعيفةً جدًّا تأتي وتذهب، ومن باب الصدفة أتت التغطية (شبكة الاتصال) بعد صلاة الجمعة، وأنا اتصلت بواحد من أولاد عمي في المظاهرة، قلت له: أين أنت؟ قال: أنا في المظاهرة، قلت: تعالوا اسمعوا يا شباب -في المهجع-، وفتحت السبيكر ، وكان الصوت (واضحًا)، وقلت: هذه المظاهرة، وهم يسمونها مظاهرةً مليونيةً، والتي فيها 500 ألف متظاهر، وعلى أساس (يزعمون أن) الدير ليس فيها شيء، وكم متظاهر (أعداد قليلة جدًّا) اسمعوا، وقلت لابن عمي: كم تقدر عدد الشباب؟ قال: لا يوجد عدد (محدد)، يمكن (غالبًا) قرابة المليون، وبدأت أقنع العساكر بهذه المظاهرات، وأن النظام يقتل المتظاهرين، رويدًا رويدًا الأغلبية اقتنعوا، ولكن الذي كان مؤيدًا من المستحيل أن يقتنع. 

كان كلام الضباط يوميًّا في الاجتماع الصباحي: إنَّ هناك ناس غرب (ليسوا سوريين)، ومدمنون على المخدرات والحبوب والحشيش، وناس مدفوع لهم من الخارج، يأتون يتجمعون ليتصوروا ويمشون، وهناك ناس دخلت من خارج سورية لتخرب البلد، ونحن سنبقى تحت راية بشار الأسد، وكان أكثر شيء يقوله الضباط الموالون: نحن مستحيل أن نتخلى عن هذه البلد، التي تعب من أجلها حافظ الأسد، وعمّرها من 40 سنة، ومن هذا الكلام، ولم يكونوا يوصلون فكرة أنَّ هناك مظاهرات، ويقولون نفس ادعاءات التلفزيون السوري والدنيا : إنَّهم في الميدان خرجوا يشكرون الله على المطر، وأن السنة موسم خير، ويقولون: إنه يوجد ناس خرجوا يطالبون بتحسين المستوى المعيشي، وكانوا بتنسيق مع المخابرات والأجهزة الأمنية، وفي البداية قطعوا الإجازات للعساكر، وبعد ما فتحوها، أغلب العساكر الذين كانوا يأخذون بكلام الضباط تغير [رأيهم]، ورأوا على الواقع أنَّه مثلًا هذا قريبه انقتل، -كان في المظاهرة وقُتل-، ولم يكن حاملًا سلاحًا أو مدفوعًا له أموالًا أو مدمن حشيش، بل كان شابًّا ملتزمًا ولا يتعاطى، وخرج في المظاهرة، وقتله النظام! وتغيرت النظرة، وصارت نسبة 70 أو80% في الجيش مؤيدين للثورة من العناصر الذين ينتمون للطائفة السنية، أمَّا الطائفة العلوية والموالون من المستحيل أن تناقشه، فالكلام قطعي. 

البرقيات التي كانت تأتي على غرفة العمليات أغلبها أسماء مطلوبين، وكانوا يكتبون التعامل مع العدو في الفترة الليلية، في حال تعرضت لإطلاق نار، وكنا نسمع دائمًا اشتباكات على الحواجز القريبة من القطع العسكرية، ويأتي شباب يضربون عدة طلقات، ولا نرى إلا وقد فُتِحت جبهة (وابل من الرصاص) عليهم، فكانت الأوامر أنَّ عليكم في فترة الليل، أن تتعاملوا مع الذي يطلق النار أنَّه عدو، وبأية طريقة كانت يجب أن يُقتل أو يُؤسر، وأغلب البرقيات كانت كذلك، وأكثر شيء تأتي أسماء المطلوبين، فكانت تأتي من وزارة الدفاع، وكانت تأتي من الفروع الأمنية في الصنمين، ويعطون أسماء المتظاهرين والمطلوبين.

أكثر برقية كانت هي لأسماء البنات المطلوبات، وأنا -كشخص- مستعد أن أُضحي بمئة شاب ليدخلوا السجن، ولا تدخل بنت من أية منطقة كانت! وهذه التي أثرت بي، وفرحت بها إلى حد هذه اللحظة، أنَّني أنقذت 21 بنتًا من الاعتقال لدى النظام.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/27

الموضوع الرئیس

الخدمة الإلزامية لدى نظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/135-06/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2009-2011

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة دير الزور-العشارة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الفرقة التاسعة دبابات (مدرعات) - نظام

الفرقة التاسعة دبابات (مدرعات) - نظام

الشهادات المرتبطة