العودة إلى الفوج وقصة انشقاق زكريا اليوسف
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:10:52:22
خزنتها بمخي (بقي الكلام في بالي) ورجعت إلى الفوج ومضت الـ24 ساعة كأنها ساعة واحدة بلمح البصر وعدت إلى الفوج جالسًا "أكل ومرعى وقلة صنعة" حتى أنك ممنوع أن تخرج إلى الحرس، وممنوع أن تحمل سلاح نهائيًا فقد وضعوا إشارة تحت اسمك، وهنا في آخر شهر آب/أغسطس وبداية أيلول/سبتمبر في تلك الحدود، كان أبو يحيى معي في نفس الخيمة -وهو من كتيبة الاستطلاع وأنا كتيبة مشاة- وإذ بنا نرى [سيارة] "كيا ريو" سوداء داخلة إلى قلب الفوج، وهذا شيء غريب! فمن المستحيل سيارة مدنية تدخل إلى منطقة عسكرية إذا لم تكن أمنية لا نراها إلا أتت هكذا على كتيبة الاستطلاع، والخيمة التي نجلس فيها بعيدة عن كتيبة أبي يحيى التابعة للاستطلاع قرابة 300 متر وأنت تراها نظريًا، ولكنها بعيدة عنك نوعًا ما لم نرَ إلا دخلت وكانت غريبة، وهنا أبو يحيى شعر في قلبه أنَّ هناك شيئًا، نزلوا أربع عناصر والذي كان مستلم كتيبة الاستطلاع رتبته نقيب قام مرتبكًا، وبدأ العناصر الأربعة أين هو زكريا اليوسف (أبو يحيى)؟ نادوا على زكريا اليوسف وصاروا ينادون ويصرخ العساكر بين بعضهم يا زكريا وهم سمعناهم يذكرون اسم أبي يحيى وهنا خلص (تأكدنا) آتون ليأخذوا أبا يحيى قولًا واحدًا ونحن لا نعرف شيئًا، فقط نعرف أنه كان يتواصل مع أبي أحمد الدرعاوي وفي تواصل على التلفون ولكن ليس من خطه، ولا نعرف المبدأ من أجل ماذا أتوا ليأخذوه؟ وهنا الفوج مساحته 5 كيلو متر ولكن يوجد خِيام، وبين كل خيمة وخيمة 500 أو 1 كيلو متر وهنا يوجد كتيبة ثانية يسمونها كتيبة الإشارة، ونحن جلسنا لشهر في الفوج، فتعرفنا على كل المحيط، وهنا أخذنا أبو يحيى وقلنا له: اذهب واختبأ في خيمة الشباب الجالسين في كتيبة الإشارة؛ لأنه لا يخطر على بالهم أنَّه هناك فإذا لم نقل لهم أنه هناك لن يخطر على بالهم ولن يفتشوا في كل الفوج، وأولئك الشباب من أصدقائه ويعرفون ما الوضع، تواصلنا مع شباب درعا ونحاول أن نأخذ رؤوس أقلام، لأننا هنا لا نستطيع أن نسأل نهائيًا أكيد لن نذهب إلى النقيب ونسأل ضباط الأمن ماذا فعل أبو يحيى؟ لماذا ستأخذونه؟ ليس لدينا جرأة، وتواصلنا مع شباب عساكر من الجيش النظامي في النقطة في درعا لنعرف ماذا حصل؟ [فقلنا لهم:] كيف حالكم؟ ماهي أخباركم؟ هل حصل شيء جديد؟ قالوا: هل تعرفون محمد الحلبي؟ قلنا: نعم، قال: أتت مجموعة أمن وأخذته. قلنا: ماذا فعل؟ قال: أمسكوا له مكالمات صوتية على خطه. وهنا "تذهب السكرة وتأتي الفكرة" (إشارة للتنبه) أبو يحيى أحضر خطًا (خط هاتف محمول) على اسم هذا الشاب وهو شاب حلبي مؤيد للعظم (مؤيد بشدة)، أبو يحيى كان ينزل ويطلع حين كنا في درعا كان هذا الشاب يطلع وينزل إلى السويداء، لا أعرف كيف لعب عليه أبو يحيى وقال له: اجلب لي خطًا باسمك وأريد أن أتكلم مع أهلي وأتى به، وأبو يحيى كان يستخدم هذا الخط للتواصلات الخارجية، وهنا كانوا قد أخذوا هذا الشاب محمد الحلبي واعترف أن هذا الخط ليس له وأنا اشتراه لفلان (أبو يحيى) وطبعًا لا نعرف عنه أي شيء الآن ولا نعرف مصيره، وهنا عرفنا أنَّ على أبا يحيى نقطة سوداء وإذا ألقوا القبض عليه… لأنَّ هناك مكالمات مع مخربين مثلما يطلقون عليهم فأنت تتواصل مع عناصر إرهابية ومخربين وكلنا نعرف أنَّ كلمة أنت عسكري تتواصل مع أحد في الخارج جريمة، وهو الذي لا يفعل شيئًا يتعبونه فكيف لو فعل شيئًا؟! هنا كان يتحتم على أبو يحيى أن يخرج من الفوج، خبأناه يومًا ويومين وبعد ذلك؟ لا نستطيع.
هنا تواصلنا مع أبي أحمد درعاوي لنهرب أبا يحيى ولا نستطيع أن نقيمه ونخبئه يومًا أو يومين وهو بقي يومين جالسًا في الفوج لا دخول ولا طلوع جالس في هذه الخيمة وخلص نحن مزبطين (رتبنا) الوضع، فإذا لم يفسد أحدهم عليه أنَّه هنا في هذا المكان لا يمكن لاحد أن يعرف وهم لا يفتشون الخيام. وهنا سنتواصل مع أبي أحمد الدرعاوي لأنَّه ليس لنا غيره وليس هناك مجال غيره، لأن [أبو يحيى] من القامشلي لن يأتي أهله ويأخذونه، وسنتواصل مع أبي أحمد وليس لنا غير أبي أحمد درعاوي ليفيدنا وهو أقرب أحد علينا ودرعا والسويداء قرابة ثلث ساعة بالسيارة ولم يكن هناك حواجز ولم يكن هذا التدقيق الأمني ويوجد طرقات فرعية بينهم أكيد، وكنا جالسين خائفين مثل نوبة الحرس على أبي يحيى لا نريد أن يقع ولا نريد أن يحصل معه شيء في أيديهم،[لأن اعتقاله] سيجرنا جميعًا، وهنا تواصلنا من شخص لشخص ولم نستطع أن نتواصل مع رقمه لأنهم مثلما هم مراقبون هذا الرقم سيراقبون رقم أبي أحمد أي أحد سيتواصل معه [سيكون متهم] وكان معنا رقم حلاق وقلت لك كنا نحلق عند شخص في درعا كان معنا رقمه ونعرفه ونحن عنده تعرفنا على هذا الشخص (أبو أحمد) وهنا تواصلنا معه وكنا نتكلم بالألغاز؟ كيفك؟ ماهي أخبارك؟ أين أبو أحمد؟ و فهم علينا الحلاق وقلنا: مشان الله توصل له خبرًا أننا نريد أن نراه ضروري ومشتاقون له ولدينا أمر سنعطيه إياها من هذا الكلام الألغاز فهم علينا، وهو يعرفنا أين نخدم وهنا جالسون على الخيمة ومعنا سكاكين وليس معنا بواريد ولكن سكاكينًا، سنقاوم إذا سيحصل علينا شيء أو على أبي يحيى شيء.
وهنا مضى أول يوم لم نستطع فعل شيء نهائيًا وتلخبط الفوج نوعًا ما في اليوم التالي اتصل بنا وقال: الساعة 12:00 سآتي آخذه، ومثلما قلت لك وشرحت لك أن الفوج كبير تستطيع أكثر من ثغرة واتفقنا مع نقطة حرس النقطة التي يمر منها الشارع تمامًا فقد كنا نرى السيارات ذهابًا وإيابًا، لن يدققوا هذه السيارة مع من وهذه السيارة مع من، وهنا أخبرنا أبو أحمد تأتي إلى النقطة الفلانية…. أخبرنا أبو أحمد وقلنا له: في المكان الذي ترانا فيه عادًة نلتقي، والحلاق يخبر أبا أحمد، ونحن لم نعد نتواصل مع أبو أحمد، والساعة 12:00 مساءً نسقنا [موضوع] النقطة من أجل أن نخرج أبا يحيى وأتت السيارة وكنا خائفين على أنفسنا وخائفين على أبي يحيى في ذات الوقت من أن يلمحنا أحدهم، لأن اسمه تعمم اسمه عند باقي الضباط وأي أحد سيراه سيتم اعتقاله، ويا خوفي أن نعتقله نحن نعتقله فيرانا الطباط أننا أمسكنا به، [ونقول لهم:] أمسكنا لكم أبو يحيى، وهنا ربك حميد (الشكر لله) انتقلنا من خيمة إلى خيمة وبقي فقط نقطة العسكري زبطنا (نسقنا) مع العسكري أنَّه في هذا الوقت فورًا سيجلس على الساتر وأول ما تأتي السيارة سيخرج ويركب فيها ومررناه على الساتر أتى أبو أحمد طلع في السيارة، [وقلنا له:] يسر لك يا أبا يحيى، كسرنا جرة من بعده (فرحنا بالخلاص من همه).
بقينا نحن قلبنا عاصصنا (قلقون) مثلما فعلوا بي أنا، [عندما انتقلت من النقطة إلى الفوج سأل الضابط] مع من مهند كان يتكلم؟ مع أبي يحيى، والآن سوف يبحثون مع كان أبا يحيى يتكلم، اجلبوا فلانًا وفلانًا وهذا الكلام في الشهر أيلول/سبتمبر.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/09/02
الموضوع الرئیس
الانشقاق عن النظامالخدمة الإلزامية لدى نظام الأسدكود الشهادة
SMI/OH/160-06/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
9/2011
updatedAt
2024/04/14
المنطقة الجغرافية
محافظة السويداء-منطقة صلخدشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
الفوج 41 قوات خاصة - نظام