الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

حال العسكريون المجندون على حواجز النظام

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:06:58:04

طبعًا هناك موقف حصل في داريا، نزلت مغادرة 24 ساعة، والمغادرة وقعتها أنا من مكتب العقيد عبر حاجب العقيد، لم يكونوا يسمحون [بالاجازات وقتها]، وهي تُعتبر مزورة كونها ليست من العقيد، ونزلت إلى داريا.

 داريا كانت مدينةً ثوريةً بامتياز، نزلت يوم الخميس، وفي يوم الجمعة كانت هناك مظاهرة كبيرة، وأذكر كان هناك أشخاص من بيت (آل) السقا قتلهم النظام، -ما يقارب 12 شخصًا-، وذلك اليوم كان يومًا حزينًا في داريا، طبعًا هذا من بيت (عائلة) واحد 12 واحدًا (شخصًا) أو 10 -لا أذكر بالضبط-، وهناك قتلى كثيرون، واعتقلوا الكثيرين، وضربوا الكثير، وأنا أريد أن ألتحق (بقطعتي العسكرية) قبل الاجتماع الصباحي، وهو في السابعة، وطلعت (خرجت) الفجر، فجأةً جاءت دورية أمن عسكري إليَّ، وكانت السيارة مسرعةً، وصفّ (أوقف السيارة) بجانبي، ولا أذكر الكلام الذي قاله، وأنا خرجت مني عفويةً: حاضر سيدي، فعرف أني عسكري، قال: أنت عسكري؟ قلت: نعم أنا عسكري، فقال: أرني المغادرة -أو الإجازة-، فأريته إياها ومشيت، وهذا الموقف صحيح أنه كان عدة ثوان، ولكن عشت (بقيت) على أعصابي، كان مخيفًا جدًّا؛ أن يوقفك أمن عسكري -(هذا) صعب-.

وأحد المواقف: كنت نازلًا إلى داريا، وعند مدخلها كان هناك حاجز للمخابرات الجوية، وهذا الحاجز كانت سمعته سيئةً للغاية، فسألني عن الإجازة، وأعطيته الإجازة، وصدف أنَّه عسكري من ديرالزور -حسب لهجته-، قلت: أنا من الدير، فقال وإذا (ماذا يعني) من الدير! أعطني إجازتك، فأعطيته الإجازة، والعسكري أمِّي لا يقرأ ولا يكتب، قلت له: اقرأ الاسم -لأتأكد أنه يعرف أم لا-، ورأيته مرتبكًا، فقلت له: أنا ملازم، طبعًا هو مكتوب الرقيب، وقلت له: الملازم كونه لا يعرف أن يقرأ، وأنا أريد فقط أن أمشي، وقال: بما أنك ملازم خذ (إجازتك وامش)، أيضًا الله سلمني في ذاك الموقف.

 كان هناك حاجز صعب جدًا بين داريا والمعضمية، ومعروف داريا كيف كانت، والمعضمية كيف كانت؛ كانت مناطق معارضةً جدًّا، والنظام عانى منها كثيرًا، ويوم الجمعة تنقلت بين داريا والمعضمية، أيضًا أريته الإجازة، وقال: لماذا أنت طالع (خارج) من داريا لتدخل إلى المعضمية؟، وصراحةً هنا الواحد (الشخص) يُثير الريبة؛ من الدير، ومن داريا إلى المعضمية! أنا من ذلك الوقت إلى الآن أفكر؛ أنا كيف وضعت نفسي في موقف كهذا، وبدأت أقنعه أنَّ بيت عمي هنا، وكنت في زيارة، وأنا طالب جامعة، وأريته البطاقة الجامعية، وأريته الزيارة، لأنني كنت عسكريًّا، وفي نفس الوقت طالب جامعة، وبقي لي 3 مواد للتخرج، إلى أن اقتنع، وأغلب العساكر كانوا أميين، فلم يكونوا يضعون المثقفين على الحواجز، وهذه سياسة خبيثة من النظام، مثلًا لو وضعوا العسكري المثقف وطالب الجامعة، أكيد (بالتأكيد) ستكون ميوله للثورة، فكانوا يختارون العسكري الأمي المجند، ويضعونه [على الحاجز]، وكان يُسمح بكل شيء للعسكري، وكان -أذكر- يوجد عسكري من الرقة، وكانت يوميًّا تمر محامية من درعا على الحاجز، ومرةً واحدةً صدف أنني كنت نازلًا في إجازة، وعلى الحاجز كان لواؤنا، وأعرف الشباب الذين عليه، فأوقف محاميةً، وهذه المحامية كانت تدخن جيتان (أحد أنواع السجائر)، وكان العسكري محرومًا، لا يدخن إلا الحمراء، وكان في كروز (علبة تحتوي 10 علب سجائر) دخان جيتان، فقال: أعطنا الكروز، ويوميًّا لن يُوقفك أي حاجز، طول ما أنا موجود ؛ سواءً هذا الحاجز أو الذي بعده فتلك حواجزنا، وأخذ كروز "الجيتان"، وصار يدعها تذهب كذلك(دون تفتيش)، وقلت له: يجب أن تستخدم هذا الأسلوب مع كل الناس، أنت عسكري دبر نفسك (اعتمد على نفسك في إيجاد الحل)، طبعًا أنا كانت نيتي ألا يوقف أحدًا لكونه مطلوبًا، وهذه تعدي (يكون ثمنها) بباكيت (علبة دخان) أو مقابل رشوة ب 500 ليرة، والكل يعرف وضع العسكري كيف كان؛ جوع وذل، ومن شدة صعوبة حال العسكري، كان العسكري يتمنى أن يخرج إلى الخارج، ويصبح على الحاجز، وينتهي من دروس الرياضة والصباح، ومعاملة الضباط التي كانت قذرةً جدًّا، ونحن في العسكرية كانت العنصرية واضحةً، وأذكر عندما كنا في حقل الرمي، نحن اتفقنا وكنا 6 شباب من الدير وحلب ودمشق، -وكان يحضره رئيس أركان الفيلق-، ألا نصيب الهدف من أجل أن نحرج الضابط، وفعلًا لم يصب أحد الهدف، وأذكر الكلمة التي لن تذهب من بالي على طول (ما حييت)، -والضابط كان من جبلة من الموالين للنظام- فقال: أنتم خونة من أيام عمر بن الخطاب، وهذه الجملة أموت ولا أنساها!

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/27

الموضوع الرئیس

ممارسات النظام الإجراميةالخدمة الإلزامية لدى نظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/135-08/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-منطقة الصنمينمحافظة ريف دمشق-منطقة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

إدارة المخابرات الجوية

إدارة المخابرات الجوية

شعبة المخابرات العسكرية - الأمن العسكري

شعبة المخابرات العسكرية - الأمن العسكري

الشهادات المرتبطة