الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

حديث قائد مطار حميميم، والانشقاق من القاعدة 5

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:55:00

أخذت هويتي، وخرجت، ورأيت أصدقائي الذين كانوا ينتظرونني في الخارج عند ملعب العباسيين، وبعدها التحقت بالقطعة [في قاعدة حميميم العسكرية]، وطلبني قائد المطار (مطار حميميم)، وسألني: ماذا حصل معك؟ فقلت له: كذا وكذا. وهو أيضًا كان متعجبًا؛ لأنهم كانوا يعتقدون أنني سأذهب إلى الاعتقال، والسبب أنهم لا يطلبون شخصًا إلا بعد دراسة شاملة عنه، وهم يعرفون أنه يوجد عدد كبير من عائلة حسون مشاركون في المظاهرات، وعدد كبير من عائلة حسون يحملون السلاح، ويعرفون أن أولادي كانوا في المظاهرات، ويعرفون كل هذه الأمور، يعني هم لا يستدعونك إلى التحقيق إلا بعد استكمال كل شيء يمكنه إيقافك من أجله، ولكن يبدو أن حواري جعلهم يقتنعون على أنه لا يزال الأمر مبكرًا على اعتقالي.

كان ذلك مع نائب مدير إدارة المخابرات الجوية، وبعدها كان هذا التحقيق وما تلاه من أحداث هي المسرعة في عملية انشقاقي؛ لأنه كان واضحًا بما أنه تمّ استدعائي إلى التحقيق فأنا تحت الشبهات؛ لأنه يوجد الكثير من الضباط السنة في المطار لم يتمّ استدعاؤهم.

تحقيق اللواء [عدنان] الطويل كان قبل حادثة دمشق، وعندما حصلت حادثة دمشق حصل التحقيق في المخابرات الجوية في اللاذقية، وطبعًا هم سيرفعون نتائج التحقيق إلى إدارة المخابرات الجوية إلى نفس اللجنة، وعندها أسرعت في الموضوع؛ لأنني كما ذكرت في أول محاولة، ذهبت، وقررت [الانشقاق]، وعندما ضاع سارية عدت من أجل ضبط الأمور فقط؛ لأنني لا أعرف ماذا سيحصل على الحدود؟ وماذا يمكن أن يحصل بأولادي؟ وبالتالي عدت لفترة قصيرة، وبعد أن انتهت مهمتي في اللاذقية عدت، وقلت لقائد المطار [العميد بديع معلا]: أريد مهمة حتى أعود وأستكمل أمور والدتي في دمشق. وهنا دار حديث بيني وبينه، ووقّع على المهمة لمدة ثلاثة أيام، وقال لي: أريد الحديث معك قليلًا، وكان أحد الضباط موجودًا، وقال له: لو سمحت اتركنا. ثم أغلق الباب، وقال لي: يا أبا عبادة، سأتحدث معك بكل وضوح. وقال: أنت ضابط مميز بخدمتك، وأنت دائمًا الأول، وأنت دائمًا لا تنكر سنيّتك، وطوال خدمتك معنا في المطار نحن نعرف أنك ملتزم، وأنت رجل تفتخر بانتماءاتك الطائفية والمكانية، ونفس هذا الكلام ينطبق عليّ، فقال: أنا من عائلة معلا ومن القرية الفلانية والمنطقة الفلانية، وأنا أيضًا من الأوائل على دورتي. فقلت له: ما هو المقصود من هذا الحديث؟ فقال: التاريخ فرض عليّ أن أكون علويًا وتكون أنت سنيًا، وأن نكون في بلد واحد. ويا أبا عبادة، سأقول لك: إذا التقينا في ساحة فأنت ستكون في طرف وأنا في طرف، وثقْ تمامًا لن أتردد بقتلك، ولكن هذا لا يعني أنني أكرهك، ولكن هذا هو حب البقاء، وليس حب البقاء إليك، ولكن حب البقاء لطائفتي، ونحن كأقلية لو لم نكن قادرين كنا انسحقنا بين السنة منذ مئات السنين، ولكن نحن الآن لن نسمح بأن يخرج السنة، ويسحقوننا مرة ثانية. فقلت له: ولماذا تتهمني بهذه الاتهامات؟ ولماذا تتهمني بأننا ربما نلتقي؟ فقال: أنا أعرفك، وأعرف شخصيتك، وأنت لا يمكن أن تسكت على الظلم الذي وقع عليكم. فقلت له: يعني أنت تسميه ظلم، وأنا لم أسميه ظلم، لماذا أنت وصفته بالظلم؟ فقال: أنا أتكلم معك من الداخل، وأنا أجرأ منك. وقال: لييسر الله لك، وإذا وجدتك في معركة ثقْ تمامًا أنني لن أتوانى عن قتلك، كما أنك لن تتوانى عن قتلي، ورافقني إلى الباب، وضمني، وفتح الباب. وقال لي: تفضل. وأنا أخذت إجازة ثلاثة أيام إلى دمشق، وهو كان واضحًا 100% وهو يعرف أنني سوف أنشقّ، ولم تكن لديه مشكلة، يعني كان يرى أنه لا يوجد شيء يؤدي إلى اعتقالي (دليل ملموس)، ولكن هذا الحدس عنده، وفي الحقيقة، هذا الرجل صدق.

