الانشقاق عن قاعدة حميميم العسكرية 1
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:07:44:23
والدتي كان لديها كسر عنق فخذ، وهذا الكسر مع عمرها الكبير يجعلها تحتاج -ومعها هشاشة عظام- لعدد كبير من العمليات، وكلما وضعت مفصلًا اصطناعيًا فبسبب هشاشه العظام يُكسر عظمها، وكان معروفًا الوضع الصحي عندي في المنزل بسبب والدتي التي منذ سنوات (منذ خمس أو ست سنوات) تعاني من هذا الموضوع، وكل سنة تحتاج إلى عملية، وكل سنة آخذ إجازة طويلة حوالي أسبوعين حتى أرافقها في المستشفى، وأكون معها في المستشفى. وأنا أقول: في الحقيقة في تلك الفترة -وهذا للتاريخ- عندما كنت آخذ والدتي- رحمها الله- كنت أحملها، وأضعها في السيارة، وبعد أن أقوم بإنزالها من السيارة كنت أقوم بإيقاف السيارة على البوابات الداخلية للمستشفى العسكري في حمص، يعني أقوم بإدخالها، وكأنها سيارة إسعاف، وكنت أرتدي ثيابي العسكرية الكاملة والأوسمة، واللباس الرسمي كان له بهاؤه الكبير، وعندما كنت أقوم بإنزال والدتي كانت قدماها أو حذاؤها يلامس الرتب [العسكرية]، وأحيانًا تعلق بالرتب، وأنا أقوم بإزالتها بكل هدوء؛ لأنني أخاف على قدميها وحذائها، وأنا بيني وبين نفسي أقول: يا رب، أسال الله سبحانه وتعالى أن ترزقني ثواب هذا البر في الدنيا والآخرة. ولكن ماذا سيحصل معي في الدنيا؟ وأنا هكذا أتساءل بيني وبين نفسي، جاءني هاجس بعد فترة في أيام الثورة، وتذكرت هذه المواقف. فكان الناس ينزلون عندما أنزل في تلك المنطقة، وكان الأطباء والممرضات يشاهدون هذا المنظر مع أنني قادر على أن أحضر ممرضة حتى تحمل والدتي، أو أحضر شخصًا من زملائي؛ حتى يساعدني، ولكنني كنت حريصًا أن أخدمها من أول دخولها إلى المستشفى حتى تخرج، وأنام معها، وأنا أقوم بواجباتها كاملة، وكنا معًا في نفس الغرفة، فسبحان الله! كانت هذه الأمور تخلق انطباعًا عند الآخرين، وبسبب كثرة العمليات وهي كانت معروفة في المستشفى، ويقولون: يا ترى هذا الضابط لماذا يتصرف هكذا مع والدته؟ وهل بسبب طائفته؟ وحتى أن الطبيب سألني: وقال: هل أنتم جميعًا هكذا (جميع السنّة) تتعاملون بهذا الشكل مع آبائكم وأمهاتكم؟! ودائما أضرب بك المثل، فأقول له: نحن مأمورون شرعًا، ولكنها عبارة عن تربية.
