بآخر صيف 2012 بعد تحرير تل أبيض في شهر أيلول/ سبتمبر تمت دعوتنا للذهاب إلى تل أبيض من أجل انتخاب مجلس محلي، ذهبنا أنا وأخي وسمير -هو نفسه عبد الله- والأستا هذيب شحادة  بسيارة الأستاذ هذيب وأبو عصام، فرحنا على...كان موجودًا المجلس العسكري والشباب الذين كانوا بالعسكرة الذين منهم مدثر الحسن، ورأيتهم عندما وصلت تل أبيض وخلف جربوع وطبعًا خلف لم يكن من العسكرة ولكنه كان موجودًا في تل أبيض بعد التحرير؛ لأنه كان معتقلًا سابق، فبدأ الناس يخافون من الاعتقال بعد تنشيط الحراك أكثر في 2012.

 عندما وصلنا رأيت الأستاذ سعد شويش أبو إسماعيل ومدثر الحسن وخلف الجربوع وعبد الله الخليل وأحمد الحاج صالح وكلهم كانت قد مرت علي فترة ولم أشاهدهم من بداية الحراك تقريبًا، ولكن هم ذهبوا بهدف تحرير مدينة تل أبيض وبقوا فها؛ لأنها كانت أكثر أمانًا لأنه لا يوجد فيها نظام، لكن الذي لفت نظري ونظر الكل أنه لم تكن هناك امرأة غيري موجودة، يعني الهيئة الناخبة والناس الموجودون كلهم رجال، وسألت: لماذا...؟ لأنهم كانوا من معدان قادمون ومن المنصورة ومن الطبقة ومن كل مكان قادمة وفود من أجل الانتخابات، فلا يوجد أحد معه امرأة باستثناء أنا حيث ذهبت من الرقة، قال لهم: نحن دعوناهم ولكنهم كانوا خائفين من أن يحضروا معهم نساء أو يتعرضوا ل... خلال الطريق، رغم أننا في الطريق صارت معنا مشكلة، أخطأنا بالطريق؛ لأن الفرقة 17 على الطريق، ونريد أن نمر باللواء وبالفرقة، فنحن عند اللواء بالقرب من اللواء فلم يعرف الأستاذ هديب أي مفرق أو أي دخلة (حي صغير) يدخل، دخل ولما وصلنا فإذا بنا عند باب اللواء يعني عند مدخل اللواء فالعساكر قالوا: إلى أين أنتم ذاهبون؟ فنظرنا وقلنا لهم: ذاهبون كي نخطب من عين عيسى. أعادونا وقالوا لنا: هذا الطريق هذا اللواء، اذهبوا إلى الطريق الثاني فخرجنا، وقلنا: الحمد لله رب العالمين لو أنهم فقط يعرفون نحن إلى أين ذاهبون كان من الممكن أن نتعرض كلنا للاعتقال لكن الحمد لله رب العالمين. فصار الانتخاب وأنا  كنت مع...، تم تشكيل المجلس، وكان عدم إظهار أي اسم؛ لأننا إذا أردنا أن نرجع على الرقة ونظهر أسماءنا فسيعرضنا للمساءلة والاعتقال.

 المجلس الذي صار هو مجلس محافظة الرقة، كان رئيس المجلس هو الأستاذ عبد الله الخليل، فصار الأستاذ عبد الله الخليل طبعًا لم يكن هناك... فإذا أرادوا أن ينتخبوني فلا أقول: انتخاب لأنني المرأة الوحيدة، فكانوا يريدون أن يضعوني بالمجلس ولم أقبل أن أوضع بالمجلس؛ لأنه لا يوجد غيري امرأة، فتزكية لا أريد هذه التزكية، قلت لهم: أنا أساعد لكن أنا لا أريد أن أكون إلا أن يكون هناك انتخاب، لما دخلنا على تل أبيض، كان الدوار الرئيسي الذي في نصف تل أبيض ملون بعلم الثورة وعليه علم الثورة، فكان شيئًا مفرحًا، وحتى إننا أخذنا صورًا، لكننا كنا خائفين أن تبق بجوالاتنا وأن نرجع على... ونتعرض للحاجز، الناس كانوا سعداء، الحديث مع مدثر الله يذكره بالخير أبو الحسن ومع خلف ومع أحمد الحاج صالح وكيف صار التحرير؛ لأننا رحنا واللقاء كان في البلدية، وكيف صار التحرير والناس كيف...، والمعبر صار مفتوحًا والناس يقدرون أن يذهبوا ويأتوا، فصرنا نقول: "عقبال الرقة إن شاء الله قريبًا الرقة" فهم كانوا يقولون لنا: قريبًا إن شاء الله ندخل على الرقة. ونحن كان عندنا هذا التخوف فنحن لا نريد العسكر أن يدخلوا على الرقة، ابقوا على الحدود ونحن بالمدينة.

