الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مجريات عملية الانشقاق من الطبقة وصولًا إلى صرّين

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:30:10

أنا لم يكن مطلوبًا مني التدخل أبدًا، وكان يمكنني الرفض، وعدم الذهاب، ولكن أنا أخبرت قائد الشرطة بوقوع هجوم على دبسي عفنان، فقال: يجب عليك أن تذهب إلى هناك (للمؤازرة)، وأنا كنت أريد الذهاب حتى أنشق، لأن هذا كان قرارنا، فكان علينا المواجهة؛ إما قتال الثوار أو الانشقاق، لا يوجد حل آخر، وضعنا الشباب (الثوار) في زاوية ميتة، فاتخذنا القرار بالانشقاق، وأخبرت الشباب ليجهزوا أنفسهم، وخرجنا بسيارتي؛ سيارة مدير المنطقة، خرجنا أمام الشرطة، فسألونا: إلى أين أنتم ذاهبون؟ حينها كان معي بندقيتان؛ واحدة حملتها على كتفي، وأخرى وضعتها في الطبون (صندوق السيارة)، ولم يكن بالإمكان أخذ صناديق ذخيرة، لأنه لم يبق لدينا وقت، ولا نريد زيادة الحمل على السيارة، لأنها سيارة صغيرة للركوب، وستمشي في أماكن ترابية، ونحن بالأساس 4 أو 5 أشخاص، عندما ركبنا في السيارة، فإذا بالرجل الذي ذكرته لك، أنه أتاني حتى يودعني على أساس (من المفترض) أنني في ثاني يوم سأنشق، وجاءني حينها إلى المكتب، وهو من شيوخ العشيرة، وله الكثير من المواقف المشرفة، رجل بكل معنى الكلمة! حينها جاء لتوديعي، فقلت له: نحن الآن سنخرج، فقال: توكلوا على الله، وكان معه شخص آخر، هو نفسه الشخص صاحب قصة الزورق والأسلحة، وكان معهم سيارة، استقلينا السيارة كنا 4 ضباط، بالإضافة إلى هذا الشخص -أبي حسن- (شيخ العشيرة)، وركب معه الشخص الذي كان معه (صاحب قصة الزورق) في السيارة الثانية، ووضعنا بعض الحاجيات فيها، فعندما ركبنا، رآني عناصر الشرطة، وسألوني: إلى أين؟ فقلت لهم: إلى دبسي عفنان، هنا (عناصر) الشرطة أبدوا استغرابهم، من أن الدورية كلها مكونة من ضباط، ولكنهم لم يقولوا شيئًا، وبعضهم ضمنيًّا عرفوا (أن الأمر عبارة عن انشقاق)، ولكنهم سكتوا.

انطلقنا، وكان يوجد حواجز على الطريق، حاجز الأمن العسكري وحاجز الأمن الجوي، وحاجز للأمن السياسي، وهنا الأمن لم يخرج (بالمؤازرة)، بل خرج بعدنا، وهم كانوا يريدوننا أن نذهب مثل كبش فداء، حينها كنا مضطرين أن نتوقف على الحواجز، لأننا في الليل، والسيارة غير معروفة، فتوقفنا على الحاجز، وسألنا العناصر: إلى أين؟ فقلنا لهم: إلى دبسي عفنان، هم كانوا يسمعون على أجهزة اللاسلكي بخبر الهجوم، بدأوا يقولون: الله يقويكم (أيدكم الله)، وهم يرون أننا 4 أو 5 ضباط، كان أبو حسن (شيخ العشيرة) موجودًا معنا، لكي يأخذنا من طرقات هو يعرفها، لأننا لانعرف تلك الطرقات، هو ذهب معنا، وهو كان يخطط من أين هو الطريق الأنسب، الذي يجب أن نمر به حينما خرجنا، وكانت السيارة الثانية خلفنا، فمررنا على أول حاجز وثاني حاجز، فكانوا يدعون لنا، ويقولون: الله يقويكم والله ينصركم (أيدكم الله ونصركم)، وأنا أقول في نفسي: لا يوجد أغبى من ذلك، لأنه لم يحصل في تاريخ سورية، أن تتكون دورية من ضباط فقط بدون عناصر.!

كان قائد الشرطة يتواصل معي على جهاز اللاسلكي، ويسألني عن الوضع، وأنا أقول له: الوضع جيد، وأنا ذاهب باتجاههم (إلى دبسي عفنان)، طبعًا أنا عندما أخبرني المساعد رئيس المخفر، قلت له: عليك التسليم، فقال: أنا متشبث وأقاوم، وأنا هنا طبعًا كنت متوترًا، وهذا قبل أن نركب في السيارة، وأنا أقول له: عليك التسليم، وهو يقول: لا أنا أقاوم، فقلت له: رزقك الله الشهادة، وحرمك ثوابها (في نفسي)، حينها لم يمت، وانشق فيما بعد، وحتى الهجوم فشل -للأسف-، ولم يمت أحد من الطرفين.