عندما أردت الانشقاق خطر على بالي فكرة، وهي أن أقدم على إجازة طويلة بذريعة أن والدتي تريد إجراء عملية في دمشق، ولماذا في دمشق بالذات؟ عندما كنت أذهب إلى حمص كان عندي صديق -رحمه الله -اعتُقل بسببي، واستُشهد في السجن بسبب علاقته معي، حيث قتلوه في السجن بسبب علاقته بي، وهو صديق صدوق معي منذ أيام المدرسة، وكنت أسأله، وأقول: هؤلاء الذين يخرجون على التلفزيون (الضباط الذين يخرجون) هل تعرف أحدًا منهم من المتظاهرين؟ فقال: نعم، أعرف. فقلت له: أنا إذا انشققت باعتقادك إلى أين يجب أن أذهب؟ وهل أنت تستطيع أن تؤمّن لي ذلك؟ وأنا لا يوجد عندي تواصل معهم. فقال: أنا أعرف شخصًا في درعا يقوم بتهريب الناس من درعا إلى الأردن. فقال: ولكنني لا أعرفه كثيرًا، وصديقي كان يعمل في معمل ويوزّع المواد الغذائية، وذلك الشخص يأتي ويأخذ المواد الغذائية إلى درعا، وعندما يتحدثان معًا فيسأله: هل لديك عمل إضافي؟ فيقول: أقوم بتهريب الناس من عندنا إلى الأردن من الضباط المنشقين والثوار، وكان الظاهر بأن هذا الشخص يتعامل مع الثوار في درعا، وهذا الكلام في بدايات الثورة. وبالتالي هذا الموضوع كان موجودًا في بالي، وكل فترة عندما أتحدث مع صديقي هذا كنت أساله: هل لا يزال صديقك جاهزًا؟ فيقول: نعم، جاهز. وهذا حتى أتأكد: هل لدي من يرشدني إلى طريق الانشقاق؟ وإلى أين سأذهب؟
وعندما أخذت الإجازة الطويلة، وذهبت إلى قائد المطار (مطار حميميم)، وقلت له: والدتي وضعها كذا وكذا. فسألني: هل ستذهب إلى حمص؟ فقلت له: لا، سأذهب إلى الشام (دمشق) إلى مستشفى تشرين [العسكري]، ويجب أخذ قبول من مستشفى تشرين، وأنتم تعرفون الوضع، وأنا لا يمكنني أخذ إجازة لمدة يومين أو ثلاثة، وأحتاج إلى إجازة طويلة. فقال: ولكن الإجازات ممنوعة، ولكن من أجل وضعك لا يوجد عندنا مشكلة، وسأعطيك ثلاثة أيام ويومين على مسؤوليتي، فتصبح خمسة أيام، وعليك تدبير أمورك خلالها. فاتصلت مع زوجتي، وقلت لها: يجب أن أذهب إلى مستشفى تشرين حتى أرى وضع الوالدة، وعسى أن نلتقي غدًا في منزل جدي، ونتناقش في هذا الموضوع، وكان منزل جدي في الشام (دمشق)، ويجب أن نتناقش كيف يمكننا تأمين القبول في مستشفى تشرين، وبعدها نأخذها إلى المشفى. وهي فهمت عليّ، فقالت: حسنًا. فذهبت إلى هناك، وأحضرت جميع أولادي. وطبعًا أنا قلت لها: أحضري أغراض الوالدة، ونحن لاحقًا عندما نؤمن القبول في مستشفى تشرين سنرسل سيارة إسعاف حتى تجلبها. فوجدت زوجتي هناك، ورفضت الذهاب إلى منزل جدي بعد أن أخذت إجازة وخرجت، وبعد أن تحدثت معها على الهاتف، قالت: يجب أن نلتقي في مكان آخر. وذلك حتى لا تسبب لهم إحراج أو مشكلة بعد الانشقاق، فاستأجرت منزلاً استوديو (صغير) لمدة 10 أيام مفروش، فوصلنا إلى هناك، وكنا غائبين عن بعضنا حوالي خمسة شهور غيابًا فيزيائيًا، فرأيتها، ورأيت الأولاد، وقلت لها: نحن مقبلون على مرحلة خطيرة جدًا. فقالت: لا يوجد مشكلة، ونحن معك هذا أولًا. وثانيًا: نحن لا نريدك أن تخسر دنياك وآخرتك من أجلنا، وأي شيء تريده فنحن جاهزون. فقلت لها: سأتحدث مع صديقي حتى يوصلني مع هذا الشخص، فاتصلت بصديقي، وقلت له: أنا في دمشق. وقال لي: هذا رقم هاتفه، وأنا سأتحدث معه، فاتصلت به، فأعطاني موعدًا بعد يومين على أن نلتقي عند خربة غزالة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/04/21
الموضوع الرئیس
الانشقاق عن النظامكود الشهادة
SMI/OH/115-15/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/08/09
المنطقة الجغرافية
محافظة درعا-خربة غزالةمحافظة اللاذقية-مطار حميميم العسكريمحافظة درعا-محافظة درعامحافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة حمص-مدينة حمصشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
مشفى تشرين العسكري
المستشفى العسكري في حمص