عملية الانشقاق 6 والتوّجه إلى ريف حمص الشمالي
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:00:09
بعد أن تركت أولادي في المنطقة، والحقيقة أنني لا أعرف ماذا سيحصل لهم، وأنا توجّهت إلى الأوتوستراد، وفي اليوم الأول، كنت في دمشق في الليل، ونمت عند أحد الأصدقاء، وهذا الصديق لا يزال حتى الآن مع النظام، فسألني: ماذا فعلت؟ فقلت له: أخذت زوجتي وأولادي إلى حدود الأردن. فقال لي: هذا الطريق أنت اخترته، وأنت صديقي، وأنا أفتخر بك، وأنا لن آخذ طريقك. لأنه كان في الجمارك، وقال: أنا لن آخذ طريقك، ولكن سأنصحك نصيحة، فإمكانياتك تؤهّلك أو تفرض عليك أن تكون قياديًا. وقال: لا أريد أن أراك على التلفزيون كما يخرج الآخرون ويتحدثون شروي وغروي (كلامًا غير مترابط). ويجب أن تكون قائدًا، ويجب أن تنظّم الثورة والثوار في حمص على الأقل، وهذا واجبك بسبب الإمكانيات التي لديك، وسلّم عليّ، وقال: ليوفقك الله، وإن شاء الله لا نلتقي أنا وأنت على الإطلاق. وأنا أعرف معنى كلامه؛ لأنه أخذ طريقًا آخر، وقال: لييسر الله لزوجتك وأولادك، وهذا الطريق أنت اخترته. وأنا نمت عنده، وفي الصباح، انطلقت باتجاه حمص، وهذا الرجل ثقة وطوال حياته ثقة بالنسبة لي، ولم تخب ثقتي به في هذا الموقف.
فذهبت إلى حمص، وذهبت إلى صديقي الذي ذكرت أنه تمّ اعتقاله بسببي، واسمه ناصر العوض -رحمه الله- ونمت عنده، ونسّقت معه؛ حتى يؤمّن لي عملية الدخول إلى داخل حيّ الخالدية، حيث كانت محاصرة، وطبعًا، كنت أرتدي الثياب العسكرية، ولا يزال معي من إجازتي يوم واحد، وحاولت الدخول إلى الخالدية، ووصلت إلى الخالدية، ثم سألني الحاجز إلى أين؟ فقلت له: إن منزلي في الداخل. فقال: أين منزلك في الداخل، كلهم مسلحون. ويوجد دم وقتل، والمنطقة مطوقة، ولا تستطيع الدخول. فقلت له: ولكن منزلي هناك، وعندي أغراض أريد إحضارهم، وعندي مراجع أريد إخراجها من المنزل. فقال: لا تستطيع؛ لأن المنطقة مطوقة، وتوجد اشتباكات وحرب شوارع، وأنت لا تستطيع الدخول، وعندما أصررت قال لي: قلت لك إنك لا تستطيع الدخول والآن أقول لك ممنوع أن تدخل. فعدت إلى منطقة الوعر، وقلت له: لم أستطع الدخول إلى الخالدية. فقال: سأحاول تأمينك إلى ريف حمص الشمالي، فتكلم مع أحد الأشخاص، وهو أيضًا توفي، وهو في لجنة المصالحات، وقال له: صديقي ضابط وأولاده موجودون في الحلموز من الخالدية، ولكنهم هربوا بسبب القصف، وذهبوا إلى قرية في الريف الشمالي اسمها حلموز، وهو يريد الوصول إلى أهله ومعه إجازته، فقال له: قد يكون هذا الضابط يريد الانشقاق فيخرب بيتنا. فقال له: لا. فقال: وحتى إذا دخل إلى الحلموز فإنها تحت سيطرة المسلحين. فقال له: هو سيدبر أموره، وأنت في لجان المصالحات تستطيع العبور على الحواجز، وأتمنى أن تساعده في العبور.