وعندما ذهبت إلى دمشق كانت الأمور جاهزة، وأخذت زوجتي وأولادي بالسيارة، وعبرت الحواجز الموجودة إلى خطوط درعا، واتصلت مع الشخص الذي يهرّب الأشخاص إلى الأردن، وقال لي: سنلتقي على مفرق أوتوستراد خربة غزالة، فذهبت إلى المنطقة. وأنا لا أعرفه، وهو لا يعرفني، وكانت كلمة السر هي اسم زميلي فقط والذي هو صديقي القديم، وهو صديق مشترك، وهذه هي كلمة السر، وهي أنني فلان فاتح من قبل ناصر -رحمه الله- وفيما بعد استُشهد. والتقينا، وهو تفاجأ، وقلت له: هذه زوجتي، وهؤلاء أولادي، وابنتي الكبرى في صف البكالوريا (الثالث الثانوي)، والثانية أصغر منها بأربع سنوات، وعبادة صغير، وسارية عمره خمس سنوات، وسألني: ألن تذهب معهم؟ فقلت له: إلى أين؟ فقال: ألا تريد الانشقاق؟ فقلت له: لا سوف أعود إلى سورية إلى بلدي وأنا أريد الانشقاق حتى أدافع عن المظلومين، وأنا سوف أدخل إلى المعارك. فقال: وماذا عن الأطفال؟ فقلت له: لهم الله. فقال: لا، لن تتحرك من هنا، ويجب أن تذهب معي، ونجلس عندنا في المنزل، ونتحدث. وهنا أصبحت عندي بعض الهواجس، ولكن بما أنني سأعطيه زوجتي وأولادي، وإذا كان يريد تسليمنا فبكل بساطة يمكنه تسليمنا، فوالدهم معروف، وتتمّ عملية الاعتقال. فذهبت معه إلى منزله، وقال لي: الحقني بسيارتك. فلحقته، فذهبنا إلى منزله، وجلسنا، وطبعًا، هو رأى زوجتي وأولادي، وهم يبكون، وأنا أحاول أن أتماسك برباطة جأش.

دخلت زوجته، وقال: هذه زوجتي وهذه والدتي، حتى أستأمنه على بناتي وزوجتي. وقال: عندي فكرة، ما رأيك أن تنشقّ، وتبقى هنا في درعا. ونحن سنعرض عليك عرضًا. وبعد قليل دخل أشخاص (حوالي 5-6 أشخاص)، وبدؤوا يقولون: انشق، وابقَ عندنا في المنطقة، وهنا المنطقة مقسّمة، وتوجد فيها عدة كتائب، وكل قرية لوحدها، وجميعهم يرفضون التوحّد؛ لأن القرى غير متفقة، والعوائل غير متفقة. وطبعًا، درعا تتميز بالعائلات الكبيرة، وقالوا: أنت من حمص، ورتبتك عالية وأنت مناسب، وكما نرى أن من يضحي بعائلته وأولاده فهو ثقة ومخلص، ونتمنى أن تبقى بحيث تقود المنطقة.

زوجتي هزت برأسها بمعنى أنها موافقة، وهي كانت تريدني أن أبقَ معهم، فقلت له: أنا رسمت طريقي وهدفي، وأنا سأذهب إلى حمص مباشرة إلى منزلي في حي الخالدية، وبالنسبة لأولادي وزوجتي لهم الله سبحانه وتعالى، وإذا أكرمتمونا بإيصالهم إلى الحدود الأردنية.

بقيت حوالي ثلاث ساعات، وقلت: إذا بقيت حتى اليوم الثاني، وحتى لو جاء الليل لأن الوقت اقترب من الغروب، وقلت لو جاء الليل، وجعلوني أنام فيمكنني أن أنساق وراء ذلك، وأبقى، وقد أغيّر وجهتي، وأنا في الحقيقة كنت متشوقًا أن أنزل إلى حارتي وأولاد عمي وأقاربي، وأنا دائمًا عندما أراهم في المظاهرات كنت أفتخر بوجودهم، وأتمنى أن أكون ضمن صفوفهم، ولا أريد أن أذهب إلى مكان غريب، وإنما أريد الذهاب إلى مكان معروف، وأنا أعرف الموجودين فيه. فاعتذرت، وسافرت، وودّعت عائلتي، وانطلقت بسيارتي، ولكنني نسيت غرضًا، فلحقني، وكان معه ابني سارية وعبادة، وكانوا أطفالًا، وهم آخر من رأيتهم، وودعتهم، واتجهت نحو الأوتوستراد، ووصلت إلى دمشق، ومن دمشق ذهبت إلى حمص، وهذا كان في تاريخ 23 حزيران 2012.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/04/22

الموضوع الرئیس

الانشقاق عن النظام

كود الشهادة

SMI/OH/115-19/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2012-6/2012

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-محافظة درعامحافظة درعا-خربة غزالةمحافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةمحافظة اللاذقية-مطار حميميم العسكري

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

قاعدة حميميم العسكرية الروسية - مركز العمليات الروسية

قاعدة حميميم العسكرية الروسية - مركز العمليات الروسية

فرع المخابرات الجوية في دمشق

فرع المخابرات الجوية في دمشق

فرع المخابرات الجوية في اللاذقية / المنطقة الساحلية

فرع المخابرات الجوية في اللاذقية / المنطقة الساحلية

الشهادات المرتبطة