على الطريق قائد الشرطة كان يتحدث معي، ويسألني عن الوضع، وأنا أقول له: إن الوضع جيد، بعد قليل أشار لي أبو حسن: أننا يجب أن ننعطف باتجاه اليسار، ونترك طريق الأوتوستراد الرقة - حلب، فقلت لعدنان: أطلق رشات من الرصاص، عندما أتحدث مع قائد الشرطة (بجهاز اللاسلكي)، وأنا كنت أتحدث مع قائد الشرطة، وأقول له: إن الوضع جيد، فبدأ عدنان بإطلاق النار، فسألني قائد الشرطة: ماذا يحصل عندك؟ فقلت له: وقعنا في كمين، يوجد سيارات بيك آب، ومعهم رشاشات متوسطة، ويطلقون النار، ونحن نبادلهم إطلاق النار، وهذا الكلام لا يسمعه فقط قائد الشرطة، بل حتى الأمن يسمعوه، لأننا عرفنا من المحادثات أنهم كانوا يتتبعوننا، فنحن كنا نريد أن نأخرهم عنا، فعندما سمعوا هذا الكلام توقفوا، وعادوا أدراجهم، أو حصلت معهم مشكلة لا أعرفها، والوحيد الذي استمر بملاحقتنا، هو رائد في الأمن السياسي، وفعلًا حصلت معه مشكلة، وأُطلق عليه النار، وأُصيب بوجهه نتيجة تناثر زجاج السيارة.

هنا نحن خرجنا من شارع الأوتوستراد، واتجهنا نحو الطريق الترابي، كان المطار بجانبنا (مطار الطبقة العسكري)، وحينها لم نكن نعرف التكنولوجيا (التقنيات الحديثة) الموجودة عندنا، وهل يستطيعون متابعتنا (عن طريق الموبايلات أو أجهزة اللاسلكي)، فطلب منا أبو حسن مباشرةً إزالة بطاريات الموبايلات وأجهزة اللاسلكي، بالإضافة لإطفاء أضواء السيارة، وكان الوقت ليلًا، وكان الوضع صعبًا جدًّا، (لدرجة أنني) لأول مرة أرى أبا حسن خائفًا، وهو يقول لي: أسرع، والسيارة التي معنا (لا تساعد على ذلك)، فهي سيارة ركوب صغيرة، والطريق ترابي، فيما بعد طلب مني إيقاف السيارة حتى يقودها، بحكم معرفته بالطرقات بشكل دقيق، ولأنني لم أكن أستطيع الرؤية (أمامي)، ولكن بالنسبة له فالمنطقة منطقته ويعرفها تمامًا، ومنزله قريب، وعليه بدأ بقيادة السيارة، وأنا بجانبه، فمشينا مسافة لا أذكرها، حتى وصلنا إلى منبج في وقت السحور، مررنا من جانب قرية اسمها الزكية، وقطعنا الأوتوستراد، هنا نبهنا أبو حسن لتجهيز أسلحتنا، لأننا سنقطع الأوتوستراد مرة ثانية، وقد نواجه دوريةً أمنيةً، والأوتوستراد كان مقطوعًا بشكل كلي من المدنيين (لا يعبر عليه أي مدني)، فأية سيارة موجودة عليه، حتمًا ستكون تابعةً للأمن، هنا أعطيت توجيهًا بعدم إطلاق النار إلا إذا هم بدأوا بإطلاق النار، لأننا لا نريد أن يقع دم في رقبتنا، لأننا بالأساس انشققنا حتى لا نقتل أحدًا، ولا أحد يقتلنا، والحمد لله نجونا، وبعد أن مشينا مسافة بسيطة، قال لنا أبو حسن: أننا أصبحنا في المناطق المحررة.

حين وصولنا رأينا سيارة بعيدة، وبمجرد أن رأونا حصل إطلاق نار كثيف جدًا، فتربصنا، وجهزنا أسلحتنا، لاحقًا عرفنا أنه ضابط شرطة من دير الزور، كان يخدم في منطقة منبج يلقب "ميماتي"، كان يطلق النار احتفالًا بنا، فقلت له: يا رجل لاتطلق الرصاص عبثًا، فقال لي: إنه يوجد الكثير لا تهتم.

