الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

النشاط السياسي قبل الثورة في اللاذقية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:16:07

أنا مصطفى سيجري من مواليد 1984، حاصل على بكالوريوس علوم سياسية وعلاقات دولية، أنا من محافظة اللاذقية، وقبل الثورة كنت ناشطًا سياسيًا معتقلًا، وكان أول اعتقال في عام 2006 على خلفية تأسيس حركة شباب التغيير والقيام بحملة: "إلا رسول الله" للدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ضد الرسوم المسيئة التي تصدرت الإعلام الغربي من قبل الإعلام الدنماركي.

كان مجالي هو مجال الدراسة، وكان لدي نشاط سياسي، وأنا من عائلة محافظة، ولكنها كانت تنشط، وكان لديها اهتمام سياسي.

النشاط السياسي في محافظة اللاذقية لم يكن أمرًا سهلًا، يعني ليس بالأمر السهل أن يكون لديك نشاط سياسي بالحد الأدنى، فالجميع يعرف أن الحياة السياسية في سورية قد سُيطر عليها من قبل نظام بشار الأسد؛ وبالتالي كانت عندنا كمجموعات شبابية سواء في مرحلة الدراسة أو حتى ضمن العلاقات العائلية كمجتمع، ولا نريد التحدث بطائفية، ولكن التمييز كان واضحًا في محافظة اللاذقية، في منطقة الساحل بشكل عام، كان هناك تمييز، كان هناك دائمًا شيء اسمه: سنة وعلوية. والعلويون في محافظة اللاذقية كانوا يمثلون السلطة؛ وبالتالي السنة هم الشعب. وكان عندنا هذا الاهتمام، فأنت كشاب يجب أن يكون لك دور سواء في مواجهة حالة الفساد الموجودة في السلطة أو في مؤسسات الحكومة أو حتى كشباب كنا دائمًا نفكر في كيفية استرجاع شيء من حقوقنا. داخل مدينة اللاذقية، كنا جميعًا كشباب نعرف أنه بعد أن تنتهي من مرحلة الدراسة فأنت أمام خيارين: إما أن تجد مشتركات مع السلطة (شراكة معينة على مختلف المستويات)، أو يجب أن تبحث عن هجرة ما؛ وبالتالي إذا عدنا الآن إلى ما قبل عام 2011 فإن معظم شباب الساحل كانوا يتجهون نحو الهجرة إلى أوروبا من خلال البحر، فإما العمل في البحر أو الوصول إلى أوروبا حتى يأخذوا فرصتهم. 

ونحن في محافظة اللاذقية كمجموعة شباب كنا نرى أنه يجب أن يكون لدينا خيار ثالث، ولا نريد مشاركة السلطة، أو لا نريد أن نكون جزءًا من هذه المنظومة، وبالمقابل لا نريد الهجرة، وأضف إلى ذلك أنني ابن عائلة محافظة، وأشعر بأن لديّ مسؤوليات تجاه المكوّن الذي أنتمِ إليه، وهم المسلمون السنة في سورية، وهذه حقيقة، و يجب أن يكون لنا وجودنا، وحالة التهميش التي كنا نعيشها كانت مزعجة بالنسبة لنا، وحالة الخوف التي كنا نعيشها من خلال دخولنا إلى المساجد وخروجنا منها، حيث تشعر بأنك مراقب دائمًا، وهذا كان مزعجًا بالنسبة لنا كشباب. أقرباءنا والكثير من أفراد عوائلنا كانوا معتقلين لدى نظام بشار الأسد ونظام حافظ الأسد من قبله؛ وبالتالي حمل المسؤولية والتفكير بضرورة التغيير كان منبعًا شخصيًا وإرادة شخصية. 

 اجتمعنا مع بعض الشباب من أصدقاء الدراسة، و[وقلنا]: يجب أن نفعل شيئًا، وكيف يمكننا التغيير وسقف طموحنا هو أن نقول بأننا موجودين بشكل ما. وثانيًا- الفساد الذي كان موجودًا في سورية كان غير مقبولًا، وأنت لا تستطيع القيام بمعاملة واحدة في مؤسسات الدولة بدون فساد، وهذا الشيء كان واضحًا لدرجة أن المجتمع لم يعد يرفضه، فقد تعايش المجتمع مع الفساد، وينبغي عليك تدبير أمورك، مثلًا: فلان ذكي دبر نفسه. كيف يدبر نفسه؟! من خلال اندماجه مع عملية الفساد الموجودة في سورية، أو استطاع تمرير معاملة من خلال اندماجه مع الفساد، وهذا لم يكن مقبولًا بالنسبة لنا، وكنا نعيش حالة ونخطط: كيف يمكننا التمرد على هذا الواقع؟ وطبعًا هذا التخطيط لم يكن علنيًا، فأنت بكل تأكيد لا تشارك فيه عائلتك، وأنا كمصطفى سيجري لم أكن أشارك أي فرد من أفراد عائلتي بهذا التفكير، ولكن كان عندي بعض الأصدقاء الذين كان بإمكاني أن أشاركهم بهذه الأفكار.