 لما دخلنا البلدية مبنى البلدية، وكان الناس الموجودون أعتقد أن تل أبيض كلها كانت موجودة، لأنني لم أعد أتذكر الناس الذين كانوا موجودين، ولكن كان عدد كبير من الناس، ولكن هؤلاء الذين أول الأمر التقيتهم أحمد وخلف والأستاذ سعد فهؤلاء الذين أتذكرهم تمامًا؛ لأنهم أول من استقبلنا، بينما فيما بعد ماهر شدو أتذكر أنه من تل أبيض، ولكن أنا حتى الآن الذي كان يزعجني ودائمًا أذكره أنه لم تكن هناك نساء، فهذه النقطة فعلًا سيئة، وحتى بعد... كنا دائمًا نذهب على الأماكن ولا يكون فيها نساء، لما رحت فحتى إخوتي سألوني: هل أنت ذاهبة؟! لماذا لا توجد نساء ذاهبات؟!  فقلت لهم: ليس لي علاقة بمن يذهب. كانت رنا، ورنا صارت بالمجلس الوطني يعني خرجت لأنه بعد أن قرأت بيان المحامين، ريما كانت نشيطة وشجاعة جدًا لكن ريما كانت زوجة سعد شويش، كانت نشيطة بالرقة، لكن في تل أبيض كان صعبًا فإنه كريف وأن أحدًا يكون قريبًا فصعبة كانت لا تزال هذه المسألة وحديث الناس، بالإضافة للهاجس الأمني والخوف، يعني لا تقدر أن تمنع أحدًا عن الخوف.

  لم يكن هناك... نحن اللواتي كنا ظاهرات بالحراك يعني كلنا نعد على أصابع اليد وكل واحدة يعني كانت سعاد جريئة هي ورمال وغدير، غدير زوجة فراس الحاج صالح، ولا أعرف لماذا لم يذهبوا، أو لماذا ما... هن كن نشيطات أثناء وجود النظام ونشطن أكثر  بعد خروج النظام.

 بالنسبة للمظاهرات طبعًا يوم الجمعة كان دائمًا هناك مظاهرات وبأكثر من نقطة أو بأكثر من منطقة، يعني حتى المناطق ليس فقط تل أبيض، تل أبيض كان يخرج فيها مظاهرة كبيرة حتمًا، لأنه لا يوجد فيها نظام، ولكن في الرقة في الطبقة، الطبقة حراكها كان رائعًا، يعني رغم وجود النظام أنا شاركت في أكثر من مظاهرة بالطبقة، كلنا أصلًا نروح إلى الطبقة، كانت مظاهراتهم أكثر يعني تفش القلب (تنعش) أكثر يعني الهتافات... فأنت تهتف بإسقاط النظام وأنت سعيد بما أن صوتك وحيد، كان الناس كلهم يهتفون والناس كلهم متشجعون أن يخرجوا بالمظاهرات، فكان حراك الطبقة أكبر يعني للأمانة أكثر المظاهرات وأكثر المناطق التي كان فيها الحراك ظل مستمرًا بشكل عال هي مظاهرات الطبقة، الولدة كانوا جريئين كثيرًا بالوقوف بوجه النظام من بداية الحراك حتى وجود "داعش"، كانوا من الولدة الذين هم أكثر عشيرة موجودة بالطبقة هم حتى ينظمون المظاهرات ويحمونها؛ لأنه كانت هناك كتائب تابعة...للفصائل أو كتائب هذه التقسيمات العسكرية أنا لست شاطرة(خبيرة) فيها.

 طبعًا بعد تحرير تل أبيض بدأنا نسمع أنه بدأ تشكيل فصائل أو كتائب بالرقة التي منها لواء ثوار الرقة بقيادة أبو عيسى (أحمد علوش- المحرر) وكانوا يشتغلون بشكل سري جدًا يعني، وكانوا يتحينون الفرصة حتى يتم تحرير الرقة بشكل كامل، ويظهرون بالعلن، فهذا الأمر كان يجعل عندنا تساؤل: أن هذه الفصائل أو الكتائب أو العسكرة بشكل عام ماذا سيكون دورها بالرقة إذا فعلًا تم إخراج النظام من الرقة؟ هل هم سيكونون معنا شركاء بإدارة الرقة أم سنكون بمواجهة جديدة لعسكرة؟ فأكثر الشباب كانت رؤيتهم أنه لا هم سيكونون مساعدين لنا. فكانت هناك تجاذبات واختلافات بمعنى دعوهم خارجًا للحماية فلا يقدر النظام أن يدخل على الرقة على كل مداخل ومخارج الرقة يكونون موجودين سواء من اتجاه الشرق أو من اتجاه تل أبيض أو من اتجاه الطبقة يكونون موجودين والمنطقة المدينة تظل مدنية صرفة وبإدارة مدنية وسياسية من نشطاء وسياسيين الذين هم موجودون بالرقة منذ زمن يعني عندهم، وصار عندهم إدارة  وخبرة بإدارة وحماية ممتلكات الناس وحماية الممتلكات العامة في حال فعلًا تم ذلك؛ لأننا كنا نشاهد أنه مثلًا عندنا مشاهدات سابقة مثلًا: بالعراق كيف لما صارت الفوضى؟ كيف الناس بدؤوا يسرقون الممتلكات العامة، فنحن كان عندنا هذا التخوف، وكان عندنا أننا نحن في حال صار هذا الشيء فنحن مسؤولون عن حماية هذه الممتلكات مع مساعدة العسكرة إذا تطلب الأمر.

 طبعًا إسماعيل وراشد والنشطاء والسياسيون القدماء كانوا رافضين التمويل الذي يأتي من دول إسلامية أو من مجموعات إسلامية؛ لأن الخوف من أي شيء أو...، أما بالنسبة للعسكرة فهم كانوا رافضين دخول العسكر على المدينة، كانوا رافضين؛ لأنهم لا يريدون إدارة عسكرية، لا يريدون أحدًا يحمل سلاحًا هو يدير الأمور أو هو يسيطر على المنطقة، فكانوا دائمًا يرددون أن العسكرة هي للحماية وليست ل... يعني للحماية البعيدة وليست على تماس مباشر مع الناس لأنها ستخلق رد فعل عند الناس بأن هذه الثورة هي فعلًا  مسلحة وممكن أن يكون فيها قتل وكذا وأكثر ولكن للأسف.