على الطريق تحدثت مع أخي العميد نجيب [الشلاف]، وأيقظته، وقلت له: أنا خرجت، وعليك الخروج فورًا، لكن كان لديه مشكلة أن معاون قائد الشرطة جاء في تفتيش إليه، -طبعًا يوجد مسافات بعيدة بين المالكية والحسكة 200 كيلومتر-، والعميد جاء من الحسكة (وبالتالي سينام عنده في المالكية) لأجل التفتيش، فقلت له: اتركه نائمًا واخرج، وفعلًا تركه نائمًا وخرج، فكان خروجه شديد الصعوبة، هنا أخي كان قد أخرج عائلته صباحًا في ذات اليوم باتجاه منبج، والحمد لله وصلنا إلى صديقنا في صرّين عند جسر قرقوزاك، ووصل أخي بعدي بحوالي 24 ساعة، تأخر قليلًا، لأنه اضطر للمشي في طرقات (صعبة)، حتى إنه لم يستطع إخراج سيارته معه، فخرج بسيارة "بيك آب" لمختار أحد القرى من الإخوة الأكراد، ودخل في طرقات صعبة جدًا، لأنه لم يكن يوجد إلا طريق محصور (مرصود بالحواجز أو ماشابه) بين المالكية والحسكة، وباعتبار أن هذا المختار هو ابن المنطقة، فكان يأخذه بطرقات فرعية، وتأخروا كثيرًا حتى لا يمروا بالحواجز.

 وصلنا بعد السحور، حتى اضطررنا أن نفطر بحكم الإرهاق والعطش، والفترة صيف، ولم نكن جاهزين للصيام؛ بتجهيز السحور أو ماشابه، فوصلنا إلى هناك إلى أهلنا، وكان أولادي ينتظرونني على مدخل المنطقة المتواجدين فيها، لأنهم قد علموا (بخروجي)، وأيضًا كان صديقنا (الذي أخرجهم إلى صرين) ينتظرنا، حينها بقينا لمدة يومين لم ننم أبدًا، حتى وصل أخي بعد 24 ساعة، ووصلت عائلته قبله، وأيضًا لم نستطع النوم لأنه حدث شوشرة وكلام؛ أن النظام صار يعلم أننا هنا، وأنه يوجد ضباط منشقون، وقالوا: إنهم سيقصفون المنطقة.

في نفس اليوم انشق حوالي 15 ضابط شرطة من مدينة الرقة، بالإضافة لنا كنا 4 ضباط، وفي اليوم التالي انشق جميع الضباط الذين بقوا في الطبقة.

نحن لم نتواصل مع أحد في الطبقة (من الضباط أو العناصر)، ولكن عدنان كان يتواصل معهم، وكان يشجعهم على الانشقاق.

العناصر الذين بقوا في الطبقة، فقد تفرقوا، وبدأوا يأخذون الأسلحة الموجودة، وينشقون، وبدأ الضباط ينشقون تباعًا.

في اليوم التالي بدأوا (الأمن) يسألون، لأنهم لا يعرفون، جاءهم خبر أننا خُطفنا، أو هم بثوا هذه الإشاعة لا أعلم، لكن هم لا يريدون التصريح بانشقاق الضباط، لأن هذه الكلمة ستؤثر على المنطقة كلها، فبدأوا ببث إشاعة الخطف، وطبعًا حينها كُذّب خبر الخطف، بحكم تواصل عدنان وأخي مع جميع الضباط مع الشرطة ومع أصحابنا، ليتبين أن الخبر هو انشقاق، وليس خطفًا.

حينها وقع جدال بين الضباط: أنه ماذا سنفعل الآن؟ هل نخرج على التلفاز ونتكلم (ونعلن انشقاقنا)؟ حتى إننا عندما كنا في صرّين، أحد الضباط خاف على أهله، مع أن أهلي كانوا موجودين في حمص في منطقة غير محررة، حينها طبعًا تكلمنا مع الوالد -رحمه الله-، قلنا له: نحن سنفعل كذا وكذا، -كنا نتحدث معه بالرموز (بشكل غير صريح) -، فقال: توكلوا على الله، ولا تفكروا بنا أبدًا، ولا تخافوا، حينها كان ابني الكبير موجودًا في حمص، يخرج مع شباب الجيش الحر في بابا عمرو، ورغم إصراري عليه للخروج، لأنني سأبقى خائفًا عليه، إلا أنه أصر على البقاء في حمص، ووالدي -رحمه الله- أيد فكرة بقائه، وقال لي: لا تخف عليه.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/02

الموضوع الرئیس

الانشقاق عن النظام

كود الشهادة

SMI/OH/8-15/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

أمني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/03/28

المنطقة الجغرافية

محافظة الحسكة-محافظة الحسكةمحافظة الرقة-محافظة الرقةمحافظة حمص-بابا عمرومحافظة حلب-صرينمحافظة حلب-منطقة منبجمحافظة الرقة-مطار الطبقة العسكريمحافظة الحسكة-منطقة المالكية (ديريك)محافظة الرقة-منطقة الطبقةمحافظة الرقة-دبسي عفنان

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

مطار الطبقة العسكري

مطار الطبقة العسكري

الشهادات المرتبطة