الدخول إلى حلموز ومقتل غازي زغيب أمين فرع حزب البعث
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:49:19
دخلت إلى المنطقة، وأصبحت في منطقة الحلموز، وجاء شخص، وأخذني إلى السيارة الثانية إلى منطقة ثانية، وكان أول شخص استقبلني هو المهندس أبو جهاد زغيب، وأنا لا أعرف أنه مهندس، وأنا رأيت شخصًا طويلًا وسيمًا ولديه لحية، وجاء السائق وقال له: هذا أرسله فلان، أحضروه من الوعر، ويقول لك: توصى به، يعني قد يريد الانشقاق. يعني ذلك الشخص ليس متأكدًا، ولكن الملامح واضحة، وهو لا يريد أن يورط نفسه، ويقول: أنا أخذت ضابطًا منشقًا، وإنما شخص يبحث عن عائلته، يعني هو يريد أن يتحدث بهذه الكذبة، وحتى يتمّ تداولها، وحتى لا أحد يقول عنه أنه ساعد في انشقاق ضباط، وهذا الشخص كان في لجنة المصالحات، فأعضاء اللجان أنفسهم لا يعتقدون وليست لديهم قناعة بالنظام وبما يفعلونه، ولكنهم وجهاء في المنطقة والعشائر، فالنظام يوجههم لأن يكونوا هنا أو هناك.
عندما دخلت عرّف أبو جهاد عن نفسه أنه من بابا عمرو، فسألته: رئيس فرع الحزب (حزب البعث) [غازي زغيب] ماذا يقربك؟ فقال: أخي. وكان أخوه بالفعل رئيس فرع الحزب في حمص، ولم يكن على رأس عمله بل [هو الرئيس] السابق، وطلبه النظام من أجل تهدئة بابا عمرو، وعندما دخل إلى بابا عمرو ورأى الوضع قام ضد النظام، وصرّح ضد النظام، فقتلته جماعة النظام القناصين من [عناصر] الأمن -رحمه الله- هو وزوجته، واتهموا المسلحين به، وهم قاموا بهذه القصة؛ لأن عائلة الزغيب كثيرون وعشائريون، وهم سيتهمون مسلحين من عائلة ثانية، وهنا تبدأ عملية الثأر.
كل هذا عبارة عن كذب، والنظام هو من قام بهذا الأمر؛ لأنه عندما دخل وهو بالفعل دخل حتى يصالح، وبعدها تفاجأ بالوضع فقام ضد النظام، وشخصية مرموقة كهذه فإن النظام مباشرة يقوم بتصفيتها، وكان عند النظام خطة بديلة، فنحن نقوم بتصفيته، ونتهم عائلة أخرى، ونقول من هنا مرّ الفاروق على باب منزله، وندعي أن المسلحين هم الذين قتلوه، وبالتالي يضمنون ولاء عائلة الزغيب، وأبو جهاد أخوه ذكر لي هذه القصة، وقال: كذا وكذا. وسألته؟ هل أنتم متأكدون؟ فقال: نحن متأكدون 100% أن النظام هو الذي قتله.
جلست عنده في المنزل، وأنا لم أكن أعرف أسلوب المقرات، وهو كان مقرًا وليس منزلًا، وطلبت أن أصلي، وبعد قليل، شاهد طريقة صلاتي وأنها صحيحة من الوقوف والتشهد، فقال: هل يمكنني أن أسألك سؤالًا؟ فقلت له: تفضل. فقال: أنا رأيتك تصلي بطريقة يوجد فيها عمق. فقلت له: أنا كنت أعيش في الإمارات، وكنت في كتاب الألباني أدقق كثيرًا عن صفة صلاة النبي، وبالتالي كل هذه الحركات... فابتسم، وهو ظن أنني سلفي؛ لأنه كان سلفيًا، فقال: أنت [قمت بذلك] تقليدًا فقط. فقلت له: إذا كنت تعتقد أنني ذكرت لك الألباني والسلفي، فأنا أعرف كل هذه الترتيبة. وقلت له: أنا عندي الكثير من الخبرة، بالإضافة إلى أنني كنت أعيش معهم في الإمارات، ومتعمق في الجماعات الإسلامية وتيار الإسلام السياسي، ومتعمق بالحركات السلفية، فأصبحنا نتساير، والرجل انبهر، وقال لي: أنت ضابط ويكون لديك كل هذه الأمور! فقلت له: الموضوع بسيط، والموضوع أنني كنت أعيش في دولة الإمارات في الثمانينيات، وكان نظام الدولة بهذا الشكل، وهؤلاء الأشخاص كانوا أساتذتنا ومدير مدرسة وأصدقاؤنا، وإذا ذهبت إلى المسجد فأنت تجدهم. فقلت له: المجتمع كان في ذلك الوقت بهذا الشكل، وأنا أعرف هذه التركيبة، [بالإضافة] للقراءة.