وبالفعل هذا الشخص جاء بسيارته، وأخذني، وذهبنا إلى الحاجز إلى الكلية الحربية حتى أدخل، وبعد الكلية الحربية، لا توجد حواجز باتجاه الحلموز والدار الكبيرة، ويوجد حاجز صغير عند مدخل الدار الكبيرة، ولكنه لا يوقف أحدًا، ولا يسأل، وهو مثل نقطة عادية، فوصلت إلى هذا الحاجز، وكان الضابط المسؤول عن الحاجز يريد تفتيش السيارة، فنظر إليّ، وقال: كيف حالك يا سيدي؟ فقلت له: أهلًا وسهلًا. وقال: أنا فلان الفلاني، وأنا كنت معك في دورة القيادة والأركان. فقلت له: أهلًا وسهلًا. وقال: أنا اختصاصي قوات برية وعرّفني بنفسه، وقال لي: أنت الميجور (رتبة عسكرية)، وأنا أعرفك؛ لأنك أنت الأول، وعندما أخذت الجائزة من وزير الدفاع على المسرح، وكنت تركب معنا في الباص من الشام (دمشق) إلى حمص، فقلت له: نعم، لقد تذكرتك. فقال: إلى أين أنت داخل؟ فقلت له: ألا تتذكر عندما حصل هجوم على الخالدية من قبل المسلحين ونحن قمنا بالردّ عليهم كجيش؟ فقال: نعم. فقلت له: ومن ذلك الوقت أولادي وزوجتي شكّل المسلحون عليهم خطرًا، فهربوا إلى الحلموز إلى الدار الكبيرة إلى المدارس التي يوجد فيها الناس. فقال لي: دخولك إلى هناك مشكلة. فقلت له: الاتصال مقطوع بيني وبينهم منذ 40 يومًا، ولا أعرف مكانهم أو في أي قرية أو مدرسة، وأريد الدخول حتى أفتش عليهم. فقال لي: إن دخولك خطير. وقلت له: أنا لا أثق بأحد حتى أرسله. فقال: ولكن أنت ترتدي الثياب العسكرية. فقلت له :عندما أعبر من هنا سأبدل ملابسي، ولكنني ارتديت الثياب العسكرية من أجل تسهيل عبوري على الحواجز؛ لأن الحواجز هي نوع من التطويق والأشخاص غير الموثوقين لديهم لا يسمحون لهم بالدخول، ويوجد مخبرون لهم في الداخل، عندما يخرجون يسألونهم عن الوضع في الداخل؛ لأن هذه المناطق كانت خارج سيطرة النظام وليست جميعها، فتلبيسة لا يزال فيها حواجز للنظام، والغنطو يوجد فيها حاجزان، يعني كانت الحلموز والدار الكبيرة قريبة، ويوجد فيها بؤر صغيرة و تيرمعلة مع أن الفرقة موجودة والهجانة موجودة، فكانت المنطقة متداخلة جدًا، واذا أرادوا اجتياحها كان من السهل جدًا اجتياحها، واذا أرادوا القبض على شخص كان هذا الأمر مؤمن لهم، ولكنهم تركوا المنطقة، وأين كانت المقاومة الشرسة؟ الرستن كانت محررة، وهم كانوا يطوقون الرستن، وتلبيسة لم تتحرر بعد، وكانت بابا عمرو وأحياء في الخالدية وحمص القديمة، وكانت هذه هي التركيبة في وقتها. فهم لا يريدون استثارة المناطق الأخرى المحيطة بالرستن، ويريدون الانتهاء من الرستن، وبعدها يحاولون ضبط المنطقة شيئًا فشيئًا؛ لأن المنطقة كبيرة وواسعة، ولكن يوجد فيها قطعات عسكرية، والقطعات العسكرية مجاورة لمنازل المدنيين، ومن بيوت المدنيين قد يهجمون على القطعات العسكرية، يحاولون أن تكون مثل العملية الجراحية.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/04/22
الموضوع الرئیس
الانشقاق عن النظامكود الشهادة
SMI/OH/115-20/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
6/2012
updatedAt
2024/08/09
المنطقة الجغرافية
محافظة حمص-حمص القديمةمحافظة حمص-بابا عمرومحافظة حمص-مدينة الرستنمحافظة حمص-تلبيسةمحافظة حمص-تير معلةمحافظة حمص-الدار الكبيرةمحافظة حمص-الغنطومحافظة حمص-حلموزمحافظة حمص-الوعرمحافظة حمص-الخالديةمحافظة حمص-مدينة حمصمحافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية