وهنا حصل سباق لتحرير المدينة، ونحن لا نريد أن تحرر [كتيبة] القادسية المدينة وحدها، ويجب أن يأتي الجيش الحر، وتم التواصل مع كتائب ريف حلب الشمالي، مع منبج أكثر الشيء تواصلنا، وكتائب الفاروق، وبدأت الاستعدادات، وأتت أرتال من الجيش الحر إلى مدينة تل أبيض في وضح النهار، ولم يعترضهم أحد، وبدأت التجمعات في تل أبيض والتجمع حصل في المجلس العسكري، وهنا بدأ دور المجلس العسكري والتجمع حصل في قرية حشيشة للانطلاق إلى مدينة تل أبيض.

ذلك في الشهر التاسع (أيلول/ سبتمبر) 2012، في اليوم الـ 15 بدأ تجميع الكتائب وأذكر على سبيل المثال [كتائب] الفاروق و"غرباء الشام" و"جند الحرمين" و"العاديات"، أتتنا كتائب من الطرف الغربي، طبعًا مدعوّة فصيل أو فصيلان، وبعض الكتائب غير مدعوّة لتحرير مدينة تل أبيض، وكل من لديه عشرون أو ثلاثون شخصًا أتى إلى تل أبيض، جاؤوا بسياراتهم، وكونهم مُحرِّرين [مناطق] سابقًا فلديهم أسلحة، وهي خفيفة طبعًاـ ولا تُقارَن بأسلحة النظام، لا [يوجد عندهم] دبابات ولا مصفحات، [أسلحتهم] هي عبارة عن قواذف آر بي جيه وبواريد، وقلة لديهم دوشكا (رشاش متوسط عيار 12,7ملم) الذي نعتبره ثقيلًا، ومدفعية هاون قليلة أيضًا، وبهذا التجمع صار لدينا عدد ضخم من الجيش الحر تجاوز 3000 عنصر، وعرفنا أنّ تل أبيض مُنتهية (مُحرّرة)، قوة النظام: الأمن العسكري به 150 شخصًا، وأمن الدولة 50 أو 60 شخصًا، لا يستطيعون المقاومة، من المستحيل أن يقاوموا، وبعد أن استجمع قواه الجيش الحر وأسس وسيخطّط للعملية، 

طبعًا نحن المجلس العسكري متواصلون معه، كنا نتردد ونذهب ونجيء إليه، وبعد تجمع الجيش الحر للانطلاق إلى مدينة تل أبيض، حصلت جلسة صباحية لتدارس اقتحام مدينة تل أبيض، والجلسة حصلت في الطرف الشرقي في قرية العيساوي، والعمل تقرّر اليوم في 19 أيلول/ سبتمبر [18 أيلول/سبتمبر - المحرر]، وأتت كتائب الجيش الحر من الطرف الشرقي من اتجاه طريق سلوك، وأنا رأيتهم عند [طرف] تل أبيض الشرقي قبل الدخول، المدينة فارغة تمامًا، وجميع المحلات أُغلقت، والكل أصبح يعرف بالعملية، الثوار كانوا يعرفون لكن العامّة لم يكن عندهم علم، وأصبحت فوضى بمجرد [وجود] قوات عسكرية متحركة وجيش حر وغرباء آتين، والذي مسوّي شعره (يُطيل شعره) والذي منظره مختلف، والعالم التزمت بيوتها، وبدؤوا ينزحون من البلد، يخرجون إلى القرى خوفًا من المعارك، وأول نقطة تمت [مهاجمتها] تم تطويق البوابة الحدودية، وركزوا أنهم يريدون أخذ البوابة الحدودية بدايةً كونه يوجد نقطة جيش، وهي مركز في الطرف الشمالي لمدينة تل أبيض على الحدود، ونقطة [تصبح] مستقلة بعد تحريرها، فالعمل تقرر أن يبدأ من البوابة الحدودية وهي فيها هنغارات (مستودعات)، وبناء وسور، ومساحتها تقريبًا 110 دونم، وطوقوا البوابة ولم يعد هناك مجال [للهروب] وطُوقت البوابة، وأنا طلبت منهم عشر دقائق أنَّه الذي يريد [الخروج]، وقلنا: الذي يريد أن ينشقّ ويخرج عليه الأمان فليخرج ويذهب إلى بيته، البلد هنا استعدّ عسكريًا لاقتحام المدينة، المحلات سكّرت (أُغلقت)، والدوام في الدوائر [الحكومية] لم يعُد [هناك] دوام نهائيًا، والخطة العسكرية جاهزة لاقتحام المدينة، وفي وضح النهار تم تطويق البوابة، وطلبنا أذنًا لسحب العناصر الذين لا يريدون القتال، وأعطونا مجالًا عشر دقائق وتم سحب 14 عنصرًا من الهجرة والجوازات، أخرجناهم وقمنا بتأمينهم وذهبوا إلى بيوتهم، وهناك قسم منهم موجود في الجيش الحر في تل أبيض، موجود حتى الآن في 2022 حي يُرزق، كُتبت له النجاة، المهم بدؤوا العمل العسكري على البوابة، وقاوموا، الجيش الموجود قاوم، وتم التعامل معه من قبل الجيش الحر، والجيش الحر القادم من ريف حلب بعد عدة اقتحامات صار لديه خبرة، وهو شارك مع أبناء المنطقة في التحرير، و[أبناء المنطقة] الذي أحضر بومبكشن (بندقية صيد) والذي ليس لديه بارودة، ولكن ليسوا فاعلين، يختلف عن المُدرَّب مثل [كتائب] "الفاروق" و"غرباء الشام"، مدرَّبون كلهم، وأصبح لديهم خبرة، ولم تشارك القادسية في تلك المعركة، في عملية تحرير البوابة الحدودية لم تشارك، والذين شاركوا هم الجيش الحر القادم من الغرب (ريف حلب الشمالي)، وبعض أبناء المنطقة غير المنظّمين، وبدأ العمل في النهار، وفي اليوم التالي تم تحرير البوابة بالكامل، والذي أُسر أُسر وعدد قليل جدًا [قُتل] شيء لا يُذكر، وكل العملية أربعة أو خمسة أشخاص، ومن طرف الجيش الحر لم يستشهد أي شخص، وبعض الجروح البسيطة، ومن طرف النظام قُتل ثلاثة أو أربعة أشخاص، وتم الانتهاء من عملية تحرير البوابة، وبعدها صار الجلوس، وأخذوا مقرات وجلسوا في البوابة، والعمل الثاني بعد تحرير البوابة إلى أين؟ وطبعًا البلد كبلد محرر لا يوجد شيء، ولكن بعد المعركة بدأ النزوح والبلد بدأت تفضى (تَفرَغ)، وفي تلك الحالة لم يحصل شيء، لا قصف طيران من النظام، ولم يحرّك [النظام] ساكنًا، وانطلقوا إلى تحرير مفرزة الأمن العسكري وأمن الدولة ومفرزة الأمن السياسي، مباشرةً بعد أن انتهوا لملموا أوضاعهم -الجيش الحر- باتجاه الأمن العسكري، وتم تحرير مفرزة الأمن العسكري، وهرب النظام ولم يتم أسر أحد من العناصر، وهربوا من مفرزة الأمن العسكري باتجاه الأمن السياسي هم ومصفحاتهم ودخلوا بداخلها، وبعدها تم التعامل مع مفرزة أمن الدولة، أيضًا قاموا بتحريريها، وطُوقت مفرزة الأمن السياسي، والجيش الحر لا يريد المخاطرة كون لديهم مصفحات، ولو [أنهم] ينسحبون أفضل من القتال، وحاول أن يحدث عليهم ضغط بدون أن يقتحم، وكثّفوا عليهم الضغط والحصار، وقصف وإطلاق نار من بعيد، وأعطوهم -أعتقد- شبه طريق آمن للخروج، فخرج النظام بأرتاله وغادر مدينة تل أبيض إلى اليوم، غادر وبدون رجعة، بعد انسحاب أرتال النظام على مسافة 11 كيلومترًا باتجاه جنوب مدينة تل أبيض على الطريق الرئيسي الرقة - تل أبيض، وأخذ موقعًا بجانب محطة محروقات ومطعم، وأخذ مكانًا وحفر جُورًا (خنادق)، وجهّز مرابض للمدفعية، و"الدفاع الوطني" الذين انضمّوا معه هم عدة عناصر أيضًا ذهبوا لهذا المكان، وأصبح هناك خط اشتباك، ونحن تحاصرنا عمليًا، أخذنا مدينة تل أبيض ولكن من الصعب الذهاب باتجاه الجنوب (باتجاه الرقة).