وهذا ما جعله يقدّم النصيحة التالية، وقال: سأنصحك. قلت له: تفضل. أنت إلى أين ستذهب؟ فقلت له: إلى الرستن حتى ألتقي مع العقيد قاسم سعد الدين. فقال: هل تعرف قاسم من قبل؟ فقلت له: لا، ولكنني أراه على التلفاز. فقال: وما هي فكرتك عنه؟ فقلت له: أنا أعرف أنه هناك مجلس في حمص وهو المجلس العسكري، وهو قائد المجلس، ورأيته على التلفزيون مرتين أو ثلاث مرات وتصريحات.. فضحك، وقال: إن الأمور ليست كما تتخيلها، وأنا أنصحك بعدم الذهاب. فقلت له: من أي مبدأ؟ فقال: لأنه بعيد عن توجهاتك تمامًا، وأنت لن ترتاح هناك. وقال: إذا أردت الذهاب اذهب وتفرج، ولكن لا تجلس هناك؛ لأنك لن تستطيع الجلوس معهم، ويمكنك أن تذهب، وترى، وتتعرف على الضباط المنشقين، علمًا بأنه كانت هناك محاولة اقتحام على الرستن منذ فترة، وفشلت، وهناك لواء كبير (لواء خالد بن الوليد) فسألته: وكيف يمكنني أن أذهب؟ فقال: هذا الأمر يحتاج إلى وقت طويل؛ لأنك يجب أن تتنقل من قرية إلى أخرى، ويجب أن يكون السائق ثقة لأنه يوجد الكثير من المخبرين، ويوجد حواجز في تلبيسة. وطريق الرستن يمرّ في تلبيسة، ويوجد قسم مكشوف على تلبيسة، ويجب أن يكون لدى السائق خبرة، وينقلك من منزل إلى آخر ومن مقرّ إلى آخر. وقال: هذا الأمر سيأخذ معك وقت، وأنت حاليًا موجود هنا، وإذا كان هدفك الرستن فلا توجد مشكلة.
بعد انتهاء قدرتي ومحاولات دخولي إلى الخالدية؛ لأنني كنت أريد حينا بالذات، لأن والدي- رحمه الله- كان يؤكد عليّ كثيرًا على سرعة الانشقاق، وعندما انشققت وسلّمت عليه، أنا رأيت الفرح يغمره من رأسه حتى قدميه، ورأيت أن الوالدة لديها غصّة ودموع، فقال لها: لا تبكِ، وإذا لم نره فإن شاء الله سنراه في الجنة.
كان [والدي] في الوعر، وكانت زوجتي وأولادي في دمشق، وأنا عندما أخذت الإجازة قررت توديعهم والذهاب، هو- رحمه الله- قام بترتيب الموضوع، بحيث أنني عندما أنشقّ آتي إلى منزلنا، ويوجد هناك أولاد عمي، وأكون مثل أولاد عمي ومثل باقي العائلة، ولكن لم تتيسر الأمور حتى أدخل إلى الخالدية. فعندما ذهبت إلى هناك إلى الرستن إلى الحلموز، ومنها سأنطلق إلى الرستن، أنا لا أعرف شيئًا بالمطلق، يعني أنا ضابط موجود في قطعة عسكرية، وممنوع من مشاهدة القنوات الفضائية، ولا تستطيع التواصل مع أحد من الثوار وأنت مقيم في القطعة، فحتى إلى حيّك لا تستطيع الذهاب إلا زيارات خاطفة وكل 3-4 شهور مرة واحدة، وأنت لا تعرف ماذا يحصل، ولا تعرف كل التركيبة، من أجل ذلك صديقي الثقة ناصر- رحمه الله- كان يفهم عليّ؛ لأنه يعرف أنني أريد الانشقاق ومن المستحيل أن أبقى، وهو بقناعته يعرف من دون أن أحدثه أنني سوف أنشقّ، ويقول: عندما تتخذ قرارك يا أبا عباده أخبرني فعندي من يسهّل تجارتك. وأنا أعرف ما يقصد، وهو يعرف ما أقصد، والشخص الذي التقيته في درعا أنا لا أعرف الحدود، ولا أعرف كيفية التهريب وكل هذه الأمور لا أعرفها، وأنا أعرف أنني لن أرى زوجتي وأولادي، ثم غادرت.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/04/22
الموضوع الرئیس
الانشقاق عن النظامكود الشهادة
SMI/OH/115-21/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
6/2012
updatedAt
2024/08/09
المنطقة الجغرافية
محافظة حمص-تلبيسةمحافظة حمص-مدينة الرستنمحافظة حمص-بابا عمرومحافظة حمص-حلموزشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لواء خالد بن الوليد - الرستن
حزب البعث العربي الاشتراكي
المجلس العسكري في حمص وريفها