بمجرد أن تبحث عن آلية تغيير أو أن تفكر في التغيير فأنت سوف تبحث عن الآليات والأدوات، والخطاب الذي كنا نناقشه بين بعضنا كأصدقاء هو واجبك كمسلم، وكيف يجب عليّ أن أرتقي بواقعي وواقع مجتمعي وبلدي، أليس من حقي أن يكون عندي هذه الفرصة؟! وكان ذلك مطروحًا دائمًا، والخلفية هي خلفية دينية، فأنا كمسلم علي واجبات، ولست موجودًا في هذه الحياة فقط من أجل أن آكل، وأشرب، وأتزوج، وأقوم بتأمين احتياجات المنزل والمكتب، فنحن كشباب مسلم لم نتربَّ على هذا الشيء، ونحن نعرف أن عندنا واجبات تجاه قضايا محيطة ببلدنا، وإذا تخطينا الواقع السوري فإن علينا واجبات تجاه قضايا المسلمين في العالم، وعلينا واجبات تجاه القضية الفلسطينية وتجاه القدس، ونحن كشباب تربينا على هذا الشيء، وعلينا واجبات تجاه القضية الأفغانية و [قضايا]الشيشان والبوسنة والهرسك، و تعايشنا، وهذا وجعنا؛ وبالتالي كان ذلك أحد الدوافع التي تدفعك حتى تطرح هذه التساؤلات، مثلًا: أنا عندي واجبات تجاه العراق، وهذه كانت بشكل أو بآخر أحداث أفغانستان في عام 2001 ، وتلتها أحداث العراق، وكان يجب علينا كشباب أن يكون لنا دور، ونحن بحثنا بشكل أو بآخر : كيف يكون لنا دور في العراق؟

الكثير من الشباب حتى داخل محافظة اللاذقية ذهبوا باتجاه العراق، وسأذكر بشكل مفصل كيف استطاع النظام خلق استخدام لهذه الطاقات؟! وكانت محطة القطار في محافظة اللاذقية تأخذ الشباب مجانًا من اللاذقية إلى حلب، ومن ثم باتجاه الحدود العراقية، ومن ثم باتجاه بعض التنظيمات المعينة؛ حتى يستخدم هؤلاء الشباب. وطبعًا في تلك الفترة، لم نكن نعرف بهذا الشكل، فكنا نرى أن هناك تساهلًا من قبل النظام، وهل هو نتيجة ضغط الشارع السوري بأنه يجب على الشباب السوري أن يكون له دور في العراق؟ ولكن فيما بعد اكتشفنا وخصوصًا على المستوى الشخصي، حيث اكتشفت هذا الشيء داخل المعتقل، عندما دخلت عام 2006 فهمت ما هي مصالح النظام عندما كان يسهل خروج الشباب السوري باتجاه العراق، وهذه مرحلة تحتاج إلى تفصيل أكثر.

هذه هي الأفكار التي بدأنا كشباب بالتفكير فيها، ونحن يجب علينا أن نفعل شيئًا، ونغير هذا الواقع، ويجب إنهاء منظومة الفساد، أو أن نحارب منظومة الفساد، وهنا بدأت فكرة: "شباب التغيير". كيف طُرحت؟ الشباب الذين كنت أجلس معهم ومجموعة من الأصدقاء كنا قريبين من بعضنا، فآلية التفكير واحدة، ونحن كشباب مسلم نعتبر أن علينا واجب التغيير، فمن رأى منكم منكرًا فليغيره بيده أو بلسانه أو بقلبه إن لم يستطع (حديث نبوي). وبالتالي نحن عندنا هذا التمرد الداخلي، ويجب علينا التغيير، وكيف هي الآلية؟ بدأنا نبحث.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/23

الموضوع الرئیس

النشاط قبل الثورةسيرة ذاتيةالنشاط قبل الثورة في اللاذقية

كود الشهادة

SMI/OH/61-01/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

حركة شباب التغيير_ اللاذقية

حركة شباب التغيير_ اللاذقية

الشهادات المرتبطة